أبو سفيان
10-05-2007, 09:48 PM
http://www.alriyadh.com/2007/05/10/img/105685.jpg
استهواني هذا اللقاء المنشور في الصحف وهو خلاصة من برنامج اذاعي عنوانه "أغنية وشاعر"
أعده وقدمه د. عبدالعزيز السبيل من إذاعة جدة عام /1399هـ
آخر حلقتين من البرنامج تم تخصيصهما للشاعر الأمير عبدالله الفيصل، الأولى تحدثت عن شخصه، وشاعريته، عبر قصيدة "من أجل عينيك". والثانية تضمنت لقاء معه تخلل اللقاء قصيدة "ثورة الشك" وبعض القصائد الأخرى
وكان البرنامج يذاع بعد منتصف الليل، ويعاد بثه في ليلة أخرى من اذاعة الرياض.
وقد نشرت مجلة الإعلام والاتصال جزءا من الحوار العدد 25رجب 1421هـ
د. عبدالعزيز السبيل
@ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل باسم معد ومقدم ومستمعي برنامج "أغنية وشاعر" نرحب بكم أجمل ترحيب في هذه الساعة المتأخرة من الليل ونشكركم على اجابتكم لدعوة البرنامج في هذا اللقاء.
-
لا شكر على واجب وأنا أحب ان أوجه للمستمعين الكرام من خلال البرنامج تحية وتمنيات بالسعادة والصحة. @
شكراً جزيلاً. سمو الأمير لعلنا نبدأ من حيث يجب أن نبدأ كما يقولون.. فنسأل عن أول أبيات صغتموها، هل يمكن ذكرها؟ -
والله لا استطيع ان أحصي لك أول أبيات قلتها. ذكرت في كل أحاديثي السابقة اني في أول الأمر ما كنت مهتماً ان أكون شاعراً أو أقول شعراً. لكن في بعض المناسبات وللمداعبة أقول بيتاً أو بيتين وأنساها دون أن أكملها، إلى أن بلغت سن الثلاثة والعشرين. لكن أتذكر أول أبيات قلتها باللغة العربية الفصحى، وكانت في مصر ومطلعها:
حيران في سفح الهرم
يشكو البعاد مع السقم
@ جميل جداً، بمناسبة ذكر مصر والأهرام، الدكتور طه حسين أشار - كما تعلمون - إلى أن صاحب ديوان وحي الحرمان سوف يتنازعه مصر ولبنان. فما الذي يمكن أن يقوله الشاعر عن نفسه في هذا الاطار؟
- والله لا أستطيع ان أقول شيئاً عن نفسي. لكن الكل يعرف أنه في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات كانت لبنان ومصر تقريباً حافلة بالأدباء شعراً ونثراً من الدرجة الأولى، حيث مقارنتها بالبلدان الأخرى. البلدان الأخرى فيها أفراد لكن هذه فيها مجموعات وكان الأدب فيها متقدماً، ربما يكون لهذا تأثير عليّ.
@ بمعنى انهما مصدر ثقافتكم، وبالتالي طبيعي أن ينعكس ذلك على شاعريتكم.
- نعم.. الإنسان كيف يثقف نفسه؟
يأخذ من الآخرين، يدرس ثقافتهم ويهضمها، وبعد ذلك يستنتج شيئاً خاصاً به.
@ سمو الأمير لو تفضلتم، أمامي كلمات آمل التوقف عندها:
- تفضل.
@ الحرمان؟
- مصدر ألم.
@ الشباب؟
- زهرة العمر.
@ الشيخوخة؟
- اتزان وواقعية في النظر للحياة والأشياء.
@ العيون؟
- مصدر السحر.
@ أحمد فتحي؟
- استاذي الأول.
@ الأمل.
- لولاه ما كانت هناك حياة.
@ أم كلثوم؟
- قمة، ومعجزة لن تتكرر.
@ وادي ثقيف؟
- واد في الطائف.
@ هل يمكن اضافة شيء آخر على هذه الاجابة؟
- هذه لها حوالي أربعين سنة، ومن قال لك بأن ذاكرتي كمبيوتر؟ @
سمو الأمير، في الآونة الأخيرة لم نعد نسعد بقراءة شيء من انتاجكم الشعري، هل لنا أن نعرف شيئاً من الأسباب؟
- والله بعد مقتل الوالد - الله يرحمه - أصبت بهزة عنيفة، ما كنت أقدر أكمل القصيدة. يأتي المطلع ثم بيتان وثلاثة، بعدها أحس ان القصيدة تموت في فمي، فلا استطيع اكمالها، الآن تمالكت نفسي قليلاً وابتدأت. كتبت ثلاث قصائد في باريس اثناء مرضي حيث كنت هناك للعلاج.
والعجيب أني ألاحظ ان شعري يطاوعني حينما أكون في حالة مرض. الظاهر ان الاحساس بالألم هو الذي يغذي مشاعري، أو شاعريتي.
@ بالنسبة للشعر الحر، لو سألنا عن موقعه بالنسبة لاهتمامكم؟
- أنا لا أسميه شعراً، ولو عدت لأحاديثي الأولى فستجد أنني قلت ان الأصل أن الكلام واحد، الشعر والنثر، ثم جاءت مقومات جديدة فصلت الشعر عن النثر، فصار الشعر له مقوماته، وهي الوزن والقافية والجرس، الآن سلبتموه كل مقوماته، إذن عاد نثراً، أنا معكم بالنسبة للتجديد، هاتوا شعراً حراً كما تقولون، لكن اجعلوا له مقومات تميزه عن النثر، وهذا من الجائز أن نسميه شعراً، لكن أنتم عدتم بالشعر إلى النثر، ولذا لا استطيع أن اسميه شعراً الذين اعيتهم القافية والوزن، ولم يستطيعوا ممارسة الشعر في هذا النطاق لجأوا إلى هذا النوع الجديد وسموه الشعر الحر، لكن الجماهير لن تقبله أبداً، سيأخذ دوره وينتهي.
@ نسأل الله أن يمد في عمركم لتشهدوا ماذا ستكون عليه حال هذا الشعر في المستقبل.
@ أخيراً - سمو الأمير - هل من كلمة تودون أن تخاطبوا بها الأديب الشاب؟
- هذه جمل تتكرر كثيراً في أحاديثي، أنا أنصح الشباب أن يعملوا قدر جهدهم للإدمان على المطالعة، على أن تكون قراءة استيعاب، لا قراءة تسلية، فصفحة واحدة خير من نصف كتاب لا يتم استيعابه، وعليهم ان يعودوا إلى مصادر الأدب الأساسية التي اصبح بعض الناس يسأمون منها. فتلك الكتب هي التي تنمي الثقافة وعليهم أن يحفظوا الكثير من الشعر قدر الامكان.
@ أقدر لسموكم هذه الاستجابة، وفي الختام لكم شكر معد ومقدم برنامج "أغنية وشاعر" ومستمعي هذا البرنامج أيضاً.
- تحياتي لكم، ولرجال الاذاعة السعودية، وللجمهور الحبيب.
استهواني هذا اللقاء المنشور في الصحف وهو خلاصة من برنامج اذاعي عنوانه "أغنية وشاعر"
أعده وقدمه د. عبدالعزيز السبيل من إذاعة جدة عام /1399هـ
آخر حلقتين من البرنامج تم تخصيصهما للشاعر الأمير عبدالله الفيصل، الأولى تحدثت عن شخصه، وشاعريته، عبر قصيدة "من أجل عينيك". والثانية تضمنت لقاء معه تخلل اللقاء قصيدة "ثورة الشك" وبعض القصائد الأخرى
وكان البرنامج يذاع بعد منتصف الليل، ويعاد بثه في ليلة أخرى من اذاعة الرياض.
وقد نشرت مجلة الإعلام والاتصال جزءا من الحوار العدد 25رجب 1421هـ
د. عبدالعزيز السبيل
@ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل باسم معد ومقدم ومستمعي برنامج "أغنية وشاعر" نرحب بكم أجمل ترحيب في هذه الساعة المتأخرة من الليل ونشكركم على اجابتكم لدعوة البرنامج في هذا اللقاء.
-
لا شكر على واجب وأنا أحب ان أوجه للمستمعين الكرام من خلال البرنامج تحية وتمنيات بالسعادة والصحة. @
شكراً جزيلاً. سمو الأمير لعلنا نبدأ من حيث يجب أن نبدأ كما يقولون.. فنسأل عن أول أبيات صغتموها، هل يمكن ذكرها؟ -
والله لا استطيع ان أحصي لك أول أبيات قلتها. ذكرت في كل أحاديثي السابقة اني في أول الأمر ما كنت مهتماً ان أكون شاعراً أو أقول شعراً. لكن في بعض المناسبات وللمداعبة أقول بيتاً أو بيتين وأنساها دون أن أكملها، إلى أن بلغت سن الثلاثة والعشرين. لكن أتذكر أول أبيات قلتها باللغة العربية الفصحى، وكانت في مصر ومطلعها:
حيران في سفح الهرم
يشكو البعاد مع السقم
@ جميل جداً، بمناسبة ذكر مصر والأهرام، الدكتور طه حسين أشار - كما تعلمون - إلى أن صاحب ديوان وحي الحرمان سوف يتنازعه مصر ولبنان. فما الذي يمكن أن يقوله الشاعر عن نفسه في هذا الاطار؟
- والله لا أستطيع ان أقول شيئاً عن نفسي. لكن الكل يعرف أنه في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات كانت لبنان ومصر تقريباً حافلة بالأدباء شعراً ونثراً من الدرجة الأولى، حيث مقارنتها بالبلدان الأخرى. البلدان الأخرى فيها أفراد لكن هذه فيها مجموعات وكان الأدب فيها متقدماً، ربما يكون لهذا تأثير عليّ.
@ بمعنى انهما مصدر ثقافتكم، وبالتالي طبيعي أن ينعكس ذلك على شاعريتكم.
- نعم.. الإنسان كيف يثقف نفسه؟
يأخذ من الآخرين، يدرس ثقافتهم ويهضمها، وبعد ذلك يستنتج شيئاً خاصاً به.
@ سمو الأمير لو تفضلتم، أمامي كلمات آمل التوقف عندها:
- تفضل.
@ الحرمان؟
- مصدر ألم.
@ الشباب؟
- زهرة العمر.
@ الشيخوخة؟
- اتزان وواقعية في النظر للحياة والأشياء.
@ العيون؟
- مصدر السحر.
@ أحمد فتحي؟
- استاذي الأول.
@ الأمل.
- لولاه ما كانت هناك حياة.
@ أم كلثوم؟
- قمة، ومعجزة لن تتكرر.
@ وادي ثقيف؟
- واد في الطائف.
@ هل يمكن اضافة شيء آخر على هذه الاجابة؟
- هذه لها حوالي أربعين سنة، ومن قال لك بأن ذاكرتي كمبيوتر؟ @
سمو الأمير، في الآونة الأخيرة لم نعد نسعد بقراءة شيء من انتاجكم الشعري، هل لنا أن نعرف شيئاً من الأسباب؟
- والله بعد مقتل الوالد - الله يرحمه - أصبت بهزة عنيفة، ما كنت أقدر أكمل القصيدة. يأتي المطلع ثم بيتان وثلاثة، بعدها أحس ان القصيدة تموت في فمي، فلا استطيع اكمالها، الآن تمالكت نفسي قليلاً وابتدأت. كتبت ثلاث قصائد في باريس اثناء مرضي حيث كنت هناك للعلاج.
والعجيب أني ألاحظ ان شعري يطاوعني حينما أكون في حالة مرض. الظاهر ان الاحساس بالألم هو الذي يغذي مشاعري، أو شاعريتي.
@ بالنسبة للشعر الحر، لو سألنا عن موقعه بالنسبة لاهتمامكم؟
- أنا لا أسميه شعراً، ولو عدت لأحاديثي الأولى فستجد أنني قلت ان الأصل أن الكلام واحد، الشعر والنثر، ثم جاءت مقومات جديدة فصلت الشعر عن النثر، فصار الشعر له مقوماته، وهي الوزن والقافية والجرس، الآن سلبتموه كل مقوماته، إذن عاد نثراً، أنا معكم بالنسبة للتجديد، هاتوا شعراً حراً كما تقولون، لكن اجعلوا له مقومات تميزه عن النثر، وهذا من الجائز أن نسميه شعراً، لكن أنتم عدتم بالشعر إلى النثر، ولذا لا استطيع أن اسميه شعراً الذين اعيتهم القافية والوزن، ولم يستطيعوا ممارسة الشعر في هذا النطاق لجأوا إلى هذا النوع الجديد وسموه الشعر الحر، لكن الجماهير لن تقبله أبداً، سيأخذ دوره وينتهي.
@ نسأل الله أن يمد في عمركم لتشهدوا ماذا ستكون عليه حال هذا الشعر في المستقبل.
@ أخيراً - سمو الأمير - هل من كلمة تودون أن تخاطبوا بها الأديب الشاب؟
- هذه جمل تتكرر كثيراً في أحاديثي، أنا أنصح الشباب أن يعملوا قدر جهدهم للإدمان على المطالعة، على أن تكون قراءة استيعاب، لا قراءة تسلية، فصفحة واحدة خير من نصف كتاب لا يتم استيعابه، وعليهم ان يعودوا إلى مصادر الأدب الأساسية التي اصبح بعض الناس يسأمون منها. فتلك الكتب هي التي تنمي الثقافة وعليهم أن يحفظوا الكثير من الشعر قدر الامكان.
@ أقدر لسموكم هذه الاستجابة، وفي الختام لكم شكر معد ومقدم برنامج "أغنية وشاعر" ومستمعي هذا البرنامج أيضاً.
- تحياتي لكم، ولرجال الاذاعة السعودية، وللجمهور الحبيب.