المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا بكى النبي عليه الصلاة والسلام؟ هل هذا الحديث مكذوب؟؟



طبيب الغرام
10-12-2006, 09:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

لماذا بكى رسول الله صلى الله علية وسلم
أسال الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما نقرأ ......
روي يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله علية وسلم
في ساعة ما كان يأتية فيها متغير اللون , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( مالي أراك متغير اللون ))
فقال : يا محمد جئتك في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها , ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق , وأن النار حق , وأن القبر حق , وأن عذاب الله أكبر أن تقر عينه حتى يأمنها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( يا جبريل صف لي جهنم ))
قال : أن الله تعالى لما خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فابيضت , ثم أوقد عليها ألف سنة فاسودت , فهي سوداء مظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها .

والذي بعثك بالحق , لو أن خرم إبرة فتح منها لاخترق أهل الدنيا عن أخرهم من حرها .
والذي بعثك بالحق , لو أن ثوبا من أثواب أهل النار علق بين السماء والارض من نتنها وحرها عن آخرهم لما يجدون من حرها .
والذي بعثك بالحق نبيا , لو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وضع على جبل لذاب حتى يبلغ الأرض السابعة ......
والذي بعثك بالحق نبيا , لو أن رجلا بالمغرب يعذب
لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها.......
حرها شديد , وقعرها بعيد , وحليها حديد , وشرابها الحميم والصديد , وثيابها مقطعات النيران , لها سبعة أبواب , لكل باب منهم جزء مقسوم من الرجال والنساء .
فقال صلى الله عليه وسلم : (( أهي كأبوابنا هذه ؟!))
فال : لا , ولكنها مفتوحة , بعضها أسفل من بعض , من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة , كل باب منها أشد حرا من الذي يليه سبعين ضعفا ,
يساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال والسلاسل ,
فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دبره , وتغل يده اليسرى إلى عنقه ,
وتدخل يده اليمنى في فؤاده , وتنزع من بين كتفيه , وتشد بالسلاسل , ويقرن كل آدمي مع شيطان في سلسلة, ويسحب على وجهه , وتضربه الملائكة
بمقامع من حديد , كلما أرادوا أ، يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها .
فقال النبي صلى الله علية وسلم : (( من سكان هذه الأبواب ؟ ! ))
فقال : أما الباب الأسفل ففيه المنافقون , ومن كفر من أصحاب المائدة , وآل فرعون , واسمها الهاوية ......
والباب الثاني فيه المشركون واسمه الجحيم ....
والباب الثالث فيه الصابئون واسمه صقر ........
والباب الرابع فيه إبليس ومن تبعه , والمجوس ,واسمه لظى ...
والباب الخامس فيه اليهود واسمه الحطمة ......
والباب السادس فيه النصارى واسمه العزيز , ثم أمسك جبريل حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
فقال له عليه السلام : (( ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟! ))
فقال : فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا .
فخر النبي صلى الله عليه وسلم مغشيا عليه , فوضع جبريل رأسه على حجره حتى أفاق , فلما أفاق قال عليه السلام : (( يا جبريل عظمت مصيبتي , واشتد حزني , أو يدخل أحد من أمتي النار ؟؟؟ ))قال : نعم , أهل الكبائر من أمتك ....
ثــــــــــــــــــم بكـــــــــــــى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبكـــــــــى جبريل .......
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله واحتجب عن الناس , فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي ويدخل ولا بكلم أحدا , يأخذ في الصلاة _ يبـــــــــــــــــــــكي ويتضـــــــــــــــــرع إلى الله تعالى .
فلما كان اليوم الثالث , أقبل أبو بكر رصي الله عنه حتى وقف بالباب وقال : السلام عليكم يأهل بيت الرحمه ,
هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يجبه أحد فتنحى باكيا....
فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب وقال : السلام عليكم يأهل بيت الرحمة ,
هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يجبه أحد فتنحى يبكي .....
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب وقال : السلام عليكم يأهل بيت الرحمة ,
هل إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة , ويقع مرة ,
ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال : السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان على رضي الله عنه غائبا . فقال : يا ابنة رسول الله , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحدا ولا يأذن لأحد في الدخول .....
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية وأقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلمت وقالت : يا رسول الله أنا فاطمة , ورسول الله ساجد يبكـــــــــــــــي ,
فرفع رأسه وقال )): ما بال قرة عيني فاطمة حجبت عني ؟ افتحوا لها الباب ))
ففتح لها الباب فدخلت , فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاء شديدا لما رأت من حاله مصغرا متغيرا قد ذاب لحم وجهه من البكاء والحزن , فقالت : يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟!
فقال : (( يا فاطمة جاءني جبريل ووصف لي أبواب جهنم , وأخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي , فلذلك الذي أبكاني وأحزنني ))
قالت يا رسول كيف يدخلونها ؟!
قال : (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار , ولا تسود وجوههم , ولا تزرق أعينهم , ولا يختم على أفواههم , ولا يقرنون مع الشياطين , ولا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال ))
قالت : يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!
قال : (( أما الرجال فباللحى , وأما النساء فبالذوائب والنواصي ... فكم من ذي شيبة من أمتي يقبض على لحيته وهو ينادي : وشيبتاه وضعفاه , وكم من شاب قد قبض على لحيته,
يساق إلى النار وهو ينادي : واشباباه وأحسن صورتاه , وكم من امرأة من أمتي قد قبض على ناصيتها تقاد إلى النار وهي تنادي : وفضيحتاه وآهتك ستراه ,
حتى ينتهي بهم إلى مالك , فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة : من هؤلاء ؟ فما ورد علي من الأشقاء أعجب شأنا من هؤلاء , لم تسود وجوههم ولم تزرق أعينهم ولم يختم على أفواههم ولم يقرنوا مع الشياطين ولم توضع السلاسل والأغلال في أعناقهم !!
فيقول الملائكة : هكذا أمرنا أن نأتيك بهم هذه الحالة ....
فيقول لهم مالك : يا معشر الأشقياء من انتم ؟!
وروي في خبر آخر : أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا : ومحمده , فلما رأوا مالكا نسوا
اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته , فيقول لهم : من انتم ؟
فيقولون : نحن ممن أنزل علينا القرآن , ونحن ممن يصوم رمضان .
فيقول لهم مالك : ما أنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ,
فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا: نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
فيقول لهم مالك : أما كان لكم في القرآن زاجر عن معاصي الله تعالى ... فإذا وقف بهم
على شفير جهنم , ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا : يامالك ائذن لنا نبكـــــــــــي على أنفسنا , فيأذن لهم , فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع , فيبكون الذم , فيقول مالك : ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنياء , فلو كان في الدنياء من خشية الله ما مستكم النار
اليوم ..............
فيقول مالك للزبانية : ألقوهم ....... ألقوهم في النار فإذا القوا في النار نادوا
بأجمعهم : لا إله إلا الله ,
فترجع النار عنهم , فيقول مالك : يا نار خذيهم,فتقول :كيف آخذهم وهم يقولون لا إله إلا الله ؟
فيقول مالك : نعم , بذلك أمر رب العرش ,
فتأخذهم , فمنهم من تأخذه إلى قدميه , ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه , ومنهم من تأخذه إلى حقوبه , ومنهم من تأخذه إلى حلقه , فإذا أهوت النار إلى وجهه قال مالك : لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنياء, ولا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان .....
فيقول ما شاء الله فيها ,
ويقولون : يا أرحم الراحمين يا حنان يا منان , فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال :
يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟
فيقول :
اللهم أنت أعلم بهم .
فيقول انطلق فانظر ما حالهم .
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك وهو على منبر من نار في وسط جهنم ,
فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيما له , فيقول له يا جبريل :
ما أدخلك هذا الموضع ؟
فيقول : ما فعلت بالعصابة العاصيه من أمة محمد ؟
فيقول مالك : ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم , قد أحرقت أجسامهم , وأكلت لحومهم ,
وبقيت وجوههم وقلوبهم يتلألأ فيها الإيمان .
فيقول جبريل : ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم . قال فيأمر مالك الخزنة فيرفعون الطبق عنهم , فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حسن خلقة , علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقول : من هذا العبد الذي لم نر أحدا قط أحسن منه ؟ فيقول مالك :
هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمدا صلى الله عليه وسلم بالوحي , فإذا سمعوا ذكر محمد صلى الله عليه وسلم
صاحوا بأجمعهم : يا جبريل أقرئ محمدا صلى الله عليه وسلم منا السلام واخبره أن معاصيا فرقت بيننا وبينك ,وأخبره بسوء حالنا .
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى , فيقول الله تعالى : كيف رأيت أمة محمد ؟فيقول : يا رب ما أسوأ حالهم وأضيق مكانهم .
فيقول : هل سألوك شيئا ؟
فيقول : يارب نعم , سألوني أن أقرئ نبيهم السلام وأخبره بسوء حالهم . فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره .......
فينطلق جبريل اى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درة بيضاء لها أربعة آلاف باب , لكل باب مصراعان من ذهب , فيقول : يا محمد ....
قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يعذبون من أمتك في النار , وهم يقرئونك السلام ويقولون ما أسوا حالنا , وأضيق مكاننا .
فيأتي النبي تحت العرش فيخر ساجدا ويثني على الله تعالى ثناء لم يثن عليه أحد مثله ....
فيقول الله تعالى : ارفع راسك , وسل تعط , واشفع تشفع .
فيقول : (( يارب الأشقياء من أمتي قد أنفذت فيهم حكمك وانتقمت منهم , فشفعني فيهم ))
فيقول الله تعالى : قد شفعتك فيهم , فأت النار فأخرج منها من قال لا إله إلا الله .
فينطلق النبي صلى الله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيما له فيقول : )) يا مالك ما حال أمتي الأشقياء ؟!))
فيقول : ما أسوا حالهم و أضيق مكانهم .
فيقول محمد صلى الله عليه وسلم : (( افتح الباب وارفع الطبق )).
فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون : يا محمد , أحرقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا , فيخرجهم جميعا وقد صاروا فحما قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان , فيغتسلون منه فيخرجون منه شبابا جردا مردا مكحلين وكأن وجوهه مثل القمر , مكتوب على جباههم " الجهنميون عتقاء الرحمن من النار " , فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد اخرجوا منها قالوا : ياليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار , وهو قوله تعالى : ( ربما يود الذين كفروا لو كانو مسلمين ) ( الحجر : 2 )
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( اذكروا من النار ما شئتم , فلا تذكرون شيئا إلا وهي أشد منه ))
وقال : (( إن أهون أهل النار عذابا لرجل في رجليه نعلان من نار , يغلي منهما دماغه , كأنه مرجل , مسامعه جمر , وأضراسه جمر , وأشفاره لهب النيران و تخرج أحشاء بطنه من قدميه , وإنه ليرى أنه أشد أهل النار عذابا , وإنه من أهون أهل النار عذابا ))
وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية : ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين ) (الحجر: 43) ,وضع سلمان يده على رأسه وخرج هاربا ثلاثة أيام , لا يقدر عليه حتى جيء به .


واعلم ان هذه الأهوال ليست ببعيدة فليس بيننا وبينها الا
الموووووووووووووت



فعجل بالتوبة الصادقة
اللهم أجرنا من النار .... اللهم أجرنا من النار ...........
اللهم أجر كاتب هذه الموضوع من النار .......
الهم أجر كاتبها من النار .................
اللهم أجرنا والمسلمين من النار ........


آمين ... آمين ... آمين

أبوعرب
10-12-2006, 11:17 PM
الأخ طبيب الغرام
الحديثُ بهذا اللفظِ ظاهرُ ه الكذبِ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ، ولو أن بعض ألفاظهِ قد جاءت في أحاديث صحيحةٍ ، ولنا معه وقفات :

الوقفةُ الأولى :

من هو يزيدُ الرقاشي الراوي عن أنسِ بنِ مالك رضي اللهُ عنه ؟ وما هي حالهُ من جهةِ كلام أهلِ الجرحِ والتعديلِ فيه ؟

هو يزيدُ بنُ أبان الرَّقَاشي أبو عمرو البصري القاص من زهادِ البصرةِ . وكلامُ أهلِ العلم فيه طويل ، من ذلك :

قال البخاري : تكلم فيه شعبةُ . وقال أبو طالب : سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل يقول : " لا يكتبُ حديث يزيد الرقاشي . قلت له : فلم تُرك حديثهُ ، لهوى كان فيه ؟ قال : لا ، ولكن كان منكر الحديثِ . وقال : شعبةُ يحملُ عليه ، وكان قاصاً . وقال أبو حاتم : كان واعظاً بكاءً كثير الروايةِ عن أنس بما فيه نظرٌ ، صاحبُ عبادةٍ ، وفي حديثهِ ضعفٌ .

وقد لخص ابنُ حبان الكلامَ فيه فقال : " كان من خيارِ عبادِ اللهِ من البكائين في الخلواتِ والقائمين بالحقائق في السبراتِ ، ممن غفل عن صناعةِ الحديثِ وحفظها ، واشتغل بالعبادةِ وأسبابها حتى كان يقلبُ كلامَ الحسن فيجعله عن أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاجُ به ، فلا تحلُ الروايةُ عنه إلا على سبيل التعجب " .

والخلاصةُ في حالِ الرجل ما يلي :

أولاً : أنهُ قاصٌ . وقد أورده ابنُ الجوزي في كتابِ " القصاصِ والمذكرين " ( ص 265 ) ، والقصاصُ هم قومٌ كانوا يقصون القصصَ دون ذكرِ العلمِ المفيدِ ، ثم غالبهم يخلطُ فيما يوردهُ ، واعتمد على ما أكثره محالٌ ، وأما القاصُ الصادقُ فقد أثنى أحمدُ بنُ حنبل عليه فقال : " ما أحوج الناس إلى قاصٍ صدوقٍ " .
وقد أفرد لهم ابنُ الجوزي في " تلبيس إبليس فصلاً بعنوان : " ذكرُ تلبيسه على الوعاظِ والقصاصِ " ، ثم قال : " فمن ذلك أن قوماً منهم يضعون أحاديث الترغيبِ والترهيبِ ، ولبس عليهم إبليس بأننا نقصدُ حث الناسِ على الخيرِ ، وكفهم عن الشرِ ، وهذا افتئاتٌ منهم على الشريعةِ ، لأنها عندهم – على هذا الفعلِ – ناقصةٌ تحتاجُ إلى تتمةٍ ، ثم نسوا قوله صلى اللهُ عليه وسلم : " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " .ا.هـ.

ثانياً : أنه ممن اشتغل بالعبادةِ ، وقد تكلم أهلُ العلمِ في العبادِ والزهادِ ، فعد شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ أن لكثرةِ الغفلةِ أسباباً منها الاشتغال عن حديثِ المصطفى صلى الله عليه وسلم بغيره ، فلا ينضبط له ككثيرٍ من أهلِ الزهدِ والعبادةِ .
قال شيخُ الإسلامِ في " الفتاوى " (18/45) : الْخَطَأُ فِي الْخَبَرِ يَقَعُ مِنْ الرَّاوِي إمَّا عَمْدًا أَوْ سَهْوًا ؛ وَلِهَذَا اُشْتُرِطَ فِي الرَّاوِي الْعَدَالَةُ لِنَأْمَنَ مِنْ تَعَمُّدِ الْكَذِبِ ، وَالْحِفْظِ وَالتَّيَقُّظِ لِنَأْمَنَ مِنْ السَّهْوِ .

وَالسُّهُو لَةُ أَسْبَابٌ : أَحَدُهَا : الِاشْتِغَالُ عَنْ هَذَا الشَّأْنِ بِغَيْرِهِ فَلَا يَنْضَبِطُ لَهُ كَكَثِيرِ مِنْ أَهْلِ الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ .ا.هـ.

ثالثاً : كلامُ أبي حاتمِ في يزيد أنه كان كثيرَ الروايةِ عن أنس بما فيه نظر ، وأيضاً كلامُ ابنِ حبانَ أنه يقلبُ كلامَ الحسن البصري فيجعله عن أنس ، يبين أن روايته عن أنس رضي الله ُ عنه معلولةٌ ، وربما تكون من كلام الحسن البصري وليس من كلام أنس رضي الله عنه .

الوقفةُ الثانيةُ :

الحديثُ بهذا السياقِ أوردهُ السمرقندي في " تنبيه الغافلين " ، وقد تكلم أهلُ العلم على الكتابِ .

قال الإمام الذهبي في ترجمته في السير (16/323) : صَاحبُ كِتَابِ (تنبيهِ الغَافلينَ) ... وَتَرُوجُ عَلَيْهِ الأَحَادِيثُ الموضُوعَةُ .ا.هـ.

أما كتابه " تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين " الذي جاء الحديث المذكور فيه فقد انتقده أهل العلم نقدا شديدا ، فالكتاب - أي " تنبيه الغافلين " - من مظان الأحاديث الموضوعة والمكذوبة ، وإليك كلام أهل العلم في الكتاب لكي تكون أنت وغيرك على بينة من أمر الكتاب .

وهذه النقولات من كتاب " كتب حذر منها العلماء (2/198 -200) .

قال الذهبي في " تاريخ الإسلام " في ترجمته ( حوادث 351 - 380 ) : وفي كتاب " تنبيه الغافلين موضوعات كثيرة .ا.هـ.

وقال أبو الفضل الغماري في " الحاوي " (3/4) : وكتاب " تنبيه الغافلين " يشتمل على أحاديث ضعيفة وموضوعة ، فلا ينبغي قراءته للعامة لا يعرفون صحيحه من موضوعه .ا.هـ.

وقد ذكر شيخ الإسلام في " الرد على البكري " أن جمهور مصنفي السير والأخبار وقصص الأنبياء لا يميز بين الصحيح والضعيف ، والغث والسمين ، وذكر من بينهم أبا الليث السمرقندي ، وقال : " فهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم ، ولا لهم خبرة بالنقلة ، بل يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف ، ولا يميزون بينهما ، ولكن منهم من يروي الجميع ويجعل العهدة على الناقل .ا.هـ.

وقال أيضا في " الفتاوى " في معرض تضعيف حديث : وَهَذَا الْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ فِي آدَمَ يَذْكُرُهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُصَنِّفِينَ بِغَيْرِ إسْنَادٍ وَمَا هُوَ مِنْ جِنْسِهِ مَعَ زِيَادَاتٍ أُخَرَ كَمَا ذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ قَالَ : وَحَكَى أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ وَأَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَغَيْرُهُمَا " أَنَّ آدَمَ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ قَالَ : اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي - قَالَ وَيُرْوَى تَقَبَّلْ تَوْبَتِي - فَقَالَ اللَّهُ لَهُ : مِنْ أَيْنَ عَرَفْت مُحَمَّدًا ؟ قَالَ رَأَيْت فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ وَيُرْوَى : مُحَمَّدٌ عَبْدِي وَرَسُولِي فَعَلِمْت أَنَّهُ أَكْرَمُ خَلْقِك عَلَيْك ؛ فَتَابَ عَلَيْهِ وَغَفَرَ لَهُ " . وَمِثْلُ هَذَا لَا يَجُوزُ أَنَّ تُبْنَى عَلَيْهِ الشَّرِيعَةُ وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ فِي الدِّينِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ؛ فَإِنَّ هَذَا مِنْ جِنْسِ الإسرائيليات وَنَحْوِهَا الَّتِي لَا تُعْلَمُ صِحَّتُهَا إلَّا بِنَقْلِ ثَابِتٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .ا.هـ.

والشاهد قول شيخ الإسلام ابن تيمية : طَائِفَةٌ مِنْ الْمُصَنِّفِينَ بِغَيْرِ إسْنَادٍ .

وقال حاجي خليفة في " كشف الظنون " (1/478) : تنبيه الغافلين في الموعظة . لأبي الليث : نصر بن محمد الفقيه ، السمرقندي ، الحنفي . المتوفى : سنة 375، خمس وسبعين وثلاثمائة . وهو مجلد . أوله : ( الحمد لله الذي هدانا لكتابه... الخ ) . مرتب على : أربعة وتسعين بابا . قال الذهبي : ( فيه موضوعات كثيرة ) .ا.هـ.

وقد حذر من هذا الكتاب - تنبيه الغافلين - وغيره من الكتب الشيخ السلفي محمد بن أحمد بن محمد بن عبد السلام الشقيري في كتابه " المحنة المحمدية في بيان العقائد السلفية " ( ص171 - 172) فقال تحت عنوان " كتب لا يحل قراءتها " في مبحث سبب انتشار الحكايات والمنامات الفاسدة والخرافات الفاشية التي لم يعهد لها أصل في كلام السلف الصالحين ، ولا في سنن سيد المرسلين ؛ قال : وإنما هي فاشية بين العوام والجهلاء والطغام من كتب المناقب ككتاب " الروض الفائق " ، و " روض الرياحين في مناقب الصالحين " و " ونوادر القليوبي " و " كرامات الأولياء " و " ونزهة المجالس " و " وتنوير القلوب " ، و " تنبيه الغافلين " ، وكذا كتب الشروح والحواشي الأزهرية ، وأمثال هذه الكتب لا تحوي سوى ما يفسد عقائد العوام وبسطاء العقول ، وقد كان الواجب على علمائنا أن ينبهوا العوام وبسطاء العقول ، وقد كان الواجب على علمائنا أن ينبهوا عليها في الجرائد والمجلات وفي دروسهم ومؤلفاتهم ، إذ هي السبب الأعظم في إفشاء تلك الخرافات بين العوام وفي عبادتهم لقبور الصلحاء ، فكان الواجب إيقاف طبعها ومصادرة قراءتها دفعا لضررها وتطاير شررها ، ولكن علماءنا ماتوا والأحياء لم يرج منهم أمر ولا نهي ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون .ا.هـ.

وقد سئل فضيلةُ الشيخِ محمدُ بنُ صالح العثيمين عن الكتاب .

السؤال : يسأل عن كتاب تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين تأليف الفقيه الزاهد الشيخ نصر الدين محمد بن إبراهيم السمرقندي يقول : أسأل عن هذا الكتاب والأحاديث التي وردت فيه هل هي صحيحة أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟

الجواب :

وفيه أحاديث موضوعة ، ولهذا لا ينبغي قراءته إلا لطالب علم يميز بين ما يقبل من الأحاديث التي فيه وما لا يقبل ليكون على بصيرة من أمره ولئلا ينسب إلى رسول الله صلي الله علية وسلم ما لم يقله أو ما لا تصح نسبته إليه فإن من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبيَن وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من كذب عليه متعمدا فليتبوأ مقعدا من النار فنصيحتي لمن ليس له علم بالأحاديث أن لا يطلع على هذا الكتاب ، ومن عنده علم يميز بين المقبول وغير المقبول ورأى في قراءته مصلحة فليفعل وإن رأى أنه يصده عن قراءة ما هو أنفع منه له فلا يذهب وقته في قراءته .

الوقفةُ الثالثةُ :

الحديثُ ورد من طريقٍ آخر بلفظٍ مختصرٍ ، ونصهُ :

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه ، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا جبريل ؛ مالي أراك متغير اللون ؟! فقال : ما جئتك حتى أمر الله بمفاتيح النار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا جبريل ؛ صف لي النار وانعت لي جهنم . فقال جبريل : إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يطفأ لهبها ، والذي بعثك بالحق لو أن ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره ، والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب الكفار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعا من حره ، والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه ، والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأرفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حسبي يا جبريل ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي قال : تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت فيه ؟ فقال : وما لي لا أبكي أنا أحق بالبكاء ، لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها ، وما أدري لعلي ابتلى بما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة ، وما أدري لعلي ابتلى بما ابتلي به هاروت وماروت ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل ، فما زالا يبكيان حتى نوديا : أن يا جبريل ويا محمد إن الله قد أمنكما أن تعصياه " .

أخرجهُ الطبراني في " الأوسط " (4840 – مجمع البحرين) ، وأورده العلامةُ الألباني – رحمهُ اللهُ - في " الضعيفة " (1306 ، 4501) ، وفي " ضعيف الترغيب والترهيب " (2125) وحكم عليه بالوضعِ في المواضعِ الثلاثةِ ، وفي سندهِ سلامُ الطويل وهو متهمٌ بالكذبِ .

والحديثُ فيه علةٌ أخرى ربما لم ينتبه لها الشيخُ ، أو أنهُ اكتفى بعلةِ الكذابِ الذي في السندِ ، وهي علةٌ كافيةٌ لردِ الخبرِ ، والعلةُ الثانيةُ الانقطاعُ بين عدي بنِ عدي الكندي وعمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه .

وأكتفي بهذه الوقفاتِ ، وأسألُ اللهَ أن يرينا الحقَ حقاً ويرزقنا اتباعهُ ، ,أن يرينا الباطلَ باطلاً ويرزقنا اجتنابهُ .
منقووووووووووووووول

ابو نمر
10-12-2006, 11:37 PM
جزاك الله خيراخي ابو عرب على التوضيح

طبيب الغرام
11-12-2006, 01:06 PM
( أشكرك أخي أبو عرب على هذا التوضيح وجزاك الله خير )

الخطيب
11-12-2006, 08:20 PM
جزاك الله خيراخي ابو عرب على هذا التفصيل

المعلم
11-12-2006, 08:35 PM
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم

شادي الالحان
11-12-2006, 08:39 PM
( أشكرك أخي أبو عرب على هذا التوضيح وجزاك الله خير )

درب ينيع
13-12-2006, 08:01 AM
جزاك الله خيرا