المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظواهر سلبية في مجتمع محافظ!!



المعلم
08-12-2006, 11:35 AM
حصة بنت فهد العصيمي
مما يثير الدهشة والتعجب وربما القرف - أحياناً - ان ترى من حولك وفي مجتمعك كثير وكثير من الظواهر السلبية أو السيئة تحيط بك في كل مكان.. تحاصرك وتكاد تخنقك.. تمسك أو تمس أحداً من أهلك وقد يصل تأثيرها السيئ إلى أطفالك الصغار، كما أنها قد تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك على الرغم من عدم وجود مسببات جوهرية تدعو إلى حدوث مثل تلك الظواهر أو الجرائم بمعنى أدق.
ولو حدثت في مجتمعات أخرى فقيرة أو معدمة أو تنتشر فيها الطائفية أو ان حكوماتها غير ثابتة أو مستقرة لكان لما يحدث من جرائم مسوغاته وأسبابه ولكن ان تراها وتكتوي بها في بلد ينعم بالخير والاستقرار والأمان.. بلد غني بثرواته يعيش طفرة اقتصادية وتنموية يشار إليها بالبنان.. بلد له مكانته السياسية والدينية فهو مهبط الوحي ومنبع الرسالة.

أخيراً يكفي أنه بلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ذي الأيادي البيضاء.. ذلك الرجل الذي لم ولن يألو جهداً في سبيل خدمة هذا الوطن ومواطنيه.

ويكفينا شاهداً على ذلك نظرة المحبة وهتافات التأييد من الجميع صغاراً وكباراً.. إذا وكما قلت فلا مسوغات أساسية وحقيقية لما نشهده من ظواهر تمثل معولاً للهدم في هذا البلد المعطاء..

ألستم معي أننا أصبحنا نعاني منها وتزداد وتتضخم من حولنا شيئاً فشيئاً ناهيك عن تطور أساليبها وتعدد ميادينها بحيث لم يسلم من شرها أحد حتى لو اعتصم في بيته وأوصد من حوله الأبواب..

من هذه الظواهر أو الجرائم التي انتشرت في وقتنا الحاضر وقد يكون الكثير منها جديداً على مجتمع مسلم محافظ مثل مجتمعنا ما سوف أورده الآن على سبيل المثال لا الحصر:

@ تنامي ظاهرة العنف ضد الأطفال والنساء بشكل لافت للنظر وقد سجلت الاحصائيات الأخيرة نسباً مرتفعة في هذا المجال نسبة كما قلت لمجتمع مثل المجتمع السعودي حيث إنه من المفترض ان جميع الأفراد فيه يعلمون حدود ما لهم وما عليهم.

@ التنوع في أشكال التعذيب والقهر ضد الأطفال والنساء مما لا يدع مجالاً للشك بأن كثيراً من الأفراد حولنا قد تحولوا إلى وحوش ضارية.

@ ظاهرة الفساد الإداري والأخلاقي التي لم يسلم منها قطاع من القطاعات في الدولة مع التنوع في الأساليب والمجالات أيضاً.

@ تزايد وتنامي الأخطاء الطبية حيث تحول بسببها كثير من المرضى إلى ما يشبه البهائم في مسالخ البلديات بلا حسيب أو رقيب وبلا رادع من دين أو خلق.

@ تنصل كثير من الأفراد والجماعات من مسؤولياتهم ومحاولة القائها على غيرهم حيث اعتبروا هذا التنصل واللامبالاة ضرباً من ضروب الذكاء والشطارة واستغلال الفرص.

@ عبودية الذات والنظر إلى المصلحة الشخصية من دون غيرها حيث بات الجميع يرددون عبارة (أنا ومن بعدي الطوفان) حتى وان لم يتفوهوا بها.

@ تنوع وانتشار وكثرة الأفراد والمكاتب بتسريب العمالة سواء المنزلية أو غيرها للعمل لصالحهم مقابل حفنة من الريالات يبيعون بها ذممهم مع أنني لا أغفل أننا نشترك معهم في الذنب حيث نوفر لهم بيئة خصبة من خلال استقبال بعض هذه العمالة بطرائق غير قانونية.. فحاجتنا لها مهما اشتدت لا تسوغ لنا بأي حال من الأحوال استقبالهم والتستر عليهم.

@ السرقات المقننة والمكشوفة للأفراد من قبل البنوك وبشكل متواصل دون وجود ضوابط أو روادع تقف في وجه هذه البنوك وتحاسبها فأصبحت كالمنشار الذي يأكل أينما اتجه وحال بنوكنا اليوم يذكرني بمسلسل سوري قديم يعيش فيه الممثلون في حارة (كل مين ايدو الو) وهناك المزيد مما لا يتسع المجال لذكره ولكن ما يهمنا الآن هو طرح السؤال الآتي: ما الأسباب التي أدت إلى حدوث ما يحدث والأهم ما طرق العلاج.

فأما من حيث الأسباب فقد أشرت بأنه لا مسببات جوهرية ولا مسوغات حقيقية لها أو تفسر ما نعاني منه.. فإذا أصبحنا مجبرين على الاعتراف بأن ما يحدث سببه تناقص الحس الديني والحس الوطني وأيضاً انعدام الحس الإنساني وغياب كثير من صوره.

أما من حيث العلاج فمن المؤكد أنه لن يجدي أي علاج أو دواء أو عقار ما لم نكن يداً واحدة وقلباً واحداً يحارب كل ما من شأنه ظلم الآخرين والتعدي عليهم.. كل ما من شأنه النيل من قوة هذا الوطن وأمنه واستقراره.

نعم.. هذا هو الحل الوحيد فلماذا لا يتكاتف الجميع محاولين ابراز تلك الظواهر وتحديدها ومن ثم محاربتها فأنا أعتقد بأن هذا أهم بكثير من دراسة وتحليل ومناقشة تداعيات سوق الأسهم وما يحدث فيه من سرقات وجرائم حيث لاحظنا ان الجميع صغاراً وكباراً قد أدلوا بدلوهم في هذا الجانب ويجب ألا ننسى بأن الله تعالى: {لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

اعزك الله يا وطن على الرغم من حرب المحاربين وظلم الظالمين.. وعلى الرغم من كل مفسد لا يتقي ربه ولا يخشى يوم الحساب.

بشير
09-12-2006, 12:35 AM
شكرا المعلم
سبب العله
ظاهرة الفساد الإداري والأخلاقي التي لم يسلم منها قطاع من القطاعات في الدولة مع التنوع في الأساليب والمجالات أيضاً.

خالد باجنيد
10-12-2006, 08:19 AM
{لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
شكرا يامعلم
بارك الله فيك