أخطاء الرجال تذكيها الفتاوى وأنانية المتع!

[المعلم]

د. شروق الفواز
لا يوجد في كل ما هو مقروء أو مسموع ما هو أسخن من قضايا الزواج والفتاوى التي تحلل بعضه أو تحرمه،لا لكثرة المهتمين به، وانما لأن مجتمعنا ترجح الكفة فيه لطرف على حساب الآخر، مما يجعل الأمر أكثر متعة وتشويقا للسؤال والطرح حتى ولو كان مؤذيا أو به من المنزلقات ما يمكن أن يفسر ويؤول للخطأ على حساب القيم الأعلى كالدين والآداب!
إلا أن هذا الاستمتاع في الطرح والتبحر فيه يجب أن يكون محسوبا ضمن الأطر الأساسية المعمولة له، والتي تقوم عليها أركان الزواج وأهدافه. لا أن يكون الأمر متروكا للاجتهادات المنفردة التي تبتدع و تضع الحجج وتبني وتؤلف لها البراهين ضاربة عرض الحائط بالحقائق والحقوق الأخرى، في نرجسية قاتلة تدمر الأسر وتهدم المجتمع و تسيء للوطن.

فلم تجف أقلام المروجين لزواج المسيار والمطبلين لمزاياه التي ابتدعت لتحقق مآرب فئة محددة ولتتحايل على أمور أخرى إلا وظهرت لنا أقلام أخرى وأصوات تجد في نفسها الجرأة لتظهر بدعة أخرى هي الزواج بنية الطلاق!!

أي ارتباط هذا الذي يبطن بنية الانفصال وأي مروءة تلك التي تقبله وهو قائم على الكذب بعد أن دعم في الفتوى التي تبيحه بجواز اخفاء نية الطلاق على الزوجة.

قضية مهمة مثل هذه نجد من يروج لها بين الطلبة المبتعثين في الخارج تشجيعا لهم على العفة، بطريقة مستهجنة نبيح فيها لشبابنا من أجل أن نعصمهم من الخطأ أن يستهينوا بحقوق بنات الشعوب الأخرى ونعطيهم دفعة معنوية وشحنة دينية تبيح لهم استحلال نساء الآخرين بزواج فصلناه ليخدم مصالحنا الشخصية وأسبغنا عليه صفة شرعية .

هذه الفتاوى المطاطية التي مطت على مقاس شبابنا أغفلت أمورا أخرى واعطت للشباب حلولا سهلة لكنها غبية لأنها تورط الشاب وتلهيه عن دراسته أكثر من أن تعينه عليها.

ترى ما الفرق بين احتياجات الشاب داخل بلده عنها خارجه ما دام قادرا على كبح جماح رغباته داخل وطنه ولديه من الدين والأخلاق ما يمنعه عن الوقوع في الحرام فما الذي يمنعه عن فعل الشيء ذاته خارجه ؟

واذا كان الأمر صعبا عليه فلماذا نشجعه على ما هو مشكوك فيه ونترك ماهو واضح وبيّن ؟ لماذا لا نشجع الشاب على الاقتران بفتاة من بلده بزواج بيّن لانوايا خفية فيه، وبلدنا والحمدلله يمنح المبتعث وزوجته الدعم المادي الذي يحتاجه.

لماذا نشعل فتيل نار في شباب متحمس قد تحرقه بفتوى دون أن نحسب تبعات هذا الزواج والتي من أهمها الأبناء! كيف نشجع الشباب على بناء أسرة مختلة الأركان مغيبة الحقوق قد تنتهي بمأساة يدفع ثمنها الأبناء، أم أننا نريد أن نفتح لنا ملفات مخزية أخرى في بلدان ابتعاثنا لأبنائنا، كتلك التي طفت على السطح من أبناء سعوديين تنكر لهم آباؤهم وتخلت عنهم أمهاتهم في عدد من الدول التي يسافر لها الطامعون بالمتع القصيرة التي يبدأونها بفتاوى تبيح لهم الزواج والتمتع بالنساء ثم تركهن معلقات أو حتى تطليقهن بكلمة باردة دون حياء أو مسؤولية أو ندم ؟

هذه الفتاوى فيها من الخطورة ما يوجب المنع لأنها تسيء لسمعة الوطن وُتذكي نرجسية ممقوتة في بعض أبنائة فتبيح له ارضاء ذاته بإتعاس الآخرين.