المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جحود من أحببت



المعلم
18-04-2007, 07:18 AM
«جانت وينترسون» مؤلفة كتاب «البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة» لها كتاب آخر بعنوان «لاتنسني» تتحدث فيه عن معاناة المسن ومطالبه والعوامل المؤثرة في حياته تقول «جانت ) في مقدمة الكتاب «كان أبي يحب مشاهدة المصارعة وكانت امي تحب أن تمارس هذه الرياضة معنا ولم أكن اتصور قط انني سأبكي بهذه الحرقة عندما اجد المشاهد والممارس على فراش المرض والوهن وأنا عاجزة تماماً عن تقديم أي شيء لهما سوى الحب والحنان» والكتاب محاولة متميزة لفهم الاحتياجات الخاصة والحقيقية للمسنين الذين أصبحوا يشكلون قطاعاً كبيراً داخل المجتمعات المختلفة يجب احترامهم ورعايتهم والاهتمام بهم وذلك ليكونوا قوة حقيقية وليست قوة معولة.. ولاشك ان اهتمام الدارسين في دول العالم المتقدم بالمسنين نابع من ارتفاع نسبتهم هناك وهذه الزيادة هي محصلة طبيعة لارتفاع عمر الفرد نتيجة التطور الكبير في مستوى الرعاية الوقائية والعلاجية .. وفي الوقت الذي انتهت الكاتبة إلى ان اكثر ما يحتاجه المسن كان واحة استراحة وراحة واليوم يبحث عن صدر يرتمي عليه هرباً من الوحدة
هو العطف والحنان والحب والرعاية الشخصية الحقيقية وليست المصطنعة ومساعدته الفعلية على الخلاص من الوحدة القاتلة نجد أن بعض الأبناء يتعاملون مع آبائهم وامهاتهم وأجدادهم كفندق «خمسة نجوم» يهبطون فيه أيام الجمع والأعياد اوعندما يريدون «تغيير جو» وكأنهم حالة مؤقتة في خريطة حياتهم في الوقت الذي تشهد كل ذرات هذا الكون أنهم الأساس والأصل وانهم قانون وجودك ووجودي فالمسن لايفهم أين تكمن العدالة في أنه أعطى لمن حوله كل شيء ولم يحصل منهم على شيء!! وأنه اعطى للماضي وهو غير متأكد إن كان له وجود في خطط المستقبل !! وهو لايحتاج إلى الكلمات قدر احتياجه للأفعال وهذه الأفعال يمكن تجسيدها في الرعاية الذاتية الحقيقية وليست المتكلفة وهي بطاقة الحب الملونة التي نكتبها كوثيقة حنان يصعد بها المسن إلى قمة الحياة فالمسن يعيش دائرة خوف عنيفة ان يفهمه أحد خطأ فهو لايرغب في استجداء العواطف بل يريد ان يتحسسها ولايلهث وراء الحنان بل يريد أن يعيش فيه ولايرغب ان يطارد الرعاية بل يتمنى أن تقدم له عن طيب خاطر وهذا المسن هو من بنى للعالم ألف حلم والآن لايعيش
سوى الواقع فلكم عاش للغير والآن فرض عليه الزمان الرديء أن يعيش لنفسه ولكم لجأ إليه الجميع والآن لايعرف لمن يلجأ ولكم كان واحة استراحة وراحة وهو الآن يبحث عن صدر يرتمي عليه هرباً من الوحدة، هذه الوحدة التي تجعل المسن يمد يده طالباً الحب والعطف والحنان تجري إليه كل جياد البشر ولكنهم يعجزون أحياناً عن اختطاف هذا الشعور
الأليم بالوحدة في نفسه فأعظم الأحزان هي أحزان الوحدة واخطر الأمراض هي فقدان الحنان وأقسى الجروح هي جحود من أحببت واصعب لحظات الكراهية هي كراهية الحياة .. شعور مخيف لايشعر به إلا من هو بحاجة إلى أن تمسح عنه دمعته وتلمسه بحنان حقيقي وتنظر إليه في فهم وحب وتدعو له بالرحمة كما رباك صغيراً.
د.فؤاد عزاب

محمد علاقي
18-04-2007, 07:29 AM
صحيح والله يا معلم اكبر الم يقابله الانسان الذي ضحى من اجل
الاخرين واسعادهم لكن يقابل بالجحود
ونكران الجميل عندما نسمع وينقل الى مسامعنا
ان احد الابناء اخذ والده او امه وذهب بها اوبه الى
دار العجزه او المسنين ولم يسأل عنهم مطلقا
فهل هناك جحود اكبر من هذا يارب لا تجيب هذا اليوم علينا
واغمض اعيننا قبل ان نشوف مايحصل في هذا الزمن
شكرا معلم دمتم بخير وسعاده





أبن ألعلاقي

المعلم
19-04-2007, 12:45 AM
أخي بن العلاقي
شكرا لك المشاركة
نسأل الله لنا ولكم الصلاح في الأهل والمال والولد
تحيتي لك