معلم ينبعاوي
26-12-2006, 06:54 AM
الضحـك على الذقـون
مقالا لشيخ عائض القرني بصحيفة الشرق الأوسط
كثرة عدد السكان مع الجودة فضيلة عند الأمم ، لكن الخطأ أن يكثر العدد بلا نفع ولا إنتاج ، والإسلام يحث على طلب الذرية الطيبة الصالحة .. ولكن إذا تحولت كثرة النسل إلى عبء إجتماعي ، صار هذا خطأ في التقدير ، ونحن في الشرق أكثر الأمم نمواً سكانياً مع ضعف في التربية والتعليم ، فقد تجد عند الواحد عشرين إبناً لكنه ( أهمل تأديبهم وتعليمهم ) فصار سهرهم في دبكة شعبية مع لعب البلوت ، وأكل الفصفص ، بلا إنتاج ولا عمل ، بل صاروا حملاً ثقيلاً على الصرف الصحي والطرق والمطارات والمستشفيات .
بينما الخواجة ينجب طفلين ، فيعتني بهما .. فيخرج أحدهما طبيباً والآخر يهبط بمركبته على المريخ !!
وأنا ضد جلد الذات .. لكن ما دام أن الخطأ يتكرر ، والعلاج يستعصي ، فالبيان واجب
لا زال بعض العرب يرفع عقيرته عبر الشاشات ويقول : أنا إبن جلا وطلاع الثنايا !!
ثم تجده في عالم الشرع ، لا يحفظ آية الكرسي ، وفي عالم الدنيا لم يسمع بابن خلدون ، وابن رشد !!
بينما تجد الغربي ساكتاً قابعاً في مصنعه أو معمله ، يبحث وينتج ويخترع ويبدع
أرجو من شبابنا أن يقرأوا قصة أستاذ ثورة اليابان الصناعية « تاكيو أوساهيرا » وهي موجودة في كتاب « كيف أصبحوا عظماء ؟ » .. كيف كان طالباً صغيراً ذهب للدراسة في ألمانيا ، فكان ينسل إلى ورشة قريبة ، فيخدم فيها خمس عشرة ساعة على وجبة واحدة .. فلما إكتشف كيف يدار المحرك ، وأخبر الأمة اليابانية بذلك ، إستقبله عند عودته إلى المطار إمبراطور اليابان .. فلما أدار المحرك ، وسمع الإمبراطور هدير المحرك قال : هذه أحسن موسيقى سمعتها في حياتي !!
وطالب عربي ، في المرحلة المتوسطة ، سأله الأستاذ :
الكتاب لسيبويه .. فمَنْ ألَّـفـه ؟
قال الطالب : الله ورسوله أعلم
التمدد في الأجسام على حساب العقول ، مأساة .. والافتخار بالآباء مع العجز ، منقصة
لن يعـترف بنا أحد حتى نعمل وننتج ، فالمجد مغالبة ، والسوق مناهبة ، وإن النجاح قطرات من الآهات والزفرات والعرق والجهد ، والفشل زخات من الإحباط والنوم والتسويف ، كن ناجحاً ثم لا تبالي بمن نقد أو جرّح أو تهكم .. إذا رأيت الناس يرمونك بأقواس النقد ، فاعلم أنك وصلت إلى بلاط المجد ، وأن مدفعية الشرف تطلق لك واحد وعشرين طلقة ، إحتفاء بقدومك .
ويعجبني قول صديقنا وزميلنا أبي الطيب :
لا يُدرِكُ المَجدَ إِلا سَيِّدٌ فَطِنٌ
لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ
الجـودُ يُفقِـرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
لقد هجر الكثير منّا الكتاب ، وأصبح يعيش الأمية ، فلا يحفظ آيةً ولا حديثاً ولا بيتاً من الشعر ، ولم يقرأ كتاباً ولم يطالع قصة ولا رواية .. لكنه علّق في مجلس بيته شجرة الأنساب ، ليثبت لنا أنه من أسرة آل مفلس ، من قبيلة الجهلة !!
والوحي ينادي « إن أكرمكم عند الله أتقاكم »
والتاريخ يخبرك أن بلال مولى حبشي ، وهو مؤذن الإسلام الأول
وأن جوهر الصقلي ، فاتح مصر وباني الأزهر ، أمازيغي أمهُ كانت تبيع الجرجير في مدينة سبتة
ولكن النفس الوثّابة العظيمة لا تعتمد على عظام الموتى ، لأن العصامي يشرّف قبيلته وأمته وشعبه ، ولا ينتظر أن يشرفه الناس .
لقد كان نابليون ، شاباً فقيراً .. لكنه جدّ واجتهد ، حتى أخذ التاج من لويس الرابع عشر ، وفتح المشرق ، وصار في التاريخ أسطورة ، وهو القائل : « الحرب تحتاج إلى ثلاثة : المال ، ثم المال ، ثم المال .. والمجد يحتاج إلى ثلاثة : العمل ، ثم العمل ، ثم العمل »
لقد أرضينا غرورنا بمدح أنفسنا حتى سَـكِـرَ القلب بخمر المديح ، على مذهب جرير
أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا ؟ .. وقد ركب الآخر بساط الريح وإف 16 والكونكورد !!
ولو إجتمعنا ما أنتجنا سيارة صغيرة .. ورحم الله امرُؤٌ عرف تقصيره فأصلح من نفسه ، ولابد أن تقنع المريض بمرضه حتى يستطيع أن يعالج نفسه .. على أني أعترف بأن عندنا عباقرة ونوابغ ، يحتاجون لمراكز بحوث ومؤسسات لرعايتهم ، ومعامل ومصانع لإستقبال نتاجهم .
لقد تركت اليابان الحرب وتابت إلى الله من القتال ، وتوجهت للعمل والإنتاج ، فصارت آيةً للسائلين
وكدّس العراق قبل الغزو السلاح ، واشتغل بحروبٍ مع الجيران !!
مقالا لشيخ عائض القرني بصحيفة الشرق الأوسط
كثرة عدد السكان مع الجودة فضيلة عند الأمم ، لكن الخطأ أن يكثر العدد بلا نفع ولا إنتاج ، والإسلام يحث على طلب الذرية الطيبة الصالحة .. ولكن إذا تحولت كثرة النسل إلى عبء إجتماعي ، صار هذا خطأ في التقدير ، ونحن في الشرق أكثر الأمم نمواً سكانياً مع ضعف في التربية والتعليم ، فقد تجد عند الواحد عشرين إبناً لكنه ( أهمل تأديبهم وتعليمهم ) فصار سهرهم في دبكة شعبية مع لعب البلوت ، وأكل الفصفص ، بلا إنتاج ولا عمل ، بل صاروا حملاً ثقيلاً على الصرف الصحي والطرق والمطارات والمستشفيات .
بينما الخواجة ينجب طفلين ، فيعتني بهما .. فيخرج أحدهما طبيباً والآخر يهبط بمركبته على المريخ !!
وأنا ضد جلد الذات .. لكن ما دام أن الخطأ يتكرر ، والعلاج يستعصي ، فالبيان واجب
لا زال بعض العرب يرفع عقيرته عبر الشاشات ويقول : أنا إبن جلا وطلاع الثنايا !!
ثم تجده في عالم الشرع ، لا يحفظ آية الكرسي ، وفي عالم الدنيا لم يسمع بابن خلدون ، وابن رشد !!
بينما تجد الغربي ساكتاً قابعاً في مصنعه أو معمله ، يبحث وينتج ويخترع ويبدع
أرجو من شبابنا أن يقرأوا قصة أستاذ ثورة اليابان الصناعية « تاكيو أوساهيرا » وهي موجودة في كتاب « كيف أصبحوا عظماء ؟ » .. كيف كان طالباً صغيراً ذهب للدراسة في ألمانيا ، فكان ينسل إلى ورشة قريبة ، فيخدم فيها خمس عشرة ساعة على وجبة واحدة .. فلما إكتشف كيف يدار المحرك ، وأخبر الأمة اليابانية بذلك ، إستقبله عند عودته إلى المطار إمبراطور اليابان .. فلما أدار المحرك ، وسمع الإمبراطور هدير المحرك قال : هذه أحسن موسيقى سمعتها في حياتي !!
وطالب عربي ، في المرحلة المتوسطة ، سأله الأستاذ :
الكتاب لسيبويه .. فمَنْ ألَّـفـه ؟
قال الطالب : الله ورسوله أعلم
التمدد في الأجسام على حساب العقول ، مأساة .. والافتخار بالآباء مع العجز ، منقصة
لن يعـترف بنا أحد حتى نعمل وننتج ، فالمجد مغالبة ، والسوق مناهبة ، وإن النجاح قطرات من الآهات والزفرات والعرق والجهد ، والفشل زخات من الإحباط والنوم والتسويف ، كن ناجحاً ثم لا تبالي بمن نقد أو جرّح أو تهكم .. إذا رأيت الناس يرمونك بأقواس النقد ، فاعلم أنك وصلت إلى بلاط المجد ، وأن مدفعية الشرف تطلق لك واحد وعشرين طلقة ، إحتفاء بقدومك .
ويعجبني قول صديقنا وزميلنا أبي الطيب :
لا يُدرِكُ المَجدَ إِلا سَيِّدٌ فَطِنٌ
لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ
الجـودُ يُفقِـرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
لقد هجر الكثير منّا الكتاب ، وأصبح يعيش الأمية ، فلا يحفظ آيةً ولا حديثاً ولا بيتاً من الشعر ، ولم يقرأ كتاباً ولم يطالع قصة ولا رواية .. لكنه علّق في مجلس بيته شجرة الأنساب ، ليثبت لنا أنه من أسرة آل مفلس ، من قبيلة الجهلة !!
والوحي ينادي « إن أكرمكم عند الله أتقاكم »
والتاريخ يخبرك أن بلال مولى حبشي ، وهو مؤذن الإسلام الأول
وأن جوهر الصقلي ، فاتح مصر وباني الأزهر ، أمازيغي أمهُ كانت تبيع الجرجير في مدينة سبتة
ولكن النفس الوثّابة العظيمة لا تعتمد على عظام الموتى ، لأن العصامي يشرّف قبيلته وأمته وشعبه ، ولا ينتظر أن يشرفه الناس .
لقد كان نابليون ، شاباً فقيراً .. لكنه جدّ واجتهد ، حتى أخذ التاج من لويس الرابع عشر ، وفتح المشرق ، وصار في التاريخ أسطورة ، وهو القائل : « الحرب تحتاج إلى ثلاثة : المال ، ثم المال ، ثم المال .. والمجد يحتاج إلى ثلاثة : العمل ، ثم العمل ، ثم العمل »
لقد أرضينا غرورنا بمدح أنفسنا حتى سَـكِـرَ القلب بخمر المديح ، على مذهب جرير
أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا ؟ .. وقد ركب الآخر بساط الريح وإف 16 والكونكورد !!
ولو إجتمعنا ما أنتجنا سيارة صغيرة .. ورحم الله امرُؤٌ عرف تقصيره فأصلح من نفسه ، ولابد أن تقنع المريض بمرضه حتى يستطيع أن يعالج نفسه .. على أني أعترف بأن عندنا عباقرة ونوابغ ، يحتاجون لمراكز بحوث ومؤسسات لرعايتهم ، ومعامل ومصانع لإستقبال نتاجهم .
لقد تركت اليابان الحرب وتابت إلى الله من القتال ، وتوجهت للعمل والإنتاج ، فصارت آيةً للسائلين
وكدّس العراق قبل الغزو السلاح ، واشتغل بحروبٍ مع الجيران !!