اليوم شبت وتبت

[عبد الإله]

اليوم شبت وتبت عن كل مافات =وطويت عن كثر الموارد رشايه
هل يتوب الشاعر عن الغزل إذا كان أمضى شبابه وكهولته بطرد الهوى والغزل ونظم القصيد والتوجد على كل ماحوله من جمال..الإجابة عند الشاعر نفسه الذي يستدرك
إلا إذا مرت خطاة الخوندات
اللي مقاديمه تعدى الحضايه
يتبين لنا أن لا عمر الشاعر ولاحرمة الزمان ولا المكان تعيق ثوران بركان العواطف إذا وجد من يثيرها عندالشاعر
فعمر الشاعر والمشيب لم يمنع ابن سبيل من التوجد على المحبوب وهذه المقدمة تقودنا لقصيدة أخرى لم تقف حرمة الزمان والمكان دون ثورانها وظهورها على السطح
والقصيدة نسبت لأكثر من شاعر
فهناك من يقول أنها لجلالة الملك فيصل رحمه الله
وهناك ــ وهو الأرجح ـــ من يقول أنها لـ عبد الله بن لويحان رحمه الله وقالها عندما رأى فتاة أعجبته وهو في الحرم عند باب السلام ويقول فيها

ياحمامه غريبـه عند بـاب الـسـلام =شفت رسم الهوى بأطراف جنحانها
ذكرتنـي طـواريـق الـهـوى والغرام= حارت الرجل بالمسعى على شانها
ليتني طفت معها بالحرم والمقام= ابـعد الناس عنها وارفــع اردانــها
رسمها رسم نجداللي سقاه الغمام =يـاعـرب كـن زهر الورد بأوجانـهـا
عقبهاالعين مـاذاقت لذيذالـمنام =مـن يلوم العـيون بـشـوق خلانـهـا
أتنـشـد ولا جانـي وكـيـد الـعلام =عسكرالقلب عقبـه مات سلطانهـا

وبعد هذه القصيدة وبعد تخطي الشاعر الأول للمشيب وتخطي حرمة الزمان والمكان عند الشاعر الثاني لا شك أن الجميع سيتبادر إلى ذهنهم من تجاوز الحرمات الثلاث
المشيب والزمان والمكان
وكل هذا في قصة وقصيدة بصري الوضيحي وهي أشهر من نار على علم ومطلع القصيدة يقول

التايه اللي جاب بصري يقنه=جدد جروح العود والعود قاضي
وأعتقد أن القصة والأبيات لا تخفى على الجميع
وللجميع التحية والتقدير

[أبو رامي]

بكيت على الشباب بدمع عيني = فما نفع البكاء ولا النحيب
ألا ليت الشباب يعود يوما =فأخبره بما فعل المشيب
البحتري يقول هذا .. وأظنك قرأت كسرة شاعرنا أسير الغرام
( لا يا مشيبي قصدتك عام )
ألا يكفيان دليلا على أن المشيب يخمد ثوران بركان العواطف

على أية حال .. قصدت أن أقول لك آنستنا فقد طولت الغياب

[عبد الإله]

أخي وصديقي واستاذي
أبورامي
لا يخفى عليك ولا على الجميع مدى سعادتي باطلالاتك الرائعة التي دائما تأتي بالجديد ولا تخلو من المفيد .
أتفق معك تماما حول ما ذكرت من أن المشيب يحد من أمور كثيرة وقد سمعنا كثيرا من قصائد التوبه منها وهي أشهر من نار على علم
توبة العوني وكذلك القاضي وحتى ابن لعبون يقال أن له قصيدة توبه ولكنني أعتقد أن المشاعر والأحاسيس لا تتوقف عند حد بل تزيد مع الزمن وأن توبه الشعراء هي توبة عن الذنوب ولجوء إلى الله أما القصيد والغزل فأعتقد أنه في نظر الشعراء عذري وبريء ولا بأس به وقد صاغو توباتهم بقصائد وبابداع هو ناتج ثورة مشاعر.
أكرر شكري وسعادتي بتواجدك
تحيتي لك