المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف ننمي الإبداع لدى الطفل



الواثـق
15-01-2003, 10:56 AM
الطفل هو الثروة الاساسية للوطن ومن ثمة فان تنمية القدرة الخلاقة والمبدعة تصبح هي الهدف الاسمى لأي تثقيف اذا م اردنا للمجتمع ان يرقى وينهض واذا ما قصدنا نماء اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً .

والمبدعون هم ركائز اساسية وضرورية لمجتمع متقدم فهم ينتجون المعرفة الانسانية ويطورونها ويطوعونها للتطبيق ، وهم الامل في حل المشكلات التي تعوق التقدم الحضاري وهم القوة الدافعة نحو تقدم الوطن ورفاهيته واسعاده . واداء المبدعين ليس نتاجاً لقدرات عقلية معرفية فقط ولا هو مزيج من القدرات المعرفية والسمات المزاجية للفرد فحسب بل هويتهم في سياق اجتماعي يحيط بالفرد في مراحل عمره المختلفة فييسر ظهور الاداء الابداعي ويدفع الى تنميته او يعوق ظهوره. وضخامة الخسائر في الثروة الانسانية تتمثل في اطفال نابغين لايجدون تشجيعاً عن اظهار نوع من البحث عن هويتهم تمنعهم مواد مقروءة او مسموعة او مرئية في مجال ادب الاطفال عن مواصلة هذا البحث فيضيعون في الطريق ويتوقفون عن البحث عن هويتهم في سياق اجتماعي مناسب ومشجع ، انهم قد يصبحون اشقياء منهم يخرج الجانحون ومدمنو المسكرات والمقدمون على الانتحار والمرضى النفسيون . ومجال ادب الاطفال بما يتضمنه من قصص واشعار ومجلات وكتب ومسرح وموسيقى وافلام وبرامج اذاعية وتلفزيونية مجال مهم له دوره في التشجيع على الابداع وتنمية القدرات الابتكارية والاخلاقية لدى الطفل. ففي ادب الاطفال خبرات متنوعة شاملة ومتكاملة والطفل يتلقى من هذه الخبرات ما يعده للاستجابة بطريقة موجبة لخبرات حيوية قادمة ويصحب تدريب الطفل على تنظيم بعض وظائفه الحيوية جو وجداني خاص يغلب عليه الحب والتمثيل والتشجيع فهو يتعلم من خلال هذه الخبرات التي تقدم له والتي يعايشها ، انه متميز يمكنه السيطرة على وظائفه ويمكنه انجاز الخبرات الجديدة وحل المشكلات بل يتم تدريبه على اعادة التوافق مع ظروف الاحباط والفشل خلال محاولاته التواصل للحلول المناسبة .

وادب الاطفال باعتباره وسيطا تربوياً يتيح الفرص امام الاطفال لمعرفة الاجابات عن اسئلتهم واستفساراتهم ومحاولات استكشاف واستخدام الخيال وتقبل الخبرات الجديدة التي يقدمها ادب الاطفال ، انه يتيح الفرصة امام الاطفال لتحقيق الثقة بالنفس وروح المخاطرة في مواصلة البحث والكشف وحب الاستطلاع والدافع للانجاز الذي يدفع الى المخاطرة العلمية المحسوبة من اجل الاكتشاف والتحرر من الاساليب المعتادة للتفكير والميل الى البحث في الاتجاهات الجديدة والاقدام نحو ماهو غير يقيني وتفحص البيئة بحثاً عن الخبرات الجديدة والمثابرة في الفحص والاستكشاف من اجل المزيد من المعرفة لنفسه وبيئته .

هذا كله يعني أن ادب الاطفال يوفر سياقاً نفسياً اجتماعياً يراعي سمات الابداع وينميها خلال عملية التفاعل والتمثل والامتصاص من حيث استثارة المواهب عن طريق تحقيق جو من التسامح والدفء العاطفي والحب والديمقراطية انه يمثل ثقافة جزئية على الطفل في المرحلة العمرية التي ينمو فيها معرفيا ووجدانيا ومهاريا ، كما انه يمثل جانبا مهما من جوانب التربية الرسمية . التي توثر فيه وبالتالي فان ادب الاطفال في تنمية الابداع والتاثير ايجابا او سلبا في القدرات الابداعية هو دور اساسي وجوهري .

غير انه في ضوء الدراسات العلمية المختصة اتضح أن معظم المواد المقروءة والمسموعة والمرئية التي تقدم للاطفال تقدم خارج المدرسة وداخلها ترتبط بثقافة الذاكرة لا بثقافة الابداع فهي حقائق سردية تقريرية وقضايا مسلم بصحتها وهي تعيد لفكر الطفل القاريء والمستمع والمشاهد، وهي خزائن مملوءة بالحقائق والمعلومات والمفاهيم وامثلتها لاتسمح بالتجريد وبها جزئيات وتصريحات غير منظمة وبها خبرات غير مباشرة منفصلة عن البيئة وعن الوظيفة كما انها لاتحقق حوارا مع الطفل وهي مادة تخلو من التعليل والتفسير والموازنة واعمال الفكر واهمال البحث عن العلاقات بين القضايا والبعد عن استخدام الخيال .

لتنمية الابداع لدى الطفل وتشكيل الطفل المبتكر ووضعه في سياق اجتماعي يساعده على تنمية قدراته وفكره وخياله واهم هذه الامور يمكن مراعاتها عند مواد ادب الطفل او عند تنفيذ مايلي :

- وضع مادة ادب الاطفال على شكل مشكلات تستثير الطفل وتتحدى عقله وتفتح المجال امامه كي يفكر تفكيراً عمليا وتفسح المجال لخيال الطفل كي يتصور .

- عرض مواد ادب الطفل على انها نتيجة تطور لايقف عند حد وعلى اتاحة التحري للعقل بعرض المقدمات ثم النتائج وافساح المجال امام الطفل للتجريد من حالات متعدده وتحرر عقليته من المحرمات الفكرية والدعوة الى فحص البيئة بحثا عن خبرات جديدة

- تدريب الطفل على الاستماع الناقد والقراءة والمشاهدة والترحيب بابداء الراي والدعوة الى التفسير والتعليل والموازنة بين الاراء والحقائق وكشف العلاقات والدعوة الى استخدام الخيال والمخاطرة العلمية المحسوبة .




( الواثق )