محمد علاقي
08-08-2007, 12:19 PM
رحلة متواصلة مع الفكر والأدب والكلمة الدالة تنقلت خلالها الأديبة الشاعرة الدكتورة مريم بغدادي إبان مرحلة الطفرة البترولية العالمية التي حظيت بلادنا منها بالحظ الأوفر , ولكنها وأمثالها من الذين استمالتهم رحلة الدراسة والابتعاث
ومواصلة التعليم العالي اولئك في عزلة اكيدة عن الا نهماك في التكوين المادي وأثره على الثراء الفردي اذلك يكن متكمناً قبل هذا ولكن وجدنا انفسنا في عملية التفاعل الفردي والاجتماعي والوطني والدولي جراء التفاعل مع المؤثرات البترولية الاقتصادية لاسيما على الوطن من ايجابيات وما أكثرها 0 ومن سلبيات طارئة لابد منها لافكاك عنها 0
ورحلة الشاعرة مع الابداع في تلك المرحلة رحلة ذاتية وجدانية خلقت بها غرابة الدارسة والتحصيل في آفاق المثالية والقيم , وما دام انها تعاني مع الاغتراب والا لتصاق بالبحث فإنها بمعزل عن عملية البذل الذاتي والاحتواء الوجداني فلا مساحة زمنية لها لتنافس المراة التي يحتل الوجدان عمرها الزمني فهي تضارب فيه وتبدع وتستحوذ 0
وهي تحكي لوحة لمثلها من الدارسات والدراسين الذين استحوذ عليهم الاستغلال بمظلة البحث داخل الوطن أو خارجه وهي تعالج قضية نسائية وكثير من الرجال قطع دراسته وعادليشارك في التلوين المادي الفردي الذاتي وكثير من الدارسين عاد بعد ان طارت الطيور واحيطت الاراضي بالاسوار وقامت المباني في الاراضي ذات المسافة البعيدة فأضحى ولا سكن ولامنزل وانما يطالب الجامعات بالاسكان لكن مريم البغدادي عانت معاناة المراة التي مصيبتها في الداخل الشعوري 0 ولا تقدر التعبير سوى بالشعر فهو لغتها الوحيدة ومشكاها والتعبير التنفسي 0
أنئبت أنك قد وصلت سوانا = وتركت قلبي في النوى عطشانا
واطعت غيري في الهوى وهجرتني = وصرمت حبلي فاشتفى اعدانا
وهي عملية حوارية بين المتكلم المجروح ذاتياً وبين المخاطب الهاجر الذي اغرته الملامح الجديدة ودفعته روح الطفرة المادية لتلوين حياته بحس نزعاته الوجدانيه المتحركة فتعاود الحوار 0
وحملت أقسى ما يحمله الفتى = جرحاً عميقاً زادني أحزانا
واشتد حزني حين رحت لغيرنا = فينا تعرض ذلة وهوانا
إنها القراءة الواقعية للتفاعلات الوجدانية التعلق بالأحاسيس وثباتها وزيادة وهجها وبين التفلت منها والهروب عنها ففكرها يدور حول عملية التمرد على الحياة الزوجية سواء من المرأة او الرجل ومخاضها الطلاق 0 وهي تستنجد بالاستفهام الذي يثير التامل والبراهين على مقدار المشكلة ومدى تضخيمها وعظمة الحب المحطم وفوق ذلك انفصام عرى الحياة الزوجية والشاعرة تلح على الذات وألمه وطول التشفي بالالحاح على ضمير المتكلم الذي يلتصق بالمعاناة وكلماتها الدالة على عمق الجراح ( ويلي ) و ( يحي ) و ( وراحتي ) و (وتشتتي )
هل يارفيقي خنت عهدك في الهوى = هل في وفائي ما يعيب هوانا
ويلي وياويحي لقلة راحتي = وتشتتي بالحب كم أبكانا
كيف السبيل لقتل شوق قاتلً =شوقً تفجر في الحشا بركانا
والقصيدة تدور حول فضيلة العفة والعفاف وصيانة الأعراض والا لتزام بالتوجيه الرباني 0 فهي توظف لن التي يشير بعض النحوين الى استمراريتها الابدية في التواصل مع تلك القيم رغم التلهف على الود وكل مظاهر التألف والتحاب :
أنا لن اخون ولن تهون مودتي = لكن سمئت الصد والهجرانا
إني وربي حين اطلب رده = كالطفل حين يغادر الأحضانا
وشعر مريم البغدادي يصور معالم حياتها فهي المرأة الوجدانية وهي المثقفة العالمية التي تخضع للعقلانية والتامل والصبر, وهي أيضاً التي درست الحب العذري العربي الذي يتمنى التواصل بالمحجوب بالطريقة الشرعية فحسب وهي وقفت طولا عند شعراء ( التربادور )من الاسبا نيين والفرنسيين الذين يستلذون بحرمان الحب ولا يتمنون الوصل مع المحبوب حتى لا تنعدم جذو الحنين والحرمان والمعاناة 0
سألت عليك يا أملي = وكـا ن الشوق كاللهب
يحرق جل أركــاني =ولا أشكو من النصب
براني الوجد أرقني = وصنت وذاك من أدبي
ســأبقى الوامق المشفوف = مسجوناً مدى الحقب
وهي تجنح للعذريين العرب رغم معيشتها الحب التربادوري في قصيد ةتشتعل بوهج الحرقة والألم وتكبر المعاناة على امتداد الزمن 0
يامنيت قد ضقت ذرعاً بالفرق وبالنوى = إني سئمت من الصدود ومن تباريح الهوى
فهي تكثر من السآمة وتلك ظاهرة ليست عن العذريين العرب ولا عند شعراء التربادور وانما هي نتيجة الا لتحام مع العلم والمعرفة والدراسة الاكاديمية 0
ياروح روحي ذاب قلبي من حنيني واكتوى = والشوق ذر بأضلعي نار المودة والجوى
يامن أراك بعالمي ولا أرى أحد سواك = إني وهبتك مهجتي إن شئت أجعلها فداك
هذي عيوني ضاحكات لو ترى والقلب باك = منذالنوى أخفي الجراح وتشتفي وقتاً تراك
وهي تستمد من المدرسة الواجدانية ( مدرسة ابولو ) التأنق الشعري واستمداد الصور الوجدانية وتوظيف الالفاظ بالمشاعر فالنور والعيون والجمال الساحر والنبع والرقة والورد والملاك الطاهر :
يامن يعذب في فؤادي ثم يشغل خاطري = كالنور يعبث في عيوني في جمال ساحر
كالنبع رقته كورد باسم في ناظري = ياحسنه في كل شيئ كالملا ك الطاهر
وهي تتنازل عن كبرياء الذات التي غالباً ماتقوض أركان الحياة الزوجية فترسل النداء شجياً حزيناً ملوناً بالاهات تبعث به لحبيبها لعله يعود :
عد لي ملاكي كي تجرب صحبتي ومودتي = كيما ترى كيف العذاب وكيف كانت حالتي
إني سقمت من الهوى بل حان وقت نهايتي = ماكان غيرك لي هوى بل انت أقصى غايتي
ويحتل الوجدان الذاتي مساحة كبيرة من ديوانها ( عواطف إنسانية ) وهي تنافح عن الحب منافحة قوية لكن بأسلوب لغوي برهاني وبمضامين توحي بأن الحب غير قابل للبراهين :
قالوا: سحرت به فقلت :لحبه اتطوع =قالوا : جفاك فقلت : إني في النوى لاأجزع
قالوا: سقمت فقلت : راض والمحبة توجع = إن الملامحة في الهوى يالائمي لا تنفع
إذاً فالحب عندها وعند المحبين العاشقين أحساسيس داخلية يقنع العاشق من حبيبه ويعذره وقد سبق جميل معمر :
وإني لا ارضى من بثينة بالذي = لو رآه الواشي لقرت بلابله
وتتحدث عن العفاف ومع معا ناة العشق فإنها ترى الهوى نعمة :
يقول بأن الهوى نعمة = ومن كان صبا فلا يأثم
والشاعرة كما نلحظ في الابيات السابقة تعتمد على القول سؤالاً وايجابه وفيه حوار وفيه جدل اسوة بالاسلوب العلمي
البرهاني وهو يتضح في اسلوب الزمخشري في كشافه المفسر للقرآن بأسلوب بلاغي 0
سجل التاريخ معاناة الرجل واحتلت الوجدان مساحة كبرى من الدواوين العاملية ولكن لم يسجل التاريخ معاناة المرأة الوجدانية الا نادراً فلم نسمع بامراة ابدعت شعراً وجدانياً يعبر عن ذاتها في الشعر العربي ولا في الشعر التربادور0 ولكن ليس معاناة المرأة لم تفصح عن وجدانها بل وجدت لمحات نادرة وفيض عن وجدانه مع العلاقات الاجتماعية والأسرية 0
حتى جاء العصر الحديث فانطلقت المرأة لتبوح بأحاسيسها ويتدفق إبداعها متلوناً بعواطفها رغبة ورهبةً حباً وغضباً ومعاناة نفسية وأمنايات وجدانية وقد انطلقت المرأة في بلدنا تبحر بنا في اعماق الخلجات النفسية للمرأة ومن الرائدات في هذه سلطانه السديري والدكتورة مريم البغدادي فالقارئ لديوانيهما يجدقبسات ولكنها في حذر وضبابية عن سلطانه وانطلاقة كبرى عند مريم البغدادي فالقارئ لديوان (( عواطف إنسانية ) لمريم البغدادي يصحب معاناة المرأة
ويسبراغوراها النفسية فهي تحدثت عن الحب الذاتي العفيف العذري وتحدثت عن الخلافات الزوجية وأمنايها وآمالها في فارس الأحلام وإذا بها تجده في منأى عن تلك الاماني وترتابها الهواجس والظنون , فإذا هي مندفعة بأحاسيسها وإذا هو متان بعقلة 0 وهي تريد الاستحواذ وهو يستعصي :
أواصله في الهوى مخلصاً = ويجفو ويمهجر بل يصرم
وحين أكلمه في الهوى = يشير إلى كما الأعجم
بكل الوسائل افهمته = وعلمته وهو لايفهم
وتأتي مرحلة الابتعاد والهجر وهي تتواصل معه بسائر الوسائل ومنها الابداع الشعري 0
فأزهق بعدكم صبري = وبدد في النوى جلدي
فشوق كاد يفنيني = وشوق زاد في كمدي
وهي تفكر في الانفصال التام عن هذا المحبوب الهاجر ولكن ما ترسخ من حب يثور في داخلها وهي تصوره في خطرات شعورية مثل الموجات الهادئة احياناً والهادرة كثيراً 0
كلما شئت انفصالاً = هزني شوقي وقالا
كيف تحيا دون قلب = مت حباً وانشغالا
وإلا اخال الرجل الا وقد غرق في موج من التفكير ولكنه مشحون بالتامل لمراحل الحياة التي تدعو الى الاعتدال
وتاتي الثورة النسائية الكبرى حين يتم الزواج باثانية وقصيدة بغدادي هي اول قصيدة تمكنت منها التعبير عن تلك التجربة المرة للمرأة 0
قد بعتني ياسيدي قد بعتني = وأهنتني من أجلها ونسيتني
وتتواصل الشتائم لهذه الضيفة الجديدة :
من أجل ماكرة كذوب لمتني = من اجل سيئة الفعال وصمتني
إنها مرحلة الحرب الكلامية التي تولد قرار النفصال والتحول الى مرحلة جديدة مثقلة بهموم الحياة ومخلفة أطفال اشأم كلهم والمصدر الأول زهير بن ابي سلمى فالحرب تخلف الايتام والطلاق يخلف اليتم والتشرد والمعاناة للمطلقة بالوحدة وغيش الحياة واليأس 0
وحرقت الأماني في فؤادي = وشطت ثم قررت اغتيالي
حبتني نار يأسً في عيوني = واعمتني ولم ترأف بحالي
ظلام دامس حولي ترامى = فلم أسعد بشمس أو هلالي
هذه معاناة المرأة الوحيدة المطلقة فكيف بها وقد حملت أثقال أخرى أشد مضضاً كا نفصال الاولاد وهجرهم فهي معاناة الامومة وهجران الأولاد تلك نتائج الخلافات الزوجية رسمات لوحاتها المظلمة الشاعرة مريم بكل ابداع واقتدار 000
في آخر المطاف ونهاية الجزء الاول من معاناة الدكتورة مريم البغدادي في حياتها
انشاء الله في اقرب فرصة سوف نكمل لها من اجزاء والتي تحدثت فيها عن المرأة الحامل التي تنظر ساعة النفاس ومن ثم أستلام صك طلاقها ومعانتها مع الأطفال وتربيتهم وكذلك المعاناة الاخرى في أستقدام الخدم ( المختصين بتربية الأطفال )
تحياتي لكم جميعاً بكل خير وسعادة وأرجو أن اكون قد وفقت في النقل لكم 00
محمد علاقي 0000 جيزان
ومواصلة التعليم العالي اولئك في عزلة اكيدة عن الا نهماك في التكوين المادي وأثره على الثراء الفردي اذلك يكن متكمناً قبل هذا ولكن وجدنا انفسنا في عملية التفاعل الفردي والاجتماعي والوطني والدولي جراء التفاعل مع المؤثرات البترولية الاقتصادية لاسيما على الوطن من ايجابيات وما أكثرها 0 ومن سلبيات طارئة لابد منها لافكاك عنها 0
ورحلة الشاعرة مع الابداع في تلك المرحلة رحلة ذاتية وجدانية خلقت بها غرابة الدارسة والتحصيل في آفاق المثالية والقيم , وما دام انها تعاني مع الاغتراب والا لتصاق بالبحث فإنها بمعزل عن عملية البذل الذاتي والاحتواء الوجداني فلا مساحة زمنية لها لتنافس المراة التي يحتل الوجدان عمرها الزمني فهي تضارب فيه وتبدع وتستحوذ 0
وهي تحكي لوحة لمثلها من الدارسات والدراسين الذين استحوذ عليهم الاستغلال بمظلة البحث داخل الوطن أو خارجه وهي تعالج قضية نسائية وكثير من الرجال قطع دراسته وعادليشارك في التلوين المادي الفردي الذاتي وكثير من الدارسين عاد بعد ان طارت الطيور واحيطت الاراضي بالاسوار وقامت المباني في الاراضي ذات المسافة البعيدة فأضحى ولا سكن ولامنزل وانما يطالب الجامعات بالاسكان لكن مريم البغدادي عانت معاناة المراة التي مصيبتها في الداخل الشعوري 0 ولا تقدر التعبير سوى بالشعر فهو لغتها الوحيدة ومشكاها والتعبير التنفسي 0
أنئبت أنك قد وصلت سوانا = وتركت قلبي في النوى عطشانا
واطعت غيري في الهوى وهجرتني = وصرمت حبلي فاشتفى اعدانا
وهي عملية حوارية بين المتكلم المجروح ذاتياً وبين المخاطب الهاجر الذي اغرته الملامح الجديدة ودفعته روح الطفرة المادية لتلوين حياته بحس نزعاته الوجدانيه المتحركة فتعاود الحوار 0
وحملت أقسى ما يحمله الفتى = جرحاً عميقاً زادني أحزانا
واشتد حزني حين رحت لغيرنا = فينا تعرض ذلة وهوانا
إنها القراءة الواقعية للتفاعلات الوجدانية التعلق بالأحاسيس وثباتها وزيادة وهجها وبين التفلت منها والهروب عنها ففكرها يدور حول عملية التمرد على الحياة الزوجية سواء من المرأة او الرجل ومخاضها الطلاق 0 وهي تستنجد بالاستفهام الذي يثير التامل والبراهين على مقدار المشكلة ومدى تضخيمها وعظمة الحب المحطم وفوق ذلك انفصام عرى الحياة الزوجية والشاعرة تلح على الذات وألمه وطول التشفي بالالحاح على ضمير المتكلم الذي يلتصق بالمعاناة وكلماتها الدالة على عمق الجراح ( ويلي ) و ( يحي ) و ( وراحتي ) و (وتشتتي )
هل يارفيقي خنت عهدك في الهوى = هل في وفائي ما يعيب هوانا
ويلي وياويحي لقلة راحتي = وتشتتي بالحب كم أبكانا
كيف السبيل لقتل شوق قاتلً =شوقً تفجر في الحشا بركانا
والقصيدة تدور حول فضيلة العفة والعفاف وصيانة الأعراض والا لتزام بالتوجيه الرباني 0 فهي توظف لن التي يشير بعض النحوين الى استمراريتها الابدية في التواصل مع تلك القيم رغم التلهف على الود وكل مظاهر التألف والتحاب :
أنا لن اخون ولن تهون مودتي = لكن سمئت الصد والهجرانا
إني وربي حين اطلب رده = كالطفل حين يغادر الأحضانا
وشعر مريم البغدادي يصور معالم حياتها فهي المرأة الوجدانية وهي المثقفة العالمية التي تخضع للعقلانية والتامل والصبر, وهي أيضاً التي درست الحب العذري العربي الذي يتمنى التواصل بالمحجوب بالطريقة الشرعية فحسب وهي وقفت طولا عند شعراء ( التربادور )من الاسبا نيين والفرنسيين الذين يستلذون بحرمان الحب ولا يتمنون الوصل مع المحبوب حتى لا تنعدم جذو الحنين والحرمان والمعاناة 0
سألت عليك يا أملي = وكـا ن الشوق كاللهب
يحرق جل أركــاني =ولا أشكو من النصب
براني الوجد أرقني = وصنت وذاك من أدبي
ســأبقى الوامق المشفوف = مسجوناً مدى الحقب
وهي تجنح للعذريين العرب رغم معيشتها الحب التربادوري في قصيد ةتشتعل بوهج الحرقة والألم وتكبر المعاناة على امتداد الزمن 0
يامنيت قد ضقت ذرعاً بالفرق وبالنوى = إني سئمت من الصدود ومن تباريح الهوى
فهي تكثر من السآمة وتلك ظاهرة ليست عن العذريين العرب ولا عند شعراء التربادور وانما هي نتيجة الا لتحام مع العلم والمعرفة والدراسة الاكاديمية 0
ياروح روحي ذاب قلبي من حنيني واكتوى = والشوق ذر بأضلعي نار المودة والجوى
يامن أراك بعالمي ولا أرى أحد سواك = إني وهبتك مهجتي إن شئت أجعلها فداك
هذي عيوني ضاحكات لو ترى والقلب باك = منذالنوى أخفي الجراح وتشتفي وقتاً تراك
وهي تستمد من المدرسة الواجدانية ( مدرسة ابولو ) التأنق الشعري واستمداد الصور الوجدانية وتوظيف الالفاظ بالمشاعر فالنور والعيون والجمال الساحر والنبع والرقة والورد والملاك الطاهر :
يامن يعذب في فؤادي ثم يشغل خاطري = كالنور يعبث في عيوني في جمال ساحر
كالنبع رقته كورد باسم في ناظري = ياحسنه في كل شيئ كالملا ك الطاهر
وهي تتنازل عن كبرياء الذات التي غالباً ماتقوض أركان الحياة الزوجية فترسل النداء شجياً حزيناً ملوناً بالاهات تبعث به لحبيبها لعله يعود :
عد لي ملاكي كي تجرب صحبتي ومودتي = كيما ترى كيف العذاب وكيف كانت حالتي
إني سقمت من الهوى بل حان وقت نهايتي = ماكان غيرك لي هوى بل انت أقصى غايتي
ويحتل الوجدان الذاتي مساحة كبيرة من ديوانها ( عواطف إنسانية ) وهي تنافح عن الحب منافحة قوية لكن بأسلوب لغوي برهاني وبمضامين توحي بأن الحب غير قابل للبراهين :
قالوا: سحرت به فقلت :لحبه اتطوع =قالوا : جفاك فقلت : إني في النوى لاأجزع
قالوا: سقمت فقلت : راض والمحبة توجع = إن الملامحة في الهوى يالائمي لا تنفع
إذاً فالحب عندها وعند المحبين العاشقين أحساسيس داخلية يقنع العاشق من حبيبه ويعذره وقد سبق جميل معمر :
وإني لا ارضى من بثينة بالذي = لو رآه الواشي لقرت بلابله
وتتحدث عن العفاف ومع معا ناة العشق فإنها ترى الهوى نعمة :
يقول بأن الهوى نعمة = ومن كان صبا فلا يأثم
والشاعرة كما نلحظ في الابيات السابقة تعتمد على القول سؤالاً وايجابه وفيه حوار وفيه جدل اسوة بالاسلوب العلمي
البرهاني وهو يتضح في اسلوب الزمخشري في كشافه المفسر للقرآن بأسلوب بلاغي 0
سجل التاريخ معاناة الرجل واحتلت الوجدان مساحة كبرى من الدواوين العاملية ولكن لم يسجل التاريخ معاناة المرأة الوجدانية الا نادراً فلم نسمع بامراة ابدعت شعراً وجدانياً يعبر عن ذاتها في الشعر العربي ولا في الشعر التربادور0 ولكن ليس معاناة المرأة لم تفصح عن وجدانها بل وجدت لمحات نادرة وفيض عن وجدانه مع العلاقات الاجتماعية والأسرية 0
حتى جاء العصر الحديث فانطلقت المرأة لتبوح بأحاسيسها ويتدفق إبداعها متلوناً بعواطفها رغبة ورهبةً حباً وغضباً ومعاناة نفسية وأمنايات وجدانية وقد انطلقت المرأة في بلدنا تبحر بنا في اعماق الخلجات النفسية للمرأة ومن الرائدات في هذه سلطانه السديري والدكتورة مريم البغدادي فالقارئ لديوانيهما يجدقبسات ولكنها في حذر وضبابية عن سلطانه وانطلاقة كبرى عند مريم البغدادي فالقارئ لديوان (( عواطف إنسانية ) لمريم البغدادي يصحب معاناة المرأة
ويسبراغوراها النفسية فهي تحدثت عن الحب الذاتي العفيف العذري وتحدثت عن الخلافات الزوجية وأمنايها وآمالها في فارس الأحلام وإذا بها تجده في منأى عن تلك الاماني وترتابها الهواجس والظنون , فإذا هي مندفعة بأحاسيسها وإذا هو متان بعقلة 0 وهي تريد الاستحواذ وهو يستعصي :
أواصله في الهوى مخلصاً = ويجفو ويمهجر بل يصرم
وحين أكلمه في الهوى = يشير إلى كما الأعجم
بكل الوسائل افهمته = وعلمته وهو لايفهم
وتأتي مرحلة الابتعاد والهجر وهي تتواصل معه بسائر الوسائل ومنها الابداع الشعري 0
فأزهق بعدكم صبري = وبدد في النوى جلدي
فشوق كاد يفنيني = وشوق زاد في كمدي
وهي تفكر في الانفصال التام عن هذا المحبوب الهاجر ولكن ما ترسخ من حب يثور في داخلها وهي تصوره في خطرات شعورية مثل الموجات الهادئة احياناً والهادرة كثيراً 0
كلما شئت انفصالاً = هزني شوقي وقالا
كيف تحيا دون قلب = مت حباً وانشغالا
وإلا اخال الرجل الا وقد غرق في موج من التفكير ولكنه مشحون بالتامل لمراحل الحياة التي تدعو الى الاعتدال
وتاتي الثورة النسائية الكبرى حين يتم الزواج باثانية وقصيدة بغدادي هي اول قصيدة تمكنت منها التعبير عن تلك التجربة المرة للمرأة 0
قد بعتني ياسيدي قد بعتني = وأهنتني من أجلها ونسيتني
وتتواصل الشتائم لهذه الضيفة الجديدة :
من أجل ماكرة كذوب لمتني = من اجل سيئة الفعال وصمتني
إنها مرحلة الحرب الكلامية التي تولد قرار النفصال والتحول الى مرحلة جديدة مثقلة بهموم الحياة ومخلفة أطفال اشأم كلهم والمصدر الأول زهير بن ابي سلمى فالحرب تخلف الايتام والطلاق يخلف اليتم والتشرد والمعاناة للمطلقة بالوحدة وغيش الحياة واليأس 0
وحرقت الأماني في فؤادي = وشطت ثم قررت اغتيالي
حبتني نار يأسً في عيوني = واعمتني ولم ترأف بحالي
ظلام دامس حولي ترامى = فلم أسعد بشمس أو هلالي
هذه معاناة المرأة الوحيدة المطلقة فكيف بها وقد حملت أثقال أخرى أشد مضضاً كا نفصال الاولاد وهجرهم فهي معاناة الامومة وهجران الأولاد تلك نتائج الخلافات الزوجية رسمات لوحاتها المظلمة الشاعرة مريم بكل ابداع واقتدار 000
في آخر المطاف ونهاية الجزء الاول من معاناة الدكتورة مريم البغدادي في حياتها
انشاء الله في اقرب فرصة سوف نكمل لها من اجزاء والتي تحدثت فيها عن المرأة الحامل التي تنظر ساعة النفاس ومن ثم أستلام صك طلاقها ومعانتها مع الأطفال وتربيتهم وكذلك المعاناة الاخرى في أستقدام الخدم ( المختصين بتربية الأطفال )
تحياتي لكم جميعاً بكل خير وسعادة وأرجو أن اكون قد وفقت في النقل لكم 00
محمد علاقي 0000 جيزان