المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس لا ينسي ... ياليتنا نقتدي بها ...



أديب الشبكشي
19-12-2006, 03:13 PM
درس لا ينسي ... ياليتنا نقتدي بها ...








لا تحقري من عمل الخير شيئاً مهما قل واعلمي أنك مدعوة لأداء دورك في البذل والتضحية لبناء صرح الإسلام العظيم


ولا يغيبنّ عن بالك ولو لحظة واحدة ما يكيده لكِ أعداء الإسلام، فهم يريدون أن يصرفوك عن مهمتك الشريفة ويحبطون جهودك في خدمة الدين وبناء الأمة.

ولا تبرري تقاعسك بأنك ضعيفة ولا تملكين حيلة في المساهمة في خدمة المجتمع الإسلامي، فهذه المبررات من إيحاءات شياطين الإنس والجن.

وهانحن نضع بين يديك سيرة تلك الصحابية العجوز السوداء التي ضربت لنا أروع المثل وأجمل العبر فكانت درساً للمسلمات على مدار التاريخ وبجهدها المتواضع الذي يعده البعض أقل من القليل ,,,

فهلموا معنا أخوة الإيمان لنعرف من تكون أم محجن ؟

إنها امرأة سوداء وهي من أهل المدينة .. كانت رضي الله عنها مسكينة ذات بنية ضعيفة، ولذا كانت تحظى باهتمام الرسول القائد صلوات الله عليه وسلامه، لأنه كان يعود المساكين ويسأل عنهم، ويؤاكلهم..

وكانت رضي الله عنها تدرك أن عليها واجباً تجاه عقيدتها ومجتمعها الإسلامي فماذا عساها أن تفعل وهي عجوز ضعيفة..؟؟؟

إنها لم تتردد ولم تتقاعس، ولم تترك مجالاً لليأس إلى قلبها، فاليأس لا يعرف إلى قلوب المؤمنين سبيلاً..

وهكذا هداها إيمانها لتؤدي دورها فتقوم بالتقاط الخرق والقذى والعيدان من المسجد، وتلقي بالكناسة في أماكنها، فتحافظ على نظافة بيت الله، ذلك البيت ذو الأهمية الكبرى في الإسلام، فهو جامعة تخرج الأبطال والعلماء، وهو برلمان يعقد في اليوم خمس مرات للتشاور والتفاهم والتحاب، كما أنه معهد للتربية العلمية الأساسية في بناء الأمم.

هكذا كان المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وظل كذلك في عهد أصحابة، وهكذا يجب أن يكون اليوم وحتى قيام الساعة.

ومن أجل ذلك لم تضن أم محجن رضي الله عنها بجهدها المتواضع ، وهو غاية ما يمكن أن تقدمة _ ولم تحتقر مهمة التقاط القمامة لتهيئ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبة الجو النظيف في مؤتمرهم العالمي الدائم الانعقاد.

واستمرت أم محجن رضي الله عنها تؤدي مهمتها إلى أن وافتها المنية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فاحتملها الصحابة رضوان الله عليهم بعد العتمة، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نام فكرهوا أن يوقظوه، فصلوا عليها ودفنوها ببقيع الغرقد.

ولما كان الصباح افتقدها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فسأل الصحابة عنها فقالوا: قد دفنت يا رسول الله، وقد وجدناك نائماً، فكرهنا أن نوقظك، قال:انطلقوا فانطلق يمشي ومشوا معه، حتى أروه قبرها. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوا وراءه، فصلى عليها، وكبر أربعاً ...

وقد قال صلى الله عليه وسلم:إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم.

فرحم الله أم محجن رضي الله عنها فقد أدت رسالتها رغم ضعفها وقلة حيلتها وهوانها على الناس ..

أدت الرسالة للناس أجمع فكان لها أعظم الأثر في نفوس من تدبر وتفكر في قصتها ..

فحين يسلك الإنسان طريق الإسلام فلا مجال للتهاون أو التراخي .. فخير الأعمال أدومها وإن قلّ.

فيا أختي المسلمة ..
أبواب الأجر مُشرعة أمامك على مصراعيها ... فاجعلي هم الدعوة يسري في عروقك ...

فما أجمل الحياة إن كانت موقوفة في سبيل الله .. حينها تشعرين بأنك تقدمين شيئاً للإسلام الذي هو أجل وأعظم نعمة أنعم الله عليكِ بها

فكان حقاً عليكِ أن تؤدي شكرها لمولاكِ ..

وكيف بكِ إذا كان هذا الذي تقدميه هو أصلاً عبادة لرب العالمين .. تتقربين بها إليه زلفى .. تجنين منها حسنات عظيمة وأجوراً ومراتب عالية ..

فاسعي بارك الله فيك في بساتين العطاء ليكون لكِ أعظم الأجر وأجزله ..

قال صلى الله عليه وسلم .. كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ... فاعتقي رقبتك رحمك الله من النار