المعلم
31-03-2007, 12:16 PM
خالد محمد العماري
هذه جملة صدرت من طفلةٍ ممتلئةٍ رقةً وجمالا .. وفي الثالثة من عمرها .. تنادي والدتها وهي تفتح عينيها على الآخر وتضم شفتيها فتزداد حمرةً وبريقاً وتشير بإصبعها الصغير على أختها المولودة من أيام وتقول :
« ماما .. هيا نقطع رأس النونو «
شيء جميل .. نعم شيء جميل جداً أن تختار طفلة في الثالثة لرجل في الثالثة والثلاثين عنواناً جذاباً لمقاله الصحفي ..
ولكن أي مصيبة هذه التي حلت بنا ..
وهذه قصة من بين قصص كثيرة تتحدث عن مقترحات ومطالب بل أحياناً أفعال لأطفال صغار كلها عنف وإرهاب . من أين لهم هذا يا ترى ؟! لابد أن نسأل أنفسنا جميعا هذا السؤال ، و لابد أن يتنادى العقلاء والمهتمون ورجال الإعلام والعلم والتربية لمعرفة « بذور الإرهاب « قبل أن تصبح ثماراً مرّة تنتشر بسعةِ وعمقِ هذه البذور . لاشك أن الطفل يولد خالي الذهن « والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً « ورقة بيضاء كما يقال ، فيتلقى كل يوم معلومات ومدارك ومفاهيم جديدة ، من والديه بالذات لقوة ارتباطه بهما ، ومن المحيط الأسري ثم الاجتماعي ، وذلك من الولادة وحتى الرابعة في العمر ، ثم بعد الرابعة إلى السادسة يدخل مؤثر من نوع أقوى وأحب غالباً وهو محيط «رياض الأطفال» ، ثم بعد السابعة يبدأ دور المدرسة ثم الشارع والأصدقاء و هكذا . لكن هناك مؤثر قوي جداً وفعال ومحبب أكثر من غيره بكثير ويخترق هذه الأوساط كلها ويتسلل إلى الطفل على مرأى ومسمع منا ، ألا وهو « الإعلام « و « البث الفضائي « بالذات . ومن نظرة سريعة لبعض القنوات بل قنوات الطفل المخصصة له نجد صوراً من : السرقة والضرب واللكم واللطم والطعن والحرق والشنق وحمل السلاح والتفجير والتدمير والقنص والاعتداء على الأشخاص والممتلكات والتخطيط للعنف والرعب والسحر والتعصب والتحزب والقتل و القتل الجماعي وتدمير المباني والمنشآت و تدمير الأرض بل التدمير الكوني بالكامل !!!.. وفي هذه الأسطر حاول أن تحلل عبارة « هيا نقطع رأس النونو !! « ستجد أنها حوت الأمور التالية ( براءة – إرهاب – صور حية – رغبة في التنفيذ – غياب الهدف ) فالبراءة براءة الطفولة ، والإرهاب هو إرهاب القنوات الفضائية ، والصور الحية هي التي تبقى كذلك بمقدار جاذبيتها للطفل وإخراجها الفني ، والرغبة في التنفيذ لميل الأطفال للتقليد ، وغياب الهدف لأننا لم نحدده عندما اخترنا بعض هذه القنوات لأطفالنا . وإذا كان يصدق على حالنا نحن الكبار مع الإعلام عبارة « قوة المؤثر وضعف المتأثر « فكيف بالله أطفالنا .. ارحموا الأطفال يا ناس .. و إلا فقديماً قالوا : « إنك لا تجني من الشوك العنب « .
هذه جملة صدرت من طفلةٍ ممتلئةٍ رقةً وجمالا .. وفي الثالثة من عمرها .. تنادي والدتها وهي تفتح عينيها على الآخر وتضم شفتيها فتزداد حمرةً وبريقاً وتشير بإصبعها الصغير على أختها المولودة من أيام وتقول :
« ماما .. هيا نقطع رأس النونو «
شيء جميل .. نعم شيء جميل جداً أن تختار طفلة في الثالثة لرجل في الثالثة والثلاثين عنواناً جذاباً لمقاله الصحفي ..
ولكن أي مصيبة هذه التي حلت بنا ..
وهذه قصة من بين قصص كثيرة تتحدث عن مقترحات ومطالب بل أحياناً أفعال لأطفال صغار كلها عنف وإرهاب . من أين لهم هذا يا ترى ؟! لابد أن نسأل أنفسنا جميعا هذا السؤال ، و لابد أن يتنادى العقلاء والمهتمون ورجال الإعلام والعلم والتربية لمعرفة « بذور الإرهاب « قبل أن تصبح ثماراً مرّة تنتشر بسعةِ وعمقِ هذه البذور . لاشك أن الطفل يولد خالي الذهن « والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً « ورقة بيضاء كما يقال ، فيتلقى كل يوم معلومات ومدارك ومفاهيم جديدة ، من والديه بالذات لقوة ارتباطه بهما ، ومن المحيط الأسري ثم الاجتماعي ، وذلك من الولادة وحتى الرابعة في العمر ، ثم بعد الرابعة إلى السادسة يدخل مؤثر من نوع أقوى وأحب غالباً وهو محيط «رياض الأطفال» ، ثم بعد السابعة يبدأ دور المدرسة ثم الشارع والأصدقاء و هكذا . لكن هناك مؤثر قوي جداً وفعال ومحبب أكثر من غيره بكثير ويخترق هذه الأوساط كلها ويتسلل إلى الطفل على مرأى ومسمع منا ، ألا وهو « الإعلام « و « البث الفضائي « بالذات . ومن نظرة سريعة لبعض القنوات بل قنوات الطفل المخصصة له نجد صوراً من : السرقة والضرب واللكم واللطم والطعن والحرق والشنق وحمل السلاح والتفجير والتدمير والقنص والاعتداء على الأشخاص والممتلكات والتخطيط للعنف والرعب والسحر والتعصب والتحزب والقتل و القتل الجماعي وتدمير المباني والمنشآت و تدمير الأرض بل التدمير الكوني بالكامل !!!.. وفي هذه الأسطر حاول أن تحلل عبارة « هيا نقطع رأس النونو !! « ستجد أنها حوت الأمور التالية ( براءة – إرهاب – صور حية – رغبة في التنفيذ – غياب الهدف ) فالبراءة براءة الطفولة ، والإرهاب هو إرهاب القنوات الفضائية ، والصور الحية هي التي تبقى كذلك بمقدار جاذبيتها للطفل وإخراجها الفني ، والرغبة في التنفيذ لميل الأطفال للتقليد ، وغياب الهدف لأننا لم نحدده عندما اخترنا بعض هذه القنوات لأطفالنا . وإذا كان يصدق على حالنا نحن الكبار مع الإعلام عبارة « قوة المؤثر وضعف المتأثر « فكيف بالله أطفالنا .. ارحموا الأطفال يا ناس .. و إلا فقديماً قالوا : « إنك لا تجني من الشوك العنب « .