المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القدرات الخارقة



أبوماجد
06-01-2003, 05:14 PM
أولاً : القدرات الذاتية.
والقدرات الذاتية أعني بها القدرات التي تصدر عن نفس الإنسان وروحه، وهذه القدرات ترجع إلى قدرات الروح التي يولد بها الإنسان، ونعني منها ظاهرة الانتقال الروحي والحسد والعين والتحكم البالغ في أعضاء الجسد الخارجي والداخلي كذلك العلاج الروحي.
ثانياً : القدرات العقلية.
وأعني بها ظاهرة التخاطر وتوارد الأفكار، والتأثير على الأشياء المادية دون لمسها.
ثالثاً : القدرات المعتمدة على علوم مندثرة
الاستعانة بمخلوقات أخرى كالسحر والاتصال بالجن وقراءة الفنجان والكف والتنجيم.
رابعاً : قدرات تعتمد على الاكتساب.
وهي جامعة لمختلف القدرات والإمكانيات السابقة جميعها.
وهذا التقسيم لا يمنع تداخل أكثر من مصدر في الظاهرة الواحدة، إنما هو يغلب بعض هذه المصادر على الأخرى.. وأعرض لهذه القدرات كل منها على حدة عارضاً ما ورد فيها على لسان العلماء من السلف والخلف ثم نقوم بتوضيح رأيي الخاص في كل ظاهرة.
وفي بداية الأمر نلقي الضوء على بعض العلوم المندثرة والتي يحرص على دراسة ما بقى منها قلة قليلة للاستعانة بها في الحصول على قدرات خاصة تميزهم عن غيرهم من الناس. وسبب بدءنا بهذه العلوم يرجع لما يحيط بها من غموض مما جعلها تتأرجح بين الحقيقة والخيال والتشكك في كونها علماً أو خرافة. ومن أهم هذه العلوم وأكثرها انتشاراً في أذهان الناس علم (السحر). ونتناول بالتفصيل الآراء والأفكار المتعلقة بهذا الموضوع من مصادرها المختلفة قبل ايضاح رأي الدين في هذا العلم.
مازال الإنسان كائنًا غامضًا .. وما نعرفه عن أنفسنا كبشر لا يتعدى أن يكون قشوراً ظاهرية دون الجوهر .. وكلما ساق لنا العلم كشفاً وراء كشف عن أنفسنا أصابتنا الدهشة والتعجب من تلك الإمكانيات والقدرات البشرية التي أودعها الله فينا.. ازدادت دهشتنا وتعجبنا لظواهر وقدرات أخرى نراها في أنفسنا دون أن نجد لها تفسيراً أو كشفاً. وتمر العصور والأزمان المتعاقبة ويحاول الإنسان أن يكشف غور نفسه وأن يدرك جوهره، لكن دون جدوى.. فالإنسان مخلوق مركب من روح وجسد، متعدد القدرات والإمكانيات، خلقه الله في كون متميز بالكائنات التي يتمتع كل منها بقدرات خاصة تمكنه من السعي والعبادة، فمنها ما يتمتع بجناحين يحلق بهما في أجواء السماء، ومنها من له القدرة على التنفس تحت الماء ومن يشعر بالخطر عند اقترابه ومن يملك القدرة على الاتصال بأفراد عشيرته مهما كان البعد بينهم. والعديد والعديد من القدرات المختلفة والمتنوعة التي تتمتع بها الكائنات. هذا وقد جعل الله الإنسان سبباً على هذه الكائنات وسخرها له. هذا الإنسان المتمتع بالعقل واليدين سيداً على هذه الكائنات ولاشك أن الزعامة والسيادة لابد لها من سند ودليل فما كان لعاجز أن يحكم سليماً ولا ضعيفاً أن يحكم قوياً. ولكن هذا الإنسان أولاه الله سبحانه وتعالى السيادة لما أودعه فيه من قدرات ومواهب تفوق في حجمها وإمكانياتها ما لدى الكائنات الأخرى جميعا. وبطبيعة الحال لا نقصد القدرات الجسمية والعضلية الظاهرة فهذا أمر تجاوزه الإنسان بعقله من أمد بعيد فقد تخطى سرعة الكائنات باختراعه المعدات كالسيارة والقطار وحلق في الجو كالطير باختراعه الطائرات وغاص في أعماق البحار كالأسماك بالغواصات وكل ذلك نتاج العقل البشري. إنما نقصد القدرات الخفية والتي تبدو لنا من الوهلة الأولى عند ظهورها كأشياء خارقة في الطبيعة البشرية وإن كانت في حقيقة الأمر قدرات يتمتع بها العديد من الكائنات الأدنى من حولنا في هذا الكون العامر. وهذه القدرات نعني بها الظواهر التي تناقلها الناس عن آحاد الناس ولا يقدر عليها غيرهم كظاهرة التخاطر وتوارد الأفكار والانتقال الروحي والتنويم المغناطيسي وقدرات غريبة أخرى كالطير في السماء بدون آلة أو المشي على الماء وقدرات البعض في التأثير على المعادن بثنيها دون الاقتراب منها أو تحريك الأشياء المادية دون لمسها وأشياء أخرى عديدة.
وليس سهلاً على الإنسان عندما يقف عند هذه الأمور عاجزاً عن التفسير أو الفهم وأن يُنكر كل هذا بجملة واحدة ويرمي أصحابها بالدجل والتحايل وما أصعب أن يقوم الإنسان بدراستها والكشف عن مصدرها والوصول إلى التبرير العلمي والمنطقي لوجودها. ونحن هنا بصدد هذا الاتجاه الصعب ، اتجاه البحث والدراسة في هذه الظواهر ومعرفة أسبابها ومدى صحتها من خطئها وإمكانية إخضاعها للتجارب العلمية أو إسنادها إلى منطق عقلي يفسر لنا إمكانية حدوثها. منَّ الله علينا بأن أمدنا في كتابه العزيز بالعديد من البيانات والمعلومات التي توضح لنا بعض الظواهر التي يعجز العقل عن الوصول إليها وحده، وكذلك فتح لنا العلم باباً لمعرفة بعض الظواهر الأخرى ومازال أمامنا الكثير لمعرفة البعض الآخر، ولكن أملنا أن نصل إلى كل ما نريد من معرفة مادمنا نسعى ونتعلم ونبحث.ّ
في البداية .. يجب أن نعلم أن القدرات البشرية الخارقة للطبيعة لها أكثر من مصدر، فمنها ما يرجع إلى موهبة خاصة في الإنسان نفسه وتنبع من ذاته ومنها ما يرجع إلى استخدام علم من العلوم غير المتداولة عند العديد من الناس، وبعضها يرجع مصدرها إلى الاكتساب عن طريق بذل الجهد والعمل. كما أن بعضها ينسب إلى الروح البشرية وأخرى تنسب إلى القدرات العقلية والبعض الآخر يرجع إلى الاستعانة بمخلوقات غيبية لا يمكن الاتصال بها إلا عن طرق ووسائل خاصة غير متداولة عند الكثير. ونحاول أن نعرض لهذه القدرات دون مبالغة أو حط من شأنها، مستعينين بالله عز وجل في محاولة الكشف عنها وإيجاد المبرر السليم لها مع ربطها بالعلوم الدنيوية التي كشف عنها العلم الحديث.

كثيراً ما نجلس مع آخرين نتكلم أو صامتين يفكر كل منا في أمر ما ثم تحدث الظاهرة.
إننا ننطق سوياً دون شعور كل منا بما يفكر فيه الآخر.
هذه الحالة تتكرر كثيراً .. ولكن لا نعرف لها مصدراً أو معنى.
قد يتصل بعضنا بالآخر تليفونياً ويكون مشغولاً ثم ندرك بعد فترة بسيطة أن كلاً منا يتصل بالآخر ويدور الحديث.. ماذا في الأمر؟ ماذا فعلت في الموضوع الخاص بك .. ياللعجب إنه نفس الموضوع الذي اتصل بك من أجله.. وهكذا.
والسؤال .. ما هو السر الذي يجعل شخصين يجتمعان في فكرة؟ العديد من المبدعين يدركون أن غيرهم في نفس الوقت يقومون بكتابة ما يكتبون، أو يعزفون ألحانهم التي مازالوا يفكرون في تأليفها ولم تكتب بعد. إن هذه الظاهرة هي ظاهرة (توارد الخواطر).
ولكن أين الحقيقة؟ وما سرها؟ وما مصدرها؟ وكيف ندركها أو نشعر بها؟ وهل هذه ظاهرة عفوية أم عشوائية لا يمكن تكرارها أم أنها موهبة وقدرة ذاتية لبعض الأفراد? هذا هو ما نحاول عرضه ودراسته في هذه السطور. كثير من جوانب أنفسنا مظلم خفي لا يمكن الوصول إليه إلا بالتأمل والبحث {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}. قرآن كريم.

الظاهرة الكهربية:
في البداية وببساطة ننقل رأي العلماء في موضوع الكهربية البشرية. ومعروف أن جميع المخلوقات تتكون من ذرات مترابطة تحمل داخلها كهربية متزاوجة الشحنة "موجبة وسالبة" وجزيئات الذرة في حركة دائبة تنتج عنها مغناطيسية مختلفة الشحنة يكون لها أثر ظاهر في المعادن والنباتات والإنسان. فالمعادن تشحن بالموجات المغناطيسية المختلفة الشحنة تتجاوب وكأنها مربوطة إلى بعضها البعض بحال غير مرئية، وتشحن بشحنات متشابهة فتتنافر مدفوعة عن بعضها بقوة خفية مشيرة إلى طاقة وقوة كامنة في الأشياء. وترصد الأجهزة ما يسمى بالمجال.. وهو عبارة عن خطوط غير مرئية تتشكل حسب مصدرها ونوعها، وهي في كنهها ممرات تنتقل خلالها الطاقة وتسري فيها الشحنات لتتجاذب أو تتنافر، فيسري فيها تيار في الشحنات لتغلق دائرة كهربية أو تتدافع دون تعرض لتلك المجالات فتتباعد الأجسام لتطلق هذه الشحنات في قيد مجالها.

أبوماجد
06-01-2003, 05:15 PM
وهذا هو الإنسان المخلوق أيضاً من ذرات والذي تجري في جسمه الملايين من العمليات الكهربية، عمليات في طبيعة الذرة وتكريسها وأخرى مصدرها العقل الذي يستخدم الشحنات الكهربية بين خلايا المخ في التفكير وتخبىء الذاكرة والربط بين المحسوسات التي تصل إليه عن طريق الحواس وإشارات يصدرها إلى الأعضاء لتتحرك أو تسكن، والعديد والعديد من العمليات التي تؤدي إلى مجالات كهربية أو كهرومغناطيسية تتشابك وتتنافر وتنطلق بعيداً عن جسم الإنسان وترصد بالأجهزة الحديثة على شكل هالة ضوئية غير مرئية لأعين البشر لقصر موجاتها الشديد. هذه الموجات تنطلق معبرة عن مجالات عديدة تعبر بعضها عن نشاط الذاكرة وثالثة عن الأفكار وأخرى عن أوامر العقل وهكذا كل مجال يعبر عن مصدره بقدر معين من الطاقة وبشكل يخرج ما في داخل الإنسان إلى الوجود الخارجي. فكل عملية عقلية تخرج قدراً من الطاقة يعاد خروجه بنفس الطريقة والكيفية التي يخرج بها عند إعادة نفس العملية.
ولنا أن نتساءل .. ماذا لو أن هناك من يستطيع التقاط هذه المجالات وفهمها أو ترجمتها ليحل شفرتها ويترجمها؟ إنه بلا شك سؤال مهم تؤدي إجابته إلى نتائج مهمة. وننتقل مؤقتاً إلى سؤال آخر وهو: كيف تتفاهم الحيوانات والطيور وكائنات عديدة من حولنا؟. الشئ القاطع أن هذه الكائنات تتفاهم وتتعامل مع بعضها البعض بصورة كاملة وتعبر عن رغباتها واحتياجاتها, ولكن ما الطريقة؟. تناول العلماء أسلوب الإشارة في محاولة لإيجاد أساس لهذا الاتصال، ولكن إن سلمنا بنجاح هذه الطريقة مع الحيوانات العليا كالقرد والذي تتيح له إمكانياته العقلية وتركيبه الجسماني أن يستخدم الإشارة فماذا عن غيره من الكائنات التي لا تتمتع بهذا التكوين الجسماني كالطيور أو الأسماك?. توصل العلم حديثاً أن الأسماك تصدر موجات صوتية مختلفة تقوم بالاتصال بها فيما بينها، وكذلك بعض الحشرات والتي تستخدم قرون الاستشعار الخاصة بها بأسلوب يتشابه مع هوائي التليفون المحمول أو التليفزيون. ومن هنا ندرك أمراً مهماً يصل بنا إلى أن نتبنى نظرية أن هذه الكائنات تتصل بعضها البعض عن طريق موجات كهربية مصدرها الدماغ وهو ما يعود بنا إلى سؤالنا الأول..!
فهذه الكائنات تستخدم مراكز في أجسامها تتلقى بها الإشارات الصادرة من رؤوس أشباهها وتحللها إلى كلمات ومعانٍ، وهذا هو بيت القصيد، فالإنسان هذا الكائن الموهوب لما أودعه الله سبحانه فيه من قدرات هو وحده القادر, ولو بصورة جزئية, على تلقي تلك الإشارات الصادرة من مثيله. وذلك عن طريق مراكز مخية كانت تستخدم سابقاً بكفاءة إلا أن الإنسان تكاسل في استخدامها حتى أنه أصبح لا يعلم بوجودها ضمن قدراته. واليوم وعندما تعمل هذه المراكز بصورة تلقائية في ظروف خاصة يندهش الإنسان لغرابة ما يرى ويحاول تبريرها بكافة الصور. والحقيقة أن الكثير من الناس توجد لديهم هذه المراكز نشطة ولكن لجهلهم بطريقة استعمالها بل لجهلهم بوجودها أصلاً يتركونها تعمل بصورة تلقائية عندما تسمح الظروف بذلك. وهذا ليس بالغريب .. فكثير من الأفكار ترد إلى ذهن الإنسان وبصورة فجائية دون أن يفصح عنها أو أن يسأل عن مصدرها مما يجعلها تمر عليه مرور الكرام ثم يتناساها وهكذا حتى يتعرض لموقف يفصح له مصدر هذه الأفكار عما يدور في ذهنه فيظهر العجب والدهشة لأنها نفس الأفكار التي تشغل عقله وتدور في ذهنه. وكثيراً ما تعمل مراكز استقبال الموجات البشرية تلقائياً في مخ الإنسان عندما يصادف أن يصدر الغير هذه الموجات على نفس التذبذب المستعدة هذه المراكز لتلقيه. وتزيد النظرية اقتراباً من الواقع عندما يكون الاتصال بين فردين في عائلة واحدة كالأم وابنتها أو بين توأمين متماثلين في الخلق والخلقة. ومما لا شك فيه أن هناك من البشر من يتمتع بهذه الموهبة بالفطرة ألا وهي موهبة الاتصال، وهناك أيضاً من أدركها في نفسه وقام بمحاولة تنميتها بالصقل والتدريب.

التخاطر وتوارد الأفكار .. ظاهرتان مختلفتان
قبل أن نسترسل في شرح هذه الظاهرة ألفت أنظار القراء إلى أن ظاهرة "توارد الأفكار" تختلف عن ظاهرة "التخاطر" وإن كان لها نفس الأساس إلا أن الأولى تحتاج دائماً إلى طرفين متجاوبين بينما الثانية تعتمد كل الاعتماد على قدرات طرف واحد. فبينما يكون التوارد بين عقلين نشطين مترابطين باهتمامات مشتركة أو وحدة الدم كصلة القرابة أو يسعيان إلى هدف مشترك يكون التخاطر عقل واحد موهوب يتمتع بالقدرة الفذة والروح الشفافة فيغذي العقول ويرسل إليها برسالاته ويستقبل رسائل الآخرين دون أن يعرب عما يدور في ذهنه لهم إلا إذا أراد ذلك. وعليه فإن العقل المتخاطر يمكنه إرسال الرسائل بصورة ما أو الاطلاع على رسالة ما من فكر أي إنسان. بينما التوارد هو حالة تشابه فكرية ومادية تتعلق بمثلين تنتج أثراً ألا وهو الاتصال الفكري بينهما، في ظروف مواتية. وسوف نعرض في السطور القادمة آراء العلماء في هذه الظاهرة بمذاهبهم المختلفة في محاولة للإحاطة بكل جوانبها.
أوضحت سابقاً أن مرجع القدرات الخارقة للبشر قد يكون ذاتياً مستنداً إلى مواهب خاصة روحية المصدر، أو تكون مستندة إلى علم من العلوم التي من شأنها الاتصال بمخلوقات غيبية والاستعانة بها أو التأثير على البشر بصور مختلفة بعضها نافع والآخر ضار. والتخاطر هو أحد هذه القدرات الذاتية المصدر.. وتعد ظاهرة التخاطر أقدم القدرات الإنسانية الخارقة التي عرفها الإنسان والتي يعزى إليها طريقة الاتصال بين بني البشر في العصور القديمة الغابرة كما يرى المهتمون بهذا العلم. ونتيجة للتطورات العلمية الحديثة والابتكارات البشرية ضعفت قدرات الإنسان بصورة أفقدته قدرته على الاتصال العقلي والروحي بالكيفية التي كان عليها عن ذي قبل وأصبح التخاطر ظاهرة نراها بصورة عارضة لبعض البشر ونعدها من الخوارق. وفي البداية أعرض لهذه القدرة الخاصة لبعض الناس في محاولة لمعرفة مصدرها وطبيعتها وأسبابها ، مع علمنا التام بأن هناك من يريح نفسه بإنكار مثل هذه الظواهر جملة، فالإنسان عدو ما يجهل، ولكننا نأخذ الطريق الصعب في سبيل المعرفة، ولعلنا نصل إلى التبرير العلمي الصحيح الذي يوضح لنا هذه الظاهرة التي نراها عند بعض الناس في مختلف دول العالم مقتنعين تمام الاقتناع بأن تواتر هذه الظاهرة عند أكثر من شخص وفي أكثر من زمان واحد ومكان واحد لا يمكن أن تنسب إلى فراغ وأن يوصم كل من ادعاها عبر العصور بالدجل والشعوذة. خاصة وأن هناك من الأدلة العلمية والنقلية التي تؤيد هذه الظاهرة وإمكانية حدوثها بقدرات الإنسان التي أودعها الله فيه.

وصف ظاهرة التخاطر
التخاطر عبارة عن نوع من الاتصال العقلي عند البشر بصورة غير مادية ملموسة بين شخصين بحيث يستقبل كل منهما رسالة الآخر العقلية في نفس الوقت الذي يرسلها إليه الآخر مهما بعدت أماكن تواجدهما. وبعبارة أبسط ، فالتخاطر يعني معرفة أى شخص منهما بما يدور في رأس الآخر.

أسس التخاطر العلمية
أثبت العلم الحديث نشاطات عديدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة لدينا في الماضي القريب، ومن هذه النشاطات الأثر الكهرومغناطيسي للنشاط الكهربي لعقل الإنسان. نعم فإن خلايا المخ عند الإنسان والتي تعد بالملايين تقوم بعدة مهام عن طريق إرسال الإشارات الكهربية فيما بينها، وهذه الإشارات الكهربية بدورها تكون بمثابة الأمر المرسل من مراكز المخ المختلفة المسئولة عن تحريك الأعضاء والإحساس والقيام بتوصيل المعلومات من الحواس إلى مراكز المخ والعكس، فتقوم بتوصيل الأوامر من المخ إلى الأعضاء من خلال الأعصاب. وهذا النشاط الكهربي مهما كانت درجة ضعفه فإنه يولد نوعاً من الطاقة الكهرومغناطيسية يمكن رصدها بالعديد من الأجهزة المعدة لذلك بل وتصويرها بالموجات شديدة الصغر في شكل هالة ضوئية حول الإنسان لها مدى معين ولون طيفي يميز هذه الهالة من شخص إلى آخر ومن حالة إلى حالة لنفس الإنسان. ومما لا شك فيه أيضاً أن هذه الهالة الضوئية غير المرئية هي وليدة نشاط المراكز العديدة في المخ من مراكز الحواس إلى الذاكرة إلى الاتزان. ومما لا شك فيه أيضاً أن كل العمليات العقلية التي تمارسها هذه المراكز المخية يكون لها قدر معين من الطاقة كأثر للنشاط الكهربي المبذول فيها، وهذه الطاقة يمكن قياسها بصورة أو بأخرى لتسجل نفس القدر من الطاقة عند إعادة هذه العمليات بعينها. والمراد الوصول إليه أنه يمكن أن يثبت معملياً أن النشاط الذهني الذي يستغرقه المخ في إجراء عملية حسابية معينة يصدر عنه قدر من الطاقة الكهرومغناطيسية يساوي نفس القدر الصادر عند إجراء نفس هذه العملية الحسابية مرة أخرى. ومن هنا يمكننا القول: إن جميع العمليات التي يقوم بها مخ أو عقل الإنسان يصدر عنها كمية معينة من الطاقة يمكن تمييزها عن غيرها بالقدر التي تسمح به إمكانيات الأجهزة المستعملة حالياً. والأمر كذلـك يمكن تمثيـله بجهاز يـقوم بـإرسال إشارات كهرومغناطيسية لها مدلول معين يقوم جهاز آخر باستقبال هذه الإشارات وحل شفرتها ومعرفة مدلولها. وجهاز الاستقبال هذا هو عقل الإنسان الآخر الذي وهبه الله القدرة على الشعور بهذه الموجات واستقبالها وترجمتها عقلياً إلى الأفكار التي ترد في عقل الأول. وهذا الأمر ليس بغريب بالنسبة لعالمنا الحديث الذي وصلت فيه مخترعات الاتصال إلى العديد من الأجهزة اللاسلكية والتي تعتمد على نقل الصوت والصورة بموجات قصيرة وطويلة يتم استقبالها عن بعد. ولكن هذه المعلومات عن الطاقة المنبعثة من جسم الإنسان دلالاتها على الأفكار الدائرة في عقل الإنسان وذاكرته وما يشغله قد تتوافق توافقاً تاماً مع غيرها عند شخص آخر وهو أمر غير مستبعد تماماً وخاصة أن البشر يعدون بالملايين مما يجعل فرصة توافق البعض منهم أمراً لاشك فيه. وفي هذه الحالة يمكن لشخصين أو أكثر أن تدور في عقولهم نفس الأفكار ولكن هذه ظاهرة أخرى تسمى توارد الخواطر. أما التخاطر فهو أمر يختلف فهو يعني استقبال الطاقة الصادرة من عقل أي شخص وتحليلها في عقل المستقبل، بحيث يدرك أفكار الآخرين أي أنه يعمل على توفيق حواسه على تلقي المجال الكهرومغناطيسي الصادر من الآخرين ومعرفة ما يدور في عقولهم عن طريقها. وهذا جانب من الظاهرة. أما الجانب الآخر فهو إرسال خواطره وإدخالها في عقول الآخرين.

أبوماجد
06-01-2003, 05:17 PM
وقد يكون هذا الأمر مستساغاً في حالة وجود الشخصين في مكان واحد، لكن ما الوضع بالنسبة لمن لا يكونان في نفس المكان؟ وما الفرض إذا كانا متباعدين في المسافة بحيث يكون كل منهما في بلد آخر؟ الحقيقة أن هناك حالات كثيرة وردت عن حوادث شبيهة من هذه الحالة الأخيرة لا يرقى إليها الشك.. ومنها حادث وقع لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمام جمع من الصحابة رضوان الله عليهم. وقد تواترت إلينا هذه الرواية عن طريق رواة صحاح مما يقطع بحدوثها. وخلاصة هذه القصة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان له جيش يقاتل المشركين على رأسهم قائد يسمى (سارية).. وقف عمر ليخطب خطبة الجمعة في المسجد، ولكنه قطع خطبته وصرخ بأعلى صوته: (ياسارية .. إلزم الجبل)..!. فماذا كان يفعل سارية في هذا الوقت؟ كان سارية يقاتل أعداء الله متحصناً بجبل خشية أن يلتف الأعداء من خلفه هو ورجاله وكان القتال شديداً.. وقد أحسّ الأعداء أنه لا يمكنهم مقاتلة سارية وجنوده مواجهة مادامت ظهورهم إلى الجبل وأنهم لا سبيل إليهم سوى أن يتركوا موقعهم الحصين فدبروا خطة. هذه الخطة هي التراجع أمام المسلمين حتى يظنوا أنهم تقهقروا وانهزموا فيتبعوهم في مطاردة تبعدهم عن الجبل المعتصمين به فيطبقوا عليهم من خلفهم بالفرسان فيبيدوهم. وبطبيعة الحال لم يكن سارية على دراية بخطة أعدائه وكاد أن يقع في مخططهم ولكن ـ والرواية على لسان سارية ـ يقول ويقسم أنه عندما هم بمطاردة الأعداء سمع صوت عمر في المعركة يأمره بالالتزام بالجبل.. فماذا كان هذا الأمر؟! والحقيقة أن هذه الواقعة مثيرة في أكثر من جانب، وهي إن كانت فيها ملامح من ظاهرة التخاطر إلا أنها تعدتها بمراحل عديدة، فالتخاطر ـ كما أوضحنا ـ نوع من الاتصال العقلي وهي بهذه الحال يجب ألا يتعدى فيها علم المتخاطرين بأكثر مما يحويه عقل كل منهما، والواضح أن سارية لم يكن يعلم بشأن الأعداء شيئاً. فكيف عَلِمَ عمر بوضع الأعداء؟
ولتحليل هذه الواقعة ترى أن عمر بن الخطاب بتكوينه الجسماني والروحي كان ذا قدرات روحية وعقلية خاصة. فقد كان كثيراً ما ينزل الوحي من الله ـ سبحانه وتعالى ـ مؤيداً لرأيه، وخاصة في أمر الحجاب وأمر الخمر، وهذا ما روي عنه أنه كان يأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإحدى زوجاته من أمهات المؤمنين ـ رضوان الله عليهن جميعاً ـ فاصطدمت يدها في يده فثار وغضب وطلب من الرسول الكريم عزل النساء وعدم خلطهن بالأغراب عنهن من الرجال فأيده الله سبحانه بآية الحجاب. ومرة أخرى رأى بعض الناس سكارى في الصلاة ولم تكن الخمر أخذت حكم التحريم. وقال عمر داعياً الله: اللهم أنزل لنا في الخمر جواباً شافياً، فنزلت آيات تحريم الخمر واجتنابه. وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان لا يمشي في طريق يمشي فيه عمر" أو ما معناه ذلك. إذاً فهذا هو عمر صاحب الروح الشفافة القوية وصاحب الجسد العملاق الضخم والذي قيل فيه إنه يُرى ماشياً كأنه راكباً من الطول وهو الذي تنحنح بصوته فبهت الحلاق الذي يحلق له من صوته القوي وأصابه الرعب حتى أن عمر أمر له بعطاء تعويضاً له عما لاقاه من ترويع. وهذه المؤهلات الجسدية والروحية توحي لنا بقدرات عمر وإمكانياته. والتخاطر أحد قدرات عمر الروحية المتكاملة وهو ما يؤكد لنا أن عمر اطلع على أفكار الأعداء ومخططهم فكان استقباله لخواطر الأعداء العقلية وقام بإرسال خواطره إلى قائده في ذات الوقت. وهذه القدرة في حد ذاتها لا تختلف عن قدرات العديد من الناس لا يرقون إلى قدرات عمر بن الخطاب وإنما التميز في هذه الحالة يرجع إلى المسافة البعيدة التي استطاع عمر الاتصال العقلي من خلالها وهو ما يستند إلى نشاط روحي قوي ومميز لدى عمر، وهو ما أوضحناه بالتفصيل في باب الروح والحلم.

الروح البشرية طاقة لازمة لحدوث التخاطر
فالتخاطر وإن كان ظاهرة عقلية تعتمد على استقبال وتحليل الطاقة الكهرومغناطيسية أو بمعنى أدق استقبال الموجات والترددات الصادرة من العقل البشري وتحليلها، فإن ذلك لا يكفي وحده للقيام بمثل تلك الظاهرة التي مر بها عمر بن الخطاب دون وجود قوة معاونة ذات قدرات مميزة. وأقصد بالقوة المعاونة الروح البشرية والتي تمثل الطاقة اللازمة لمضاعفة الحواس البشرية آلاف المرات عما هي عليه، كما أنها تنتقل بالحواس إلى أماكن بعيدة وعوالم مختلفة وتستقبل وترسل العديد من المعلومات من ومع الآخرين، وهو ما نلاحظه في أحلامنا وأحلام الآخرين من نشاط روحي يتم فيه الاتصال بأرواح الموتى والحديث معهم في عالمهم والانتقال إلى أماكن بعيدة أو رؤية من نحب في بلاد أخرى.

ظاهرة التخاطر.. وآراء العلماء فيها
وأتناول ظاهرة التخاطر من جوانبها المختلفة وآراء العلماء فيها بعد أن قدمت السند العلمي المبرر لوجودها في محاولة لمعرفة طبيعتها والتجارب الخاصة بها، فهناك أشخاص يستطيعون بواسطة أي اتصال مادي معرفة ما سيحصل قريباً أو قراءة تفكير إنسان آخر قريب منهم. ويسرد لنا د. ميراي مدير جمعية الأبحاث النفسية في لندن ما حصل له كثيراً من المرات في مختبراته، وعلى سبيل المثال يخبرنا بالحديث التالي.. فيقول: "كتبت السيدة طانبي بعض الكلمات لمقطع من تأليف (ديستوفيسكي) يشير إلى موت (كلب رجل فقير في مطعم) وأخذت يدها بين أناملي وأجمعت فكري طويلاً حتى طغى على عقلي الباطن وأدركت أن المكتوب بقلم السيدة يتعلق بموت كلب، في كتاب روسي، ويوصي إلى رجل فقير". ثم إن هناك خلافاً بين الجماهير في المقهى. وهذا الرجل يسرد لنا القصة من وجهة نظر صاحب الموهبة نفسه وهو يحاول قراءة خواطر سيدة وهو في كامل وعيه وفي تركيز كامل ولذا فانه لم يصل إلى خواطرها بشكل كامل. ويرجع هذا إلى أن هذه الظاهرة يجب أن تحصل في ظروف خاصة عفوية، أي غير مقصودة، مع شعور أو انفعال مهم ولذا يعد بعض العلماء أن التخاطر ظاهرة عفوية لا يمكن التحكم فيها أبداً. وذلك لاعتقادهم أن هناك أجهزة وأعضاء ومراكز في جسم الإنسان تعمل بصورة تلقائية دون تدخل لإرادة الإنسان فيها. وأنا أؤيد وجهة نظرهم من جانب وأعني في ذات الوقت عدم انسحاب هذا الرأي على باقي جوانب الموضوع. أما تأييديي لوجهة نظرهم في أن العقل يقوم بالتحكم الآلي أو الذاتي في أجهزة الجسم الداخلية للقيام بالعمليات الحيوية اللازمة لحياة الإنسان وهو نائم أو مشغول العقل بأمور أخرى أو في حالة إغماء. وفي ذات الوقت ألفت الأنظار إلى أنه لو كانت ظاهرة التخاطر من الظواهر العفوية التلقائية التي يقوم بها العقل أسوة بما يقوم بتحريكه من أجهزة داخلية في حالات النوم أو الإغماء فإني أرى الآن الكثير من المتدربين على الرياضات الروحية كـ(اليوجا) يمكنه التحكم عن طريق التدريب في أعضاء وأجهزة جسمه الداخلية والتي تعمل تلقائياً كالتنفس وحركة القلب وزيادة أو نقص إفرازات الغدد.
نرى في حياتنا اليومية بعض الظواهر الغريبة لدى البشر لا نجد لها تفسيراً، ونعدها من الخوارق البشرية وقد يرجعها البعض إلى السحر أو العلم أو إلى المجهول. ومن هذه الظواهر قدرة بعض البشر على تحريك الأشياء المادية دون لمسها ودون استعمال آلة من الآلات، وقد لاقت هذه الظاهرة حظها من دراسة العلماء والمتخصصين في مجالات عدة كعلماء النفس أو ما وراء المادة وغيرهم من المهتمين بمثل هذه الظواهر. وفي الحقيقة أنه امر مهم أن نبحث في كل ما لا نعرفه في محاولة لتحليل الظاهرة مهما كانت نادرة الحدوث في الواقع حتى نقف على أسبابها أو لمحاولة الانتفاع من قدرات صاحبها أو لإفادة العلم بالنتائج التي نتوصل إليها. وقد ثبت لدينا أن هناك من البشر من يستطيع تحريك الأشياء المادية عن بعد ومن مسافة قد تبعد أو تقرب ومن مصادر بعضها صحيح لدرجة اليقين وأخرى يربو إليها الشك، ولكننا لا نستطيع إنكارها حتى من تلك المصادر المشكوك فيها، وذلك لتعدد الرواة وتفرقهم، مما يعطي لأقوالهم مصداقية ولو بنسبة ليست بالحد الذي يصل بها إلى اليقين. ولدراسة هذه الظاهرة والرجوع إلى مصدرها ومعرفة خفاياها يجب علينا أن نطرح على أنفسنا بعض التساؤلات حول هذه الظاهرة ومدى انتشارها بين الناس طارحين المعلومات التي تحت أيدينا تؤكد إمكانية حدوثها من عدمه. وفي البداية نعرض ما وصل إلينا من معلومات من كتاب الله العظيم القرآن الكريم في موضعين أحدهما في سورة النمل: {قال ياأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين* قال عِفريتٌ من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين* قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفُك} 38-39-40

أبوماجد
06-01-2003, 05:17 PM
والثانية في سورة سبأ: { ولقد آتينا داود منا فضلاً، ياجبال أوبي معه والطير، وألنّا له الحديد} 10 {ولسليمان الريح غدوها شهرٌ ورواحها شهر وأسلنا له عين القِطر}12.
الآية الأولى تروي لنا مشهداً في بلاط سليمان النبي عليه السلام، حيث وقف يطلب من تابعيه أن يأتي له أحدهم بعرش بلقيس ملكة سبأ، والمعلوم عن سليمان أنه كان ملكاً للكائنات جميعاً من إنسان وجن وطير وحيوان وحشرات وجمادات. فما كان من عفريت من الجن كما هو وارد في الآية أن قال : "أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك" والأمر بهذه الصورة ليس بغريب، كذلك فإنه لا يتعلق بموضوعنا مجال البحث، فالغالب أن هذا العفريت كان سيقوم بحمله بنفسه، وهذا الأمر لا يتعلق بنقل الأشياء عن بعد من جانب الجن وإن كان متعلقاً بعموم الظاهرة بالنسبة لبعض الناس الذين يلجأون إلى الجن لتحريك الأشياء وهو ما سوف نقوم بتفسيره في حينه إنما ما يهمنا الآن هذا الرجل من جلساء سليمان، والذي قال "أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" والوارد في كتب التفسير أنه رجل أي إنسان وقد أتى بعرش بلقيس في حينه، والوضع كذلك هو قمة استخدام القدرات والصورة الكاملة للظاهرة نظراً لبعد المسافة التي قام هذا الرجل بنقل العرش منها (بين فلسطين واليمن) والزمن القياسي الذي قطعه للقيام بذلك "قبل أن يرتد إليك طرفك" فقد قطع المسافة في اللازمن. والظاهرة الآن ونعني بها تحريك الأشياء عن بعد تأخذ في معظم حالاتها أبعاداً أقل من ذلك بكثير، فلا تعدو أن ينقل أحدهم شيئاً من مكان إلى آخر عدة سنتيمترات أو جزءاً من المتر أو أن يثني بعض الملاعق والشوك وهو ما يعد مجرد بداية للقيام بذلك الحادث الذي قام به رجل سليمان.
ومن الآية الأخرى نجد أن الله سبحانه وتعالى يشير إلى أنه قد منح داود عدة مواهب كمعجزات للناس منها ثني المعادن ولكن في عبارة توضح قوة رهيبة منحت لداود (وألنا له الحديد) وهو ما يوحي بأن الحديد وهو أصلب المعادن قد أصبح ليناً سلساً في يدى داود إلى القدر الذي يصل فيه إلى المعجزة. والجدير بالبحث أن هذه المعجزات إنما تمنح للأنبياء ليتحدوا قومهم فيما أحسنوا ومهروا فيه. وهو ما نراه في معجزة القرآن الكريم عند العرب الفصحاء ومعجزة السحر لموسى عليه السلام لمهارة المصريين فيه والطب لعيسى عليه السلام لمهارة قومه كذلك.. فلم كانت معجزة داود؟. هل كانت كذلك لتوافر قدرة قومه في ثني المعادن؟ هذا الأمر وارد ولاشك وإن كان داود بطبيعة الحال قد تجاوز كل قدراتهم في هذا الشأن حتى تكتمل المعجزة. وبعرض هذه الآيات يتضح لنا وجود هذه الظواهر في حقيقة الأمر، وإنها ليست مجرد أساطير أو تخيلات ولا يبقى سوى التحقق من مدعيها إن كانوا يملكون هذه القدرات من عدمه. وإن كنا قد توصلنا إلى القطع بوجود مثل هذه الظواهر في الحقيقة فإننا نرى ضرورة معرفة مصدرها وكيفية تمتع بعض الأفراد بها دون سائر الناس، والأمر عندنا لا يخرج عن إسناد ظاهرة تحريك الأشياء إلى عدة مصادر وهي:
1- تحريك الأشياء عن طريق تسخير الجن.
2- تحريك الأشياء عن طريق قدرات عقلية للتحكم في الطاقة الإنسانية.
3- تحريك الأشياء عن طريق علم رباني يتلقاه العبد.

أبوماجد
06-01-2003, 05:18 PM
علم دراسة الخوارق.. التاريخ والظاهرة
د.علاء الدين بدوي فرغلي
اخصائي الطب النفسي
لقد بقي اهتمام الانسان بشكل عام بالظواهر الطبيعية وما فوق الطبيعة اهتماما سطحيا حتى مجيء عصر النهضة العلمية في أوروبا حيث بدأ الانسان بدراسة ما يرى من ظواهر الطبيعة بشكل منهجي دقيق, وبدأ بالتالي بالتخلص من كثير من مفاهيمه الخاطئة عن هذه الظواهر ليستبدلها بمفاهيم مبنية على دراسة منهجية, وبهذا نجح في تطوير علوم عديدة مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها, حتى وصلت الحضارة الى ما وصلت إليه اليوم من تقدم مذهل حقا. إلا أن هذا الاهتمام الجدي الذي جعل الانسان يفهم الظواهر الطبيعية لم يرافقه, للأسف, اهتمام مماثل بدراسة الظواهر فوق الطبيعية والقدرات الخارقة بشكل علمي يجعلها تلقي بأنوارها على زوايا المعرفة التي لا تستطيع الظواهر الطبيعية إلقاء الضوء عليها.
ان الظواهر الخارقة هي ظواهر استثنائية تختلف عن الظواهر الطبيعية على الأقل لكونها ظواهر نادرة وغير مألوفة, إلا أن هذا المظهر بالذات هو الذي يجعل منها ظواهر ذات قيمة استثنائية للعلوم المختلفة. إذ أن من يتتبع أن المعارف العلمية المختلفة كثيرا ما تطورت نتيجة لدراسة ظواهر نادرة الحدوث لاحظها العلماء مصادفة خلال دراستهم لظواهر أخرى مألوفة.
ويصنف العلماء الظواهر الخارقة الى صنفين رئيسيين هما: التحريك الخارق والإدراك الحسي الفائق.
التحريك الخارق Psychokinesis
يستخدم مصطلح التحريك الخارق للإشارة الى القدرة الخارقة لبعض الأشخاص على التأثير على جسم ما عن بعد دون استخدام أي جهد عضلي أو نشاط للجهاز الحركي في الجسم. أي بعبارة أخرى, هي القدرة على تحريك الأجسام من غير لمسها بشكل مباشر باليد أو بأي من أجزاء الجسم الأخرى ولا باستخدام أي شيء من الوسائط التقليدية لنقل التأثيرات الحركية إلى الجسم كالاستعانة بآلة أو الهواء عن طريق النفخ.. الخ. فالشخص الذي لديه قدرة التحريك الخارق غالبا يستطيع تحريك الأجسام عن بعد بالقيام بنوع من التركيز العقلي, ولذلك فان هذه الظاهرة يشار أليها أيضا بالعبارة الشهيرة " العقل فوق المادة" Mind over matter وان كان هذا لا يعني بالضرورة ان العقل هو المؤثر الفعلي في الظاهرة.
(2)الإدراك الحسي الفائق: Extrasensory Perception
بالرغم من أن هذا المصطلح كان قد استخدم لأول مرة في منتصف العشرينات فان استخدامه بشكل واسع لم يبدأ إلا بعد أن نشر جوزيف راين في عام 1934 م كتابه المشهور الذي أسماه باسم هذه الظواهر "أي الإدراك الحسي الفائق" Rhine,1934 الذي تضمن حصيلة سنين من تجاربه العلمية على هذه الظواهر في جامعة ديوك. لقد كان لهذا الكتاب تأثير كبير على الوسط العلمي حيث ساعد في التعريف بهذه الظواهر وبين كيفية إخضاعها للبحث العلمي باستخدام أساليب ومناهج البحث العلمية التقليدية.
تقسم ظواهر الإدراك الحسي الفائق الى ثلاثة أنواع:
أولا: توارد الأفكار Telepathy وهي ظاهرة انتقال الأفكار والصور العقلية بين شخصين من دون الاستعانة بأية حاسة من الحواس الخمس. لقد اهتم الباحثون بهذه الظاهرة بشكل استثنائي فاستحوذت على أكبر نسبة من البحث التجريبي الذي قام به العلماء على الظواهر الباراسكولوجية. ويعتقد غالبية العلماء أن توارد الأفكار هي ظاهرة شائعة بين عدد كبير نسبيا من الناس العاديين الذي ليست لهم قدرات خارقة معينة. وفعلا نجد أن معظم الناس يعتقدون أن حوادث قد مرت بهم تضمنت نوعا من توارد الأفكار بينهم وبين أفراد آخرين. والملاحظة المهمة التي لاحظها العلماء من تجاربهم هي أن هذه الظاهرة تحدث بشكل أكبر بين الأفراد الذين تربط بينهم علاقات عاطفية قوية, كالأم وطفلها والزوج وزوجته.
ثانيا: الإدراك المسبق:
هو القدرة على توقع أحداث مستقبلية قبل وقوعها. هنالك قدرة شبيهة بالإدراك المسبق تعرف بالإدراك الإسترجاعي Retrognition ويقصد به القدرة على معرفة أحداث الماضي من دون الاستعانة بأي من الحواس أو وسائل اكتساب المعلومات التقليدية. ولما كانت الفيزياء الحديثة تعد "الزمن" بعداً رابعاً إلى الأبعاد الثلاثة التي تتحرك فيها الأجسام وتتشكل منها فان العديد من علماء الباراسيكولوجيا يعتقدون أن هاتين الظاهرتين تمثلان "تجاوزاً أو تغلباً" على حاجز الزمن فالإدراك المسبق هو تجاوز الحاضر نحو المستقبل, بينما الإدراك الاسترجاعي هو حركة عكسية في بعد الزمن نحو الماضي.
ثالثا: الاستشعار Chairsentience:
هو القدرة على اكتساب معلومات عن حادثة بعيدة أو جسم بعيد من غير تدخل أية حاسة من الحواس. وكما يعد الباحثون ظواهر الإدراك المسبق تجاوزا لحاجز الزمن, فانهم يرون في الاستشعار تجاوزا لحاجز المكان. هذه الظاهرة أيضا هي من الظواهر التي تم إخضاعها لبحوث علمية مكثفة. ومن أشهر التجارب على هذه الظواهر تلك التي قلم بها عالمي الفيزياء هارولد بتهوف ورسل تارغ في مختبرات معهد بحث ستانفورد. حيث تم اختبار قابليات أحد الأشخاص الموهوبين حيث كان يطلب منه وصف تفاصيل مكان ما, بعد أن يعطي موقع المكان بدلاله خطي الطول والعرض. كان هذان الباحثان يختاران أماكن تحتوي على معالم لا توضع عادة على الخرائط لضمان أن لا يكون الشخص الذي تحت الاختبار قد شاهدها الشخص قادرا على وصف الكثير من هذه الأماكن بدقة شديدة أكدت امتلاكه لقدرات فائقة.
وبالرغم من أن القدرات البراسيكولوجية تصنف الى الأنواع التي جري ذكرها، وهذا التصنيف يعتمده معظم الباحثين في هذا المجال فان تصنيف هذه القدرات هو في الحقيقة أصعب بكثير مما قد يبدو عليه للوهلة الأولى.
ان صعوبة تصنيف الظواهر الباراسيكولوجية يشير الى تعقيد هذه الظواهر ومحدودية المعرفة العلمية عنها حاليا. بل أن الأصناف أعلاه إذا كنت تشمل الغالبية العظمي من الظواهر الباراسيكولوجية المعروفة فأنها في الواقع لا تغطي كل تلك الظواهر.
ان مما لا شك فيه أن قدرات خارقة مثل تلك التي تم التطرق أليها أعلاه هي مما يثير اهتمام الناس, والباحثين والأشخاص المثقفين والبسطاء كذلك.. أما بالنسبة للاهتمام العلمي بهذه الظواهر فان هدفه الرئيسي أن تساعد مثل هذه الدراسات على مزيد من الفهم لأنفسنا والعالم الذي نعيش فيه والواقع أن أهمية هذه الظواهر وما يمكن أن تقدمه لفروع المعرفة العلمية المختلفة يبدو جليا من خلال اهتمام علماء من مختلف الاختصاصات بدراسة هذه الظواهر.
كما أبدى الباحثون اهتماما باستكشاف أماكن وضع مثل هذه القدرات تحت سيطرة الانسان بشكل عام, وهو أمر يمكن أن يأتي بفوائد كبيرة طبعا ن إذا كان هذا الحلم واقعيا. بل أن أهمية الظواهر الباراسيكولوجية جعلت منها إحدى مجالات البحوث السرية التي قامت بها الدول خلال فترة الحرب الباردة وبالذات خلال السبعينات ن اذ كانت هناك دراسات كثيرة في المعسكرين الغربي والشرقي لبحث استخدام مثل هذه القدرات لأغراض تجسسية.
ان هناك مؤشرات كثيرة على أن علم الباراسيكولوجيا يمكن أن يكون العلم الواعد الذي ستقوم على أسسه الحضارة الإنسانية الجديدة.