عباس رحيم
29-08-2007, 09:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: إنجازات تنظيم القاعدة
إن الله تعالى قد حذر من دعاة السوء والمفسدين في الأرض فقال تعالى: (( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة )) رواه البخاري .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) رواه البخاري .
- وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن أخوف ما خاف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردءا للإسلام انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك قلت: يا نبي الله أيهما أولى بالشرك الرامي أو المرمي قال: بل الرامي )) رواه ابن حبان وصححه الألباني . معنى قوله: ( كان ردءا للإسلام ) أي: حصناً ومدافعاً عن الإسلام .
وقال عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد رحمه الله : إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم بأمر دون العامة فأعلم أنهم على تأسيس ضلالة .
وهذه الأحاديث تصدق على كثير من أتباع تنظيم القاعدة .
البداية: مرت أعمال العنف والإرهاب في المملكة بثلاثة مراحل وهي:
المرحلة الأولى: اعتمد منفذو الإرهاب في هذه المرحلة على بعد شرعي لتبرير أعمالهم وكان شعارهم المضلل الذي كان يرفع لـتبرير تلك الأفعال وهو كلمة حق أريد بها باطل وهو حديث ابن عباس رضي الله عنه كما في صحيح البخاري (( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب )) فكان استهداف المجمعات السكانية للعاملين في المملكة من الكفار الذين دخلوا بأذن ولي الأمر .
المرحلة الثانية: ثم انتقلت هذه الأعمال الإرهابية لاستهداف المؤسسات الأمنية بدعوى أن رجال الأمن يحمون أولئك الكفار أو لأنهم يتصدون لهم فحين أنهم اخذوا على عاتقهم اخرج الكفار من جزيرة العرب .
المرحلة الثالثة: ضرب آبار ومصانع النفط تحت حجة استهداف الاقتصاد الأمريكي دون مراعاة لمصالح المسلمين بل تقاس المصلحة والمفسدة من خلال انعكاسها على تنظيم القاعدة فقط حتى لو أدى ذلك إلى إزهاق أرواح مئات المسلمين أو إفقارهم أو جعل بلادهم مسرحاً كبيراً للقتل والقتال مما يدل على الرؤية القاصرة التي تنطلق القاعدة من خلالها .
- إنجازات تنظيم القاعدة وهي تنطوي تحت :
قال تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ )) .
وهذه هي إنجازات تنظيم القاعدة:
1- تشويه صورة الإسلام والمسلمين وأظهروهم بأنهم مجرد قتلة ومجرمين .
2- أغلق العديد من المعاهد والمدارس الإسلامية كما أغلقت جميع المدارس الإسلامية بألمانيا مما اضطر المسلمون أن يدرس أبناءهم في المدارس النصرانية .
3- أغلق المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي وغيره كالحرمين وغيرها مما تسبب في ضياع الآلاف الأيتام .
4- توقف شبه تام للدعوة الإسلامية في أفريقيا بعدما كادت أن تكون تلك القارة مسلمة بالكامل مما فتح مجال واسع لتنصير هناك .
5- كان للمسلمين وجود وثقل كبير في أمريكا وقد تهاوى ثقلهم حتى ضيق عليهم أيما تضيق .
6- كان المسلمون في بريطانيا في أفضل أوضاعهم حتى كانت عملية القطارات وغيرها قاصمة لهم بين سجن وتسفير وتضيق على الجمعيات الخيرية .
7- كان العدو الأول للإسلام والمسلمين بوش على وشك الهزيمة في معركته الانتخابية غير أنه بأفعالهم تم التمديد له . وكذا العدو الثاني بلير فقد كان يصارع لأجل البقاء فنصروه من خلال عملية القطارات .
8- أشغلوا الدعاة والأمة عن كشف أهل البدع من الرافضة والقبورية وغيرهم بأفعالهم .
9- أشغلوا الدعاة عن فضح العلمانيين وبيان عورهم مما جعل بنو علمان يستمرون في تغريب الأفكار والقيم .
10- رفع مؤشر العلمانيين والليبراليين فقد بزغ نجمهم وأخذ في التصاعد وراحت أمريكا تمدهم بمئات الملايين من الدولارات لتحقيق أهدافهم الهدامة .
11- صرفوا المسلمين عن نصرة نبيهم بعد أن كانت الأمة متجهة بثقلها لنصرة نبيها صلى الله عليه وسلم ضد من أساء إليه .
من غرائب تنظيم القاعدة:
1- دعا قائد تنظيم القاعدة قبل فترة وجيزة كما هو معلوم إلى هدنة لكنها للأسف كانت موجهة فقط لأمريكا وأوربا ولكن هذه الهدنة لم تشمل حقن دماء أهل الإسلام أنها شعارات وخطابات حماسية ترأف بالكافر وتتغاضى عن حقوق المسلمين .
- كيف ينادي قائد تنظيم القاعدة بهدنة مع عدوه في الوقت الذي يلهب فيه مشاعر شباب الإسلام ويغويهم بقتل إخوانهم رجال الأمن وغيرهم ممن يشهد أن إلا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله أو من أصحاب الدماء المعصومة وتخريب اقتصادهم الوطني
- أن هذه من التناقضات التي يجب إلا تمر على العقلاء .
2- تصريح المنظر الشرعي للقاعدة المقدسي الذي عارض بشدة قتل الشيعة في العراق من خلال ما أسماه المناصرة و المناصحة لتلميذه الزرقاوي وأكد على حقن دماءهم وأن ما يحدث ضدهم بالذات لا يجيزه شخصياً . لكنه في هذا التصريح لم ينسى بلادنا والتي أسماها بالجزيرة العربية فخصص لها مصطلحات الحقد والاتهام والتحريض فقد شكك في تراجعات منظري التنظيم في المملكة التي ظهرت في وسائل الأعلام المحلية مع أنهم قد أقسموا على أن تلك التراجعات كانت بمحض إرادتهم . لقد استكثر منهم التراجع وحقن دماء إخوانهم في وطنهم ولم يستكثر خروجه المرتب و الحصري على قناة معينة ليحقن دماء الشيعة في العراق .
- ولا يعني هذا أنني أؤيد استمرار قتل الشيعة والتدمير في العراق أو في أي بلد آخر .
3- نظرية الفسطاطين التي أطلقها قائد تنظيم القاعدة الذي من خلالها شطر العالم إلى حزبين لا ثالث لهما فإما أن تكون معهم في معسكر الإيمان الذي لا كفر فيه أو تكون في معسكر الكفر الذي لا نفاق فيه وهذا يجعل كل من سواهم مستهدف بأي عمل .
انعكاسات عمليات تنظيم القاعدة:
إن انعكاس تصرفات تنظيم القاعدة ليست على أسامة بن لادن وأتباعه بل هي انعكاس على سمعة المسلمين في العالم الذين يقدمون أنفسهم بأنهم أهل رسالة عالمية خالدة من خلال قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )) كيف يقبل الكفار دعوتنا لهم إلى الإسلام وهم يفاجئون بأن هؤلاء المنتمين إلى الإسلام وحماته كما يدعون لم يرحموا أهلهم وبلادهم وذويهم وإخوانهم في الإسلام .
ما هو واجبنا:
واجبنا ما يلي :
1- كشف تنظيم القاعدة بطريقة واضحة لا غموض فيها وخصوصاً ممن يسمع لهم الناس كدعاة وخطباء الجمعة فنحن لسنا أمام تنظيم عادي بل هو تنظيم يستهدف أمن البلد ومستقبله ويفتح للمستعمر باباً يتمناه في وقت بحثه عن بدائل للنفط أو احتلال مواطن النفط وكل هذه الاحتمالات مفتوحة أمام المستعمر وهو سيحمد لهؤلاء في المستقبل هذا الدور الذي يؤدونه بالوكالة عنه وحينها سيكون الخاسر الجميع .
2- إن المنهج الوقائي مهم في مثل هذه الأحوال فإن كثيراً من الشباب يتلقون الأفكار المنحرفة لأنهم لم يسبق لهم أن سمعوا بما ينقض أفكار هؤلاء فيتلقونها باعتبارها من الحق المطلق المحض الذي لا معارض له وهؤلاء يعتبرون صيداً سهلاً لهذه الفئة الضالة فإذا ما حصنا الشباب ابتداء من هذه الأفكار من خلال زرع العقيدة الصحيحة التي تجعل الشاب يفكر في الأمر قبل إن يقبله مرات عديدة ويعرضه على كبار العلماء قبل أن يقدم على أي فعل أو يتبنى أي رأي فإن هذا يصعب معه أن يكون الشاب لقمة سائغة لأهل الشهوات وأهل الشبهات .
3- التعاون مع الجهات الأمنية لمنع تكرار أعمال الإرهاب بالإبلاغ عن أفراد هذا التنظيم وعن من يقدم لهم أي نوع من أنواع الدعم أو من يؤيدهم وهذا من التعاون على البر والتقوى قال تعالى: (( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) .
وليحذر الذين يتسترون على هؤلاء محدثي الفتنة فعن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لعن الله من آوى محدثاً )) رواه مسلم .
4- الإشادة بجهود رجال الأمن الذين أحسنوا التصرف مع هؤلاء المجرمين وأفسدوا تدبيرهم وكانوا بتوفيق الله عز وجل سبباً لإبطال كيدهم فجزاهم الله عنا خير الجزاء ورفع درجاتهم كما أسأله سبحانه أن يتقبل من قتل منهم في هذه العمليات التخريبية في عداد الشهداء ويجري عليه أجر الشهيد ويخلفه في أهله وعياله ومحبيه وأن يشفي مرضاهم ويجعل ما أصابهم سبباً في تكفير ذنوبهم ورفعة درجاتهم إنه سميع مجيب .
الخـاتمـة:
أي جهاد وأي إسلام عند هذه الفئة الباغية فباسم الإسلام والجهاد يقتل أهل الإسلام وتراق دماء معصومة وباسم الإسلام والجهاد تدمر خيرات المسلمين وباسم الإسلام والجهاد يقضى على الصحوة الإسلامية فبالله عليكم ما هو الجهاد الذي يفعله هؤلاء لقد غيروا مفهوم الجهاد لدى كثير من الناس فأصبح الجهاد من خلال هؤلاء يعني سفك الدماء والجهاد يعني التزوير والكذب والخداع بدعوى أن الحرب خدعة أما هؤلاء الأدعياء فليتهم يقرءون التاريخ ويدرسونه فلن يجدوا أن أحداً من أهل الجهاد الحق ففعل كما يفعلون .
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم في الله
د . عباس رحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: إنجازات تنظيم القاعدة
إن الله تعالى قد حذر من دعاة السوء والمفسدين في الأرض فقال تعالى: (( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة )) رواه البخاري .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) رواه البخاري .
- وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن أخوف ما خاف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردءا للإسلام انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك قلت: يا نبي الله أيهما أولى بالشرك الرامي أو المرمي قال: بل الرامي )) رواه ابن حبان وصححه الألباني . معنى قوله: ( كان ردءا للإسلام ) أي: حصناً ومدافعاً عن الإسلام .
وقال عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد رحمه الله : إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم بأمر دون العامة فأعلم أنهم على تأسيس ضلالة .
وهذه الأحاديث تصدق على كثير من أتباع تنظيم القاعدة .
البداية: مرت أعمال العنف والإرهاب في المملكة بثلاثة مراحل وهي:
المرحلة الأولى: اعتمد منفذو الإرهاب في هذه المرحلة على بعد شرعي لتبرير أعمالهم وكان شعارهم المضلل الذي كان يرفع لـتبرير تلك الأفعال وهو كلمة حق أريد بها باطل وهو حديث ابن عباس رضي الله عنه كما في صحيح البخاري (( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب )) فكان استهداف المجمعات السكانية للعاملين في المملكة من الكفار الذين دخلوا بأذن ولي الأمر .
المرحلة الثانية: ثم انتقلت هذه الأعمال الإرهابية لاستهداف المؤسسات الأمنية بدعوى أن رجال الأمن يحمون أولئك الكفار أو لأنهم يتصدون لهم فحين أنهم اخذوا على عاتقهم اخرج الكفار من جزيرة العرب .
المرحلة الثالثة: ضرب آبار ومصانع النفط تحت حجة استهداف الاقتصاد الأمريكي دون مراعاة لمصالح المسلمين بل تقاس المصلحة والمفسدة من خلال انعكاسها على تنظيم القاعدة فقط حتى لو أدى ذلك إلى إزهاق أرواح مئات المسلمين أو إفقارهم أو جعل بلادهم مسرحاً كبيراً للقتل والقتال مما يدل على الرؤية القاصرة التي تنطلق القاعدة من خلالها .
- إنجازات تنظيم القاعدة وهي تنطوي تحت :
قال تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ )) .
وهذه هي إنجازات تنظيم القاعدة:
1- تشويه صورة الإسلام والمسلمين وأظهروهم بأنهم مجرد قتلة ومجرمين .
2- أغلق العديد من المعاهد والمدارس الإسلامية كما أغلقت جميع المدارس الإسلامية بألمانيا مما اضطر المسلمون أن يدرس أبناءهم في المدارس النصرانية .
3- أغلق المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي وغيره كالحرمين وغيرها مما تسبب في ضياع الآلاف الأيتام .
4- توقف شبه تام للدعوة الإسلامية في أفريقيا بعدما كادت أن تكون تلك القارة مسلمة بالكامل مما فتح مجال واسع لتنصير هناك .
5- كان للمسلمين وجود وثقل كبير في أمريكا وقد تهاوى ثقلهم حتى ضيق عليهم أيما تضيق .
6- كان المسلمون في بريطانيا في أفضل أوضاعهم حتى كانت عملية القطارات وغيرها قاصمة لهم بين سجن وتسفير وتضيق على الجمعيات الخيرية .
7- كان العدو الأول للإسلام والمسلمين بوش على وشك الهزيمة في معركته الانتخابية غير أنه بأفعالهم تم التمديد له . وكذا العدو الثاني بلير فقد كان يصارع لأجل البقاء فنصروه من خلال عملية القطارات .
8- أشغلوا الدعاة والأمة عن كشف أهل البدع من الرافضة والقبورية وغيرهم بأفعالهم .
9- أشغلوا الدعاة عن فضح العلمانيين وبيان عورهم مما جعل بنو علمان يستمرون في تغريب الأفكار والقيم .
10- رفع مؤشر العلمانيين والليبراليين فقد بزغ نجمهم وأخذ في التصاعد وراحت أمريكا تمدهم بمئات الملايين من الدولارات لتحقيق أهدافهم الهدامة .
11- صرفوا المسلمين عن نصرة نبيهم بعد أن كانت الأمة متجهة بثقلها لنصرة نبيها صلى الله عليه وسلم ضد من أساء إليه .
من غرائب تنظيم القاعدة:
1- دعا قائد تنظيم القاعدة قبل فترة وجيزة كما هو معلوم إلى هدنة لكنها للأسف كانت موجهة فقط لأمريكا وأوربا ولكن هذه الهدنة لم تشمل حقن دماء أهل الإسلام أنها شعارات وخطابات حماسية ترأف بالكافر وتتغاضى عن حقوق المسلمين .
- كيف ينادي قائد تنظيم القاعدة بهدنة مع عدوه في الوقت الذي يلهب فيه مشاعر شباب الإسلام ويغويهم بقتل إخوانهم رجال الأمن وغيرهم ممن يشهد أن إلا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله أو من أصحاب الدماء المعصومة وتخريب اقتصادهم الوطني
- أن هذه من التناقضات التي يجب إلا تمر على العقلاء .
2- تصريح المنظر الشرعي للقاعدة المقدسي الذي عارض بشدة قتل الشيعة في العراق من خلال ما أسماه المناصرة و المناصحة لتلميذه الزرقاوي وأكد على حقن دماءهم وأن ما يحدث ضدهم بالذات لا يجيزه شخصياً . لكنه في هذا التصريح لم ينسى بلادنا والتي أسماها بالجزيرة العربية فخصص لها مصطلحات الحقد والاتهام والتحريض فقد شكك في تراجعات منظري التنظيم في المملكة التي ظهرت في وسائل الأعلام المحلية مع أنهم قد أقسموا على أن تلك التراجعات كانت بمحض إرادتهم . لقد استكثر منهم التراجع وحقن دماء إخوانهم في وطنهم ولم يستكثر خروجه المرتب و الحصري على قناة معينة ليحقن دماء الشيعة في العراق .
- ولا يعني هذا أنني أؤيد استمرار قتل الشيعة والتدمير في العراق أو في أي بلد آخر .
3- نظرية الفسطاطين التي أطلقها قائد تنظيم القاعدة الذي من خلالها شطر العالم إلى حزبين لا ثالث لهما فإما أن تكون معهم في معسكر الإيمان الذي لا كفر فيه أو تكون في معسكر الكفر الذي لا نفاق فيه وهذا يجعل كل من سواهم مستهدف بأي عمل .
انعكاسات عمليات تنظيم القاعدة:
إن انعكاس تصرفات تنظيم القاعدة ليست على أسامة بن لادن وأتباعه بل هي انعكاس على سمعة المسلمين في العالم الذين يقدمون أنفسهم بأنهم أهل رسالة عالمية خالدة من خلال قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )) كيف يقبل الكفار دعوتنا لهم إلى الإسلام وهم يفاجئون بأن هؤلاء المنتمين إلى الإسلام وحماته كما يدعون لم يرحموا أهلهم وبلادهم وذويهم وإخوانهم في الإسلام .
ما هو واجبنا:
واجبنا ما يلي :
1- كشف تنظيم القاعدة بطريقة واضحة لا غموض فيها وخصوصاً ممن يسمع لهم الناس كدعاة وخطباء الجمعة فنحن لسنا أمام تنظيم عادي بل هو تنظيم يستهدف أمن البلد ومستقبله ويفتح للمستعمر باباً يتمناه في وقت بحثه عن بدائل للنفط أو احتلال مواطن النفط وكل هذه الاحتمالات مفتوحة أمام المستعمر وهو سيحمد لهؤلاء في المستقبل هذا الدور الذي يؤدونه بالوكالة عنه وحينها سيكون الخاسر الجميع .
2- إن المنهج الوقائي مهم في مثل هذه الأحوال فإن كثيراً من الشباب يتلقون الأفكار المنحرفة لأنهم لم يسبق لهم أن سمعوا بما ينقض أفكار هؤلاء فيتلقونها باعتبارها من الحق المطلق المحض الذي لا معارض له وهؤلاء يعتبرون صيداً سهلاً لهذه الفئة الضالة فإذا ما حصنا الشباب ابتداء من هذه الأفكار من خلال زرع العقيدة الصحيحة التي تجعل الشاب يفكر في الأمر قبل إن يقبله مرات عديدة ويعرضه على كبار العلماء قبل أن يقدم على أي فعل أو يتبنى أي رأي فإن هذا يصعب معه أن يكون الشاب لقمة سائغة لأهل الشهوات وأهل الشبهات .
3- التعاون مع الجهات الأمنية لمنع تكرار أعمال الإرهاب بالإبلاغ عن أفراد هذا التنظيم وعن من يقدم لهم أي نوع من أنواع الدعم أو من يؤيدهم وهذا من التعاون على البر والتقوى قال تعالى: (( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) .
وليحذر الذين يتسترون على هؤلاء محدثي الفتنة فعن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لعن الله من آوى محدثاً )) رواه مسلم .
4- الإشادة بجهود رجال الأمن الذين أحسنوا التصرف مع هؤلاء المجرمين وأفسدوا تدبيرهم وكانوا بتوفيق الله عز وجل سبباً لإبطال كيدهم فجزاهم الله عنا خير الجزاء ورفع درجاتهم كما أسأله سبحانه أن يتقبل من قتل منهم في هذه العمليات التخريبية في عداد الشهداء ويجري عليه أجر الشهيد ويخلفه في أهله وعياله ومحبيه وأن يشفي مرضاهم ويجعل ما أصابهم سبباً في تكفير ذنوبهم ورفعة درجاتهم إنه سميع مجيب .
الخـاتمـة:
أي جهاد وأي إسلام عند هذه الفئة الباغية فباسم الإسلام والجهاد يقتل أهل الإسلام وتراق دماء معصومة وباسم الإسلام والجهاد تدمر خيرات المسلمين وباسم الإسلام والجهاد يقضى على الصحوة الإسلامية فبالله عليكم ما هو الجهاد الذي يفعله هؤلاء لقد غيروا مفهوم الجهاد لدى كثير من الناس فأصبح الجهاد من خلال هؤلاء يعني سفك الدماء والجهاد يعني التزوير والكذب والخداع بدعوى أن الحرب خدعة أما هؤلاء الأدعياء فليتهم يقرءون التاريخ ويدرسونه فلن يجدوا أن أحداً من أهل الجهاد الحق ففعل كما يفعلون .
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم في الله
د . عباس رحيم