المعلم
28-03-2007, 02:13 AM
أحمد بن عبد العزيز المهوس
كان العرب الأوائل يطلقون على علم الفلك علم الهيئة، ولعل السبب في هذه التسمية أن المهتم بهذا العلم منهم تتهيأ له أشياء غير حقيقية، فلا يلبث أن يكذب فيها حتى يكون كمن يكذب الكذبة ثم يصدقها.
لا مراء في أن علم الفلك كان مرتبطاً في سالف الأزمنة السحيقة بعلم التنجيم، فالمنجم يستقي معلوماته من معرفته بالنجوم ومنازلها ورصد الحساب لها, فنجده يصدق في قوله حين تصله معلومة من الجن المسترقين للسمع، فحين ينجو أحدهم من الشهاب المعد له رصداً يخبر المنجم بما سمعه (فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً), فيضيف إليها كماً من الخرافات والخزعبلات ما الله به عليم، كان هذا قبل البعثة المحمدية. حذر الإسلام من التنجيم، فهدأت ثورة هذا العلم الخرافي, لا سيما ما حصل من الخسوف في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاعتقد العربي بعقليته القديمة قبل إسلامه أن هذا من علم التنجيم الحقيقي, لكن الرسول أوضح العلة, وهي أن الأمر تخويف من الله لعباده. في أيامنا هذه نطالع كثيراً من المهتمين بهذا العلم بمشاركات حسنة, إلا أنهم قلما ينعتقون من ربقة رائحة التنجيم, فتراهم يقولون: يستحيل أن يُرى الهلال غداً. ويقولون: غداً هو أول أيام الشهر.. وغداً هو أول أيام العيد.. هكذا جزماً من عند أنفسهم, فيذكروننا بلا دراية منهم بعلم التنجيم المنهي عنه. إنهم يجترئون على علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإن حاججتهم قالوا: نعني بالاستحالة الكونية التي خلق الله الكون عليه.
إن مما يزيد في الطنبور نغمة وصف أنفسهم بالبحثة، وليت شعري أكانوا متخصصين قبل هذا الشروع بالبحث؟! إنهم يصفون أنفسهم بمثل هذا ولا نجد لهم بحوثاً يعول عليها! لعلهم يعدون تلك الأخبار التي ينشرونها في الصحف السيارة تعد بحوثاً، وما درى الناس أن هذه المعلومات موثقة في كتب علم الفلك، فلا حاجة للمهتم منهم بأن يبحث فيها ويخبرنا عنها، ربما إدخال بعض التعديلات على التقويم الهجري يعد بحثاً عندهم، ربما!!
كان العرب الأوائل يطلقون على علم الفلك علم الهيئة، ولعل السبب في هذه التسمية أن المهتم بهذا العلم منهم تتهيأ له أشياء غير حقيقية، فلا يلبث أن يكذب فيها حتى يكون كمن يكذب الكذبة ثم يصدقها.
لا مراء في أن علم الفلك كان مرتبطاً في سالف الأزمنة السحيقة بعلم التنجيم، فالمنجم يستقي معلوماته من معرفته بالنجوم ومنازلها ورصد الحساب لها, فنجده يصدق في قوله حين تصله معلومة من الجن المسترقين للسمع، فحين ينجو أحدهم من الشهاب المعد له رصداً يخبر المنجم بما سمعه (فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً), فيضيف إليها كماً من الخرافات والخزعبلات ما الله به عليم، كان هذا قبل البعثة المحمدية. حذر الإسلام من التنجيم، فهدأت ثورة هذا العلم الخرافي, لا سيما ما حصل من الخسوف في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاعتقد العربي بعقليته القديمة قبل إسلامه أن هذا من علم التنجيم الحقيقي, لكن الرسول أوضح العلة, وهي أن الأمر تخويف من الله لعباده. في أيامنا هذه نطالع كثيراً من المهتمين بهذا العلم بمشاركات حسنة, إلا أنهم قلما ينعتقون من ربقة رائحة التنجيم, فتراهم يقولون: يستحيل أن يُرى الهلال غداً. ويقولون: غداً هو أول أيام الشهر.. وغداً هو أول أيام العيد.. هكذا جزماً من عند أنفسهم, فيذكروننا بلا دراية منهم بعلم التنجيم المنهي عنه. إنهم يجترئون على علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإن حاججتهم قالوا: نعني بالاستحالة الكونية التي خلق الله الكون عليه.
إن مما يزيد في الطنبور نغمة وصف أنفسهم بالبحثة، وليت شعري أكانوا متخصصين قبل هذا الشروع بالبحث؟! إنهم يصفون أنفسهم بمثل هذا ولا نجد لهم بحوثاً يعول عليها! لعلهم يعدون تلك الأخبار التي ينشرونها في الصحف السيارة تعد بحوثاً، وما درى الناس أن هذه المعلومات موثقة في كتب علم الفلك، فلا حاجة للمهتم منهم بأن يبحث فيها ويخبرنا عنها، ربما إدخال بعض التعديلات على التقويم الهجري يعد بحثاً عندهم، ربما!!