أبو سفيان
13-06-2007, 06:41 PM
عبدالرحمن الأنصاري
المنسيون
بين فترة وأخرى نطالع في صفحات صحفنا المحلية استطلاعات وتحقيقات ولقاءات صحفية عن حالات من الفقر غير المُصدّق وغير المبرر وجود مثله في بلدنا، في حين أنّ أقصى حلم يراود بعض فقرائها المنسيين في "تلعة نزا" بينبع (حمايتهم من الذئاب التي تفترس أطفالهم، وخيمة تؤويهم)... "صحيفة الحياة 5/6/2007".
وإذا كان الحال قد بلغ ذلك المبلغ, فمن هو المسؤول الذي يمكن أن يُوجّه إليه الخطاب، لتنبيهه لذلك التقصير المخلّ الواضح؟.. ولكن يبدو أننا من قبل أن نُجهد أنفسنا في البحث عن ذلك المسؤول، فإنّ الحاجة تمسّ إلى إفهام من يعنيهم الأمر أهمية وضرورة استبعاد الأمثال الشعبية وبعض الأقوال المأثورة من اللوائح المنظمة لعمل جهاتهم.. فعلى سبيل المثال ليس من المقبول أن يكون المثل الدارج (البعيد عن العين، بعيد عن القلب) مبررا لأن يبلغ الأمر بسكان "تلعة نزا" ألا تتجاوز أمنياتهم حماية أطفالهم من الذئاب وتوفير خيمة تقيهم وهج الشمس ورمضاءَها، لكونهم بعيدين جغرافيا عن عيون الوزارة المسؤولة عنهم.
إنني واثق كل الثقة من أنّ أولئك الأخيار الأبرار في "تلعة نزا" بينبع سيجدون عما قريب خياما تؤويهم، وربما حُراسا يحرسون فلذات أكبادهم من الذئاب، بمجرد أن تلامس معاناتهم قلبا من القلوب الرحيمة بمثل ما تجاوبت من قبل تلك القلوب مع المواطنين الذين نسيتهم شركات الكهرباء أو تناستهم فلم تمدهم بالكهرباء بسبب بعدهم عن العين، المستوجب لبعدهم عن القلب، فحُرموا من حق من حقوقهم الذي يرتع فيه ببذخ وإسراف كلّ قريب من العين والقلب.
فيا أيها المسؤولون، اعلموا رحمنا الله وإياكم أنّا لا نَنْفَسُ عليكم ضرب الأمثال، ولا الاستئناس بالحكم والأقوال المأثورة ولكن ما نرجوه منكم وبإلحاح هو فقط أنكم إذا هممتم بنسيان أو إهمال أقوام من مواطنيكم الذين استرعاكم ولي الأمر أمرهم، فتذكّروا أنّ القول الدارج "البعيد عن العين، بعيد عن القلب" ليس هو القول المناسب في هذا المقام. بل المناسب له هو قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لو أنّ دابةً عثَرتْ في العراق، لحاسب اللهُ عليها عمر إذْ لم يُعبّد لها طريقا". ولا حظوا أنه قال "دابة" ولم يقل "بشراً" وقال "بالعراق" فما بالكم لو كان أولئك الذين عثروا بسبب عدم تعبيد الطريق لهم مواطنين من سكان "تلعة نزا" بينبع البحر التي هي المرفأ والميناء للمدينة النبوية؟.
المنسيون
بين فترة وأخرى نطالع في صفحات صحفنا المحلية استطلاعات وتحقيقات ولقاءات صحفية عن حالات من الفقر غير المُصدّق وغير المبرر وجود مثله في بلدنا، في حين أنّ أقصى حلم يراود بعض فقرائها المنسيين في "تلعة نزا" بينبع (حمايتهم من الذئاب التي تفترس أطفالهم، وخيمة تؤويهم)... "صحيفة الحياة 5/6/2007".
وإذا كان الحال قد بلغ ذلك المبلغ, فمن هو المسؤول الذي يمكن أن يُوجّه إليه الخطاب، لتنبيهه لذلك التقصير المخلّ الواضح؟.. ولكن يبدو أننا من قبل أن نُجهد أنفسنا في البحث عن ذلك المسؤول، فإنّ الحاجة تمسّ إلى إفهام من يعنيهم الأمر أهمية وضرورة استبعاد الأمثال الشعبية وبعض الأقوال المأثورة من اللوائح المنظمة لعمل جهاتهم.. فعلى سبيل المثال ليس من المقبول أن يكون المثل الدارج (البعيد عن العين، بعيد عن القلب) مبررا لأن يبلغ الأمر بسكان "تلعة نزا" ألا تتجاوز أمنياتهم حماية أطفالهم من الذئاب وتوفير خيمة تقيهم وهج الشمس ورمضاءَها، لكونهم بعيدين جغرافيا عن عيون الوزارة المسؤولة عنهم.
إنني واثق كل الثقة من أنّ أولئك الأخيار الأبرار في "تلعة نزا" بينبع سيجدون عما قريب خياما تؤويهم، وربما حُراسا يحرسون فلذات أكبادهم من الذئاب، بمجرد أن تلامس معاناتهم قلبا من القلوب الرحيمة بمثل ما تجاوبت من قبل تلك القلوب مع المواطنين الذين نسيتهم شركات الكهرباء أو تناستهم فلم تمدهم بالكهرباء بسبب بعدهم عن العين، المستوجب لبعدهم عن القلب، فحُرموا من حق من حقوقهم الذي يرتع فيه ببذخ وإسراف كلّ قريب من العين والقلب.
فيا أيها المسؤولون، اعلموا رحمنا الله وإياكم أنّا لا نَنْفَسُ عليكم ضرب الأمثال، ولا الاستئناس بالحكم والأقوال المأثورة ولكن ما نرجوه منكم وبإلحاح هو فقط أنكم إذا هممتم بنسيان أو إهمال أقوام من مواطنيكم الذين استرعاكم ولي الأمر أمرهم، فتذكّروا أنّ القول الدارج "البعيد عن العين، بعيد عن القلب" ليس هو القول المناسب في هذا المقام. بل المناسب له هو قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لو أنّ دابةً عثَرتْ في العراق، لحاسب اللهُ عليها عمر إذْ لم يُعبّد لها طريقا". ولا حظوا أنه قال "دابة" ولم يقل "بشراً" وقال "بالعراق" فما بالكم لو كان أولئك الذين عثروا بسبب عدم تعبيد الطريق لهم مواطنين من سكان "تلعة نزا" بينبع البحر التي هي المرفأ والميناء للمدينة النبوية؟.