المعلم
29-01-2007, 11:25 PM
هناء الخمري -جدة
أكد الدكتور عبدالرحمن الطيب الانصاري أستاذ آثار الجزيرة العربية وتاريخها أن المحافظة على الآثار الاسلامية يرتبط بإحياء التاريخ الاسلامي في نفوس المسلمين وانها كانت موجودة في القرون الاسلامية الاولى في وجود الصحابة والتابعين ولم يقم احد منهم بازالتها ،مؤكدا ان مكة المكرمة والمدينة المنورة فقدت الكثير من الاثار الاسلامية التي كانت تقف شاهدة على احداث دينية وتاريخية، ولم يتم الحفاظ الا على بعض المساجد وبعض الاماكن التاريخية.
الإبقاء على الآثار
- ما أهمية الابقاء على الاثار الاسلامية والحفاظ عليها كرموز تحفظ التاريخ والاحداث خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة؟
- ان المحافظة على الاثار الاسلامية ترتبط باحياء التاريخ الاسلامي في نفوس المسلمين لان المواقع الاثرية وخاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وثيقة الصلة بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، وشهدت تلك المواقع احداثاً مهمة، وورد ذكرها في القرآن الكريم والاحاديث الشريفة، ومنها على سبيل المثال: غار حراء، وغار ثور، ومسجد البيعة، ومسجد قباء، ومسجد الغمامة، ومسجد الراية (الخندق)، ومسجد القبلتين، ومعركة احد ومعركة بدر.
ومع توالي العصور فقدت مكة المكرمة والمدينة المنورة الكثير من الاثار الاسلامية التي كانت تقف شاهدة على احداث دينية وتاريخية، ولم يتم الحفاظ الا على بعض المساجد وبعض الاماكن التاريخية ذلك لان توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي اضطرت الولاة في بعض العصور المختلفة على هدمها لتكون ضمن المسجدين.
وليس لدينا شك في ان المحافظة على الاثار في المدينتين المقدستين تبرز مساهمة المسلمين في البناء الحضاري الانساني، كما ان هذه الاثار تعد من اهم مصادر كتابة التاريخ الاسلامي وتقدم لنا معلومات تاريخية مهمة بعيداً عن اراء المؤرخين واهوائهم، وهي بالاضافة الى ذلك وسيلة من وسائل التعليم للاجيال المتعاقبة للمسلمين لارتباطها الوثيق بالتاريخ الاسلامي وشاهدا حياً على الكثير من الاحداث الدينية والتاريخية، وخاصة اذا لم تكن عاملاً من عوامل التأثير على العقيدة الاسلامية الصحيحة والباسها ما ليس منها.
ونذكر في هذا المقام ان المحافظة على الاثار يجب الا تشوبها أية مخالفات للشريعة الاسلامية فنحن لا ندعو للتبرك بها، ولا يجب الاعتقاد بان اداء العبادات في بعضها مثل المساجد فيه مضاعفة للاجر دون عن غيرها، الا في حال وجود نص شرعي يؤيد ذلك مثل فضل الصلاة في الحرمين الشريفين وشد الرحال اليهما، او فضل الصلاة في مسجد قباء.
تجنب الهدم
- ما الحلول التي تقترحونها لتجنيب الاثار الهدم او الطمس؟
تضم مكة المكرمة والمدينة المنورة الكثير من الاثار التي ترجع الى العصور الاسلامية المختلفة، ولقد اندثر العديد منها بسبب التمدد العمراني الذي شهدته مكة المكرمة والمدينة المنورة، لذا يجب المحافظة على هذه الاثار والعمل على تطويرها وتنظيم الزيارة اليها، وهذا ممكن ان يحدث في عدة مواقع مثل: غار حراء، وغار ثور، ومسجد البيعة، في مكة المكرمة، وموقع معركة احد وجبل الرماة، ومسجد الراية (الخندق) في المدينة المنورة، وهذا ما تقوم به الدولة ولله الحمد خير قيام.
وبالنسبة للمواقع الاثرية الاخرى هناك تجربة محطة سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة التي قامت وكالة الاثار والمتاحف بتحويلها الى متحف، وبذلك يمكن تطوير المواقع الاثرية بحيث لا تقف عائقاً امام التمدد العمراني، وفي الوقت نفسه لا يبادر الى هدمها حتى لا نطمس جزءاً مهماً من تاريخنا، والا اصبح تاريخنا مجرد اخبار لا علاقة له بالارض.
مسح شامل
- هل تم هناك اي مسح شامل لهذه الاثار واماكن وجودها وهل تؤيد دخول اي استثمار اقتصادي فيها واحياء السياحة الدينية التي يتهافت عليها المسلمون في بقاع الارض؟
قامت وكالة الاثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم باجراء مسح شامل للاثار الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وبعض تلك الاثار تشرف عليه الوكالة وبعضها تشرف عليه وزارات وجهات اخرى، ونرى وجوب كون الاشراف على هذه الاثار تحت ادارة واحدة، اما عن دخول الاستثمارات واحياء ما يعرف بالسياحة الدينية والتي افضل ان نسميها سياحة تاريخية فيأتي لاحقاً بعد المحافظة على الاثار من الاندثار وترميمها واتمام كافة اوجه المحافظة عليها.
الجدل الدائر
ما رأيكم بشكل عام حول الجدل الدائر بين المؤيد للحفاظ على الاثار والمعارضين لذلك؟
اذا كان المعارضون للمحافظة على الاثار يخشون من التبرك بها وما يتبع ذلك من مخالفات شرعية نهى عنها الاسلام، فاننا نرى ان هذه الاثار والمواقع التي اشرنا الى ارتباطها بسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضوان الله عليهم تظل شاهدة على احداث تاريخية مهمة لذا يجب الابقاء عليها وعدم ازالتها لان الاباحة هي الاصل ولا يوجد ما يدعو الى ازالتها وقد كانت قائمة منذ القرون الاولى والصحابة والتابعون متوافرون ولم يدع أحد الى ازالتها. ان ما يقوم به بعض الناس من تبرك بالقبور والاضرحة لا يبرر الدعوة الى هدم الاثار الاسلامية وطمسها لانه لا يوجد اي ارتباط بين هذه الاثار وما يمارسه البعض من بدع وخرافات، ومن حسن الحظ ان رجال الدعوة يقومون بواجبهم تجاه هذه الممارسات وتؤتي اكلها بحمد الله الا ان التنظيم وحسن التبليغ والدعوة بالتي هي احسن خير وسيلة لاستجابة المسلمين الى ما ندعو اليه.
أكد الدكتور عبدالرحمن الطيب الانصاري أستاذ آثار الجزيرة العربية وتاريخها أن المحافظة على الآثار الاسلامية يرتبط بإحياء التاريخ الاسلامي في نفوس المسلمين وانها كانت موجودة في القرون الاسلامية الاولى في وجود الصحابة والتابعين ولم يقم احد منهم بازالتها ،مؤكدا ان مكة المكرمة والمدينة المنورة فقدت الكثير من الاثار الاسلامية التي كانت تقف شاهدة على احداث دينية وتاريخية، ولم يتم الحفاظ الا على بعض المساجد وبعض الاماكن التاريخية.
الإبقاء على الآثار
- ما أهمية الابقاء على الاثار الاسلامية والحفاظ عليها كرموز تحفظ التاريخ والاحداث خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة؟
- ان المحافظة على الاثار الاسلامية ترتبط باحياء التاريخ الاسلامي في نفوس المسلمين لان المواقع الاثرية وخاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وثيقة الصلة بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، وشهدت تلك المواقع احداثاً مهمة، وورد ذكرها في القرآن الكريم والاحاديث الشريفة، ومنها على سبيل المثال: غار حراء، وغار ثور، ومسجد البيعة، ومسجد قباء، ومسجد الغمامة، ومسجد الراية (الخندق)، ومسجد القبلتين، ومعركة احد ومعركة بدر.
ومع توالي العصور فقدت مكة المكرمة والمدينة المنورة الكثير من الاثار الاسلامية التي كانت تقف شاهدة على احداث دينية وتاريخية، ولم يتم الحفاظ الا على بعض المساجد وبعض الاماكن التاريخية ذلك لان توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي اضطرت الولاة في بعض العصور المختلفة على هدمها لتكون ضمن المسجدين.
وليس لدينا شك في ان المحافظة على الاثار في المدينتين المقدستين تبرز مساهمة المسلمين في البناء الحضاري الانساني، كما ان هذه الاثار تعد من اهم مصادر كتابة التاريخ الاسلامي وتقدم لنا معلومات تاريخية مهمة بعيداً عن اراء المؤرخين واهوائهم، وهي بالاضافة الى ذلك وسيلة من وسائل التعليم للاجيال المتعاقبة للمسلمين لارتباطها الوثيق بالتاريخ الاسلامي وشاهدا حياً على الكثير من الاحداث الدينية والتاريخية، وخاصة اذا لم تكن عاملاً من عوامل التأثير على العقيدة الاسلامية الصحيحة والباسها ما ليس منها.
ونذكر في هذا المقام ان المحافظة على الاثار يجب الا تشوبها أية مخالفات للشريعة الاسلامية فنحن لا ندعو للتبرك بها، ولا يجب الاعتقاد بان اداء العبادات في بعضها مثل المساجد فيه مضاعفة للاجر دون عن غيرها، الا في حال وجود نص شرعي يؤيد ذلك مثل فضل الصلاة في الحرمين الشريفين وشد الرحال اليهما، او فضل الصلاة في مسجد قباء.
تجنب الهدم
- ما الحلول التي تقترحونها لتجنيب الاثار الهدم او الطمس؟
تضم مكة المكرمة والمدينة المنورة الكثير من الاثار التي ترجع الى العصور الاسلامية المختلفة، ولقد اندثر العديد منها بسبب التمدد العمراني الذي شهدته مكة المكرمة والمدينة المنورة، لذا يجب المحافظة على هذه الاثار والعمل على تطويرها وتنظيم الزيارة اليها، وهذا ممكن ان يحدث في عدة مواقع مثل: غار حراء، وغار ثور، ومسجد البيعة، في مكة المكرمة، وموقع معركة احد وجبل الرماة، ومسجد الراية (الخندق) في المدينة المنورة، وهذا ما تقوم به الدولة ولله الحمد خير قيام.
وبالنسبة للمواقع الاثرية الاخرى هناك تجربة محطة سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة التي قامت وكالة الاثار والمتاحف بتحويلها الى متحف، وبذلك يمكن تطوير المواقع الاثرية بحيث لا تقف عائقاً امام التمدد العمراني، وفي الوقت نفسه لا يبادر الى هدمها حتى لا نطمس جزءاً مهماً من تاريخنا، والا اصبح تاريخنا مجرد اخبار لا علاقة له بالارض.
مسح شامل
- هل تم هناك اي مسح شامل لهذه الاثار واماكن وجودها وهل تؤيد دخول اي استثمار اقتصادي فيها واحياء السياحة الدينية التي يتهافت عليها المسلمون في بقاع الارض؟
قامت وكالة الاثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم باجراء مسح شامل للاثار الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وبعض تلك الاثار تشرف عليه الوكالة وبعضها تشرف عليه وزارات وجهات اخرى، ونرى وجوب كون الاشراف على هذه الاثار تحت ادارة واحدة، اما عن دخول الاستثمارات واحياء ما يعرف بالسياحة الدينية والتي افضل ان نسميها سياحة تاريخية فيأتي لاحقاً بعد المحافظة على الاثار من الاندثار وترميمها واتمام كافة اوجه المحافظة عليها.
الجدل الدائر
ما رأيكم بشكل عام حول الجدل الدائر بين المؤيد للحفاظ على الاثار والمعارضين لذلك؟
اذا كان المعارضون للمحافظة على الاثار يخشون من التبرك بها وما يتبع ذلك من مخالفات شرعية نهى عنها الاسلام، فاننا نرى ان هذه الاثار والمواقع التي اشرنا الى ارتباطها بسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضوان الله عليهم تظل شاهدة على احداث تاريخية مهمة لذا يجب الابقاء عليها وعدم ازالتها لان الاباحة هي الاصل ولا يوجد ما يدعو الى ازالتها وقد كانت قائمة منذ القرون الاولى والصحابة والتابعون متوافرون ولم يدع أحد الى ازالتها. ان ما يقوم به بعض الناس من تبرك بالقبور والاضرحة لا يبرر الدعوة الى هدم الاثار الاسلامية وطمسها لانه لا يوجد اي ارتباط بين هذه الاثار وما يمارسه البعض من بدع وخرافات، ومن حسن الحظ ان رجال الدعوة يقومون بواجبهم تجاه هذه الممارسات وتؤتي اكلها بحمد الله الا ان التنظيم وحسن التبليغ والدعوة بالتي هي احسن خير وسيلة لاستجابة المسلمين الى ما ندعو اليه.