المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار خاص جداً مع معالي الوزير



نبط
06-05-2007, 07:09 AM
حوار خاص جداً مع معالي الوزير ...
استحضر دائماً صورة قديمة لمعلم يمر بأحد أزقة حارتنا ، أتذكر وقتها أننا كنا نفر من أمامه بأي اتجاه المهم ألا يرانا ، رغم أننا لم نقم بما يستوجب العقاب ، لكن هي الهيبة التي زرعت في أنفسنا باتجاهه ،كنا نشعر أننا مهما كبرنا فلن نصل إلى علو هامته ، ورغم سنه الصغير أحياناً إلا أننا كنا نعتقدهُ كبيرً جداً فلم نكن نصدق ، أو حتى نتخيل أن هناك معلم يقل عمرهُ عن الخمسين أو الستين عاماً ، كنا نراه كبيراً فمن الذي جعله صغيراً ؟؟!!!
وقتها كنا لا نجرؤ على إخبار الأهل أن المعلم قد شد أرجلنا في الفلكة ، وهذه لمن لا يعرفها عبارة عن عصاً غليظة مربوطٌ في طرفيها قطعة قماش أو حبل حسب الموجود توضع هذه العصا تحت القدمين والقماش في الأعلى تم تلف حتى تشل حركتنا ونحن مستلقين على ظهورنا وطبعاً من يقوم بهذه العملية هم زملاؤنا الأعزاء ولا بأس بذلك فنحن نقوم بنفس الدور في وقت أخر والهدف من هذه العملية عدم إزعاج الجلاد ، أسف أعني المعلم وهو يصب جام غضبه علينا باستخدام مبروكة ( اسم الدلع للخيزرانة التي يطبق بها الحدود علينا ) كانت نتيجة هذه الهمجية في التعامل أن نذهب زحفاً إلى فصولنا ورغم ذلك كنا نجتهد كثيراً في إخفاء أثار هذه الجريمة حتى لا نعاقب مرة أخرى عندما نعود للمنزل فالأهل إذا رأونا بتلك الحالة المزرية سيعلمون أننا قد ارتكبنا ما يستوجب هذا العقاب ، فالمعلم بالنسبة لهم يبقى دائماً فوق مستوى الشبهات .
كنا نرى منهم ـ أي المعلمين ـ أخطاء فهم لم يكنوا ملائكة ، ولكن من سيستمع إلينا إذا تحدثنا بذلك ؟ لقد كانوا وجهاء في مجتمعاتهم لهم صدر المجلس أين ما حلوا وغاية كل فرد في مجتمعنا أن يحل أحدهم ضيفاً عليه فيزداد شرفاً ، وعندما يذهبُ والدٌ للمدرسة بغية التسامر مع حضرة الناظر أو مدير المدرسة أو الشيخ كما يحلو للكثيرين تسميته ، أقول عندما يذهب هذا الوالد للمدرسة لابد أن يحفظ تلك العبارة التي بسببها سلخت جلودنا وقطعت أيدينا وأرجلنا هذه العبارة( لكم اللحم ولنا العظم ) كانت تقر بأننا ذبيحة لهذا المعلم يبره الوالد بلحمها ويستسمحه بأخذ العظم ، ونخوض نحن التجربة حتى نكون في القادم من الأيام جلادين موقرين محترمين مبجلين أو معتوهين نتسكع في الشوارع يحنوا علينا هذا المعلم بفضلة ماله .
أتذكر في تلك الأيام أننا كنا نشاهد المعلمين يرتكبون الكثير من الموبقات الموجبة للحدود الشرعية بالفعل فلم يكن مجتمع المدرسة ذلك المجتمع المثالي ولو بحده الأدنى ، ولكن هي الحصانة التعليمية فيبدو وقتها أن ما يحمله المعلم بيده هي الشنطة الدبلوماسية والفلكة الدبلوماسية ومبروكة الدبلوماسية وقد تكون الزجاجة الدبلوماسية !!!!
وحتى لا أكون مجحفاً فقد كان منهم قمماً في التربية والأخلاق ومنهم مثقفون وأدباء والفضل في ذلك يعود للقراءة ولأنه لم يكن يكتُبُ في ذلك الزمان سوى الأدباء ولم يبتلى القلم بأمثالي من اللذين لا زالوا رغم جامعيتهم وخبرتهم يلحنون في القول ويقعون في الكثير من الأخطاء الإملائية وينسبون ذلك إلى سوء الخط !!
كان المذياع من وسائل الترفيه التي قد لا تتوفر إلا للطبقة الراقية من المجتمع وهذه قطعاً يمثلها المعلم ، فكانوا يستمعون من خلاله لجيل العمالقة من أدباء ومثقفين وشعراء ومفكرين ، وقتها لم تكن المادة تتحكم في كل شيء كما هي الآن فتحدد من الذين يكتبون ومن الذين يتحدثون ومن الذين يأكلون و يشربون و ينامون ومن يكونوا أحراراً طلقاء ومن شرفٌ لهم أن يسجنون !!!!!
ذلك المجتمع هو الذي أعطى للمعلم تلك المكانة التي جعلتنا قد لا نتبين ملامحهم كوننا لا نستطيع أن نرفع نظرنا إليهم ، فهؤلاء المعلمين هم عظماء القوم من مفكرين ومبدعين وأدباء وعلماء وكان يكفيهم فخراً أن يردد الناشئة لأحمد شوقي :ـ
( قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ).

ياه ، كم هو جميلٌ في ذلك الزمان أن تكون معلماً وكم هو سهلٌ أن تكون كذلك فالأمر لا يتطلب أكثر من شهادة المرحلة الابتدائية وقلم أزرق وأخر أحمر وعصاً غليظة ، وهذه قد تعطى لك هبة من أولياء الأمور أو من حضرة الناظر وربما يتكفل بها طلابك ويكفيك أنت أن تشرفهم باستخدامها على ظهورهم ( ثقافة الخضوع والخنوع ) .
يبدو أن وزيرنا المحبوب قد مر به هذا الطيف المرئي الذي مر بي وهو يخبرنا أن المعلم صفوة المجتمع !! إن صاحب المعالي لا يستطيع أن يمحوا هذه الابتسامة التي تعلو شفاهنا كلما سمعنا منه هذا القول ، ونكاد نصاب بهستريا من الضحك ونحن نبحث عن هذا المجتمع ، ولكن قد نحاول الوصول للوزير كي نسأله عن أي مجتمع يتحدث ؟!! وأي معلم ذلك الذي يصف ؟!!
لن أجاملك يا معالي الوزير ولن أقبل ما تقول إلا إذا كنت تضعه كخطة مستقبلية أو أن يكون طموح شخصي أو أنك تستنهض هممنا فتطرحه كثيراً على مسامعنا حتى نتقمصه ويتقمصنا ونتحرك من خلاله مقنعين أنفسنا بأنا فعلاً نمثل الصفوة ( الطريقة الإيحائية ) ، أما أن يكون هذا واقعنا فلا وألف لا فنحن لسنا بهذا المجتمع والمعلم الذي نعرفه لا يستحق أن ينال هذه المنزلة ( إلا من رحم ربي ) حتى وإن أغضب ذلك الكثير من المعلمين وأنا منهم بالطبع ، فالتعليم الآن مهنة من لا مهنة له ومن يأتي لهذه المهنة بهمة عالية يخرج منها محبطاً ومصاباً بعدوى فقدان الإخلاص في العمل والقدرة على الإبداع وقد تتطور الحالة فيصاب بفقدان الإحساس ( هذه طبعاً قبل كارثة الأسهم فالقائمة طويلة جداً بعد هذه الكارثة ) وهكذا تستمر هذه الصورة السيئة كواقع نعايشه يومياً ، ويكفل لهذا الواقع أن يستمر كثيراً من الطرح غير النزيه والمنافق ، هذا الإعلام الذي لم يستطع أن يقول لهذا الوزير عفواً أنك لا تستحق أن تكون وزيراً لأنك لم تشخص الواقع ورضيت أن نزيف لك الحقيقة وعجزت عن وصف العلاج .
سأكون حاداً معك وأنا أخبرك يا وزيرنا المحبوب أنا المعلم عندما يكون صفوة المجتمع فلن تكون أنت الوزير ولن أكون أنا ذلك الكاتب والناقد إن كنت كذلك وسيتولى هذه المهمة نيابة عني وعنك من أفنوا عمرهم في التربية والتعليم وقتها لن يتساوى المبدع مع أرباب السوابق في العلاوة السنوية ولن يختبئ هذا المعلم هرباً من بعض طلابه ولن يضطر إلا التسامر معهم في الكازينو إلى منتصف الليل حتى يرضوا عنه ويتركوا له المجال غداً في إكمال حصته ، ولن يقوم هو بإدخال السجائر إلى المدرسة ليوزعها على المتفوقين من طلابه ولن يسعى بكل ما أوتي من قوة أن يبقى في المرحلة الابتدائية حتى ولو لم يناسب مؤهله هذه المرحلة ، ولن يتساوى في الأعمال من أمضى في الخدمة ثلاثون عاماً مع أحد طلابه بعد أن أصبح معلماً ، لن يكون مديراً أو وكيلاً أو مرشداً طلابياً أو أميناً لمصادر التعلم من كانت علاقاته واسعة !! ولن يبقى في التعليم من قل أدائه وستقوم الوزارة باشتراط أعلى التقديرات للمتقدمين للوظائف التعليمية وحبذا لو أرفق معه شهادات وقد لا يشترط في هذه أن تكون تعليمية بل سيقبل شهادة الخبرة من شركة أرامكو وسامرف وينساب والاتصالات السعودية وباقي الشركات ، وستقوم الوزارة بتأمين العلاج المجاني والسكن المجاني ولك أن تمتلك سيارة بالتقسيط بسعر الدفع الفوري مع أي شركة تحددها ويشترط لذلك أن يكتب اسمك في لوحة الشرف أنك أحد عملائها وستخصص الدولة 50% من ميزانيتها للتعليم وستصبح رواتب المعلمين أعلى الرواتب بين جميع المهن الحكومية وغير الحكومية وسوف تفتتح الكثير من مراكز الأبحاث المتخصصة في الجودة النوعية للتعليم لدراسة وموائمة ما يستجد في العالم من طرق وأساليب تربوية لمجتمعنا المحلي ، وقتها لن تحتاج لكثير من الفهم حتى تدرك أن الواقف أمامك معلماً وسوف تتيقن بأنه معلماً للغة العربية وتعجب وأنت تراه يناقش زميله معلم الفيزياء أو الرياضيات في مسألة نحوية يرجح فيها قول زميله وستستحي أن تقف أمام معلم التربية الإسلامية بما له من هيبة ووقار وستضطر أن تقبل يده إجلالاً وتقديراً له قبل الخوض معه في أي مسألة وترأف لحال هؤلاء الطلاب الذين يقفون أمام هذا العالم الجليل كيف لهم أن يسألوه وتعجب كثيراً وأنت ترى جميع المعلمين والطلاب يحملون نفس الشنطة لتعرف فيما بعد بأن بها جهاز حاسب آلي محمول ثم صرفه لهم من قبل الدولة هذا العام وسيصرف لهم في العام القادم جهاز آخر وأكبر معضلة قد تواجهك هي أن تحدد معلم اللغات الأجنبية ( الانجليزية والفرنسية والألمانية ) فكل من تواجه من المعلمين يتقن هذه اللغات الثلاث بلهجات أهل البلد الأصليين وتزول حيرتك عندما تعلم أن من شروط القبول في مهنة التعليم إتقان هذه اللغات حتى من معلم التربية الإسلامية وتدرس مادة اللغات من جميع المعلمين كحصص إضافية ، وتزداد فرحاً عندما تعلم أن معلم التربية الفنية بارعاً في جميع المدارس الفنية من سريالية وواقعية وتجريدية وتجد أن له بصمة في كل مدرسة من هذه المدارس الفنية تظهر على أروقة المدرسة ، وتحنو على هؤلاء الطلاب ، كيف لهم أن يجتازوا مثل هذه المادة وهم قطعاً ليسوا فنانين ولكن قد يزيل ما بك من هم علمك لاحقاً أن ما يزين أروقة المدرسة من إنتاجهم فالأنظمة تمنع منعاً باتاً أن يعلق بالمدرسة غير إنتاج الطلاب .
وقتها يا معالي الوزير لن يتبجح أحدهم أمام مدير المدرسة قائلاً أنه يريد من أبنه أن يكمل دراسته ويتخرج من الجامعة ويعمل على الأقل معلماً !!! ولن تذهب الوزارة في سبيل إرضائها لوزارة الخدمة المدنية ، أن تقدم جزاء سنمار لكل من أفنى عمره خدمة للتربية والتعليم وتفاخر بأنها أعادة صفوة الصفوة كم كنت تقول إلى الميدان تاركة الصفوة تشمت بصفوتها ، ويبقى هذا الناقد الذي لا يستطيع أن يواجهك بأخطائك ــ رغبة ورهبة ــ أسدٌ على هؤلاء يجمل لك كل قراراتك ويوهمك كما أوهم غيرك بأنك تسير على الطريق الصحيح باحثاً دوماً عن كبش الفداء الذي يلصق به كل أخطائك وهذا لن يكون بالطبع سوى المعلم أما أنت فلك أن تستثمر خبراتك في وزارة أخرى !! قد تستطيع أن تشخص واقعها وأرشح لك وزارة الصحة حتى تعلم أن الطبيب لا يصف العلاج لمريض بعد استجوابه فقد يكون كاذباً أو واهماً وإنما له أن يستخدم كل أدواته وأجهزته لتشخيص مرضه وأن لم يستطع فالأمانة تقضي أن يتنحى جانباً ويرشح له طبيباً آخر ...
ملاحظة أوردت في سياق المقال اسم مبروكة ويعلم الله أني لا أستهدف بذلك معلماً بعينه اشتهر باستخدام هذا المصطلح ولكن استخدمته لأنه راق لي كثيراً محققاً المعنى الذي أريد ولم أجد غيره يحقق لي نفس الهدف .

الإمضاء معلم فاشل

المعلم
06-05-2007, 08:33 AM
أخي نبط
أولا: لانقبل منك هذا الإحباط لدرجة أن تنعت نفسك بهذه الصفة {فاشل}
ثانيا :همساتك جميله وإن كانت حاده كثيرا وفيها نظرة تشاؤميه كبيره
وربما تجرؤ على الآباء ونعت لهم بقصر النظر وعدم إحسان التربيه
ثالثا: أنت قلت أن المعلمين ليسوا ملائكة وهذا حق لاينكر فإن وقع من بعضهم أخطاء فذاك حال البشر ونحن هنا لانبرر لهم ولكن ذلك هو الواقع
رابعا: أن الصورة التي رسمتها لمعلم المستقبل من إتقان اللغات الثلاث وشهادة الخبرة من الشركات
هي من قبيل طلب المحال وذلك أن المعلمين هم مخرجات جهات معينه لاتتوفر فيها هذه المتطلبات
:خامسا لم تتحدث عن الطالب ماهي مواصفاته التي تتماشى مع هذا النمط من المعلمين المفترضين
وهل ماتراه الآن منهم يمكن أن يجعلهم الطلاب الذين نحلم بهم
سادسا :جزاك الله خيرا عندما نوهت أن إستخدامك إسما للخيزرانه غير موجه لشخص بعينه
سابعا:إعجابي بطرحك دفعني لأكتب ماكتبت فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ونعوذ بالله منه
تقبل تحيتي واحترامي

محب الموروث
06-05-2007, 08:42 AM
صح لسانك وسلمت يمينك وأنعم الله عليك بالمزيد من البصيرة المؤمنة والإخلاص في القول ..
هذا المقال ثري واقعي ومعروض بأسلوب أديب وواعي من الممكن بل المجدي تجزئته الى عدة مقالات ليكون تركيز العرض والحوار أجدى لكل موضوع على حدة ..
اسمح لي أخي نبط بالتعليق على المحور العام للمقال ، ومارصدته من صور للمعلم بين الأمس واليوم هو واقع نراه جميعا ونعاني سلبياته ، فنحن نعيش في مرحلة أفرزت (الطفرة ) سلبياتها وكذلك الانفتاح الإعلامي والتطور السريع المتتالي لتقنيات المعلومات ، ونحتاج لمرحلة زمنية نتمنى أن لاتطول لمعالجة هذه السلبيات على أن يكون تناولها حسب الأولويات والأهمية ، تأثر المجتمع بكافة أطيافه لإفرازات الطفرة ونحن نعيش فعلا أزمة افتقاد أو ضياع القيم الأصيلة ، ويبقى مجال التربية والتعليم الأهم الأهم لاستدراك مانراه من تسيب ولابد من وقفة جادة لمعالجة سلبيات التربية والتعليم التي لاتقتصر معالجتها على المعلم فقط بل الى كل المسؤولين عنها وإلى المنزل وكافة شرائح المجتمع ، وليس الحل دائما ( شيل الوزير ) لكن يبقى الوزير المسؤول الأول عن رسم سياسة اصلاح مجال التربية والتعليم ، ولعلنا نلاحظ في هذه الأيام المرشحة للرئاسة الفرنسية قد اعتمدت اصلاح شؤون التربية والتعليم والقيم الإجتماعية كهدف أساسي لبرنامجها الانتخابي وبهذا استطاعت الحصول على دعم وتصويت كبير في مواجهة نظيرها القوي ..
نعم كان المعلم عنيف في تعامله مع الطالب ولكن ألم يكن الطلاب في ذلك الزمان أشد عنفا بحكم ظروف الزمن وطبيعته ، الشيء الذي نسجله هنا وقد عشناه واقعا أننا كنا نهاب المعلم وفي نفس الوقت الذي كان يضربنا فيه كنا نحبه لأننا نلتمس أو نحس بعاطفته الأبوية ، أي كان رابط الثقة والحب أقوى ..
كنا ننادي كل رجل في الشارع لانعرفه بقول ياعم ، وكذلك عندما نرى أي رجل يمر بشارع الحارة نتوقف عن اللعب البريء قبل قدومه تقديرا له وحياءا منا أمامه ..
اكتفي بالتركيز على هذه النقطتين للتدليل على اننا نعيش أزمة في فقدان وضياع القيم الأصيلة على نطاق المجتمع ..
أكرر شكري وتقديري أخي نبط ..
وفق الله الجميع لمايحبه ويرضاه ..
مع تحياتي .

ينبع
06-05-2007, 01:52 PM
يانبط
أسلوبك في السرد جديد علينا في المنتدى
رغم إنه جميل لكنه طويل
لدرجة أنني كل شوية أضيع الحد وأعيد القراءة من جديد
يبدو لي أنك فعلا من نبط تتأمل زرقة السماء وسعة الفضاء
فينساب قلمك فتسهب وتمتع !! طبعا الواحد في البلد ما عنده سعة صدر ليقرأ أسطر تتجاوز الستة
وأنت ما شاء الله

على العموم قرأت الموضوع بصوت مرتفع وكان بجواري زميل
فقال عند قراءة الأسطر الأولى
شكلة أكل من الفلكة حتى شبع
فهذا الوصف وصف مجرب خبير
ولكن الفلكة جابت مفعولها .لولاها لما كتب بهذا الأسلوب
فالكاتب متمرد واضح ذلك من أسلوبه والفلكة قادته للطريق الصحيح .

ثم قلت لقد تجنى كثيرا على معلمينا الأفاضل بقوله كانوا يرتكبون الموبيقات
وكثر أولئك الذين يتجونون على معلمي الرعيل الأول
فرغم قلة مصادر التعليم إلا أنهم أنتجوا رجالا يقودون دولة وأمة هذه الأيام إلى آفاق لم يكن طلابهم يحلمون بها

يا نبط
ليت المجتمع أبقى على تلك القيمة التي كان يتمتع بها المعلم
لما وصل بنا الحال إلى ما وصل من سوء

نعم قد يكون هناك فئة من العاملين في التعليم سيئين ولكن هم قلة
وهم نتاج التوظيف

على العموم هذا لايعطي بعض الجهال الافتراء على المعلمين .
فهم أكثر فئات المجتمع عملا وانتاجا واسألني عن ذلك ما شئت فأنا أبرره
سيد نبط
على العموم الوضع ليس سيئا وإنما نتطلع إلى الأفضل

أبو سفيان
06-05-2007, 05:30 PM
وما زلت يا نبط مصرا على الإسهاب على الرغم من أنني
نصحتك في موضوع سابق بالاختصار فلم تستجب !!


هناك فرق بين الرواية وبين المقالة أو الموضوعات
التي تطرح للمناقشة ، يجب أن تراعي يا أخي ظروف القراء
ومشاغل الناس وتحرص على أن يقرأ موضوعك أكبر عدد منهم
وبهذه الطريقة وهذا الإسهاب ينفر الأعضاء من موضوعاتك ..
معذرة على هذه الملاحظات ؛ لأن هذا نابع من اقتناعي
بقوة وفائدة ما تطرح ، مما أجبرني على الدخول فوجدت ما
كنت أخشاه من التطويل الذي يستغرق الكثير من الوقت
وليتك تسمع نصح من قالوا لك اختصر الموضوع أو اقسمه
كما ألمح لذلك الأخ / ينبع والأخ محب الموروث ولكن يبدو أن
تغيير الطباع تحتاج إلى وقت ومجاهدة ، ولعلك تكون قادرا
على تقسيم موضوعك القادم إلى عدة موضوعات
ليكون النقاش محددا والرغبة في الحوار مهيأة .
أما موضوعك عن المعلمين فكثير منه حـق وبعضه ليس من
اللياقة ذكره كقولك ( بأنهم يرتكبون الموبقات) .. وهم ليسو معصومين
ولكن كم نسبة هؤلاء من الجادين المميزين أو حتى العاديين
فالواجب احترام الفئة بكاملها وليس انتقاصهم من أجل القلة
وليتك اخترت غير هذا الوصف فاللغة بحمد الله مليئة بالعبارات
والأوصاف التي تؤدي الغرض ولا تجرح المشاعر ولا سيما أن
الموقع مفتوح للكبير والصغير والطالب وغيرهم ..
أما الحصانة التعليمية وما قاله الوزير عن
صفوة المجتمع فهي حق لا ينكره إلا مكابر فلو كنت في مجلس
وفيه عدد من الأشخاص بما فيهم المعلمون ؛؛ فالأفضلية لهم
والاستشارة لهم ، وإبداء الرأي ، وإمامة المصلين في الغالب
لا ينازعهم أحد عليها إلا نادرا ...

شكرا لك على الأفكار المفيدة برغم الملاحظات التي سردنا بعضها
والبعض أنت ذكرته عن نفسك سيكتشفها القلم الأحمر
الذي سخرت منه ، وعليك الاقتناع أن المعلمين جزء من المجتمع
لا تزكية لهم ولكن لهم الاحترام والتقدير وحسن التخاطب .

نبط
06-05-2007, 10:53 PM
معلمي الفاضل الأستاذ / مبارك القش
يشرفني كثيراً والله أن تسهم معي في إثراء هذا الحوار حول المعلم بين الحاضر والماضي
ولو أني أعتب عليك كثيراً في عدم مشاركتك في موضوع حلم السعادة
فما يجمعنا ليس التعليم فقط وإنما فكرٌ وتجربةٌ وحوارٌ هادف
وإن أحجمت أنت فمن يساهم
لا زلت أنتظر مشاركتك برؤيتك حول السعادة .
فيما يخص التشاؤم والتفاؤل والنظرة السودوية فهذه لي مقال خاص
ستقرأهُ قريباً وربما يكون هو المقال التالي
وسيكون عنوانه حوار صريح جداً ولكن ليس مع الوزير وإنما مع نفسي
يا أستاذي الفاضل عندما أحكي واقع معاش فهذا لا يعني أنني أتجنى على أحد
وإنما الذي يتجنى هم أبطال هذا الواقع
إلا إن كان الآباء في تلك الفترة ملمين بأصول التربية والتعليم ويفقهون ما معنى أن يترك الحبل على الغارب للمعلم
ولا تخلو زيارتهم من نقاشات مستفيضة حول مستوى إبنهم .
إن كان هذا هو الواقع فيما مضى فأنا أقدم اعتذاري وأسحب مقالي
ولكن الواقع أن موقفهم هذا لطيبة جبلوا عليها ولمكانة هذا المعلم ولشهامة ومروءة نفتقدها الآن كثيراً
أستاذي ومعلمي الفاضل بالنسبة للأخطاء التي تقع من العاملين فهذه لها ميزان
فليس كل خطأ يقبل وللدلالة على ذلك لنتصور إمام مسجد على ما فيه من خير وصلاح ووقار إلا أنه أشتهر بالكذب فهل يقبل منه ذلك بحجة أنه خطأ ومن منى لا يخطئ
ومن الميزان أيضاً أن ننظر لحجم الأخطاء أو السلبيات مقابل الايجابيات فإن طغت الأخطاء يصبح العمل مرفوضاً . أليس كذلك ؟
وأخيراً فعندما نتحدث عن معلم المستقبل فنحن لا نطالب بأعلى المواصفات بدون مقابل ، بل إزاء ما يطلب نجد الكثير من المحفزات من مرتبات عالية جداً وخدمات أخرى هي واقع الآن في بعض الشركات مثل شركة أرمكو وعندما يكون هذا هو المقابل فلا بد أن يشقى هذا المعلم للحصول على هذا الشرف ووقتها لن يجادل أحدٌ حول أحقيته وما ذكرت أنه محال مطبق حالياً في كثير من الدول وليست اليابان أو ماليزيا عنا ببعيد .
أما الطالب فأعدك بمقال منفرد يليق به كونه محور العملية التعليمية برمتها ,
أستاذي ومعلمي الفاضل إن إعجابك ومشاركتك تتوج رأسي وتجعلني أسير محبتك
ودمت لنا خيرَ معلمٍ أشتهر بالإخلاص ِ وحب ِ العمل ِ ... وسامحونا

المعلم
06-05-2007, 11:20 PM
أخي نبط
شكرا لك نبل أخلاقك وجم تواضعك
وعتبك مقبول وسترى مشاركتي في موضوع السعاده قريبا إن شاء الله
نسأل الله لنا ولكم الإخلاص في العمل والتوفيق والقبول
تخيتي لك

نبط
08-05-2007, 03:00 PM
أستاذي ومعلمي الفاضل أبا سفيان أحب أن أؤكد أن اختلافنا لا يفسد الود الذي بيننا
واستسمحك في الرد بالرغم من حرصي الشديد على تجنب الوقوف في مواجهة الرعيل الأول من المعلمين وأنت منهم
الذين لا زالت الرهبة الممزوجة بالاحترام في نفوسنا اتجاههم ورحم الله الآباء فقد غرسوا ذلك في نفوسنا
معلمي الفاضل
لقد قضيتم في ما مضى الساعات الطوال بين صفحات الكتب تقرءونها بنهم شديد
ولم تتضجروا من طولها
مما أعطاكم القوة والجزالة في التعبير ومنحكم تفوقاً على حملة الشهادات الجامعية وذلك حقٌ لا ينكر
ومنحك أنت قلماً أحمرا أحسب أنك تلوح به في وجه أعدائك وأنا قطعاً لست منهم
فأنا أستخدم اللون الأحمر في كتاباتي حتى لا يُرهبني قلمك ( يضيع لونه مع لون كتاباتي )
فما بالكم اليوم تستكثرون علينا أن نقرأ
مقال من صفحتين أو ثلاث ؟!
وبشيء من الاعتداد بالنفس وليس الغرور
فأنا لا أكتب ولا أرد على ملتقطي الأخبار والقفشات
وإنما أنا ناشر لفكر وأتحاور مع مفكرين أمثالك
وأتشرف بأن يقرأ لي الجميع ولكني لا أعتب على من لا تروق له كتاباتي
عموماً نحن إفرازاتكم وتربية أيديكم
والحكم هنا ، أنا تفوقنا وإبداعنا قد ينسب لكم أو أن يكون اجتهادات شخصية ( إبداع فردي)
أما إخفاقنا فقطعاً لكم نصيب منه خاصة إذا مس الأساسيات مثل القراءة والكتابة
وهذا حكماً خاصاً بالزمن الماضي لقلة تأثير البيئة الخارجية (البيت ـ مجتمع الحارة ـ الإعلام )
إما في الوقت الحالي فما يصلحه المعلم قد تفسده هذه البيئة
أما بخصوص إطلاع طلابنا على مثل هذه الكتابات
فأطمئنك ( من دخل دار أبي سفيان فهو أمن )
طلابنا يا معلمي الفاضل لا يدخولون مثل هذه المنتديات وإن دخلوها لا يقرءون مثل هذه المقالات
فهم مشغولون بأمور أخرى قد نمر عليها في مقال أخر يخصهم
ولكن صدقني أن ما يرونه في فصولهم ومدارسهم يفوق ذلك بكثير
ونحمد الله أنهم لا يستطيعون الكتابة والقراءة !!!
أما الفرق بين الرواية والمقالة والقصة القصيرة فلا أضنك تعتقد جهلي به
و الرواية والقصة القصيرة والمقالة وكل ما يكتب يمكن طرحه للمناقشة .. أليس كذلك
وأخيراً أشكرك بصدق على إثرائك لهذا الموضوع بمداخلتك الأكثر من رائعة
وسأبقى تلميذا صغيراً في مدرستكم العامرة ... وسامحونا