المعلم
30-11-2006, 11:31 AM
عملية الإبداع هي عملية نسبية في كل مجتمع، ولعل هناك طرقا كبيرة لتنمية العملية الإبداعية وتحفيزها نحو التقدم والازدهار.
اثناء المحاورة التي تمت في مدينة الظهران خلال المؤتمر التحضيري للحوار الوطني السادس،كانت العبارات تنطلق من المشاركين والمشاركات، عن المعلم والإبداع، فالمطلوب من المعلم شحذ ذهنه والبحث عن مكامن الإبداع في ذاته ومن ثم تصديره للطلبة، والمعلم مقيد بقيود عدة تمنعه من الانطلاق نحو الابداع، ومن ثم تهيج المغامرة الابداعية بروح الشباب. المعلم هناك قيد المنهج وهو جدار صلب لا يستطيع تخطيه، هناك جدار آخر، وقت الحصة، ضيق مساحة الفصل وكثرة الطلاب. كلها لا تحد من إبداعه داخل الفصل بل تصل به حد القرف من التدريس نفسه، ومن ثم نضع اللوم عليه، ونتفنن في الكلام عن تقصير المعلمين. ونحن لم نجرب تلك الظروف الصعبة التي يجد المعلم نفسه فيها، ولم نجرب مسؤولية المعلم امام المشرف.
لكن رغم ذلك يتحين بعض المدرسين الفرص خارج وقت الحصص ومن وقتهم الشخصي، كي يحفز الفكر الإبداعي في الطلبة، فلا يقف مكتوف الأيدي بل تراه ينثر إبداعه نقاط نور فيما حوله. أقول إن المبدع يعرف كيف يبتدع الطرق والأساليب ليصل بمن يرعاهم الى التحفيز والشد والتوتر، كي يصلوا بأنفسهم لفرحة الإبداع. او على الأقل يمنحهم الفرصة لتلقي الذائقة الفنية والأدبية.
تتكلم بلقيس شرارة في سيرة ذاتية عن الكاتب الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا، وكيف تعرفت عليه من خلال كونه استاذاً للأدب المقارن في كلية الآداب ببغداد، وكيف كان يتقمص شخصيات الشعراء ويكاد يتحد الطلبة مع الشاعر شكلاً وموضوعاً وهو يقرأ النص فكان يحفز الطلبة نحو الإبداع. كما اننا نتذكر ان مجموعة من الطلبة في كلية المعلمين ببغداد كانت النواة الأولى لعملية إبداع الشعر الحر (التسمية الاولى) ونذكر رأسهم بدر شاكر السياب ولميعة عمارة وبلند الحيدري، ومحمود البريكان، رغم أنني لا أتذكر انني قرأت عن اساتذتهم ولكن مؤكد ان من حرض هذه الكوكبة كان استاذاً يعرف كي يشعل فتيل الإبداع.
ان عملية التحفيز هي عملية جميلة وشائكة بالوقت نفسه، وهي عملية تحريضية تصدم عادة بكثير من الصخور الصلدة ولكن ممكن ان نجعل من هذا الاصطدام عملية تحفيزية هي بذاتها، فتشعل الشرارة نحو ابداع ولعلي اذكر هنا عملية القاء الحجر بالبرك الساكنة. فالضربة بالمركز تكون قوية تنتج عنها دوائر تكبر وتكبر، هذه لو تركت هكذا كبرت واتسعت، لكن بعدم وجود محرض يتبعها ستتلاشى، لذا فإن عملية المحرك هي عملية دائمة ومتصلة، ولا يجوز ان تبقى البرك ساكنة ابد الدهر وإلا جفت.
ان عملية الإبداع بالعمل أي عمل ،فنيا كان أم علميا أو أدبيا هي عملية متواصلة كتواصل الحياة على الكوكب.
اثناء المحاورة التي تمت في مدينة الظهران خلال المؤتمر التحضيري للحوار الوطني السادس،كانت العبارات تنطلق من المشاركين والمشاركات، عن المعلم والإبداع، فالمطلوب من المعلم شحذ ذهنه والبحث عن مكامن الإبداع في ذاته ومن ثم تصديره للطلبة، والمعلم مقيد بقيود عدة تمنعه من الانطلاق نحو الابداع، ومن ثم تهيج المغامرة الابداعية بروح الشباب. المعلم هناك قيد المنهج وهو جدار صلب لا يستطيع تخطيه، هناك جدار آخر، وقت الحصة، ضيق مساحة الفصل وكثرة الطلاب. كلها لا تحد من إبداعه داخل الفصل بل تصل به حد القرف من التدريس نفسه، ومن ثم نضع اللوم عليه، ونتفنن في الكلام عن تقصير المعلمين. ونحن لم نجرب تلك الظروف الصعبة التي يجد المعلم نفسه فيها، ولم نجرب مسؤولية المعلم امام المشرف.
لكن رغم ذلك يتحين بعض المدرسين الفرص خارج وقت الحصص ومن وقتهم الشخصي، كي يحفز الفكر الإبداعي في الطلبة، فلا يقف مكتوف الأيدي بل تراه ينثر إبداعه نقاط نور فيما حوله. أقول إن المبدع يعرف كيف يبتدع الطرق والأساليب ليصل بمن يرعاهم الى التحفيز والشد والتوتر، كي يصلوا بأنفسهم لفرحة الإبداع. او على الأقل يمنحهم الفرصة لتلقي الذائقة الفنية والأدبية.
تتكلم بلقيس شرارة في سيرة ذاتية عن الكاتب الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا، وكيف تعرفت عليه من خلال كونه استاذاً للأدب المقارن في كلية الآداب ببغداد، وكيف كان يتقمص شخصيات الشعراء ويكاد يتحد الطلبة مع الشاعر شكلاً وموضوعاً وهو يقرأ النص فكان يحفز الطلبة نحو الإبداع. كما اننا نتذكر ان مجموعة من الطلبة في كلية المعلمين ببغداد كانت النواة الأولى لعملية إبداع الشعر الحر (التسمية الاولى) ونذكر رأسهم بدر شاكر السياب ولميعة عمارة وبلند الحيدري، ومحمود البريكان، رغم أنني لا أتذكر انني قرأت عن اساتذتهم ولكن مؤكد ان من حرض هذه الكوكبة كان استاذاً يعرف كي يشعل فتيل الإبداع.
ان عملية التحفيز هي عملية جميلة وشائكة بالوقت نفسه، وهي عملية تحريضية تصدم عادة بكثير من الصخور الصلدة ولكن ممكن ان نجعل من هذا الاصطدام عملية تحفيزية هي بذاتها، فتشعل الشرارة نحو ابداع ولعلي اذكر هنا عملية القاء الحجر بالبرك الساكنة. فالضربة بالمركز تكون قوية تنتج عنها دوائر تكبر وتكبر، هذه لو تركت هكذا كبرت واتسعت، لكن بعدم وجود محرض يتبعها ستتلاشى، لذا فإن عملية المحرك هي عملية دائمة ومتصلة، ولا يجوز ان تبقى البرك ساكنة ابد الدهر وإلا جفت.
ان عملية الإبداع بالعمل أي عمل ،فنيا كان أم علميا أو أدبيا هي عملية متواصلة كتواصل الحياة على الكوكب.