المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عزيزي الشاعر التافه.. حلول سريعة قد تعالجك من مرض "اشتموني"



عيوني موت يارايق
29-06-2007, 05:21 AM
الاقتصادية" من الرياض - 14/06/1428هـ
قد لا يستوعب بعض القراء فكرة أن يطلب أحدهم من آخر شتمه!، هي فكرة غير منطقية وبعيدة تماما عن استيعاب أحدهم، إلا أنك لو ذكرت نفس الفكرة لصحافي عمل فترة بسيطة في الصحافة المهتمة بالشعر لبدأ يروي حكاياته الكثيرة مع الشعراء الذين طلبوا منه شخصيا شتمهم!
وكما هو سهل على أرباب الصحافة الشعبية أن ينشر قصيدة مرسلة من قارئ يمدح بها محرر الصفحة نفسها ويمجده ويقول فيه ما لم يقله محمد عبده في الأماكن! فسهل أيضا أن يأتي شاعر ما إلى صحافي ما ليسأله بكل أدب: سيدي وحبيبي وقرة عيني.. أتوسل إليك أن تشتمني، وأن تشرشحني في صفحاتك المهمة والمؤثرة على ساحة الأدب الخليجي، و"ما تخلي فيني مغز إبرة" إلا وتلسعه بقلمك الخارق للعادة!
"أي والله" إننا لا نبالغ، وهو ما حصل في صفحات "بالمحكي" مع أكثر من شاعر كنا نعتقد أنهم قبلا "محترمين"!، وما حصل مع أكثر من صحافي في هذا المجال، ولتسألوا أهل الخبرة في هذا الشأن ليفيدوكم أكثر في هذا الموضوع، إذ إن ما نحن بصدده الآن ليس معالجة الأمر أدبيا وانتقاده صحافيا، بل هو تدخل إنساني عاجل لمساعدة هذه الحالات المرضية، ولذلك على الإخوة الذين لديهم رغبة صادقة في العلاج، أن يؤمنوا الآن أنهم المعنيون بالكلمات التي سيقرأونها بعد هذه المقدمة!

عزيزي الشاعر التافه: طلبك على العين والراس، وها نحن نفرد موضوعنا الرئيس في "بالمحكي" لشتم حضرتك شتما يليق بتاريخك الشعري والأدبي السخيف، إلا أن ذكر اسمك في الموضوع قد يحرمك الأجر في مساعدة إخوانك التافهين أمثالك ممن يطلبون "الشتم"، كما أن ذكر اسمك في مطبوعة كفيل بتسطيحها، وتسطيح من يعملون فيها، لذلك "عيش حياتك" وتخيل أنك المعني بالموضوع.
يا جاهل: لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، هذه الجملة يجب أن تكون نبراسا لك لصنع نموذج يقتدي به الآخرون، يجب ألا يكون نموذجا شعريا بالضرورة، قد يكون نموذجا علميا يكتشف لأول مرة عن "السخف" كمدرسة خاصة بك، وقد يأتي بعدك أجيال أكثر سخفا يرون في نموذجك علما يستحق أن يُدرس، فالعالم الذي أنتج ثقافة "الهيب هوب"، لا يُستغرب منه أن يقبل ثقافات أكثر سخافة! فـ "الهيبيين" كما تعلم لا يطلبون من أحد شتمهم، رغم أنهم لا يهتمون لو شتمهم جورج دبليو بوش نفسه، إلا أنك تطلب الشتم وتفرح به في الوقت نفسه، وهذا يعني أنك تفوقت من الناحية النظرية! ويبقى عليك الاجتهاد بالسخف العملي كالذي تمارسه الآن!
يا منحط فكريا: لو افترضنا جدلا أن بعض الصحفيين غير مهنيين، ويقبلون أن تسألهم شتمهم لك، وذلك لاعتقادهم أن الشتم من "الإثارة الصحافية"، الواجب إزاء هذه الموافقة أن تفهم أنهم "منحطون فكريا" مثلك تماما، لا فرق بينهم وبينك سوى باختلاف المراكز! فالشهرة التي صنعها شتمهم لك أمام الملأ، هي نفسها الشهرة التي صنعت صحافيي!
يا أحمق: الشهرة في هذه حالتك فيما لو تمت، بالتواطؤ مع الأغبياء أمثالك من الصحافيين، سترفع غباءك إلى مستوى "النظر" فقط لا غير، ليصبح عدد الذين يعرفون بجهلك وحمقك أضعاف من يجهلون، وبعد أن كان البعض يعرف بضحالة فكرك، أصبح الكل يتندرون على هذه الضحالة التي طفت أمام مدى أعينهم بسبب شهرتك وشتمك!
عزيزي الشاعر التافه: مفردة الشاعر جاءت حسب طلبك، ومفردة التافه جاءت حسب طلبنا، وهو ما نراه قمة في الإنصاف عندما نسبغك بما تحب أنت وما نحب نحن، من الغباء أن لا تحتفظ بهذا الموضوع في أرشيفك الخاص، ليتسنى لك الرجوع إليه كلما ظهرت عليك أعراض مرض "اشتموني"، حفاظا على صحتك من باب الإنسانية لا الأدب!