ناجي
17-11-2006, 09:30 PM
أزمة ليس لها بعد الله إلا(أبو متعب) حفظه الله__(الأسهم2)..محسن العواجي في مقال جديد
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
تحكيما للعقل لا العاطفة المجردة، وإنزالا للناس منازلهم، وتمشيا مع معطيات المنطق السليم، مع استحضار علو المقام وهيبة المخاطب، واستئناسا بالعفوية والشفافية والإحساس الفطري الذي عودنا عليه ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه المولى لكل خير، واستشعارا لخطر هذه المصيبة الجلل المتمثلة في تداعيات انهيار سوق المال السعودية، والانهيارات المترتبة عليها والتي حطمت الآمال وحولت المستقبل المشرق إلى ظلام دامس، لا ندري أهو سرمدي أم سينجلي ظلامه بفضل الله ثم بـ (إشراقة) وقفة ملكية حازمة ضد المعتدين، وحانية على المظلومين، خاصة بعد تداعيات المقال السابق الذي ما أن نشرته في ساحتنا المباركة حتى تفتق علي من المآسي والقصص ما لا طاقة لي به لابتعادي عن سوق المال أصلا، لو لا ما أوجبه الله علينا من سرعة البلاغ إبراء للذمة ونصحا للأمة.
يا خادم الحرمين الشريفين: أستبيحك العذر بأني سأخاطبك خطاب الولد الآمن لوالده الحاني، بعيدا عن أي تكلف، حبا فيما تحبه ونحبه فيك من الوضوح والتواضع، الموقف ليس مزايدة إعلامية ولا صيد في الماء العكر، إنها كارثة سوق الأسهم مرة ثالثة ورابعة وخامسة، لقد بلغت من الخطورة درجة فرضت علينا جميعا تجاوز كل الأعراف والتقاليد المتبعة، والبحث فورا عن طوق نجاة، إذ لا ينفع فيها همس وقد وضح عوارها وضوح الشمس، ولا ينفع معها دبلوماسية ولا تقاليد رسمية وقد أصبحت كارثة إنسانية، فالأمة تغرق في ظلمات انهيار الأسهم وكأنها في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
والدنا الحاني: الصراخ من الألم يتصاعد من القاعدة للقمة، الكل يشعر بعجزه أمام هذا الطوفان الساحق الماحق، أصبح الجلاد يصرخ بأعلى صوت من الضحية، تمويها بأنه متضرر كضررها، انهار سوق الأسهم لتبدأ نذر انهيارات أخرى، إلم نتداركها فستكون حتما أخطر مما حصل لنا في سوق المال، لابد أن الجهات الأمنية لابد رصدت بوادر تصدعات خطيرة في الأمن والأخلاق والسلوك والعلاقات الاجتماعية وعلاقة المواطن بالدولة وعلاقته حتى بنفسه، الأمر استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، المجتمع السعودي يحترق بسبب كارثة سوق المال فأدركوه بوقفة استثنائية بحجم هذه الكارثة الاستثنائية، الدولة من حيث الإيراد العام أحسن حالا مما كنت عليه سابقا، ارتفاع أسعار النفط وضبط الإيرادات العامة مما يبعث الأمل في نفوس الملايين بمعالجة مدروسة، جعل الله على يديكم يا خادم الحرمين تنفيس كرب المكروبين وتفريج هم المهمومين وقضاء الدين عن المدينين ورد كيد الكائدين في نحورهم.
خادم الحرمين: نناشدكم الله باسم كل ضحية للسوق، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، باسم كل قلب يخفق خوفا من المستقبل المظلم جراء ما حدث له، باسم كل امرأة عفيفة مستورة أصبحت لا ترى أملا في أي شي حولها بعد أن جردها اللصوص من كل ما تملك، باسم كل متعفف لا يسأل الناس إلحافا وجد نفسه ممزقة وكرامته مهانة بسبب السوق، باسم من كان يخرج زكاة ماله في العام الماضي وأصبح لا يجد من يعطيه زكاة ماله في هذه الأيام، باسم الأطفال الذي تقلص غذاؤهم وكساؤهم وآباؤهم يحالون الستر عنهم، يصارعون هذه المآسي داخل صدورهم دون أن يكسروا كرامتهم أمام صغارهم الأبرياء. باسم كل من وضع ثقته في بلده وحكومته، باسم كل من يرى في الملك عبد الله وولي عهده الأب الحاني والرجل الشهم والأمين الصادق الذي يحب شعبه ويحبونه، باسم هؤلاء وباسم من يشاركوننا في الكارثة، وباسم المحتاجين والأيتام في العالم الذين حرموا تبرعات المحسنين وصدقاتهم جراء ما حدث، نتقدم بهذه النخوة الصادقة المعلنة نسجلها بكل فخر وشرف (لأبو متعب) الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه الله للحق وأيده بالنور المبين نخوة الإسلام قبل أن تكون نخوة العرب الأصيلة للأصيل بن الأصيل لأنه:
أولا: ولي الأمر الذي انعقدت له البيعة واستحق الطاعة بالمعروف، والنصح له في المنشط والمكره، وهو الذي تميز بمناشدة الأمة للوقوف معه بالحق، فإذا كانت (البغلة) المتعثرة في دجلة سيسأل عنها من هو في مقام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في المدينة المنورة، فكيف برجال ونساء وولدان أصبحوا بسب كارثة سوق المال يتعثرون ويتدحرجون نحو هاوية الفناء الماحق الساحق لكل شيء، كيف لا يصرخون ويستغيثون، ومن لهم بعد الله إلا أنتم يا خادم الحرمين، يا من تحملتم هذه الأمانة وبايعكم الناس عليها والله سائلكم عنها يوم الوقوف بين يديه.
وثانيا: ما كتب الله لكم من محبة خالصة وقبول متميز وثقة لدى كافة أطياف الشعب السعودي والتي جعلت منكم يا (أبا متعب) أبا للجميع ومحلا للنخوة ،وملاذا بعد الله من كل نازلة، وأشهد أنك غضبت مني في موقف، ورضيت عني في آخر، فما رأيت في غضبك ولا في رضاك إلا ما زادك عزا ومحبة، لأنك شهم وصادق وذي نخوة عربية أصيلة شهد لك بها الأعداء قبل الأصدقاء، واليوم هاهم (عيالك) يتضورون حولك لن يهدأ لهم بال أو تغمض لهم عين إلا أن يكشف الله على يديك كربتهم. ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة.
خادم الحرمين: اتحدت الأصوات مستغيثة بالله ثم بكم قائلة (تكفى يا أبو متعب) النجاة النجاة مما حل بالمجتمع جراء انهيار الأسهم، فالحريق الذي التهم سوق المال بدأ ينتشر في المجتمع ضرره، و أيم الله ما مر على بلادنا أزمة ضربتنا في الصميم كهذه الأزمة الحالية، ولئن أنهكتنا حرب الخليج في ثمان سنوات عجاف، فإن الناس في حينها على الأقل كانوا يأكلون ويشربون ويسكنون ويبيتون آمنين في سربهم متعافين في أبدانهم لديهم قوت يومهم وليلتهم، ولئن خسرت الدولة بسبب تلك الأزمة عشرات المليارات خلال ثمان سنوات، فقد خسرت الأمة مئات المليارات في اقل من سنة لم تذهب هدرا في الحروب ، ولكنها دخلت قهرا للجيوب، ولم تعد الأمة آمنة في سربها ولا متعافية في بدنها ولا تجد قوت يومها وليلتها إلا ما شاء الله، وما زلنا نقول بأن المجرم موجود، وممكن محاسبته أسماء معدودة تلوكها الألسن لا أقل من التحري حولها ولدولة قادرة على الوصول إليهم و إلى حتى حمضهم النووي، لذا فمطلبنا واضح من حقنا الجهر به قائلين: نريد يا ولي الأمر أن نرى المعتدى على أموال الأمة في قبضة العدالة وقد استردت منه الحقوق المغتصبة بعدل الإسلام، وطبقت في حقه الأحكام الرادعة بعدل الإسلام أيضا (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).
أصوات تتعالى تلمح أحينا وتفصح أحيانا عن بنوك تضاعفت موجوداتها خلال الأزمة!! وعن هوامير يأكلون أموال الناس بالباطل هربوا بالغنيمة، لا نريد ذكر الأسماء المتداولة في أوساط الناس لأنها تقتضي تحريا دقيقا ولا نملك ما تملكه الدولة من وسائل التحري والتقصي، فكان طبيعيا أن نطلب التحقيق الفوري فيما حدث، على أساس أن هذه الأزمة كارثة وطنية تقتضي الاستنفار الجماعي بقيادة والد الجميع، ورفع حالة الطوارئ للون الأحمر لدى كافة القطاعات، واعتبار البلاد تتعرض لتهديد مباشر للأمن والقيم والأخلاق.
أيها القراء الكرام: لسنا خبراء ولا مستشارين، والدولة لا ينقصها الرجال المخلصون الذين إذا ما مكنوا من تشخيص الأمر وتحديد الخلل، لا نطالب الدولة بهبات ولا شرهات لحل الأزمة، ولا أن تدخل بصناديقها للسوق لكننا نريد منها حسم الأمر الذي تأخر حسمه، ثم حسم الأمر مع من لم يتخذ قرار الحسم في حينه حتى تضاعف الضرر، ثم حسم الأمر في مساءلة البنوك عما خسرته أو ربحته من هذه الأعاصير، لتفصح عن إيراداتها (أو خسائرها)، حسم الأمر مع من يسمون بهوامير السوق خاصة من أوهموا الناس بضخ المليارات في السوق وفي شركات محدودة تبين أنها لهم خالصة من دون الناس، مساءلة المتآمرين القلة الذين يخرجون ويدخلون السوق وفق جداول خاصة بهم دون الناس يرتبوها في الاستراحات الخاصة سرا والناس عنهم غافلون، من المسلم به أن هناك أشياء تحتاج إلى خبراء متخصصين في عالم المال والاقتصاد، بينما هناك بديهيات أخرى لا تتطلب كبير عناء لدفع الضرر، فالعامل الهندي – مثلا- لا يواصل البيع والشراء في بقالة صغيرة يرى أنها نحو الخسارة تهوي، يتوقف عن البيع ويقفلها لحظة ظهور مؤشر الخطر، حتى يعالج أمره مدركا بالفطرة أن توقف البيع والشراء في خسارة محددة، أفضل من التمادي على العمى والضلال والتيه كما هو الحال في السوق الذي أصبح من سيء لأسوأ.
والدنا الكريم: إن لجنة محايدة جدا ذات صلاحيات واسعة جدا، يكون مرجعها الوحيد في الدولة هو مقامكم أو مقام ولي عهدكم الأمين، كفيلة بكشف ملابسات ما حدث، وتحديد اللصوص و المال المغصوب، ومن بعد ذلك لنتحاكم إلى القران، فنحن لسنا في دولة رأسمالية ينموا فيها حق الفرد بكل طريق على حساب حقوق المجتمع، ولسنا في دولة ماركسية لا تعير للفرد اهتمام، بل نحن تحت حكم الإسلام الذي يعطي للمجتمع وللفرد حقه في الملكية دون ضرر أو ضرار، فإذا وقع الضرر من أي طرف على الآخر ردت المظالم إلى أصحابها بالعدل الذي قامت عليه السموات والأرض، وتطبيق ذلك يتطلب قوة السلطان التي يزع الله بها ما لايزع بالقران.
أيها القراء الكرام تحملوا مقالين متتالين عن موضوع الأسهم، فالأمر جلل، مئات المقالات عنه لا تكفي لنقل الصورة، ولعل هذه آخر مشاركة فيه قبل أنيظن الناس بي الظنون، لكن هذا المقال ذو نهكة خاصة ووصفة خاصة ووجهة خاصة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار،أسأل الله أن ينفع به وعليه أرجو مراعاة المقام،فلا تقولوا إلا خيرا، وحدوا الكلمة في مواصلة تأكيد النخوة لوالدنا و تأكدوا أنها فرصة ذهبية لإيصال الصوت إلى صاحب القرار، فلنغتنمها بحكمة وتعقل إدراكا لحساسية الموقف، ومقام المخاطب، ومنبر الخطابة، وهول الكارثة وحق الضعفاء علينا، وحدوا أصواتكم في مناشدة والد الجميع بالتدخل المباشر فورا، اجعلوا مداخلاتكم على قدر حجم مآسينا وعلى قدر ما نكنه لولاة أمرنا من محبة وتقدير، طاعة لله الذي أمرنا بالرد إلى الرسول وإلى أولي الأمر منا إذا جاءأمر من الأمن والخوف، ابتعدوا عن إيحاءات النفوس التي تصرف الموضوع عن مساره، فإذا ترتب شيء إيجابي وهو المأمول بحول الله فلن يضيع أجر كل مشارك عند الله وسيكون هذا المقال قطرة في بحر موقف من استجاب لنخوتكم واستمع لمعاناتكم واتخذ القرار الذي يشفى صدوركم ويرد حقوقكم ويردع المتحايلين عنكم، ونحن بحمد الله أسرة واحدة إذا ألم بها خطب لجأت بعد الله إلى والدها الحاني الذي نسأل الله أن يجعلنا وإياه ممن قال فيهم (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة و أمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور).
أخيرا هذه قصة معبرة يتوقف عندها كل من كان له قلب: وقعت عينا الخليفة العظيم عمر بن الخطاب على أبل ابنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فقال له: لِمَ يا عبد الله بن عمر؟ هذه الإبل أسمن من غيرها؟ قال: والله يا أمير المؤمنين إن هذه الإبل اشتريتها من مالي، ***يتها مع المسلمين، واسترعيت لها رعاةً من المسلمين، وهاأنذا أريد أن أبيعها فقال عمر: لا كان الناس يقولون: اسقِ إبل ابن أمير المؤمنين, أورد إبل ابن أمير المؤمنين؛ فلأنك ابن عمر شربت إبلك أكثر، ***ت أكثر، فكانت أسمن من غيرها لا يا عبد الله: لك رأس مالك, والربح في بيت مال المسلمين قال: سمعاً وطاعةً يا أمير المؤمنين......... والله المستعان
محسن العواجي
الجمعة 26/10/1427هـ
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
تحكيما للعقل لا العاطفة المجردة، وإنزالا للناس منازلهم، وتمشيا مع معطيات المنطق السليم، مع استحضار علو المقام وهيبة المخاطب، واستئناسا بالعفوية والشفافية والإحساس الفطري الذي عودنا عليه ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه المولى لكل خير، واستشعارا لخطر هذه المصيبة الجلل المتمثلة في تداعيات انهيار سوق المال السعودية، والانهيارات المترتبة عليها والتي حطمت الآمال وحولت المستقبل المشرق إلى ظلام دامس، لا ندري أهو سرمدي أم سينجلي ظلامه بفضل الله ثم بـ (إشراقة) وقفة ملكية حازمة ضد المعتدين، وحانية على المظلومين، خاصة بعد تداعيات المقال السابق الذي ما أن نشرته في ساحتنا المباركة حتى تفتق علي من المآسي والقصص ما لا طاقة لي به لابتعادي عن سوق المال أصلا، لو لا ما أوجبه الله علينا من سرعة البلاغ إبراء للذمة ونصحا للأمة.
يا خادم الحرمين الشريفين: أستبيحك العذر بأني سأخاطبك خطاب الولد الآمن لوالده الحاني، بعيدا عن أي تكلف، حبا فيما تحبه ونحبه فيك من الوضوح والتواضع، الموقف ليس مزايدة إعلامية ولا صيد في الماء العكر، إنها كارثة سوق الأسهم مرة ثالثة ورابعة وخامسة، لقد بلغت من الخطورة درجة فرضت علينا جميعا تجاوز كل الأعراف والتقاليد المتبعة، والبحث فورا عن طوق نجاة، إذ لا ينفع فيها همس وقد وضح عوارها وضوح الشمس، ولا ينفع معها دبلوماسية ولا تقاليد رسمية وقد أصبحت كارثة إنسانية، فالأمة تغرق في ظلمات انهيار الأسهم وكأنها في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
والدنا الحاني: الصراخ من الألم يتصاعد من القاعدة للقمة، الكل يشعر بعجزه أمام هذا الطوفان الساحق الماحق، أصبح الجلاد يصرخ بأعلى صوت من الضحية، تمويها بأنه متضرر كضررها، انهار سوق الأسهم لتبدأ نذر انهيارات أخرى، إلم نتداركها فستكون حتما أخطر مما حصل لنا في سوق المال، لابد أن الجهات الأمنية لابد رصدت بوادر تصدعات خطيرة في الأمن والأخلاق والسلوك والعلاقات الاجتماعية وعلاقة المواطن بالدولة وعلاقته حتى بنفسه، الأمر استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، المجتمع السعودي يحترق بسبب كارثة سوق المال فأدركوه بوقفة استثنائية بحجم هذه الكارثة الاستثنائية، الدولة من حيث الإيراد العام أحسن حالا مما كنت عليه سابقا، ارتفاع أسعار النفط وضبط الإيرادات العامة مما يبعث الأمل في نفوس الملايين بمعالجة مدروسة، جعل الله على يديكم يا خادم الحرمين تنفيس كرب المكروبين وتفريج هم المهمومين وقضاء الدين عن المدينين ورد كيد الكائدين في نحورهم.
خادم الحرمين: نناشدكم الله باسم كل ضحية للسوق، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، باسم كل قلب يخفق خوفا من المستقبل المظلم جراء ما حدث له، باسم كل امرأة عفيفة مستورة أصبحت لا ترى أملا في أي شي حولها بعد أن جردها اللصوص من كل ما تملك، باسم كل متعفف لا يسأل الناس إلحافا وجد نفسه ممزقة وكرامته مهانة بسبب السوق، باسم من كان يخرج زكاة ماله في العام الماضي وأصبح لا يجد من يعطيه زكاة ماله في هذه الأيام، باسم الأطفال الذي تقلص غذاؤهم وكساؤهم وآباؤهم يحالون الستر عنهم، يصارعون هذه المآسي داخل صدورهم دون أن يكسروا كرامتهم أمام صغارهم الأبرياء. باسم كل من وضع ثقته في بلده وحكومته، باسم كل من يرى في الملك عبد الله وولي عهده الأب الحاني والرجل الشهم والأمين الصادق الذي يحب شعبه ويحبونه، باسم هؤلاء وباسم من يشاركوننا في الكارثة، وباسم المحتاجين والأيتام في العالم الذين حرموا تبرعات المحسنين وصدقاتهم جراء ما حدث، نتقدم بهذه النخوة الصادقة المعلنة نسجلها بكل فخر وشرف (لأبو متعب) الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه الله للحق وأيده بالنور المبين نخوة الإسلام قبل أن تكون نخوة العرب الأصيلة للأصيل بن الأصيل لأنه:
أولا: ولي الأمر الذي انعقدت له البيعة واستحق الطاعة بالمعروف، والنصح له في المنشط والمكره، وهو الذي تميز بمناشدة الأمة للوقوف معه بالحق، فإذا كانت (البغلة) المتعثرة في دجلة سيسأل عنها من هو في مقام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في المدينة المنورة، فكيف برجال ونساء وولدان أصبحوا بسب كارثة سوق المال يتعثرون ويتدحرجون نحو هاوية الفناء الماحق الساحق لكل شيء، كيف لا يصرخون ويستغيثون، ومن لهم بعد الله إلا أنتم يا خادم الحرمين، يا من تحملتم هذه الأمانة وبايعكم الناس عليها والله سائلكم عنها يوم الوقوف بين يديه.
وثانيا: ما كتب الله لكم من محبة خالصة وقبول متميز وثقة لدى كافة أطياف الشعب السعودي والتي جعلت منكم يا (أبا متعب) أبا للجميع ومحلا للنخوة ،وملاذا بعد الله من كل نازلة، وأشهد أنك غضبت مني في موقف، ورضيت عني في آخر، فما رأيت في غضبك ولا في رضاك إلا ما زادك عزا ومحبة، لأنك شهم وصادق وذي نخوة عربية أصيلة شهد لك بها الأعداء قبل الأصدقاء، واليوم هاهم (عيالك) يتضورون حولك لن يهدأ لهم بال أو تغمض لهم عين إلا أن يكشف الله على يديك كربتهم. ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة.
خادم الحرمين: اتحدت الأصوات مستغيثة بالله ثم بكم قائلة (تكفى يا أبو متعب) النجاة النجاة مما حل بالمجتمع جراء انهيار الأسهم، فالحريق الذي التهم سوق المال بدأ ينتشر في المجتمع ضرره، و أيم الله ما مر على بلادنا أزمة ضربتنا في الصميم كهذه الأزمة الحالية، ولئن أنهكتنا حرب الخليج في ثمان سنوات عجاف، فإن الناس في حينها على الأقل كانوا يأكلون ويشربون ويسكنون ويبيتون آمنين في سربهم متعافين في أبدانهم لديهم قوت يومهم وليلتهم، ولئن خسرت الدولة بسبب تلك الأزمة عشرات المليارات خلال ثمان سنوات، فقد خسرت الأمة مئات المليارات في اقل من سنة لم تذهب هدرا في الحروب ، ولكنها دخلت قهرا للجيوب، ولم تعد الأمة آمنة في سربها ولا متعافية في بدنها ولا تجد قوت يومها وليلتها إلا ما شاء الله، وما زلنا نقول بأن المجرم موجود، وممكن محاسبته أسماء معدودة تلوكها الألسن لا أقل من التحري حولها ولدولة قادرة على الوصول إليهم و إلى حتى حمضهم النووي، لذا فمطلبنا واضح من حقنا الجهر به قائلين: نريد يا ولي الأمر أن نرى المعتدى على أموال الأمة في قبضة العدالة وقد استردت منه الحقوق المغتصبة بعدل الإسلام، وطبقت في حقه الأحكام الرادعة بعدل الإسلام أيضا (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).
أصوات تتعالى تلمح أحينا وتفصح أحيانا عن بنوك تضاعفت موجوداتها خلال الأزمة!! وعن هوامير يأكلون أموال الناس بالباطل هربوا بالغنيمة، لا نريد ذكر الأسماء المتداولة في أوساط الناس لأنها تقتضي تحريا دقيقا ولا نملك ما تملكه الدولة من وسائل التحري والتقصي، فكان طبيعيا أن نطلب التحقيق الفوري فيما حدث، على أساس أن هذه الأزمة كارثة وطنية تقتضي الاستنفار الجماعي بقيادة والد الجميع، ورفع حالة الطوارئ للون الأحمر لدى كافة القطاعات، واعتبار البلاد تتعرض لتهديد مباشر للأمن والقيم والأخلاق.
أيها القراء الكرام: لسنا خبراء ولا مستشارين، والدولة لا ينقصها الرجال المخلصون الذين إذا ما مكنوا من تشخيص الأمر وتحديد الخلل، لا نطالب الدولة بهبات ولا شرهات لحل الأزمة، ولا أن تدخل بصناديقها للسوق لكننا نريد منها حسم الأمر الذي تأخر حسمه، ثم حسم الأمر مع من لم يتخذ قرار الحسم في حينه حتى تضاعف الضرر، ثم حسم الأمر في مساءلة البنوك عما خسرته أو ربحته من هذه الأعاصير، لتفصح عن إيراداتها (أو خسائرها)، حسم الأمر مع من يسمون بهوامير السوق خاصة من أوهموا الناس بضخ المليارات في السوق وفي شركات محدودة تبين أنها لهم خالصة من دون الناس، مساءلة المتآمرين القلة الذين يخرجون ويدخلون السوق وفق جداول خاصة بهم دون الناس يرتبوها في الاستراحات الخاصة سرا والناس عنهم غافلون، من المسلم به أن هناك أشياء تحتاج إلى خبراء متخصصين في عالم المال والاقتصاد، بينما هناك بديهيات أخرى لا تتطلب كبير عناء لدفع الضرر، فالعامل الهندي – مثلا- لا يواصل البيع والشراء في بقالة صغيرة يرى أنها نحو الخسارة تهوي، يتوقف عن البيع ويقفلها لحظة ظهور مؤشر الخطر، حتى يعالج أمره مدركا بالفطرة أن توقف البيع والشراء في خسارة محددة، أفضل من التمادي على العمى والضلال والتيه كما هو الحال في السوق الذي أصبح من سيء لأسوأ.
والدنا الكريم: إن لجنة محايدة جدا ذات صلاحيات واسعة جدا، يكون مرجعها الوحيد في الدولة هو مقامكم أو مقام ولي عهدكم الأمين، كفيلة بكشف ملابسات ما حدث، وتحديد اللصوص و المال المغصوب، ومن بعد ذلك لنتحاكم إلى القران، فنحن لسنا في دولة رأسمالية ينموا فيها حق الفرد بكل طريق على حساب حقوق المجتمع، ولسنا في دولة ماركسية لا تعير للفرد اهتمام، بل نحن تحت حكم الإسلام الذي يعطي للمجتمع وللفرد حقه في الملكية دون ضرر أو ضرار، فإذا وقع الضرر من أي طرف على الآخر ردت المظالم إلى أصحابها بالعدل الذي قامت عليه السموات والأرض، وتطبيق ذلك يتطلب قوة السلطان التي يزع الله بها ما لايزع بالقران.
أيها القراء الكرام تحملوا مقالين متتالين عن موضوع الأسهم، فالأمر جلل، مئات المقالات عنه لا تكفي لنقل الصورة، ولعل هذه آخر مشاركة فيه قبل أنيظن الناس بي الظنون، لكن هذا المقال ذو نهكة خاصة ووصفة خاصة ووجهة خاصة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار،أسأل الله أن ينفع به وعليه أرجو مراعاة المقام،فلا تقولوا إلا خيرا، وحدوا الكلمة في مواصلة تأكيد النخوة لوالدنا و تأكدوا أنها فرصة ذهبية لإيصال الصوت إلى صاحب القرار، فلنغتنمها بحكمة وتعقل إدراكا لحساسية الموقف، ومقام المخاطب، ومنبر الخطابة، وهول الكارثة وحق الضعفاء علينا، وحدوا أصواتكم في مناشدة والد الجميع بالتدخل المباشر فورا، اجعلوا مداخلاتكم على قدر حجم مآسينا وعلى قدر ما نكنه لولاة أمرنا من محبة وتقدير، طاعة لله الذي أمرنا بالرد إلى الرسول وإلى أولي الأمر منا إذا جاءأمر من الأمن والخوف، ابتعدوا عن إيحاءات النفوس التي تصرف الموضوع عن مساره، فإذا ترتب شيء إيجابي وهو المأمول بحول الله فلن يضيع أجر كل مشارك عند الله وسيكون هذا المقال قطرة في بحر موقف من استجاب لنخوتكم واستمع لمعاناتكم واتخذ القرار الذي يشفى صدوركم ويرد حقوقكم ويردع المتحايلين عنكم، ونحن بحمد الله أسرة واحدة إذا ألم بها خطب لجأت بعد الله إلى والدها الحاني الذي نسأل الله أن يجعلنا وإياه ممن قال فيهم (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة و أمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور).
أخيرا هذه قصة معبرة يتوقف عندها كل من كان له قلب: وقعت عينا الخليفة العظيم عمر بن الخطاب على أبل ابنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فقال له: لِمَ يا عبد الله بن عمر؟ هذه الإبل أسمن من غيرها؟ قال: والله يا أمير المؤمنين إن هذه الإبل اشتريتها من مالي، ***يتها مع المسلمين، واسترعيت لها رعاةً من المسلمين، وهاأنذا أريد أن أبيعها فقال عمر: لا كان الناس يقولون: اسقِ إبل ابن أمير المؤمنين, أورد إبل ابن أمير المؤمنين؛ فلأنك ابن عمر شربت إبلك أكثر، ***ت أكثر، فكانت أسمن من غيرها لا يا عبد الله: لك رأس مالك, والربح في بيت مال المسلمين قال: سمعاً وطاعةً يا أمير المؤمنين......... والله المستعان
محسن العواجي
الجمعة 26/10/1427هـ