naji2003
23-11-2006, 05:10 PM
--------------------------------------------------------------------------------
بعد أن أفسدت عليه مذاق الكرسي الوثير قبل ترك الوزارة ... «محنة الدمج» تطارد الرشيد في «ثلوثية المشوّح» وتكاد تبكيه!
الرياض - مصطفى الأنصاري الحياة - 23/11/06//
عزف وزير المعارف السابق محمد الرشيد أوتاراً حزينة على مدى ساعتين، وهو يطوف سريعاً على أطلال ذكرياته، على هيئة لقطات خص بها رواد منتدى «ثلوثية المشوح» في حي الغدير شمال الرياض.
لكن إشارات الرشيد - على سرعتها - أخذت طابع «الصراحة»، الذي قيل إنه كان أحد عوامل الإخفاق الذي اتهم به الوزير، الذي يوصف بـ «الإسلامي الفكر الليبرالي الهوى»، فهو أقر للحضور بأن محنته «كانت الدمج بين رئاسة تعليم البنات ووزارة المعارف، آنذاك، على رغم أن القرار اتخذه ولي الأمر، ولم يكن لي يد فيه ولا مشورة، لكن ذلك لم يحل دون اتخاذي موضوعاً لخطب الجمعة للعشرات من الأئمة، الذين لم يتورع بعضهم عن وصفي بالذي لا يؤتمن على عرض ولا تبرأ به الذمة»!
ويمضي الرشيد يقلّب مواجع ذلك العهد، الذي اعتبره ضمناً أحلك مرحلة مرت به في حياته المثالية نوعاً ما، ويضيف: «تجاوز الأمر حدود اللياقة والمروءة في تلك المحنة، حتى إن أحدهم استوقفني وأنا عائد من جنازة أحد الأقرباء، وخاطبني بحدة قائلا: تأمّل في الحفرة التي دفن فيها الميت، إنها مصيرك، وبعدها النار وبئس القرار. وكان معي أخي عبدالله الذي حاول التعامل مع الموقف بغلظة فنهيته».
المحاضر أورد الموقف مع خصوم الدمج ليدلل به على عبارة رددها كثيراً: «من دون مجتمع نقي لا يمكن أن نبني تنمية أو حضــارة مزدهرة».
ومع أن الحضور هزوا لمقولة الوزير رؤوسهم، إلا أن عدداً منهم همس متسائلاً عما إن كان للوزير يد في حدة خصومه؟ وهو همس أجيب عنه ضمناً عندما اعتبر معلم حضر الندوة «الوزير ذهب ضحية جرأته، وقراراته التي أحالت المعلمين من التسيب إلى الانضباط الحاد».
وربما كان جانب من الإجابة على سؤال كهذا، قول الوزير نفسه في الوقفات التي طرحها على هيئة دروس استفادها من تجربته: «تعلمت أن يعمل المرء مثلما رزقه الله من علم وفطنة، من دون الالتفات لقيل وقال، توفيراً للوقت والجهد، فبعد سنين من المعاناة، تأكدت أنه لن يسلم من ألسنة الناس أحد، بل حتى أنبياء الله لم ينجوا من سلق ألسنة أقوامهم».
ومع هيمنة نفَس المعاناة على حديث الرشيد العفوي لرواد منتدى المشوح، إلا أنه لم يضرب صفحاً عن طرائف وأحاديث «الإخوانيات»، ففي الأولى حكى كيف اجتمع باستشاري كبير في البلاد ساعة من نهار، في ذهول تام من الوزير، لأنه لم يستوعب المواضيع التي خاض فيها الضيف الاستشاري. لكن الفرج حلّ عندما قال الضيف: «يا دكتور أسامة، الموضوع بعد استيفائه من جل جوانبه لم يبق إلا تعميدكم إياه»، وعندها هبّ الرشيد مقبّلاً رأس الضيف، بعد أن تبين أنه ظن الرشيد وزير الصحة آنذاك أسامة شبكشي، الذي تجاور وزارته وزارة المعارف.
وقال: «بررت للضيف تقبيلي رأسه بأنه أزال عني هماً ثقيلاً، إذ شككني في ذاكرتي، فكيف أدعو شخصاً إلى اجتماع وأنساه والموضوع الذي تناقشنا فيه تكرارا؟ً»!
وعلى رغم ذلك، ظلت مواجع الدمج تطارده حتى لحظة الطرائف، فقال: «من الطرائف المحزنة، أنه في لحظات حدة الغضب من الدمج، جئت أحد المشايخ وقال لي: «تراهم جوني وشهدت أنك تصلي»، فبكيت وقلت له: يا سبحان الله، بس كذا، حتى صلاتي تحتاج إلى تزكية! فكتبت بعد ذلك مقالة طورتها إلى كتاب، عن قيمنا التي عرفناها وعلمناها وتربينا عليها».
وحول طموح الوزير الذي عاجلته الإقالة قبل تحقيقها، أردف الرشيد: «تمنيت أن يكون قرار التوظيف في يد المدرسة نفسها، وتمنيت أن يأتي يوم تكون فيه البلديات هي المسؤولة عن إنشاء المدارس، حتى يتفرغ الوزير وأعوانه للتربية والتخطيط والمنهج». وإذا استثنينا دقائق خرج فيها أبو أحمد عن النص، فإن حديثه ليل أول من أمس كان «أغنية معاناة بامتياز»، لحنها في حديث عفوي سيطرت عليه «محنة الدمج»، التي كأنها أفسدت على الوزير مذاق الكرسي الوثير قبل أن يغادره!
وانا اقول رحم الله ايامك ياابو احمد 00000 (((( وكما يقول المثل ((( ماتعرفنى الا لما تجرب غيرى ))))
بعد أن أفسدت عليه مذاق الكرسي الوثير قبل ترك الوزارة ... «محنة الدمج» تطارد الرشيد في «ثلوثية المشوّح» وتكاد تبكيه!
الرياض - مصطفى الأنصاري الحياة - 23/11/06//
عزف وزير المعارف السابق محمد الرشيد أوتاراً حزينة على مدى ساعتين، وهو يطوف سريعاً على أطلال ذكرياته، على هيئة لقطات خص بها رواد منتدى «ثلوثية المشوح» في حي الغدير شمال الرياض.
لكن إشارات الرشيد - على سرعتها - أخذت طابع «الصراحة»، الذي قيل إنه كان أحد عوامل الإخفاق الذي اتهم به الوزير، الذي يوصف بـ «الإسلامي الفكر الليبرالي الهوى»، فهو أقر للحضور بأن محنته «كانت الدمج بين رئاسة تعليم البنات ووزارة المعارف، آنذاك، على رغم أن القرار اتخذه ولي الأمر، ولم يكن لي يد فيه ولا مشورة، لكن ذلك لم يحل دون اتخاذي موضوعاً لخطب الجمعة للعشرات من الأئمة، الذين لم يتورع بعضهم عن وصفي بالذي لا يؤتمن على عرض ولا تبرأ به الذمة»!
ويمضي الرشيد يقلّب مواجع ذلك العهد، الذي اعتبره ضمناً أحلك مرحلة مرت به في حياته المثالية نوعاً ما، ويضيف: «تجاوز الأمر حدود اللياقة والمروءة في تلك المحنة، حتى إن أحدهم استوقفني وأنا عائد من جنازة أحد الأقرباء، وخاطبني بحدة قائلا: تأمّل في الحفرة التي دفن فيها الميت، إنها مصيرك، وبعدها النار وبئس القرار. وكان معي أخي عبدالله الذي حاول التعامل مع الموقف بغلظة فنهيته».
المحاضر أورد الموقف مع خصوم الدمج ليدلل به على عبارة رددها كثيراً: «من دون مجتمع نقي لا يمكن أن نبني تنمية أو حضــارة مزدهرة».
ومع أن الحضور هزوا لمقولة الوزير رؤوسهم، إلا أن عدداً منهم همس متسائلاً عما إن كان للوزير يد في حدة خصومه؟ وهو همس أجيب عنه ضمناً عندما اعتبر معلم حضر الندوة «الوزير ذهب ضحية جرأته، وقراراته التي أحالت المعلمين من التسيب إلى الانضباط الحاد».
وربما كان جانب من الإجابة على سؤال كهذا، قول الوزير نفسه في الوقفات التي طرحها على هيئة دروس استفادها من تجربته: «تعلمت أن يعمل المرء مثلما رزقه الله من علم وفطنة، من دون الالتفات لقيل وقال، توفيراً للوقت والجهد، فبعد سنين من المعاناة، تأكدت أنه لن يسلم من ألسنة الناس أحد، بل حتى أنبياء الله لم ينجوا من سلق ألسنة أقوامهم».
ومع هيمنة نفَس المعاناة على حديث الرشيد العفوي لرواد منتدى المشوح، إلا أنه لم يضرب صفحاً عن طرائف وأحاديث «الإخوانيات»، ففي الأولى حكى كيف اجتمع باستشاري كبير في البلاد ساعة من نهار، في ذهول تام من الوزير، لأنه لم يستوعب المواضيع التي خاض فيها الضيف الاستشاري. لكن الفرج حلّ عندما قال الضيف: «يا دكتور أسامة، الموضوع بعد استيفائه من جل جوانبه لم يبق إلا تعميدكم إياه»، وعندها هبّ الرشيد مقبّلاً رأس الضيف، بعد أن تبين أنه ظن الرشيد وزير الصحة آنذاك أسامة شبكشي، الذي تجاور وزارته وزارة المعارف.
وقال: «بررت للضيف تقبيلي رأسه بأنه أزال عني هماً ثقيلاً، إذ شككني في ذاكرتي، فكيف أدعو شخصاً إلى اجتماع وأنساه والموضوع الذي تناقشنا فيه تكرارا؟ً»!
وعلى رغم ذلك، ظلت مواجع الدمج تطارده حتى لحظة الطرائف، فقال: «من الطرائف المحزنة، أنه في لحظات حدة الغضب من الدمج، جئت أحد المشايخ وقال لي: «تراهم جوني وشهدت أنك تصلي»، فبكيت وقلت له: يا سبحان الله، بس كذا، حتى صلاتي تحتاج إلى تزكية! فكتبت بعد ذلك مقالة طورتها إلى كتاب، عن قيمنا التي عرفناها وعلمناها وتربينا عليها».
وحول طموح الوزير الذي عاجلته الإقالة قبل تحقيقها، أردف الرشيد: «تمنيت أن يكون قرار التوظيف في يد المدرسة نفسها، وتمنيت أن يأتي يوم تكون فيه البلديات هي المسؤولة عن إنشاء المدارس، حتى يتفرغ الوزير وأعوانه للتربية والتخطيط والمنهج». وإذا استثنينا دقائق خرج فيها أبو أحمد عن النص، فإن حديثه ليل أول من أمس كان «أغنية معاناة بامتياز»، لحنها في حديث عفوي سيطرت عليه «محنة الدمج»، التي كأنها أفسدت على الوزير مذاق الكرسي الوثير قبل أن يغادره!
وانا اقول رحم الله ايامك ياابو احمد 00000 (((( وكما يقول المثل ((( ماتعرفنى الا لما تجرب غيرى ))))