ينبع اليوم
21-07-2007, 01:27 PM
وخلت الساحة من الخال
منصور محمود عبدالغفار
انني مؤمن بأن الموت حق، وانه سنة الله في خلقه وانه لن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا وان لكل أول آخر، ولكل بداية نهاية الا الله فهو الأول بلا بداية، وهو الآخر بلا نهاية.. والموت حتما هو نهاية الاحياء من الكائنات.. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام.. لكن ما يحز في النفس ويصيبها هلعا وجزعا فقدان غال عزيز.. قريب الى النفس.. ومع كامل الايمان بأحقية الموت تمتلئ النفس حزنا وألما للفراق، ولن نقول الا ما يرضي الله. رحل الخال.. ترجل الفارس.. ترك الساحة بعد أن ملأها فرحا غير مبتذل وحكمة بلا جدل ونصحا وشفافية قل ما تغضب متلقيها.. رحل الخال وقد كان حكيما بعيد النظر.. انه خال واخ وصديق.. اب وابن في ود عميق..
هو الخال العزيز الغالي (حامد احمد عبدالرحمن النقادي) شقيق الوالدة الغالية مما مكنني ومتعني بالتعلم والاحتكاك بشخص الرجل.. فهو واسع الاطلاع لماح.. موضوعي في محاوراته.. عفيف اليد واللسان يحب عمله.. يخلص المعاملة لزملائه ولمعارفه بكل الوضوح.. حساس للغاية أثقل على نفسه بالحساسية المفرطة وقد تكون أحيانا تغضب الآخرين لكنها حساسية صادقة بلا ضرر أو أذى، صدقته وأصدقته فصادقته، أحبني وأحببته.. وأحب من يعرفه، مألوفا.. متحدثا لبقا.. منصتا ذكيا.. له مواقف انسانية خفية قد لا يدركها ولا يعرفها حتى أقرب الناس إليه فهذه عادته، لا يقول بما يفعل ويكره ان يقال ويغضب على من يقول.
نعم خلت الساحة من الخال.. تركها في هدوء كما كان الهدوء طبعه.. لم يمرض طويلا. وكأنما قناعته تبعته الى مرضه، كانت أيامه قليلة.. برحيله ترك فراغا كبيرا تصعب استعاضته.. أسأل الله ان ينزل عليه شآبيب رحمته، واني اذ اعزي نفسه فالعزاء موصول لابنه محمد واخوانه واخواته وللسيدة الفاضلة الوفية زوجته.
اللهم ارحمه .. اللهم اغفر له
اللهم أعنا صبرا على فقده وأحشره في زمرة عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. انك القادر على كل شيء، ولا يدوم الا وجه الله و«انا لله وانا اليه راجعون».
عكاظ
( الجمعة 06/07/1428هـ ) 20/ يوليو/2007 العدد : 2224
منصور محمود عبدالغفار
انني مؤمن بأن الموت حق، وانه سنة الله في خلقه وانه لن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا وان لكل أول آخر، ولكل بداية نهاية الا الله فهو الأول بلا بداية، وهو الآخر بلا نهاية.. والموت حتما هو نهاية الاحياء من الكائنات.. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام.. لكن ما يحز في النفس ويصيبها هلعا وجزعا فقدان غال عزيز.. قريب الى النفس.. ومع كامل الايمان بأحقية الموت تمتلئ النفس حزنا وألما للفراق، ولن نقول الا ما يرضي الله. رحل الخال.. ترجل الفارس.. ترك الساحة بعد أن ملأها فرحا غير مبتذل وحكمة بلا جدل ونصحا وشفافية قل ما تغضب متلقيها.. رحل الخال وقد كان حكيما بعيد النظر.. انه خال واخ وصديق.. اب وابن في ود عميق..
هو الخال العزيز الغالي (حامد احمد عبدالرحمن النقادي) شقيق الوالدة الغالية مما مكنني ومتعني بالتعلم والاحتكاك بشخص الرجل.. فهو واسع الاطلاع لماح.. موضوعي في محاوراته.. عفيف اليد واللسان يحب عمله.. يخلص المعاملة لزملائه ولمعارفه بكل الوضوح.. حساس للغاية أثقل على نفسه بالحساسية المفرطة وقد تكون أحيانا تغضب الآخرين لكنها حساسية صادقة بلا ضرر أو أذى، صدقته وأصدقته فصادقته، أحبني وأحببته.. وأحب من يعرفه، مألوفا.. متحدثا لبقا.. منصتا ذكيا.. له مواقف انسانية خفية قد لا يدركها ولا يعرفها حتى أقرب الناس إليه فهذه عادته، لا يقول بما يفعل ويكره ان يقال ويغضب على من يقول.
نعم خلت الساحة من الخال.. تركها في هدوء كما كان الهدوء طبعه.. لم يمرض طويلا. وكأنما قناعته تبعته الى مرضه، كانت أيامه قليلة.. برحيله ترك فراغا كبيرا تصعب استعاضته.. أسأل الله ان ينزل عليه شآبيب رحمته، واني اذ اعزي نفسه فالعزاء موصول لابنه محمد واخوانه واخواته وللسيدة الفاضلة الوفية زوجته.
اللهم ارحمه .. اللهم اغفر له
اللهم أعنا صبرا على فقده وأحشره في زمرة عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. انك القادر على كل شيء، ولا يدوم الا وجه الله و«انا لله وانا اليه راجعون».
عكاظ
( الجمعة 06/07/1428هـ ) 20/ يوليو/2007 العدد : 2224