المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالله الفيصل رحمه الله 0 و (الحرمان )



محمد علاقي
19-05-2007, 06:53 PM
أنا ضقت بالحرمان ياربي = والري من حولي فما ذنبي ؟
حولي شباب ضاحك يانع = كالزهر في أحلى ليالي الربيع
والبدر من فوق الربى ساطع = يلاحق السحب ولايستطيع
وسناه في قلبي يهفو إلى الحب= يارب ماذنبي ؟
أنا ضقت بالحرمان ياربي
حولي أغاريد صداها على = سمعي حرام
تعود بي في كل حين إلى =ذكرى غرام
ذكرى غرام لون العمرا = وأقام فيه فرحةً كبرى
لكن تهاوى صرحه بعد حين =وظل ما بين زحام السنين
يارب ما ذنبي ؟
أنا ضقت بالحرمان ياربي
حولي خيالات تطوف المنى = من حولها عابرة صابره
والصبر لم يبق لروحي أنا = إلى ابتسامات الرضا حائره
***********

وصورة الماضي أراها وفي = نفسي بقايا للشجى والشجون
يسعدني أني بقيت الوفي = بين ضحايا الظلم للظالمين
حولي جمال تتلاقى العيون =في دفئه شاكية راضيه
في كل يوم حافل بالظنون = وليلة عاطرة ساجيه
وأين حظي من الجمال ؟
في الهجر والصد والوصال
ونشوة الوعد والمطال
وبهجة العز والدلال
منية روح عرفت ربها = ماعرفت في حبها ذنبها
يارب ماذنبي ؟
أنا ضقت بالحرمان ياربي

هذه قصيدة الحرمان للمرحوم بإذن الله صاحب السمو الملكي الامير عبدالله الفيصل الذي اطلق
عليها مسمى الحرمان 00 وهذه القصيدة من القصائد المطبوعة في ديوانه
ديوان (حديث قلب )


مع تحياتي وتقديري لكم


محمد علاقي 0000 جدة

أبو عمرو
20-05-2007, 08:45 AM
شكراً لك عزيزي / محمد علاقي
على إيراد هذه القصيدة للأمير الشاعر / عبد الله الفيصل رحمه الله.
واسمح لي بهذا الإرداف :

يقول الأمير الشاعر في مقدمة ديوانه ( محروم ، وحي الحرمان ) المطبوع سنة 1401 هـ والذي رصد ريعه لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.
يقول في مقدمة الديوان الطويلة
(( أجل ... أنا محروم ...
محروم ! .. كلمة أثارت وتستثير كثيراً من التساؤل والاستغراب لا سيما بين القراء الذين يستطيعون تطبيق الاسم على الشخصية التي تحمله أو تتوارى خلفه لأول وهلة ، فهل أنا محروم حقاً ؟
لأن الذي يحمل هذه الصفة أو يستتر وراءها ، أمير شاب ، في مقتبل العمر ، غني ، وزير لوزارتين ، من أسرة حاكمة ،إلى غير ذلك من الصفات التي تمنع الحرمان وتقضي عليه.
هذا هو الوجه الظاهر لماضيِّ وحاضري !
ولكن متى كان الظاهر كافياً للحكم على الأشياء ورسم حقائقها وأوضاعها ومتى كانت الظواهر تعبِّر عن البواطن؟؟))
ثم يتحدث عن تفاصيل وظروف نشأته ويتساءل عن معنى السعادة ، وهل هي في المال والثروة ؟ أم في الشباب والجمال ؟ أم في الإمارة والوزارة ؟ أم في المنصب والجاه؟

ثم ينفي جميع هذه التساؤلات ويثبت أن مقرها في النفس ومنبعها من الإحساس ، ويردف بقوله (( فأنت سعيد إذا أحسست بالسعادة ولو فقدت كل أسبابها الظاهرة ومقوماتها المعبرِّة .
وأنت محروم من السعادة إذا فقدت الإحساس بها ولو اجتمعت لك كل مقوماتها واعتباراتها))

ثم يعود الأمير الشاعر للإسهاب في الحديث عن تربيته وتعليمه ومجمل حياته ، ويذكر بأنه تربى في كنف جده العظيم -الملك الراحل عبد العزيز - في نجد لمدة خمس سنوات ، ثم تولت تربيته والدته الذي كان وحيدها ، إلى أن اختطفتها المنية ، ثم انتقل إلى كنف والده في الحجاز ، وعاش بقية عمره في كنفه .

ثم ذكر كيف أنه التحق بمدرسة من مدارس الشعب ، وكيف أن والده أمر بأن لا تكون له ميزه تميزه عن غيره ، وكيف أنه اختلط بالشعب من خلال ( الحارة ) حتى حصوله على الشهادة الابتدائية.

ثم انتقاله لمدرسة الحياة الكبرى التي كان أستاذه بها والده الفيصل.

رحم الله الفيصل وأبنه عبد الله وجميع موتى المسلمين.