المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نغيرهم؟



المعلم
22-11-2006, 09:10 AM
هدى السالم
الكثير من الشباب "حسب معرفتي الشخصية" يعتقدون أن الأنثى المستهترة بحجابها تستحق ما يمكن أن يعترضها من مشاكسات بل ومصائب لا حصر لها على يد الشباب؛ والبعض يعتبر هذا الاعتداء أياً كان نوعه من علامات الرجولة والبعض من باب التأديب لتحرم على نفسها التبرج....!!
بداية عليَّ الاعتراف بأنني ضد التبرج تماماً؛ ولست أدافع عن الفتيات المستهترات بحجابهن..

ولكن أليس في رأي الشباب المعني علامة استفهام كبيرة تقودنا للسؤال عن السبب في معتقدات هؤلاء الشباب...؟

أليس من الغريب أن يوكل الشاب نفسه مهمة تأديب أو تغيير الآخرين..؟

من سمح لهؤلاء أن يجعلوا من أنفسهم قضاة وجلادين..؟

من أين أتت أحقية البعض بالتدخل في شؤون الغير اقتحام ودون استئذان..؟

والله إنني في غاية الدهشة والتعجب لطريقة تفكير هؤلاء الذين سمعت بنفسي آراءهم والتي لا يمكنني اعتبارها قليلة أو نادرة بل هم كثيرون وإلا لما اعتقدت أنها مشكلة وعلينا جميعاً البحث في أسبابها والاعتراف قبل كل شيء بوجودها

الغريب أن معاكسات الذكور للإناث في كل دول العالم تعبير كاذب بالإعجاب بهدف التسلية فقط أو إغواء الإناث... ولكنه في مجتمعنا يمارسه الكثير من الشباب للإيقاع بالأنثى من أجل الانتقام منها...!!

نعم الانتقام...!!

لذلك تأتي إجاباتهم حول السبب والهدف من المعاكسات متشابهة (تستاهل.. ليش ما تتستر، خلها تتأدب عشان تعرف أن الله حق، والله ما أخليها تروح بسلام مادام هذا غطاها، هي طالبة التحرش خلها تتحمل....) !!!!!!!!

والكثير من التعليقات المؤلمة التي لا أعلم هل يقولها الشاب عن قناعة داخلية بما يقوله أم المسألة تخفي وراءها أبعاداً أخرى..

ما أود قوله إن هذه النتائج أو النظريات لم تأتِ من فراغ ولابد أن يكون وراءها سبب وعلة واسمحوا لي أن أضع من وجهة نظري أحد الأسباب وراء تلك المشكلة وهي ما تنشره بعض الصحف المحلية من جرائم الشرف والتي تحظى بعض الدول العربية بالنصيب الأكبر منها؛ أصبحت في رأيي الخاص تشكل خطراً على فكر وسلوك شبابنا المحلي وقد لامست هذه النتائج من منظور فئة ليست قليلة من شبابنا لاسيما أولئك الذين في سن المراهقة... والأمر الذي يزيد المسألة خطورة هو نجاة القاتل في تلك الجرائم "على أرض الدول المعنية" وتأييد القانون أو بالأصح تسامح القانون مع يد الظلم بحجة الدفاع عن الشرف؛ وتثبت تلك الجرائم أن الثأر هو صاحب الصوت الأعلى في هذه القضايا.. من المؤسف أن يجد هذا المهيمن الجاني من يؤيده أو يتسامح معه....

ملاحظة شخصية أخشى أن تكون أشمل وأخطر مما أراها هي تعاطف المجتمع المحلي وخاصة الشباب مع الجاني... الأمر الذي يحتم النظر في طريقة طرح هذه الجرائم وعدم التعامل معها مثل باقي الأخبار لاسيما ولدينا ما يكفينا من تعجرف العقول وجبروت الطبائع ولعلها مسؤولية أصحاب القرار في الإعلام الذين لابد أن تسير خططهم ومساحات بثهم وفق ما يتناسب مع مصلحة المجتمع