المعلم
09-02-2007, 10:50 AM
د. صنهات بدر العتيبي
جاء في الأنباء أن طلاباً كويتيين وخليجيين يتدفقون على مدارس حفر الباطن للدراسة فيها خاصة في آخر سنة!!! من الثانوية العامة.. وليس الخبر هذا مدعاة للفخر القومي لكون مدارسنا أصبحت أو ستصبح "قبلة" لطالبي العلم لأنه كما يقاال "اذا عرف السبب بطل العجب!!" السبب ياسادة يعود الى رغبة الطلاب الكويتيين وغيرهم في الحصول على درجات مرتفعة في الثانوية العامة من أجل تسهيل قبولهم في جامعات بلادهم او جامعات أخرى من بلاد الله الواسعة!!
وبعد أيام معدودة ستطالعنا الصحف باعلانات منشورة ومدفوعة من قبل المدارس الأهلية المنتشرة عندنا كما مطاعم المندي تعلن عن اسماء ومعدلات الطلاب والطالبات لديها التي تتراوح اغلبها بين 99% و99.99% ولولا الحياء والخجل ربما تصل بعض المعدلات الى 101%!! سيكون هناك تسابق اعلامي وتسويقي مهول لعرض أكبر عدد ممكن من الاسماء والصور والمعدلات من جهة وهرولة مخيبة نحو "نحر" العملية التعليمية من الوريد الى الوريد من جهة أخرى!! وفي الجامعات تدور شكوك منطقية حول الدرجات المنسبة!! للطلاب والطالبات القادمين من مدارس حكومية في مناطق بعيدة عن المركز كما هي الحال في القرى والمدن النائية.
هناك اشكاليات عدة تنبع من هذه الظاهرة المحيرة منها:
1- فقدان الثقة في التعليم العام بنوعيه الأهلي والحكومي وفتح الباب على مصراعيه لتوظيف "الواو ومشتقاتها" وربما ما هو اثمن وأكبر في العلم والتعليم.
2- احراج مؤسسات التعليم العالي بمعدلات مرتفعة تصل الى السقف ومستويات تعليم ركيكة تصل الى السيراميك.
3- تعويد الأجيال الناشئة على "اللف والدوران" والدفع بالعملة الصعبة بحثا عن الدرجات عوضا عن القلم والكتاب وفي هذا خطر جاثم على صدر التنمية برمتها فليس الطلاب الصغار هؤلاء الا قادة التنمية في القادم من الأيام!
4- تدمير العلاقة بين البيت والمدرسة والطالب والمعلم التي يفترض ان تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المفيد ولكن هذه الظاهرة تدفع بها الى عالم المال والأعمال والاحتيال وفق المقولة الشهيرة "من له حيلة فليحتل"!
رغم كل هذه الأخطار، نجد صمتا غريبا من قبل الجهات المشرفة على التعليم ويمر الموضوع مرور الكرام مع ما فيه من تحديات ومخاطر على العملية التعليمية بالكامل.. ولا نلاحظ في كواليس الوزارة ولا تصريحاتها العلنية اية محاولات لمكافحة التعليم "مسبق الدفع" ومناقشة أزمة الدرجات الملغمة وكأن هذه الطريقة مقبولة او كأن مدارسنا مؤهلة فعلا للتعليم الذي يحقق درجات خرافية كمثل ما نراه ونسمع عنه!! الواضح أن هناك ضعفا هائلا في "حوكمة المدارس" وعدم قدرة واضحة على التحكم والسيطرة على دوافع الربحية في المؤسسات التعليمية فحدث "خلط" مسموم بين التعليم والتلغيم ودمجت مهارات التدريس مع محاولات التدليس.. وبهذا تقف العملية التعليمية على شفا حفرة محفوفة بالطمع والقلق ولن يكون مبرراً للصامتين بعد اليوم!!
ماذا نتوقع من طلاب تعودوا ومعهم أولياء امورهم على التسجيل في مدارس خاصة من أجل الدرجات والدرجات فقط وجاء في آخر اهتمامات العائلة الموقرة العلم والمعرفة والتطوير الذاتي؟ وماذا نتوقع من جهة مسؤولة عن قطاع التعليم تتفرج على الظاهرة وهي "تُطبخ" على صفيح ساخن ولا تحرك ساكن؟
من المؤكد سنجد امامنا مستقبلاً اقتصادياً تنقصه الكفاءة والجدارة والاخلاق فالطبع يغلب التطبع ولن يتوقع ان تنتج ثقافة التعليم المعلب أجيالاً جديرة بالتنمية الحقة والتنافسية المستدامة؟!
جاء في الأنباء أن طلاباً كويتيين وخليجيين يتدفقون على مدارس حفر الباطن للدراسة فيها خاصة في آخر سنة!!! من الثانوية العامة.. وليس الخبر هذا مدعاة للفخر القومي لكون مدارسنا أصبحت أو ستصبح "قبلة" لطالبي العلم لأنه كما يقاال "اذا عرف السبب بطل العجب!!" السبب ياسادة يعود الى رغبة الطلاب الكويتيين وغيرهم في الحصول على درجات مرتفعة في الثانوية العامة من أجل تسهيل قبولهم في جامعات بلادهم او جامعات أخرى من بلاد الله الواسعة!!
وبعد أيام معدودة ستطالعنا الصحف باعلانات منشورة ومدفوعة من قبل المدارس الأهلية المنتشرة عندنا كما مطاعم المندي تعلن عن اسماء ومعدلات الطلاب والطالبات لديها التي تتراوح اغلبها بين 99% و99.99% ولولا الحياء والخجل ربما تصل بعض المعدلات الى 101%!! سيكون هناك تسابق اعلامي وتسويقي مهول لعرض أكبر عدد ممكن من الاسماء والصور والمعدلات من جهة وهرولة مخيبة نحو "نحر" العملية التعليمية من الوريد الى الوريد من جهة أخرى!! وفي الجامعات تدور شكوك منطقية حول الدرجات المنسبة!! للطلاب والطالبات القادمين من مدارس حكومية في مناطق بعيدة عن المركز كما هي الحال في القرى والمدن النائية.
هناك اشكاليات عدة تنبع من هذه الظاهرة المحيرة منها:
1- فقدان الثقة في التعليم العام بنوعيه الأهلي والحكومي وفتح الباب على مصراعيه لتوظيف "الواو ومشتقاتها" وربما ما هو اثمن وأكبر في العلم والتعليم.
2- احراج مؤسسات التعليم العالي بمعدلات مرتفعة تصل الى السقف ومستويات تعليم ركيكة تصل الى السيراميك.
3- تعويد الأجيال الناشئة على "اللف والدوران" والدفع بالعملة الصعبة بحثا عن الدرجات عوضا عن القلم والكتاب وفي هذا خطر جاثم على صدر التنمية برمتها فليس الطلاب الصغار هؤلاء الا قادة التنمية في القادم من الأيام!
4- تدمير العلاقة بين البيت والمدرسة والطالب والمعلم التي يفترض ان تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المفيد ولكن هذه الظاهرة تدفع بها الى عالم المال والأعمال والاحتيال وفق المقولة الشهيرة "من له حيلة فليحتل"!
رغم كل هذه الأخطار، نجد صمتا غريبا من قبل الجهات المشرفة على التعليم ويمر الموضوع مرور الكرام مع ما فيه من تحديات ومخاطر على العملية التعليمية بالكامل.. ولا نلاحظ في كواليس الوزارة ولا تصريحاتها العلنية اية محاولات لمكافحة التعليم "مسبق الدفع" ومناقشة أزمة الدرجات الملغمة وكأن هذه الطريقة مقبولة او كأن مدارسنا مؤهلة فعلا للتعليم الذي يحقق درجات خرافية كمثل ما نراه ونسمع عنه!! الواضح أن هناك ضعفا هائلا في "حوكمة المدارس" وعدم قدرة واضحة على التحكم والسيطرة على دوافع الربحية في المؤسسات التعليمية فحدث "خلط" مسموم بين التعليم والتلغيم ودمجت مهارات التدريس مع محاولات التدليس.. وبهذا تقف العملية التعليمية على شفا حفرة محفوفة بالطمع والقلق ولن يكون مبرراً للصامتين بعد اليوم!!
ماذا نتوقع من طلاب تعودوا ومعهم أولياء امورهم على التسجيل في مدارس خاصة من أجل الدرجات والدرجات فقط وجاء في آخر اهتمامات العائلة الموقرة العلم والمعرفة والتطوير الذاتي؟ وماذا نتوقع من جهة مسؤولة عن قطاع التعليم تتفرج على الظاهرة وهي "تُطبخ" على صفيح ساخن ولا تحرك ساكن؟
من المؤكد سنجد امامنا مستقبلاً اقتصادياً تنقصه الكفاءة والجدارة والاخلاق فالطبع يغلب التطبع ولن يتوقع ان تنتج ثقافة التعليم المعلب أجيالاً جديرة بالتنمية الحقة والتنافسية المستدامة؟!