المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر المصري بشير عياد وإهداء للمجالس الينبعاوية



أبو رامي
28-07-2007, 03:39 PM
بالصدفة تصفحت مدونة الأديب والشاعر المصري بشير عياد التابعة لموقع مكتوب على هذا الرابط
http://basheerayyad.maktoobblog.com/?post=350211
وفوجئت أثناء تصفحي لها بهذا الموضوع المهدى لأعضاء منتدى المجالس الينبعاوية أنقله لكم بفرح غامر وشكر كثير
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

وقفة مـَــعَ عَـبــِيدِ بن ِالأبــْــرَص
ـــــــــــــــــــ

( مُهداة ٌ إلى أعضاء مُنتدى " المجالس الينبعاوية " وقرائهم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحــــــــــــذير ( صحّي )

هذه الدراسة ُعن شاعر جاهلي بزغ مع بدايات استقامة القصيدة العربية ، لغته صعبة وجافة ، وتحتاج إلى صبر وقوة تحمل في التعامل معها ،، ومن لا يتمتع بهذه الملكات لن يستطيع تكملة القراءة .

هو عَبيدُ بنُ الأبرص بن حَنْتَم ، و قيل : ابنُ جُشَم من بني أسد ، من شعراء الجاهلية ولا يُعرفُ زمنُ مولده ، كانت وفاتُه في سنة 555 ميلادية ( قبل ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بحوالي ست عشرة سنة ميلادية ) وفي رواية أخرى سنة 598 ميلادية ، وفي رواية ثالثة سنة 605 ميلادية، وكان عَبيد من سادات قومه المشهورين وفرسانهم المعدودين ، و كان في أيامه حُجْرُ بنُ الحارث - أبو امرئ القيس الشاعر الفحل - ملكًا على بني أسد ، و لما تمرّد بنو أسدٍ على حُجْر ، و أبوا أن يدفعوا له الجباية ، و قتلوا رسله ، غضب وسار إليهم بجنده فجعل يقتلهم بالعصا ، فسمّوا " عبيد العصا " ، لكنهم - بعد حينٍ - تمكـّنوا من حُجر و قتلوه ، فهددهم ابنه امرؤ القيس بفرسان قحطان ، و بأنه " سيحكم فيهم ظُبَى السيوف وشَبَا الأسنّة شفاءً لقلبه وثأرًا لأبيه " فخاطبه عَبيد في مواضع كثيرة يفتخر فيها بمآثر قومه ويتحداه ، ومن ذلك قوله:



يـاذا المُخَوِّفَنَــا بِمَقْتََل شَيْخِـــهِ=حُجْـرٍ ، تَمَنِّيَ صَاحِبِ الأحْلاَمِ
لا تَبْكِنَـا سَفَهًـا ولا ســاداتِنـا =واجْعَلْ بُكَاءَكَ لابْنِ أُمِّ قَطَـــامِ
حُجْرٍ ، غَدَاةَ تَعَاوَرَتْهُ رماحُنَـا=بالقـاعٍ بينَ صَفـاصِـفٍ وإِكَـامِ
حتَّى خَطَرْنَ بِهِ وَهُنَّ شَوارِعٌ=مــن بينِ مُقْتَصِـدٍ وآخَـرَ دَامِ

يتهكم على امرئ القيس ويصف تهديده لهم وتوعده إياهم بالأحلام والأماني وكلها تضليل في تضليل ، و يطالبه بأن يبكي أباه حُجرًا ( ابن قطام ) ، و يعاود تذكيره بواقعة قتلهم أباه وكيف كانت رماحهم تتداوله بالطعن على قاع الأرض الصفصف – المستوية – وبين الإكام - ما ارتفع من الأرض - ولم يتركوه إلا قتيلا ممزقًا مهانا .

ثم يُعَيّر امرأ القيس بإحجام قومه وتراجعهم ، و بالتجائه إلى قيصر ليتحالف معه ضد الأسديين ، و يدعو عليه بأن يهلك بأرض الشام قبل أن يصل إلى قيصر :


لمَّـا رَأَيتَ جُمُـوعَ كِنْـدَةَ أَحْجَمَــتْ=عنَّــا ، وَكِنْــدَةُ غَيْــرُ جِــدِّ كِـرامِ
أَزَعَمْتَ أنَّكَ سوفَ تأتي قيصرًا؟!=فَلْتَهْلِكَــنَّ إِذًا وَأَنْــتَ شَــــآمـــي

وفي نهاية الموقف يوجه إليه إحدى رسائله مؤكدًا أنهم لا ينقادون لأحد وليس هناك من يقودهم بل إن الناس يتبعونهم من غير أن يقودوهم :



نأبى على الناسِ المَقَادَةَ كُلِّهِم=حتّى نَقُـودَهُــمُ بغيــرِ زِمَــامِ


كان امرؤ القيس فحلا من فحول الشعر في العصر الجاهلي ، و أجمع الرواة والمؤرخون على وضعه على رأس القائمة أميرًا للشعراء في ذلك العصر الذى بلغ فيه العرب قمة الفصاحة والبلاغة و البيان ، غير أن بني أسد – قاتلي أبيه الملك حجر - قد وضعوا حدًّا بين لهوه وجدِّه واختطفوه من دوامات اللهو ليقول قولته الشهيرة : " اليومَ خمر ، و غدا أمر " ، ولم تكن إفاقته إلا إيذانا بدخوله طريق النهاية حيث كدّ في طلب ثأر أبيه فقاده ذلك المسعى إلى حتفه .

ظلّ عَبيدُ بن الأبرص ، الشاعر الفارس ، لسان حال بني أسد أو " وزارة إعلامهم " يقاتل معهم ويخوض الأهوال ، و عندما " تضع الحرب أوزارها " يسجّل انتصاراتهم في شعره ، ويفتخر بها على الأقوام معددا بطولات قومه ، و لم يكن في سجل بنى أسد أعظم من انقلابهم على الملك حجر وقتله ، يعاود عَبيد وصف ما فعلوه بامرئ القيس بقتلهم أباه :


سَقيْنا امْرَأَ القَيْسِ بْنِ حُجْرِ بْنِ حَارثٍ=كــؤوسَ الشَّجَــا حتّى تعــوَّدَ بالقَهْـرِ
وأَلْهَــاهُ شُــرْبٌ نَــاعِــمٌ وقُــراقِــرٌ =وأَعْيَــاهُ ثـأرٌ كـانَ يطلُـبُ في حُجْــرِ
وَذَاكَ لَعَمـْرِي كـانَ أسْهَـلَ مَشْـرَعًـا=عليهِ مـن البِيْضِ الصَّـوَارمِ والسُّمْـرِ

" القُراقر : الحادي الحسن الصوت "
يقول : لقد سقينا امرأ القيس كؤوس الهم والحزن حتى تعوّد القهر وارتضاه " الباء زائدة في
" بالقهر " للضرورة الشعرية " ، و تعوّد اللهو والشراب بعد أن أرهقناه في طلب ثأر أبيه ، والقهر واللهو والشرب هم ملاذه الأخير ، وذاك أسهل عليه من ملاقاتنا .
وفي تقريع مو جع يقول عَبيد لامرئ القيس :


أَتُوعِدُ أُسْرَتي وَتَرَكْتَ حُجْرًا=يُرِيغُ سَوَادَ عَيْنَيْهِ الغُـــــراَبُ
أَبَوْا دِيْنَ الملوكِ فَهُم لَقَـــاحٌ =إذا نُدِبوا إلى حَرْبٍ أجابــوا
فلو أدْرَكْتَ عِلباءَ بنَ قَيْـــسٍ=قَنِعْتَ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإيَـــابِ

يقول له : أتوعد أسرتي وتهددها ، و تركت أباك قتيلا ينقر الغرابُ عينيه ليأكلهما ، إن قومي - أسرتي - قد لُقّحوا الحرب والشجاعة ، و أنك لو لاقيت عِلباء بن قيس - أحد أبطال بني أسد - لكانت أكبر غنائمك أن تنجو منه .

ويُقال إن عَبيدًا قد عُمّر طويلا جعله ابن رشيق في " العمدة " ثلاثمائة سنة ، بينما جاء في مصادر أخرى أنه لم يتجاوز المائة ، غير أن كثيرا من شعره يوحي بأنه عاش طويلا إلى "درجة الملل " ، هذه الرحلة العمرية الطويلة صبغت شعره بطابع الحكمة ، و لم تجعل شعره وقفا على الفخر أو التحدي المتواصل لامرئ القيس كبير الشعراء وزعيمهم في ذلك الوقت .

ومن شعره الذي يؤيد امتداد عمره هذه القصيدة التي يعدد فيها الملوك الذين شاهدهم وعاصرهم ، ثم ينهيها ببيت من الحكمة :


وَلَتَـأْتِيَـنْ بَعـدي قـــرونٌ جَمَّــةٌ =تــرعى مَخــارِمَ أيكَـةٍ وَلَـــدودَا
فالشّمسُ طالعةٌ ، و ليلٌ كاسِفٌ =والنّجـمُ تجـري أَنْحُسًـا وسُعُُـودَا
حتّى يُقـالَ لمـنْ تَعَــرَّقَ دَهْـرَهُ =ياذا الزمانةِ هــلْ رأيتَ عَبِيْدَا ؟
مــائَتَيْ زمــانٍ كــامــلٍ وَنَصِيَّةً=عشريـنَ عشتُ مُعَمَّرًا محمـودَا
أدركتُ أوّلَ مُلْكِ نصْْـرٍ نـاشِئًـا =وبنـــاءَ سِنْـــدادٍ وكـــانَ أُبيـــدََا
وطلبـتُ ذا القَـرنيـنٍ حتّى فـاتني=ركضًا وَكِدتُ بــأن أرى داؤودا
مــا تَبتَغي مِـنْ بَعْـدِ هــذا عيشَةً=إلاَّ الخلــودَ ، و لــن تنالَ خُلودَا
وَلَيَفْنَيَنْْ هَــذا وَذَاكَ كِـــلاهمــا =إلاَّ الإِلَـــهَ وَوَجْهَـــهُ المعبـــودَا

يقول إنه عاش مائتين وتخطاهما ولا يدري إلى متى ، ثم يؤكد الحقيقة اليقينية التي لا تقبل الشك وهي أنه لن ينال الخلود مهما يطل العمر به وتتعاقب عليه القرون ، و كل شيء سيفنى لا محالة ولا يبقى إلا الإله ووجهه الكريم ، ( مع الوضع في الاعتبار أن عَبيدا مات أو أُعدم قبل مجيء الإسلام ) .

ولا تخلو قصيدة أو مقطوعة من شعر عَبيدٍ من بيت أو بيتين من الحكمة ، في فخرة ... أو غزله ... أو وصفه ... لا ينسحب من العمل من دون أن يخط شيئًا من عصارة الدهر الذي عاشه :


صَبِّـرِ النَّفْسَ عِنْــدَ كُــلِّ مُلِــمٍّ=إنَّ في الصبــرِ حِيْلَةَ المُحتالِ
لا تَضِيقَــنَّ في الأمــورِ فقــدْ=تُكْشَفُ غُمّّـاؤهـا بغيرِ احْتيالِ
رُبَّما تَجْزَعُ النفوسُ منَ الأمرِ=لــهُ فُــرْجَــةٌ كَحَــلِّ العِقَـــالِ

وقد كان شعر عَبيد بن الأبرص في غالبيتة شعرًا جافا خشن اللغة وحشي الألفاظ ، و بعض قوافيه عويصة عصية ، و في شعره مالا يمكن فهمه دون اللجوء إلى المعاجم ، و شعره مضطرب - كما وصفه ابن سلام الجُمحي في كتابه " طبقات فحول الشعراء " - وكثير من أوزانه يشوبه الوهن والاضطراب الواضح بالفعل ، ربما كان ذلك لأن الأوزان - في أيامه - لم تكن قد استقرت بعد :


تُلاوِصُ في المَدَاصِ مُلاوِصَاتٌ=لــهُ مَلْصَى دَوَاجِــنَ بِالمِــلاصِ

هذا بيت من قصيدة من حرف الصاد ، لم يكتفِ عبيد بأن يجعل من " الصاد " حرف الرَّوِي فقط بل نثر " صاده " في فضاء النص بشكل مفزع يجعل من لغتنا لغةً جافة ومزعجة ، و من الشعر شيئا لا يطاق :


وَبَاصَ وَلاَصَ مِنْ مَلَصٍ مَلاَصٍ =وحوتُ البحـرِ أسـودُ أو مِــلاصُ

في البيت الأول : " تلاوص : من لاوَصَ ، خَادَعَ ، المداص : المغاص في الماء ، الملصى : المراد هنا السمك ، الدواجن : المؤلفة ، الملاص : من ملصت السمكة من اليد ، أي انسلت وهربت " .

وفي البيت الثاني : " باص : هرب واستتر ، لاص : حاد ، ملص : زلق ، مَلاص : زلق أيضا ، مِلاص : أبيض ( في هذا البيت ) " .

ويُلاحَظ أنه " أقوى " - من إقواء - في البيت الثاني حيث جاء بكلمة مرفوعة في آخر البيت بينما القصيدة كلها تدور حول الصاد المخفوضة - أي بالكسر - ، و الإقواء : عيب من عيوب القافية يأتي فيه الشاعر بالضم مع الكسر .

إلاّ أن الرجل المسكين لم يسلم من لوم السيدة حرمه وتقريعها إياه إذ عيّرته بالشيب والكبر ، فنراه في موقف لا يحُسد عليه خاصة أن المذكورة وجهت له اللوم والعتاب ليلاً :


أَلاَ عَتَبَتْ عَليَّ اليــومَ عِـرْسِـي =وَقَــدْ هبَّــتْ بِلَيْــلٍ تَشْتَكِينـــــي
فقالتْ لي : كَبِرْتَ! فَقُلتُ : حَقًّا =لَقَـدْ أَخْلَفْــتُ حِينًــا بعــد حِيــنِ

وبعد اعترافه وتسليمه بموقفه الصعب وأنه لم يعد كما كان وأن الأيام لن تعود به إلى الوراء ، يرسم لنا الصورة المؤسفة التي هو عليها وكيف تعامله تلك المواطنة بشكل يدعونا للبكاء ، و يعطينا العظة والعبرة :


تُريني آَيَةَ الإعـراضِ منهـــا =وَفَظَّــتْ في المقـالَــةِ بَعْـدَ لِيْنِ
وَمَطَّــتْ حَـــاجِبَيْهــا إذ رَأَتْني=كَبِرْتُ وأنْ قد ابيَضَتْ قــروني
فقلتُ لها : رُوَيْدَكَ بَعْضَ عَتْبي=فـــإنّي لا أرى أن تــــزدهيني
وعِيشي بالـــذي يُغْنِيكِ ، حتّى=إذا مـــا شِئْتِ أن تنــأَي فَبِيني

لملم عبيد بن الأبرص آلامه وأشجانه بعد أن أعربت له السيدة حرمه ذات ليلة عن استيائها منه ومطّت حاجبيها وفظّت في القول ، فوافقها على أن شبابه قد ذهب بالفعل ولن يعود وخيّرها بين أن ترضى به على هذه الحال ، أو أن تبينَ وتبحث عن رجل غيره إذا رأت أن ما عنده لم يعد يكفيها .

وراح الشاعر يبكي الديار ويقف على الأطلال يسائلها عن أحبابه الذين تساقطوا وتركوه للعمر الذي طال به و لم يبق معه في رحلته غير الألم :


لمَن الدّيارُ بِبُرقَةِ الرَّوْحَـــانِ ؟=دَرَسَتْ وَغَيَّرهَا صُرُوفُ زَمَانِ
فَوَقَفْتُ فيهـــا نــاقتي لِسُؤَالِهَــا=فَصَرَفْـتُ والعَيْنـــانِ تَبْتَــدِرَانِ
أيّـــامَ قـومي خيـرُ قـومٍ سُوقَـةً=لمُعَصِِّبٍ ، وَلِبَــائـسٍ وَلِعَــانـي
فَخَََلَدْتُ بَعْدََهُمُُ ولستُ بخــالــدٍ=فالـدهـرُ ذو غِيَــرٍ وذو ألــوانِ
اللهُ يَعْلَـمُ مــا جَهِلْــتُ بِعَقْبهِِـــمْ=وَتَـذَكُّــرِي مــافـــاتَ أيَّ أوانِ

لكن امرأته لا تتركه " في حاله " وتعاود تعييره بالكبر والشيب وتريد مفارقته فيسألها لماذا لم تفارق في سالف الدهر والليالي الخوالي أيام كان شابا قويا يمنحها كل ما تريد ؟‍ ! :


تلكَ عِرسي تَروْمُ قِدْمًا زيـــالي=أَلِبِيْـــنٍ تــريـــدُ أمْ لِـــدَلالِ ؟!
إن يَكُنْ طِبُّكِ الــدّلالَ فَلَـــَوْ في=سـالفِ الدّهرِ والليالي الخوالي
أنـــتِ بيضــــاءُ كالمهـــاةِ وإذ=آتيكِ نشــوانَ مُــرْخِيًــا أذْيــالي
فـاتـركي مَـطَّ حـاجبيكِ وعِيشي=مَعَنَــا بالــرّجـــاءِ والتَّـــأمــالِ
أو يَكُــنْ طِبُّكِ الـــزيــالَ فـــإنَّ=البَيْنَ أن تعطِفي صدورَ الجِمَالِ

ويتوقع أن هناك من " لعب" لامرأته في أفكارها أو في"الهارد ديسك" فيطالبها بأن تتمسك بما بقيَ من حيائها وترفض أقوال الوشاة وترضى بماهي فيه لأنها لو تركته فلن تجد خيرا منه :


فارفضي العـاذلينَ وَاقْنَيْ حيــاءً=لا يكـــونـــوا عليكِ حَظّ مَِثَــالي
وبِحَــــظٍّ ممــــا نعيــــشُ فــلا=تذهبْ بك التُّرهَاتُ في الأهوالِ
مِنْهُـمُ مُمْسِـــكٌ ومنهمْ عَــدِيــمٌ=وبخيــلٌ عليــكِ فــــي بُخَّـــالِ

ثم ينتقل بنا عبيد إلى لوحة أخرى فتلوح أطلال سلمى من البعيد البعيد، فيأخذنا إليها في قصيدة أخرى:


تَعَفَّتْ رُسُومٌ من سُلَيْمَى دَكَادكَا=خَلاَءً تُعَفِّيْهَا الرّيَاحُ سَوَاهَِكَــــا

" الدكادك : مفردها دكدك ، و هي الأرض التي فيها غلظ ، و السواهك : مفردها ساهكة ، و هي الريح العاصفة الشديدة " .

أبو رامي
28-07-2007, 03:39 PM
هذه إحدى القصائد التي جمع فيها عَبِيد بن الأبرص تاريخ قومه ومعاركهم التي قتَّلوا فيها من قتَّلوا ، فيبدو قومه وكأنهم لم يتركوا أحدًا إلا وقاتلوه ، و لا أدري سر هذا الانقلاب المفاجيء في حياة هؤلاء بعد أن كانوا سوقةً وعبيدًا أذلةً يبكون بين يدي الملك حُجْر ويلتمسون منه العفو والصفح ، و في شعر عبيد قصيدة ميمية تنضح بالذل والمهانة - قبل عهده بقصائد الفخر المغالى فيه - يستعطف فيها الملك حجرًا على بني أسد بعد أن كان قد أخذ سرواتهم وضربهم بالعصي حتى سموا " عبيد العصا " ، وصيّرهم إلى تهامة لأنه لا يريد أن يساكنهم أو يراهم :


يا عَيْنُ فـــــابْكي مـــا بني=أَسَــدٍ فَهُمْ أهلُ النّـــدامَــــهَْ
إِمّا تَركْتَ تَرَكْــــتَ عَفْوًا=أو قَتَلتَ فَلاَ مــــلامَــــةْ
أنـــتَ المليكُ عليْهِـــــمُ=وَهُمُ العبيدُ إلى القيامَــةْ
ذَلُّوا لِسَوْطِكَ مثلَ مــــا=ذَلَّ الأُشَيْقِرُ ذو الخِزَامة

الأشيقر ، تصغير الأشقر وهو الفرس ، و الخِزَامة : حلقة يشد فيها الزمام ، يقولون : جعل في أنف فلان الخزامة ، أي أذلَّهُ !!

هناك انقلاب تاريخي ـ إذًا ـ حدث في حياة بني أسد - قوم الشاعر عبيد - نقلهم نقلة كبرى بعد أن ثاروا على الملك حجر وقتلوه ، لقد كانوا عبيدا أذلةً يمشون منكسي الرؤوس ، مكسوري العيون ، و عندما هبّوا ليتخلصوا من كبتهم وعارهم وليأخذوا بثأر الذين قتلهم الملك حجر ، فعلوا ما لم يحلموا به إذ تمكنوا من قتل الملك نفسه ودانت لهم السيطرة وذاع صيتهم ليخشاهم الآخرون ، حتى رأينا شاعرهم عبيدًا يسخر مرّ السخرية من امرئ القيس الشاعر الفحل الفذ ، و يجلده في قصيدة تلو قصيدة ويعيّره بأنه لن يقوى على منازلتهم ولن يستطيع الأخذ بثأر أبيه الذي قتلوه حتى لو استعان بقيصر وغير قيصر .

وبالفعل ، مات امرؤ القيس دون ثأر أبيه حيث رحل إلى القيصر يستنصره ويدعوه للتحالف معه ضد بني أسد ، وأثناء عودته مات بالطريق متأثرا بالسموم التي تسربت إلى جسده من الحلة المسمومة التي أهداها إليه القيصر ليقتله بها بعد أن علم أن امرأ القيس خانه في بيته ، و أنه - بالرغم من احتياجه إليه أشد الاحتياج - لم يرع حرمة الذين استجار بهم ، فوضع له " حتفه " في حلة مزركشة فبلع الطعم ، و مات بها .

نعود إلى القصيدة : " تَعَفَّتْ رسمومٌ من سُلَيمى دكادكا .... " ونقتطف منها الجزء الذي يتهكم فيه ابن الأبرص على امرئ القيس ويسخر منه و يتفاخر بقومه :


ويومَ الربــابِ قد قَتَلْنَــا هُمَامَهَـــا =وحُجْرًا قَتَلْنــــاهُ وَعَمْــرًا كَذَلِكَــــا
وَنَحْنُ قَتَلْنَــا جَنْــدَلاً في جُمُوعِــهِ =وَنَحْنُ قَتَلْنَـــا شَيْْخَــهُ قَبْــلَ ذَلِكــــا
وأنتَ امْــــرُؤٌ أَلْهَـــاكَ دِفءٌ وَقَيْنَةٌ=فَتُصْبِحُ مَخْمُــورًا وتُمْسِي كَذَلِكَــا
عن الـوِتْرِ حتّى أَحْرَزَ الوِتْرَ أَهْلُـهُ=وأنــتَ تُبَكِّـــي إِثْــرَهُ متهــالِكََــــــا
فلا أنتَ بالأوتــارِ أَدْرَكْتَ أهْلَهَــا=ولم تَكُ إِذْ لــم تَنْتَصِرْ مُتََمَــاسِكَــا
وَرَكْضُكَ - لولاهُ لَقَيْتَ الذي لقوا=فَذَاكَ الـذي أنجاكَ مِمّــا هُنَالِكَـــا
ظَلِلْــتَ تُغَنّي إنْ أَصَبْــتَ وَلِيْــدَةً=كــأَنَّ مَعَدًّا أصبَحَتْ في حِبَــالِكَـا

" الوتر : الثأر والانتقام " ... يقول له ألهاك الشرب والرقص والغناء عن الانتقام والثأر لأبيك ، و لم تعد تملك سوى البكاء بعد أن لذت بالفرار ونجوت من القتل ومن ورود حياض الموت التي أوردنا أهلك إياها .

أما أبدع قصائد عَبِيدٍ على الإطلاق فهي داليتُه المطولة التي مطلعها :


لِمَنْ دِمْنَةٌ أَقْوَتْ بِحَرَّةِ ضَرْغَدِ=تلوحُ كَعُنْوَانِ الكتـابِ المُجَدَّدِ

والتي طرزها بالمعاني والصور الجميلة ، بدأها بالمساءلة عن دمنة سَعْدةَ ثم يتغزل بهذه المرأة الجميلة - سَعْدةَ - و يشبهها بالمهاة وينصرف إلى وصف المهاة ثم يعود مرة أخرى إلى سَعْدةَ ، و ينطلق إلى الفخر بنفسه .. بعفته وحلمه وحسن رأيه ، ثم إلى الحكم ، وهو - هنا - عندما يسخر من امرئ القيس يغلف ذلك بالحكمة ، و ببراعة شديدة ينهي القصيدة الشاهقة دون أن يختل أو يضطرب أو يصطنع ، لتبقى وحدها كافية بأن تشير إليه وتجعله في عداد الشعراء البارزين في العصر الجاهلي وعلى امتداد خريطة الشعر ما دام هناك من يقرأ العربية ويتذوق رحيقها المتدفق من أعماق الفجر العربي الأول وحتى قيام الساعة .

تلك الدالية الفضفاضة التي تركها عبيد كقلادة شعرية مطرزة بلآلئ الحكمة ، لم يكن كثيرا عليها أن يعتبرها النقاد من " مجمهرات العرب " ومن عيون الشعر على مر العصور .

بعد أن يقف عَبيدٌ بالأطلال ، يدلف بنا إلى الحديث عن سَعْدة التي يدللها هنا بـ " سُعدى " ويصف ثناياها ومدى شوقه إليها :


فَقَدْ أوْرَثَتْ في القلـــبِ سُقْمًــــــا يَعُــودُهُ=عِيَــــادًا كَـــسُــمِّ الـــحيَّــــةِ المُتَــــــرَدّد
غَــدَاةَ بَــدَتْ من سِتْــرِهــا ، و كَــأَنَّمَــــا=تَحُــــــفُّ ثنـــايــاهـــا بِحَـــالِـــكِ إِثْمِــدِ
وَتَبْسِـــمُ عـــن عَـــذْبِ اللّثَــــاثِ كَـــأَنَّهُ=أَقَـــاحي الـــرُّبَى أضْحَى وظــــاهِرُهُ نَدِ
فــــإنّي إلى سُعْدَى و إنْ طـــالَ نَــأيُهــا=إلى نَيْلِهَا - ما عشتُ – كالحائِم الصَّدِي

الإثمد هو الكحل ، و كان من عادة نساء العرب أن يرششنه على لثاتهن ليبين نصوع بياض أسنانهن ، و اللثاث ... جمع لثة ، والحائم الصدي هو العطشان .

وبعد أن يخلص من وصف شوقه و لوعته وتحرّقه إلى سَعْدة التي أسعدته في أيامهما الخوالي ، يدخل في ماراثون طويل من الحكمة لم تحفل به أية قصيدة من قصائده الأخرى ، يمر إلى ذلك من خلال افتخاره بعفته وحلمه ، فيقول :



لَعَمرُكَ ما يخشى الخليــطُ تَفَحُّشِي=عليه ، و لا أنأى على المُتَـــــوَدِّدِ
ولا أَبْتغِي وُدَّ امرئٍ قــــلَِّ خَيْــرُهُ=ولا أنا عَنْ وَصْلِ الصّديقِ بأَصْيَدِ
وإنّي لأُطْفِي الحربَ بعد شُبُوبِهــا=وقد أُوْقِدَتْ للغَيِّ في كلِّ مَــوْقِــدِ
فَأَوْقَدْتُها للظّالِم المُصْطِلي بِهَـــا=إِذَا لم يَزَعْهُ رَأْيُـــهُ عــن تَـــرَدُّدِ

( الخليط ، الجار أو الصاحب أو العشير ، و الأصيَد ، هو الذي يرفع رأسه تكبُّرا ، يزعه .. يكفّه ويمنعه ) .

ثم يعلن أنه ذو رأي سديد وفي الوقت نفسه لا يقول إنه الأوحد في زمانه ويسدد نصائحه بسهولة ويسر وكأنه يتنفس ، عكس قصائده الأخرى التى بدا فيها وكأنه يَقُدّ من صخور :


وإنّي لَــــذُو رأي يُعـــاشُ بِفَضْلِـــهِ=وما أنا من عِلْمِِ الأمـــــورِ بمبتدِي
إذا أَنْــتَ حَمَّلْتَ الخؤونَ أمــانَــــةً=فإنّكَ قــــــد أَسْنَدْتَهـــا شَـــرَّ مُسْنَدِ
وَلاَ تُظْهِرَنْ حُبَّ امِرئٍ قَبْلَ خُبْرِهِ=وَبَعْدَ بلاءِ المرءِ فَاذْمُـــمْ أوِ احَمدِ
ولا تَتْبِعَنْ رأيَ مَــــنْ لـــم تَقُصَّهُ=ولكن برأي المرءِ ذي اللُّبِّ فاقْتَدِ

وبعد فاصلٍ من شعر الحكمة يعاوده " الحنين " إلى السخرية من امرئ القيس فليدغه لدغة موجعة قبل أن يعود إلى الحكمة مرة أخرى .

وتتمثل هذه السخرية من امرئ القيس في تصغير اسمه احتقارًا له ، و يكتفي بهذا التصغير للتقليل من حجمه والاستهزاء به وبتهديداته الجوفاء التي ذهبت أدراج الرياح ، و يظل متحكما - عَبيد - في الإمساك بفيض الحكمة الذي حلّ عليه في هذا العمل وملأ ضفاف القصيدة :


تَمَنَّى مُرَيْءُ القَيْسِ موتي ، و إنْ أَمُتْ=فَتِلْكَ سَبِيْــــلٌ لَسْــتُ فيهـــــــا بَأَوْحَــدِ
لعــلَّ الــذي يـــرجــــو رَدَايَ وَمَيْتَتِي=سَفَــاهًــا وَجُبْنًا ، أنْ يكونَ هُوَ الرَّدِي
فَما عَيْشُ من يَرْجُو هَلاكي بِضَائِري=ولا مــوتُ من قد ماتَ قبلي بِمُخْلِدِي


قمة الحكمة والتعقل ووزن الأمور بميزانها الصحيح ، و يبدو أن الأيام قد تركت بصماتها بوجدان الشاعر وصبغت كلماته بعصارة التجارب المريرة التي اكتوى فيها طيلة رحلة عمره المزمنة ، فإذا كانت كتب التاريخ الأدبي تقول إن عمر الشعر العربي - على أبعد حدود المتفائلين - يبدأ قبل الإسلام بمائتي عام على أقصى تقدير ، و إذا كان عَبيد قد عاش إلى الثلاثمائة من العمر ، فهذا معناه أنه عاش نصفها بالتمام قبل أن يبدأ التاريخ الحقيقي للشعر فقد رحل قبل ميلاد الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بحوالى ست عشرة سنة ميلادية ، كما أن بدايات عَبيد الشعرية محاطة بالأساطير وتقول إنه كتب الشعر كبيرًا ، وهذا معناه أنه عاصر جميع شعراء المعلقات وفحول العصر الجاهلي .

في نهاية القصيدة يخلص بنا إلى أنه لكل امرئٍ منا أيامه المعدودة ، و أن حبال المنية تترصد الحميع وأن الذي لم تعلقه هذه الحبال اليوم ستعلقه في الغدِ ، و على كلٍّ أن يتهيأ ويستعد لذلك اليوم الآتي لا محالة :


وللمـــرءِ أيـــــامٌ تُعَــــدُّ وقَــدْ رَعَــتْ=حِبَالُ المنــــايــا للفتى كُلَّ مَـــرْصَـــدِ
مَنِيّتُهُ تجــــري لـــوقـــتٍ ، و قَصْرُهُ=ملاقاتُها يومًا على غيـــرِ مَـــوْعِـــدِ
فمن لـــم يَمُتْ في اليــــومِ لاُبــدَّ أنَّهُ=سَيَعْلَقُـــــهُ حَبْـــلُ المَنِيَّةِ فـــي غَـــدِ
فَقُلْ للذي يَبْغي خلافَ الذي مَضَى :=تَهَيَّأْ لأخـــرى مِثْلِهَــا فَكَــــأنْ قَـــدِ
فإنّا وَمَنْ قـــد بَــادَ منّـــا فَكَالـــذي=يروحُ وكالقــاضي البتاتِ لِيَغْتَدِي

( البتات : الزاد ، يريد كالذي يصنع زاده ليسافر غدوةً )

هكذا تنتهي هذه القلادة العربية المرصعة بأبيات الحكمة وعصارة خبرات السنين ، و إذا كنتُ قد قلت إن العرب اعتبروها من عيون شعرهم ، فإنني أعود لأقول إن الإمام الشافعي - رضي الله عنه – قد تمثل ببعض أبياتها ونسبها البعض إليه وجاءت في ديوانه - ديوان الشافعي - على أنها من شعره لامن شعر عبيد بن الأبرص ، فكيف حدث الخلط بين شعر عبيد بن الأبرص وشعر الإمام الشافعي - رضى الله عنه ؟!

شعر الإمام الشافعي كله درر فى الحكمة والموعظة ، جرت أبياته مجرى الأمثال ، و في ظني أن الأبيات الثلاثة المأخوذة من شعر عبيد ، و التي دخلت ديوان الإمام الشافعي يتحمل وزرها الرواة لأن الإمام ربما تمثّل بها لما فيها من حكمة بالغة وسهولة وبساطة في اللفظ ، الأبيات الثلاثة تبدأ من قول عبيد :" تَمنَّى مُرئُ القيس موتي وإنْ أَمُت .... " وردت بالتمام في ديوان الإمام الشافعي - مع تعديل طفيف في بعض الألفاظ - وآخر طبعة لديوان الإمام صدرت عن " الهيئة المصرية العامة للكتاب " ضمن مشروع مكتبة الأسرة (1997 ) ، في صفحتي 27 ، 28 نطالع :

" قال الأصبهاني : حدّثنا ابن القاسم قال أملى علينا الزبير بن عبد الواحد يقول : سمعت الحسن بن سفيان يقول : سمعت حرملة يقول : سمعت الشافعي يقول :



تَمََنَّى رجالٌ أن أمِوتَ وإن أمُـــــــتْ=فتلكَ سبيــــلٌ لِسْتُ فيهـــا بـأوحـــــدِ
وما موتُ من قد ماتَ قبلي بضائري=ولاعيشُ من قد عاشَ بعدي بمُخْلدي
لعلَّ الذى يـــرجـــو فنائي ويَــــدَّعي=بِهِ قَبْلَ موتي أن يكونَ هُوَ الــــرَّدِي

أعتقدُ أن الرواة أخطأوا في نسب الأبيات التي لجمالها وقربها من النفس تمثّل بها الإمام الشافعي الذي كانت حياته كلها فيوضا من الأنوار والمعاني الراقية السامية .

ولكن .. كيف كانت نهاية شاعرنا عبيد بن الأبرص ؟!

سنضحك كثيرا إذا علمنا أنه عاش ثلاثمائة سنة ثم مات مقتولا بلا ذنب اقترفه ...... تقول الأسطورة إن المنذر بن ماء السماء ( ملك الحيرة وقتها ) كان له بناءان ( غريان ) مشهوران أو قبران لاثنين من نداماه كانا - القبران - مطليين بالدماء ، و كان للمنذر يومان كل عام يوم نعيم ويوم بؤس يجلس فيهما عند الغريين ، أول من يخرج عليه في يوم نعيمه يعطيه مائة من الإبل الشؤم (أي السود ) ، و أول من يطلع عليه في يوم بؤسه يعطيه رأس ظَرِبان أسود ( حيوان في حجم القط مائل للسواد ذو رائحة كريهة تنفر منها الحيوانات ) ثم يأمر به فيُذبح ويغّرى بدمه الغريان ( القبران ) ، و كان من حظ عَبيد أن يكون أول من يشرف على الملك في يوم بؤسه ، وبعد طول محاورة كان لابد من قتل عبيد الذي طلب أن يسقوه خمرا حتى تموت مفاصله ثم يقتلوه ، و قبل أن يشرب آخر شربة في حياته قال :


وخيرّني ذو البؤس في يـــــوم بؤسِهِ=خِصالاً أرى في كلهّا الموتَ قد بَرَقْ
كما خُيِّرَتْ عادٌ من الدّهـــــرِ مـــرَّةً=سحائبَ ما فيها لــــذي خِيْرَةً أَنَـــقْ
سحـائبَ رِيْـــــح لـــــم تُوَكَّلْ ببلدِةٍ=فتتـركهــــا إلاًّ كمـــــا ليلةِ الطَّلَقْ

( الأنق : الفرح بالشئِ والإعجاب به ، الطلْق - بسكون اللام - : وجع الولادة ، وفتحها هنا لوقوفه على الساكن ) .

وقُتل عبيد وغُذّي بدمه الغريان وانطوت صفحته ، و صار مضربا للأمثال عند العرب فيقولون " يوم عبيد " لليوم المشؤوم الطالع .

ولا حول ولا قوة إلا بالله .


ينبغي أن نشير إلى أن الشيخ أحمد بن الأمين الشنقيطي قد اعتبر عبيد بن الأبرص واحدًا من شعراء المعلقات وجاء في كتابه " شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها" ـ الصادر عن ( دار الفلم ـ بيروت ـ لبنان ـ بدون تاريخ ) ـ بقصيدة عبيد التي مطلعها:


أقفرَ من أهلهِ ملـــــحوبُ=فا لقُطَّبِيَّـــــــــاتُ فالذَّنوبُ

معتبرا إياها واحدة من المعلقات العشر طبقا لرؤيته ، في الوقت الذي لم يرد فيه ذكر عبيد لدى شرّاح المعلقات السبع الأكثر ذيوعًا و شهرة .


وبعد فإن رجلا يهدينا هذه المشاركة القيمة بظهر الغيب ولا يدري إن كنا سنطلع على مدونته أم لا لحري أن نبادله الحب بالحب وأن نهديه باقة من أكاليل الزهور

الشاهين
28-07-2007, 04:47 PM
نعم له منا الف تحية وتقدير ,فعلا يستحق الشكر هذا الرجل وكما اسلفت استاذي حري بنا ان نبادله الحب الحب .

نسيم الليل
28-07-2007, 05:14 PM
يستحق هذا الرجل أن نهديه باقة من الورود لاهداءه هذه المشاركة الجميلة لاعضاء المجالس الينبعاوية
وشكرا لك أستاذي العزيز أبورامي لاطلاعنا على هذه الرائعة للشاعر المصري بشير عياد .

محمد علاقي
28-07-2007, 08:25 PM
يستحق هذا الرجل أن نهديه باقة من الورود لاهداءه هذه المشاركة الجميلة لاعضاء المجالس الينبعاوية
وشكرا لك أستاذي العزيز أبورامي لاطلاعنا على هذه الرائعة للشاعر المصري بشير عياد الذي هوفي الحقيقة
من الاسلوب الذي اتبعه للشرح الموفى يجعلك من اول وهله أن لهذا الرجل اطلاع ومتعمق في الشعر الجاهلي والشعر المملوكي وكذلك العثماني فله منا التحية والتقدير 000


محمد علاقي 000 جدة

أبو حنين
28-07-2007, 11:20 PM
وهذه باقة الورد مهداة من المجالس للشاعر بشير عياد


http://www.sptechs.com/pub/_flowers/roses-00004.jpg
(http://www.sptechs.com/pic-center/igallery.asp)

الريفي2
29-07-2007, 01:40 PM
يستحق هذا الرجل أن نهديه باقة من الورود لاهداءه هذه المشاركة الجميلة لاعضاء المجالس الينبعاوية
وشكرا لك أستاذي العزيز أبورامي لاطلاعنا على هذه الرائعة للشاعر المصري بشير عياد الذي هوفي الحقيقة
من الاسلوب الذي اتبعه للشرح الموفى يجعلك من اول وهله أن لهذا الرجل اطلاع ومتعمق في الشعر الجاهلي والشعر المملوكي وكذلك العثماني فله منا التحية والتقدير 000

أبو عمرو
29-07-2007, 02:39 PM
الشكر ، كل الشكر للشاعر / بشير عياد ، على هذا الإهداء الرقيق

ونحن بدورنا نهدي إليه حديقة ورد.

مع شكري وتقدري للمشرف العام / أبو رامي ، على هذه الاقتناصة غير المستغربة .