المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى متى التعليم هكذا...منقول



لمسة فن
14-11-2006, 12:30 PM
مسكينة يا منيرة !!











لماذا وصل التعليم في بلادنا الى هذا المستوى المتردي؟ لماذا لم تسهم العملية التعليمية في تكوين شخصية متكاملة لأبنائنا الطلاب؟ هل أصبحت المدرسة مجرد مكان يقضي فيه الطالب معظم ساعات النهار لكي يحصل في نهاية الأمر على ورقة بيضاء بها الكثير من الأرقام الكبيرة او الصغيرة ، تسمى عادة «شهادة» في وطن لم تعد الشهادة فيه أمراً خارقاً للعادة، كما كان قبل ثلاثة عقود من الزمن؟ هل أصبحت المدرسة مجرد مبنى يتخلص فيه الآباء والأمهات من (فلذات أكبادهم) لساعات عدة لكي ينعموا بشيء من الهدوء وراحة البال؟


أسئلة كثيرة ما زالت تنتظر الإجابة منذ أمد بعيد، مع أن هناك من يرى بأن الأمر لا يعدو كونه التفافاً حول مشكلة ـ هذا طبعاً إذا وجد من يعترف أصلاً بوجود مشكلة ـ التعليم من دون أن يتم وضع الاصبع على الجرح، وكشف الحقيقة بكل وضوح وصدق وشفافية، ان ما يحدث في أروقة وزارة التربية والتعليم وإداراتها العديدة المنتشرة في جسد الوطن هو مجرد تعديل أو تغيير أو تدوير أو تبديل

أما مفردة (إصلاح) فلا وجود لها في قاموس المعنيين بشأن التعليم، مع أنهم اشبعوا هذه الكلمة الرنانة قولاً وتنظيراً وتخطيطاً. هناك إجابات لا حصر لها لسبب (نكسة) التعليم في بلادنا، تتمحور غالباً في المناهج وما يثار من لغط حول تطويرها أو تغييرها، أو عدم التهيئة السليمة للمعلم، وكذلك عدم وضوح الأهداف المنشودة في أجندة المخططين للتعليم

أيضاً الأسرة لم تعد ـ كما كانت في السابق ـ حريصة على تفوق أبنائها وتبذل الغالي والنفيس من اجل ذلك، كذلك انصراف المجتمع الى مسارات وتطلعات ليس من بينها الاهتمام بالتعليم. إضافة الى تجاذبات داخلية وضغوط خارجية ومشكلات اجتماعية واقتصادية وسلوكية

باختصار إذا أردت موضوعاً تحصل فيه على أكثر الإجابات فابحث عن سبب تدهور التعليم في بلادنا؟

أما إذا أردت إجابات عملية وأكثر واقعية فانظر معي الى هذه النماذج الثلاثة:


- عادل (45 عاماً) خريج جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، تخصص علوم بحار قبل 20 عاماً. قضى معظمها وما زال معلماً للصفوف الدنيا يدرس للطلبة الصغار العلوم والرياضيات والعربي والخط والرياضة والدين والفنية. أي بمعنى آخر هو (بتاع كله).


- منيرة (غير مسموح الاقتراب من عمرها) خريجة إحدى كليات التربية، تخصص اقتصاد منزلي. تعمل في مجال التعليم منذ 12 عاماً، وطبعاً في الصفوف الدنيا.


- عبدالله (32 عاماً) خريج مكتبات من جامعة الملك سعود في الرياض. لم يجد له مدير المدرسة التي عين فيها قبل 8 سنوات الا الصف الأول الابتدائي لكي يدرسه كل المناهج طبعاً. وحينما احتج وثار وتوعد، وأكد بأنه تخصص مكتبات ولا يجيد التدريس، اخبره المربي الفاضل مدير المدرسة بكل هدوء وحكمة بأنه بسبب ذلك اختاره لتدريس الصف الأول.


يهتم العالم المتقدم بالتعليم وينفق البلايين من اجل تطويره وإصلاحه وازدهاره، خصوصاً في مراحله الأولى التي تعتبر اللبنة الأولى والأساسية لتكوين شخصية الطفل وإعداده للمستقبل بشكل سليم. أما ما يحدث هنا فالأمر مختلف. وكما قال مدير المدرسة للمعلم الجديد عبدالله الذي يبدأ يومه الأول في (سرك) التعليم ممتعضاً وغاضباً لاختياره لتدريس الصف الأول الابتدائي: (يا عبدالله لا تزعل، كلها يومين وتتعود، والصف الأول ما في أسهل منه).


يتراقص أمامي الآن منتشياً المثل العربي الجميل «العلم في الصغر كالنقش في الكبر». وأتساءل مندهشاً! ماعساه أن ينقش هذا المعلم الشاب في عقول وقلوب أطفالنا، وهو الذي لم يتعلم إلا طريقة (ديوي العشري) لتصنيف الكتب.



وميشان هييييك التعليم عندنا مصنف من الخمس الأواخر في العالم