المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يذهب العرف بين الله والناس



المعلم
11-03-2007, 12:58 AM
حمد بن عبدالله القاضي(*)






** سأروي قصة حصلت لي قبل حوالي عشر سنوات فهي تشي بمعنى بالغ الأهمية.. استشرف أن يعود كما كان في زمن قريب.!

القصة حصلت لي عندما كنت ذات سفر في طريق القصيم متجهاً من الرياض إلى عنيزة، وفي حوالي منتصف الطريق وجدت رجلاً مع أسرته وأطفاله بجانب سيارته (المتعطلة) وهو يشير بيده لعل إحدى السيارات تقف لإسعافه ومساعدته على إصلاح سيارته، وقد رأيت أن السيارات التي أمامي مرت من عنده ولم تقف أو تعبأ بإشاراته، وقد وفقني الله عندما حاذيته فتوقفت عنده، وذهبت إليه وأفادني أن إطار سيارته (بنشر) وعندما أراد أن يستخدم البديل وجده هو الآخر كذلك لطول عهده عنه، فما كان مني - وهذا أقل ما يجب عليَّ - إلا أن أخذت (إطار سيارته) وذهبت به إلى (محطة بنزين) قريبة وأصلحته، ثم عدت به إليه وساعدته في تركيبه بسيارته ولم يستغرق ذلك سوى وقتاً قصيراً، لكنني - علم الله - سعدت براحة كبيرة وأنا أودعه وأغادره.!

***

وسبحان الله بعد حوالي نصف ساعة لاحظت ارتفاع درجة حرارة سيارتي فجأة وكنت على مشارف الليل، وعندما نزلت وجدت أن (السير) قد انقطع، ووقفت على قارعة الطريق في مثل موقف ذلك الرجل الذي أسعفته، وقد أشرت لعدد من السيارات ولكن لم تتوقف، ثم إذا بسيارة تتوقف، والمفاجأة أنها ذات السيارة التي أسعفت صاحبها وإذا به يقبل عليّ مردداً (سلامات.. سلامات).. وأفدته بعطل سيارتي، وبقدر تأسفه على عطل سيارتي فرح برده لجميلي.. وكنت أكثر فرحاً منه، وسوف أنبئكم بتأويل هذا الفرح.. لقد أخذ هذا الرجل (سير) سيارتي ثم ذهب به إلى محل قطع غيار سيارات في إحدى المحافظات القريبة، ثم بعد حوالي ثلثي ساعة عاد إليّ ومعه سير جديد وقمنا معاً بتركيبه، ولم يتركني حتى ركبت (راحلتي الحديدية) - كما يسميها الأديب المازني - وسرت أمامه.

***

** لقد تأملت - أيها الأعزة والعزيزات - هذين الموقفين اللذين تمّا في وقت قريب بل متزامن إذ لم يمض على مساعدة هذا الرجل سوى دقائق معدودة، وبسرعة عجيبة وجدت رد هذا المعروف في الدنيا وليس في الأخرى، ثم أمر آخر أن كل إنسان في هذه الحياة بحاجة إلى الآخرين مهما كانت إمكاناته وظروفه.

لقد أوردت هاتين الحكايتين وتعليقي عليهما من وحي، ملاحظة غياب ثقافة الأريحية والإحسان والشهامة، وما أقسى الحياة عندما تغيب المعاني والشيم الجميلة في هذه الحياة، ومهما كانت الأسباب فليست مبرراً لغياب شيمة الإحسان والمساعدة والمروءة، وحصول مواقف محددة تسيء إلى هذه الشيم ولا تحفّز على ممارستها لا يعني إلغاءها من قاموسنا، وأدبيات تعاملنا مع الآخرين.. {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}.

أمر آخر يؤكده ذلك الشاعر الحكيم في البيت الشعري المشهور:

(من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

لا يذهب العرف بين الله والناس)

وبعد

إننا كثيراً ما نسمع عن آثار أعمال الخير والإحسان في الدنيا سواء عند مرض الإنسان أو ضعفه أو في حال صحته واحتياجه، فهل ندع شيم المروءة والخير بسبب تصرف شاذ أو حادث فردي، إن الاحتياط مطلوب لكن على ألا يكون هاجساً يلجم أيدينا وألسنتنا عن مقاربة فعل الجميل

العنيني
11-03-2007, 07:31 AM
اولا هذا دليل على خلق المسعف والمسعف وقدر لهم فعل الخير مع بعضهم وهذا رد سريع للمعروف

لكن في هذا الزمن اولاد الحرام سبب في قطع المعروف كثرة المشاكل واليوم والله يا صديقي لانقف الاعند

من نعرف

المعلم
11-03-2007, 08:11 AM
صدقت أخي العنيني ولكن على الأقل عندما
يكون هناك عائلة وأطفال
مع أخذ الحيطة قدر الإمكان
شكرا على مشاركتك

أبو سفيان
11-03-2007, 11:43 AM
نعم الوقوف لأي واحد مشكلة قد لا تحمد عقباها وبخاصة في الليل
البهيم ..
أما في وضح النهار فبإمكان الإنسان أن يهدئ سرعته ويستوضح

السيارة وسائقها ومن فيها ..
شكرا للمعلم ... قصة جميلة وفيها عبر كثيرة لكن أولاد الحرام

قضوا على كثير من أفعال المروءة ..وليس ببعيد عنا تلك القصة التي سمعناها
عن صاحب السيارة الذي وقف لشخص يؤشر له بإناء الماء كناية عن الظمأ الذي
لحق به فلما توقف خرج عليه ثلاثة أشخاص كانوا مختبئين وملثمين
فجردوه من كل ما يملك وتركوه يتأسف على مروءته وشهامته ..

المعلم
11-03-2007, 11:49 AM
المشرف العام /أبو سفيان
أرحب بك

ماذكرته حفظك الله هو مايقلق كل من يسير على الطرق وخاصة في الليل
وعندما يكون معك أحد في السيارة
ويرى أحد يؤشر
يبادرك بقولة
روح لاتوقف!

تحيتي لك