المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع كتاب (رجال وأسر من ينبع) للشريف ناجي بن تركي الهزاعي



البدر الطالع
10-01-2007, 08:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :

كانت مدينة ينبع تعاني من ندرة من كتب عنها من الناحية التاريخية والجغرافية
حتى سخر الله لنا العلامة البحاثة الشيخ حمد بن محمد الجاسر رحمه الله الذي كتب عن ينبع وسمى كتابه (بلاد ينبع ) وقد أفاد وأجاد الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في الكتابة عن ينبع وأمتع وأشبع وأضاف شيئا جديدا للساحة العلمية و كل من جاء بعده فهم عيال على كتبه رحمه الله



قال الشيخ حمد الجاسر عن كتابه بلاد ينبع :((هذه معلومات تتعلق ببلاد ينبع ليست تاريخاً مسلسل الحوادث مرتب النتائج وليس وضعاً شاملاً لما عليه تلك البلاد من مختلف الأحوال الاجتماعية والجغرافية والاقتصادية ولكنها معلومات متفرقة عملتها في فترات مختلفة عن جزء حبيب من بلادنا الكريمة أقمت فيه بضع سنوات فألفت الإقامة فيه وألفت أهله وأحببته وأحببت أهله فعبرت هن هذه المحبة بتقديم هذه المعلومات لمن يعنيه البحث في تاريخ تلك البلاد لعله يجد فيها ما يدفعه إلى التعمق في البحث لكتابة تاريخها كاملاً .)



ثم جاء بعد الشيخ حمد الجاسر الأستاذ الفاضل عبد الكريم بن محمود الخطيب ابن ينبع البار وقد صنف العديد من الكتب عن ينبع من ذلك :

1-تاريخ ينبع
2-أدب من رضوى
3-شعراء ينبع وبنو ضمرة
4-شعراء ينبع وجهينة
5-- شاعر من ينبع
6-رجال وأسر من ينبع



وقد بذل الأستاذ الفاضل عبد الكريم الخطيب جهدا مضنيا وعملا مشكورا في الكتابة عن ينبع باستفاضة وتوسع
فهو حاول أن يستوعب في الكتابة عن ينبع من الناحية التاريخية والأدبية والجغرافية والاجتماعية لذا تعددت كتبه وتنوعت فجزاه الله خيرا وسدده ووفقه وأطال في عمره

ومن أشهر كتبه المطبوعة كتاب( رجال وأُسر من ينبع )
وهذا الكتاب يتكلم عن أشهر الرجال والأسر التي سكنت ينبع حاضرة وبادية و يربو عدد الرجال الذين تكلم عنهم الأستاذ عبد الكريم الخطيب على 140 رجلاً
وذكّرنا بالعديد من الرجال الذين لهم إسهامات واضحة وتاريخ لاينسى في خدمة هذه المدينة العزيزة على قلوبنا

وقد عرض الأستاذ الخطيب الترجمة بأسلوب سهل وجميل يستفيد منه المبتدي ولا يستغني عنه المنتهي

قال الأستاذ الخطيب ( وأنا كواحد من أبناء ينبع المعاصرين لعلني حين أتحدث وأكتب عن أسر بلادي ينبع القديمة أعرف أسماءها حق المعرفة وأنا مؤرخ أظل أمينا بمشيئة الله على رسالة التاريخ )

وعند قراءتي للكتاب المرة تلو الأخرى وجدت العديد من الفوائد والكثير من الفرائد التي تميز فيها الأستاذ الخطيب وهي السمة البارزة في الكتاب


وفي الحقيقة يستحق الأستاذ المؤرخ الخطيب الشكر والتقدير من أهالي ينبع
حاضرة وبادية لأنه عرفنا بالكثير من الرجال الذين نجهل مكانتهم عند أهل ينبع قديما وحديثاً وذَّكرنا ببعض الأحداث التي حاول الخطيب أن يستعرضها بأسلوب سهل ومبسط وجميل ولكن كما هو شأن أغلب الكتب التي يعتريها ما يعتريها من النقص الخطأ والوهم والذي قل أن يخلو منه كتاب!



ورأيتُ أن أجمع هذه الملحوظات على الكتاب التي ربما فاتت علىالأستاذ الخطيب أو لم يتنبه لها ورأيت من واجبي التنبيه عليها ونشرها لربما يعيد النظر في الكتاب في الطبعة المقبلة إن شاء الله

وهذه الملحوظات لاتقلل من جهد المؤلف ولا تنقص من قدره

ومازال أهل العلم قديماً وحديثاً ينقد بعضهم بعضاً والمكتبات طافحة بكتب النقد والردود في مختلف العلوم العلمية والشرعية

ولابد أن يعلم كل مصنف منصف أن من ألف فقد استُهدف !

قال الشيخ حمد الجاسر ( وقد لا أعدم من قارئ كريم نظرة إصلاح وإرشاد وإكمال نقص إذ المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه وماعلى من يرون فيه نقصا أو قصورا إلا أن يوضحوا ما يعرفونه مما لايعرفه سواهم 00)

ومما ورد عن أهل العلم في هذا الشأن :

قال العتابي : من صنع كتاباً فقد استشرف للمدح والذم

قال هلال بن العلاء: يستدل على عقل الرجل بعد موته بكتب صنفها وشعر قاله وكتاب أنشأه .

قال الخطيب البغدادي : من صنف فقد جعل عقله في طبق يعرضه للناس .

قال أبو محمد بن حزم : ((وإنما ذكرنا التآليف المستحقة الذكر والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلّف عاقل إلاّ في أحدها وهي : 1-إما شي لم يسبق إليه يخترعه
2-أو شيء ناقص يتمّه،
3-أو شيء مستغلق يشرحه،
4- أو شيء طويل يختصره دون أن يخلّ بشيءٍ من معانيه،
5- أو شيء متفرّق يجمعه،
6-أو شيء مختلط يرتّبه،
7- أو شيء أخطأ مؤلّفه يصلحه))( ).

قال يحيى بن خالد البرمكي : ((ثلاثة أشياء تدلّ على عقول أربابها : الهدية، والكتاب، والرسول)) ( ).

قال ابن المقفّع : ((مَن وضع كتابـًا فقد استُهدِف فإن أجاد فقد استُشرِف، وإن أساء فقد استُقذِف))( ).

والسعيد من عدت غلطاته وما اشتدت سقطاته
وقيل: أيضاً :لو كانت للكلمات أجنحة فطارت لتعود على أعشاشها القديمة التي انطلقت منها لما بقي في كتبنا إلا أقل القليل .

قال محمد بن عبد الملك بن عبد الحميد الفارقي:
إذا أفادك إنسان بفائدة ***** من العلوم فأدمن شكره أبدا
وقل فلان جزاه الله صالحة **** افادنيها والق الكبر والحسدا

- وكما يقال عين الناقد بصيرة !

وأخيراً أرجو من أستاذنا الفاضل عبد الكريم الخطيب أن يتقبل هذا النقد بصدر رحب وأن يحسن الظن بصاحب هذه الملحوظات ونحن في الحقيقة من تلاميذ الأستاذ عبد الكريم الخطيب فلا يتضجر من النقد وأسأل الله يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى



أما أبرز ملحوظاتنا على الكتاب الإجمالية فهي تتمثل في الآتي:

1-لم يرتب المؤلف أسماء الرجال والأعلام الذين ذكرهم في كتابه ترتيباً منظماً وإنما كانت الأسماء عشوائية تتعب القارئ وهذا شيء ملاحظ في الكتاب فالعادة المتبعة لدى الباحثين البدء بمقدمة للكتاب تبين طريقة المؤلف ومنهجه في الكتاب وهذا غير موجود عند أستاذنا الكبير

2- عدم توثيق المعلومات توثيقاً صحيحاً فليست هناك حواشي للكتاب تجعل القارئ يستوثق من صحة المعلومة فهو يذكر أحداثا معينة ولكن أحيانا يذكر المصدر في ثنايا كتابه وكثير من الأحيان لايذكرالمصدر

3--خلط التراجم بعضها ببعض

4-والتكرار في التراجم سمة واضحة في الكتاب فهو يكررها في أكثر من مناسبة ولايوجد أي رابط بين صفحات الكتاب

5--قلة الوثائق الموجودة في الكتاب ولا أدري لماذا ؟

علمًا بأن الأستاذ عبد الكريم الخطيب لاتكاد توجد صفحة من الكتاب إلا ويشير إلى وثيقة لبعض أعيان ينبع لكنه لايذكر هذه الوثيقة ! بالرغم من أن الأستاذ الخطيب لديه كم هائل من الوثائق التي يحتفظ بها -فحبذا لو يتحفنا الأستاذ بهذه الوثائق في الطبعة المقبلة إن شاء الله ويجعل لها فهرساً في آخر الكتاب تيسيراً للقارئ وللعبد الفقير الشريف ناجي مجموعة من الوثائق عن ينبع
سوف ننشرها متى ما تيسر لنا ذلك ولا مانع من إعارتها لمن يريد ذلك








أما أبرز الملحوظات التفصيلية فهي كالتالي :


1-لم يبدأ الأستاذ عبد الكريم بالبسملة في أول الكتاب كما هو الشأن عند الباحثين والمؤلفين
قال العيني رحمه الله : (ذكروا أن الواجب على مصنف كتاب أو مؤلف رسالة ثلاثة أشياء وهي 1-البسملة -2-والحمدلة3- والصلاة.على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
و الطرق الجائزة أربعة أشياء :1- مدح الفن 2-وذكر الباعث 3- وتسمية الكتاب 4- وبيان كيفية الكتاب من التبويب والتفصيل .)


2-عند ذكر نسب الشريف قتادة بن إدريس لم يذكر نسبه الصحيح كما هو مشهور عند النسابة والمؤرخين

فقد قال الخطيب: (قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن موسى بن عبدالله بن أبي الكرام موسى الجون )

قلت : ليت الأستاذ ذكر نسبه مرتباً صحيحاً كما هو موجود في كثير من كتب التاريخ والأنساب
وقد توسعتُ في ترجمته في كتابنا (الجمان في تاريخ ينبع على مدار الزمان) فراجعه



3-قال الأستاذ ( الأشراف الهواشم وهم ينتسبون إلى أبي هاشم محمد بن الحسن بن محمد بن موسى )
قلت : الصواب إلى أبي هاشم محمد بن الحسين بن محمد بن موسى راجع كتاب عمدة الطالب لابن عنبة



6- قال الأستاذ :(أمير ينبع أبو سعيد الحسن بن علي بن قتادة )

قلت: تكرر هذا الكلام أكثر من مرة وكنت أظنه خطأً مطبعياً لكن تبين لي خلاف ذلك والصواب (أبو سعد الحسن بن علي بن قتادة الحسني )
راجع سمط النجوم العوالي ج4/ص234. العقد الثمين (4/ 161)
وراجع أيضا كتابنا (الجمان )



7-قال الأستاذ الخطيب ( إلا أن أمير المدينة قاسم المهنا الحسني كان أقوى جيشا من ابن قتادة فرجع عزير مهزوما بجيشه 000)


قلت : وقع الأستاذ في أكثر من خطأ وهذا ناتج عن عدم الرجوع للمصادر الأصلية فيما يبدو لي

أولاً: أمير المدينة الصواب هو قاسم بن مهنا الحسيني وليس الحسني وقد تكررأكثر من مرة

ثانياً: قال( أقوى جيشاً من ابن قتادة ) والصواب من قتادة وليس ابنه


ثالثا: وقال ( فرجع عزير ) بالراء المهملة والصواب(فرجع أبو عزيز ) بالمعجمة وقد تكرر في الكتاب أربع مرات بالمهملة فلزم مني التصحيح
( ))

8-قال الأستاذ ( أمير ينبع غبير بن مخبار ) بالغين المعجمة

قلت وقد تكرر هذا الاسم أكثر من خمس مرات والصواب (وبير بن مخبار )بالواو كما بينت ذلك في كتابنا (الجمان في تاريخ ينبع )
وهو وبير بن مخبار بن مقبل بن محمد بن راجح بن –
إدريس بن حسن بن قتادة الحسني الينبعي

هذا ما ذكره الجوهري علي بن داود( )، ويوسف( )بن تغري بردي، والسخاوي في موضعين في كتابه ((الضوء اللامع))( ) . وكلهم ذكروا هذه النسبة وهذا التسلسل، وهم من أشهر المؤرخين في القرن التاسع . بالإضافة إلى مؤرّخ مصر المقريزي أحمد بن علي الحسيني(
قال ابن حجر: ((وبير بن مخبار ... الحسني أمير ينبع وليها أزيدَ من عشرين سنة)).

وقيل وبير بن مخبار بن محمد بن عقيل كما جاء عند بعض المؤرخين

9-قال الأستاذ ( حسن بن عجلان بن قتادة )

قلت :الصواب هو حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي محمد بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة : أمير مكة، توفي سنة 826ه .


10---قال الأستاذ: (دراج بن هجار أمير ينبع )

وقال أيضاً في ترجمته ):هذا هو أمير ينبع الشريف دراج بن معزي يعود بنسبه إلى الحسن المثنى ولد في ينبع ونشأ على يد والده هجار وقد تأمر على بلاده عام 880)

قلت : خلط الأستاذ بين رجلين وترجمتين بين أمير ينبع دراج بن معزّى بن هجار بن وبير بن مخبار
وبين حفيده دراج بن هجار بن دراج بن معزي بن هجار بن وبير بن مخبار فهما اثنان وليسا شخصاً واحدا كما ظن الأستاذ وكلاهما تأمرا على ينبع والذي كان حاضراً في حادثة حسن بن زبيري هو الجد دراج بن معزي ومعه ابنه هجار بن دراج والذي
ذكره الجزيري في كتابه( درر الفرائد المنظمة) هو الحفيد دراج بن هجار بن دراج وقد توسعت في ترجمتهما في كتاب (الجمان في تاريخ ينبع ) للعبد الفقير

11-قال الأستاذ (كان بدر بن شفيع القايدي من قبيلة الأحامدة 0000)

قلت : ماذكره الأستاذ عن القواد أنهم من الأحامدة غير صحيح والصواب أنهم من ميمون من بني سالم وكذا الأحامدة من ميمون فكلهم يتفرعون من ميمون وهذا أمر معلوم


12:-قال الأستاذ (وجد الأشراف العيايشة هو محمد بن عبدالله بن الحسن بن علي ذو النفس الزكية ويجتمع في النسب مع الأشراف العيايشة أبناء عمومتهم حكام المغرب في وقتنا الحاضر أصدقاء ملوكنا آل سعود ملوك الجزيرة العربيةوقد خرج من قرية المدثر بينبع النخل في القرن السابع الهجري 000الخ )

قلت: الأشراف العيايشة ليسوا من عقب محمد النفس الزكية والصواب أنهم من عقب إبراهيم أخي النفس الزكية ولا يوجد بينهم وبين أشراف المغرب أي رابط وما هو شائع عند العامة غير صحيح البتة
قال ابن عنبة( ): ((أعقب عبد الله بن الحسن من ستة رجال : محمد ذي النفس الزكية، وإبراهيم، وموسى الجون، وأمهم هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن ربيعة .
ومن عقبه ـ أيضـًا ـ : يحيى صاحب الديلم، وأمه قريبة بنت وكيع بن أبي عبيدة، ومن عقبه : سليمان، وإدريس، وأمهما عاتكة))( ).
وقال ـ أيضـًا ـ : ((وعقب إبراهيم من ابنه الحسن، وأعقب عبد الله بن الحسن بن إبراهيم من رجلين :
1 ـ إبراهيم الأزرق، ومحمد الأعرابي . وأما إبراهيم الأزرق، فولده بينبع يقال لهم : بنو الأزرق)) .
قال : ((ومن بني إبراهيم : بقية بينبع والعراق وخراسان وما وراء النهر)) .
قلت : ومن بني إبراهيم : الأشراف العيايشة، كما ذكر ذلك الجزيري( )،
وقال النابلسي : ((السويقة ـ إحدى قرى ينبع النخل ـ : منازل بني إبراهيم أخي النفس الزكيّة))( ).
وقال السمهودي : ((السويقة : منازل بني إبراهيم أخي النفس الزكيّة))( ).


13- قال الأستاذ: ( والذي تجتمع فيه أغلب أشراف بني هجار بن راجح بن علي بن دراج بن هجار 000 بن قتادة بن إدريس بن مطاوع 000الخ )


قلتُ: لا أدري من أين أتى الأستاذ بهذه المعلومة ؟!

ولو رجع لمشجرة الأشراف الهجارية الموثقة لعرف أن هذه المعلومة غير صحيحة
وقوله ( مطاوع ) غير صحيح والصواب (مطاعن )



وما ذكرته فيه الكفاية وهو غيض من فيض ولم أقصد تتبع كل الأخطاء التي وقعت في الكتاب وإنما هي نتف بسيطة وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق

وأخيراً أرجو من الأستاذ الخطيب أن يتقبل هذا النقد بصدر رحب كماعُرف بذلك ونسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين




.كتبه :الشريف ناجي بن تركي الهزاعي


المدينة المنورة / طيبة الطيبة

20 / 12/ 1427

أبوعرب
12-01-2007, 10:44 PM
البدر الطالع شكرا على هذا النقل لهذه الملحوظات
لعل الاستاذ/عبدالكريم يطلع على هذه الوقفات
ويرد على الكاتب/الشريف ناجي بن تركي الهزاعي

المعلم
12-01-2007, 11:43 PM
البدر الطالع
شكرا لك
وحياك الله أخا في هذا المنتدى