انس الدريني
05-02-2007, 12:21 PM
*أن تتعدد الآراء وتختلف حول مسألة ما فهذا أمر طبيعي ولا جديد فيه ذلك أن الاختلاف سمة من سمات الحياة وسنة سنها الخالق في خلقه. .
*ومشروعية الاختلاف واقعة في كل شيء لاسيما فروع الدين ومسائلة المتجزئة والمتعددة والتي تتضمن إختلافاً في تفسيرها وتعدد الفتاوى حيال ما ترمز اليه. لنجد بأن الاجتهاد جاء لرحمة الناس حيث يقول ابن تيمية "إجماع العلماء حجة قاطعة وإختلافهم فيه رحمة واسعة".
*والمؤسف حقاً أن إختلاف المسلمين اليوم بات معضلة كبيرة وعائق جسيم يقتعد لهم في طريق نهضتهم ويحول دون وحدتهم لمواجهة الاخطار المتربصة بهم من أعداء الاسلام. وما يزيد الأسف أن دائرة الإختلاف إتسعت لتتشكل تحت أقطارها عبارات متأججة لدى المتلقي لإشعال فتيل الفتن والبغضاء وزعزعة الوحدة الوطنية فذاك علماني وهذا متشدد وهكذا متناسون أداب الإختلاف ومشروعيته والتي تستوجب سلفاً أن نحسن الظن ببعضنا وأن نتقارب تحت مظلة الحوار الهادئ والكلمة الطيبة دأبنا في ذلك دأب صحابتنا الكرام عليهم رضوان الله. ولنا في الفاروق عمر بن الخطاب وابن مسعود خير برهان في ذلك فرغم إختلاف منهجيهما الفقهي في العديد من المسائل إلا أن المحبة كانت قائمة بينهما فيجزي الفاروق بالثناء على ابن مسعود قائلاً "كنيفُ ملئ فقهاء وعلما اثرت به اهل القادسية" ويقول ابن مسعود في عمر "كان للاسلام حصن حصين يدخل الناس فيه ولا يخرجون أصيب عمر انثلم الحصن" فحري بنا أن نكون بهذه الروح فنحن أحوج اليوم لروح عمر وابن مسعود
*أخيراً أختتم حديثي بهذه التوصيات التي قرأتها لعبدالسلام حسن عبر "مجلتنا العربية" عن بعض الآداب والتي ينبغي مراعاتها عند الاختلاف: 1
- يجب أن نحسن الظن بالدعاة والعلماء وألا يعتقد انهم تعمدوا ترك الحق.
2- الا ينكر على المجتهد في اجتهاده وعمله بهذا الاجتهاد ولا يمنع من إقامة الحجة عليه أو المحاورة معه للخروج من الخلاف والوصول إلى الحق بل هو الاولى.
3- العمل على رفع الخلاف بالوسائل الشرعية طلباً للحق لوحدة المسلمين.
4- على المسلم إذا أراد الحوار أن يتواضع لإخوانه وأن يلتزم الحق في حواره.
5- وينبغي أن يكون جداله معهم بالتي هي أحسن فقد قال تعالى في اهل الكتاب "ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن" وقال في حق غيرهم "وقولوا للناس حسناً". والله ولي التوفيق
البلاد - 17\1\1428 هــ
مسمى الزاوية : على الضفاف
بقلم أنس الدريني
*ومشروعية الاختلاف واقعة في كل شيء لاسيما فروع الدين ومسائلة المتجزئة والمتعددة والتي تتضمن إختلافاً في تفسيرها وتعدد الفتاوى حيال ما ترمز اليه. لنجد بأن الاجتهاد جاء لرحمة الناس حيث يقول ابن تيمية "إجماع العلماء حجة قاطعة وإختلافهم فيه رحمة واسعة".
*والمؤسف حقاً أن إختلاف المسلمين اليوم بات معضلة كبيرة وعائق جسيم يقتعد لهم في طريق نهضتهم ويحول دون وحدتهم لمواجهة الاخطار المتربصة بهم من أعداء الاسلام. وما يزيد الأسف أن دائرة الإختلاف إتسعت لتتشكل تحت أقطارها عبارات متأججة لدى المتلقي لإشعال فتيل الفتن والبغضاء وزعزعة الوحدة الوطنية فذاك علماني وهذا متشدد وهكذا متناسون أداب الإختلاف ومشروعيته والتي تستوجب سلفاً أن نحسن الظن ببعضنا وأن نتقارب تحت مظلة الحوار الهادئ والكلمة الطيبة دأبنا في ذلك دأب صحابتنا الكرام عليهم رضوان الله. ولنا في الفاروق عمر بن الخطاب وابن مسعود خير برهان في ذلك فرغم إختلاف منهجيهما الفقهي في العديد من المسائل إلا أن المحبة كانت قائمة بينهما فيجزي الفاروق بالثناء على ابن مسعود قائلاً "كنيفُ ملئ فقهاء وعلما اثرت به اهل القادسية" ويقول ابن مسعود في عمر "كان للاسلام حصن حصين يدخل الناس فيه ولا يخرجون أصيب عمر انثلم الحصن" فحري بنا أن نكون بهذه الروح فنحن أحوج اليوم لروح عمر وابن مسعود
*أخيراً أختتم حديثي بهذه التوصيات التي قرأتها لعبدالسلام حسن عبر "مجلتنا العربية" عن بعض الآداب والتي ينبغي مراعاتها عند الاختلاف: 1
- يجب أن نحسن الظن بالدعاة والعلماء وألا يعتقد انهم تعمدوا ترك الحق.
2- الا ينكر على المجتهد في اجتهاده وعمله بهذا الاجتهاد ولا يمنع من إقامة الحجة عليه أو المحاورة معه للخروج من الخلاف والوصول إلى الحق بل هو الاولى.
3- العمل على رفع الخلاف بالوسائل الشرعية طلباً للحق لوحدة المسلمين.
4- على المسلم إذا أراد الحوار أن يتواضع لإخوانه وأن يلتزم الحق في حواره.
5- وينبغي أن يكون جداله معهم بالتي هي أحسن فقد قال تعالى في اهل الكتاب "ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن" وقال في حق غيرهم "وقولوا للناس حسناً". والله ولي التوفيق
البلاد - 17\1\1428 هــ
مسمى الزاوية : على الضفاف
بقلم أنس الدريني