المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن التعامل والاحتفال



ناجي قروان
14-06-2007, 06:04 AM
عبدالله فلاتة

جاء انتقال عبدالله الواكد لاعب الاتحاد للنصر كواحدة من أجمل الصفقات وأكثرها وضوحاً وترسيخاً للعلاقات المتميزة بين الشقيقين وبرغبة النصر وموافقة الاتحاد، وهي الصفقة الحضارية العصرية لاحترافنا المحلي، ويعد الواكد مكسباً للنصر ولم يخسره الاتحاد، ومن هنا يمكن السؤال: كيف يكون مكسباً وعدم خسارة للطرف الآخر في نفس الوقت؟

نعم كسبه النصراويون، فالمرحلة تحتاج إلى لاعب بخبرة الواكد ودوره التكتيكي في أرض الملعب كما أن استقراره بالعاصمة سيزيده توهجاً وتألقاً، أما بالنسبة للاتحاد فيحتاج العميد إلى مزيد من الخروج النهائي لعناصر قدمت ما لديها وينتظر أن يتم التجديد وحقن الفريق بدماء جديدة. لن أغيّر رأيي في الواكد فهو لاعب تكتيكي من الطراز الأول ورجل في التعامل خارج الملعب كما هو داخله، وكن إن لم يرحل الواكد (مع الشكر والتقدير) ومعه عناصر أخرى فكيف سيرى الاتحاديون عقيل القرني وعلي الفلاتي وسعود نور وطلال عسيري والمهاجم الأمل نايف الهزازي؟ إن هذه العناصر طالبنا بها مراراً وتكراراً واقتنع بذلك المدربون الذين تعاقبوا على الاتحاد، وهو نهج تسعى إدارة العميد لتنفيذه بالتنسيق مع الأجهزة الفنية، ويبقى هناك العائق الكبير في الأسماء المتمركزة في الفريق الأول وسنّة الحياة التغيير والتجديد من ديمومة التميز ومن غير ذلك لن يواصل العميد جموحه، مبروك من الأعماق للنصراويين والاتحاديين بصفقة الواكد فكلاهما كاسب في كل شيء ومنها حسن التعامل والتعاون فإدارة النصر لم توقع إلا بعد مهاتفة رئيس الاتحاد فلم يتم شيء في الظلام بل كان اتفاقاً في وضح النهار.

عموماً كما يحتاج النصر إلى أكثر من تعاقد مع عناصر لديها خبرة تدمج مع الشباب لتعيد لنا الفارس الذي نحب فإن الاتحاد أكثر وأمسّ حاجة للتخلص من الأسماء التي قدمت كل ما لديها ليحافظ العميد على حضوره وتوهجه على الصعيد القاري قبل المحلي، ومن غير المنطقي أن نطالب بتجديد مفتوح لمن بلغ ثلاثة نهائيات هذا الموسم وحقق أغلى وأكبر البطولات، المطلب المحافظة على المتميزين ومنح الفرصة للقادمين بقوة.

ينبع البحر والنخل والمستقبل

تابعت بإعجاب احتفال أهالي ينبع البحر بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين الذي حققه الاتحاد وكم كانت احتفالية معبرة من الصور التي شاهدتها فشيبان وأطفال يحتفلون ويبتهجون بشكل مثير أعرف جيداً عشق أهالي ينبع بحراً ونخلاً وصناعية للعميد وأدرك أنهم أهل فن أصيل (الرديح و العجل والفن الينبعاوي) والزير المشترك مع أهل رابغ، وليس ينبع وحدها من يعشق العميد على هذا النحو فالعشق يمتد إلى كل مكان وعلى امتداد الساحل الغربي من جنوبه إلى أقصى شماله عشق فريد، وأذكر رابغ والوجه وضباء واملج فالبحر الأحمر ينبض بحب العميد ويوم أمس توالت الاحتفالات فكان الموعد مع ينبع الصناعية (الهيئة الملكية) ومعها تحلو الذكريات والجميل أن مدننا الحديثة هي امتداد لأصالة وعراقة الماضي حتى في الميول ومن حق كبير مشجعي الاتحاد في ينبع الطحلاوي ورفاقه أن يفرحوا ويميّلوا الطربوش و(العمة والبكشة) كمان، فقديماً قالوا “ينبعك والبحر” فالبحر حياة أهل ينبع والعميد عشقهم.