المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان من الجمعية السعودية للإعاقة السمعية



عبد الله الصيدلاني
16-10-2006, 07:49 PM
بيان من الجمعية السعودية للإعاقة السمعية

--------------------------------------------------------------------------------



يروج لادعاءاته في مركز خاص بالرياض
جمعية الإعاقة السمعية السعودية تحذر من طبيب خليجي يدعي زراعة قوقعة الأذن



الرياض - بندر الناصر:
حذَّرت الجمعية السعودية للإعاقة السمعية في الانسياق خلف ما يدعيه طبيب خليجي الذي يعمل في أحد المراكز الطبية الخاصة بمدينة الرياض، وذلك من خلال بيان صادر من أنه يدعي إنجاز عمل هو الأول من نوعه في زراعة قوقعة الأذن الداخلية لمن يعانون من صمم كامل. مدعياً أنه أنجز 23عملية جراحية في اليمن ودول افريقية كعمل خيري، وأنه اكتشف طريقة جديدة لإجراء العملية باستخدام المنظار الجراحي.
وقامت الجمعية بالتحقيق من الادعاء وذلك بحكم حرصها على المعاقين سمعياً، وتبين أن ما قام به هذا الطبيب عبر الأخبار التي وزعها يحمل مغالطات على الأصعدة العلمية والطبية وأنه استخدم تلك الأخبار للترويج الدعائي.

وقالت الجمعية إن المرء مطالب أن يكون مقتدياً بسلفه الصالح من علماء المسلمين الذين يدعون الأعمال تتحدث عنهم ولا ينسبون إلى أنفسهم عملاً لم يعملوه أو عمله أحد قبلهم، وكذلك علماء العصر الحديث الذين يخضعون أعمالهم للفحص والتدقيق قبل تطبيقها على البشر وفق أنظمة وبروتوكولات التجارب البشرية، وهذه البروتوكولات موجودة لدينا في المملكة، وهناك مرجعيات ومؤسسات لمثل هذه الأبحاث البشرية.

وأن أي إجراء جراحي جديد يجب أن يحكم عليه في المجامع العلمية العالمية وتتم مناقشة الورقة العلمية من قبل المتخصصين قبل عرضها بطريقة مسرحية ودعائية على الصحفيين والقنوات الفضائية كما حدث في هذا الأمر.

وأفادت أن ادعاء الجراح بأنه اخترع طريقة جديدة لزراعة القوقعة، فهذا إيهام للقارئ وللسامع غير المتخصص لأن المنظار الجراحي لا يعتبر اختراعاً ولا طريقة جديدة وهذا المنظار الجراحي مستخدم في عمليات الأذن منذ سنوات، ولم يدع أحد اكتشافه، وهو في الحقيقة يحد من قدرات الجراح في التعامل مع مختلف الظروف التي تنشأ أثناء العملية. وإن استخدام الطريقة الكلاسيكية المعمول بها حالياً هي استخدام المجهر الطبي. والحديث بأن المنظار الجراحي يقلل من النزف أثناء العملية هو غير صحيح في عمليات الأذن الجراحية على الإطلاق.

إن أي تقنية جراحية جديدة إنما تعتمد على ما قام به الآخرون، ويكون التطوير لمصلحة سلامة العملية الجراحية وليس الأمر في التطوير بإعطاء صبغة أنه الأول من نوعه بينما هو في الحقيقة لا يقدم أي إضافة جديدة في ذلك المجال، فالمنظار الجراحي لم يقدم أي فائدة إضافية لسلامة جراحة زراعة القوقعة الإلكترونية، بل على النقيض من ذلك فقد قيدت يد الجراح باستخدام المنظار بدلاً من استخدام الميكروسكوب التقليدي، ولكن التطوير الذي تم في هذا النوع من العمليات قد سبقه غيره من الجراحين العالميين عندما طورت العملية الجراحية باستخدام الحفر في عظمة قناة الأذن الخارجية وبالتالي يبعد الخطر عن عصب الوجه، وآخر ذلك التطوير الذي تم في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث (مؤسسة عامة) وهذه الطريقة الجراحية الجديدة بدأ العمل بها منذ عامين ونصف وقدمت في عدة مؤتمرات عالمية.

وبالنسبة للقوقعة الإلكترونية التي يستخدمها ذلك الجراح دعايته لم تثبت فعاليتها في أوروبا وأمريكا وأستراليا ولم تحظ بموافقة الجهات المسؤولة في تلك البلدان، وقد مضى على اختراع هذا الجهاز (أحادي القناة) من قبل الدكتور (هاوس) في أمريكا منذ عام (1986)، ولم يحصل على الترخيص بإنتاجه في بلده من الإدارة الفيدرالية الأمريكية للأغذية والأدوية (fda) حتى الآن، وبالتالي فإن استخدامه على المرضى يعتبر من قبيل التجربة المحكوم عليها بالفشل مسبقاً مقارنة بالأجهزة المعترف بها في كل من أمريكا وأوروبا واستراليا (متعدد القنوات) والمصرح باستخدامها في المملكة العربية السعودية.

ومن جانب إفادة الطبيب أنه يجري هذه العمليات في بعض الدول العربية بدون مقابل نتيجة تبرعات جهات معينة والذي يعتبر من باب التجربة على المرضى لمصلحة الشركة الأجنبية. ونحن لدينا ولله الحمد في المملكة عدة مراكز طبية لزراعة القوقعة تكفلت بها الدولة بدون مقابل وهي مهيئة بالكوادر المتخصصة والتي تقنن استخدام هذه العمليات الجراحية حسب المعطيات التي تكفل نجاحها وتصب في مصلحة المعاقين سمعياً وذويهم.

وتلك المراكز هي: مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث (مؤسسة عامة)، مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي التابع لجامعة الملك سعود، مستشفى الملك فهد التابع لوزارة الصحة بجدة.

كما أنه لا يجوز الادعاء بمناصب بروفسورية أو رئاسة جمعيات عالمية دون وجود حقيقي لهذه المناصب، مما يُعد مخالفاً للسلوك المهني، وكذلك الادعاء بالعمل في الجامعات والمراكز الحكومية المتخصصة.

راجع جريدة الرياض السبت 15/رمضان 1427هـ الموافق 7/10/2006م