المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنشود



المعلم
07-04-2007, 08:02 PM
صعوبات التعلُّم .. بين جمال الفكرة وسوء التطبيق!!
رقية سليمان الهويريني





سعدت بتعقيب الأستاذة لولوة الرشيد يوم الخميس 10-3- 1428 على مقالي (اضحك مع النجاح المضمون) المنشور يوم السبت 5-3-1428 وما أشرت له حول سعي مديرات المدارس لتنجيح الطالبات الضعيفات دراسياً تحت مسمَّى صعوبات التعلُّم، واتخاذ ذلك ذريعة لكلِّ طالبة لديها مشكلة دراسية سواء بسبب الإهمال الشخصي أو الأُسري.

وإنني أدعو الزميلة لولوة الرشيد لإعادة قراءة المقال بحس المواطنة التربوية الغيورة الحريصة على نوعية مخرجات التعليم الجيدة، وليس الكم الهائل للخريجات بمستويات ضعيفة، وأن لا تنظر للموضوع من خلال كونها معلمة صعوبات تعلُّم متهمة، وبالتالي ظهر دفاعها الشديد عن مهنتها وتوجَّهت لكاتبة هذه السطور بالاتهام على ضعف معلوماتها عن صعوبات التعلُّم. وكوني مرشدة طلابية فإنّ لديّ اهتماماً خاصاً بالشأن التربوي، بل إنّ أغلب كتاباتي تدور في هذا المجال، وكان مقالي رداً على مديرة صعوبات التعلُّم في وزارة التربية والتعليم فردوس أبو القاسم التي نفت وجود تسهيلات غير مدروسة لعملية تقويم التلميذات ذوات صعوبات التعلُّم أثناء الاختبارات، بمعنى أنّ هذا الأمر وارد بل دارت حوله شبهات وعلامات تعجُّب وتساؤل، وإلاّ لما نفته مديرة صعوبات التعلُّم. وقد ذكرت حالة طالبة حصلت على 29.25 درجة من 30 في الفصل الثاني بعد أن أفردت لها لجنة اختبار خاصة برفقة معلمة صعوبات التعلُّم، بينما حصلت في الفصل الأول على أقل من 10 درجات من 30 حين أدت امتحانها مع لجنة وملاحظة عامة وهذا ما دعاني للعجب، وما زلت أبحث عمن يفسره لي.

وقد سرني شرح وتوضيح الزميلة لولوة لطبيعة عمل معلمة صعوبات التعلُّم وهو ما تجهله أغلب المعلمات في مدارسهن، فمفهوم صعوبات التعلُّم هو مفهوم جديد، وغامض على المعلمات والطالبات وأولياء الأمور، حيث يقوم فهم المعلمات وتقويمهن على مشاهداتهن وتجاربهن الخاصة في المدارس. وكما ذكرت في المقال السابق نقلاً عن مديرة صعوبات التعلُّم، فإنّ آليات تطبيق هذا المفهوم تستند على تعاميم تتعلّق بمعاهد التربية الخاصة ويتم تطبيقها على طالبات التعليم العام، ولا يخفى على أحد الفروق الكبيرة بين طالبات التعليم العام وطالبات التربية الخاصة، وهذا الاختلاف من الأسباب التي تجعل المجال واسعاً للاجتهادات والتساهل كثيراً مع طالبات هذه الفئة والخلط بين مفهوم الصعوبات التعليمية والإعاقة الجسدية والإهمال الدراسي. لذا أود من الأستاذة لولوة أن تجيب عن تساؤلاتي: (من يحدد أنّ الطالبة تعاني من صعوبة تعلُّم أو إهمال دراسي؟ وهل يوجد اختبار محدَّد ومقنَّن يوضح للجميع بموضوعية أنّ هذه الطالبة تستحق فعلاً أن تصنَّف (طالبة صعوبة تعلُّم) أم أنّ ذلك يعتمد على قرار فردي من قِبل معلمة صعوبات التعلُّم ورأيها في هذا المجال؟ وهل الإعاقة الجسدية تدخل ضمن صعوبات التعلُّم؟ علماً أنّ وجود نماذج من المعلمات المهملات في متابعة الطالبة والرفع من مستواها والحرص فقط على نتيجتها نهاية العام، هو ما سبّب لنا هذا اللَّبس والشك، بل أوجد نوعاً من البلبلة والاضطراب، وزاد من ذلك وقوف بعض مكاتب الإشراف متفرجة حيال هذا الأمر. وما يؤسف له وجود طالبات في بعض مدارس البنات بالذات لم يتطوّر مستواهن بعد انضمامهن لغرفة المصادر، وكان الحرص على نجاحهن فقط دون تزويدهن بأدنى المهارات وانتقالهن من صف إلى آخر دون أي تحسُّن. وعدم وجود تعاميم وأنظمة خاصة بتطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع، هو ما جعل المدى واسعاً لكثير من مديرات المدارس وبعض المعلمات من صعوبات تعلُّم وغيره، على ضم من أريد لها النجاح فقط تحت لواء (صعوبات التعلُّم) دون شعور منهن بالأمانة والمسؤولية وبتشجيع من مشرفاتهن. حيث أخذت الفكرة مفرغة من محتواها وأهدافها الرائعة التي ذكرتها الأخت لولوة وطبقت دون تنظيم، وهو ما يثير السخرية منها لأنّها طريقة (مضحكة للتنجيح فقط)، ولقد تفاجأت بما ذكرته من وجود نصاب 24 حصة لمعلمة صعوبات التعلُّم وحصرها بمواد (القراءة والكتابة والإملاء والرياضيات) فقط لأنني رأيت وسمعت أنّ معلمات صعوبات التعلُّم يدرِّسن التوحيد والحديث والعلوم ويفررن من تدريس الإملاء والرياضيات بنصاب يقل عن عشر حصص فقط أسبوعياً ولطالبات مهملات لم تطبّق عليهن مقاييس صعوبات التعلُّم.

وختاماً أشكر الأخت لولوة الرشيد على حماسها، وإخلاصها وتفاعلها مع هذا الموضوع الذي شغلنا دون وجود من يفسره! وكنت آمل من الأستاذة فردوس أن تفسر ما هو حاصل على أرض الواقع، بدلاً من نفي وجود التسهيلات!

وهي فرصة لمطالبة وزارة التربية والتعليم بالإسراع في وضع آليات تحكم عمل معلمة صعوبات التعلُّم مع الطالبات. وليكن هدفنا هو تحسُّن الطالبة (الحقيقي) ونجاحها بإمكانياتها مهما كانت متواضعة.