المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سد الحياة يكتب الموت لـ«النخل»!



وليد شبكشي
17-09-2006, 10:47 AM
قرى ينبع ورابغخدمات لم تكتمل (الحلقة الاخيرة)
سد الحياة يكتب الموت لـ«النخل»!
سكان ينبع: الفرع يقف مكتوف اليدين امام الجفاف الزاحف


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2006/09/17/b914-big.jpg (http://www.alhejaz.net/vb/redirector.php?url=http://javascript<b></b>: newWindow=openWin('PopUpImgContent2006091747983.ht m','OkazImage','width=600,height=440,toolbar=0,loc ation=0,directories=0,status=0,menuBar=0,scrollBar s=0,resizable=0' ); newWindow.focus())


جولة: سعيد معتوق


في ينبع النخل تياران يتجاذبان امر «السد».. فالمتهم الاول يدعو الى فتح ابواب السد والاخر ينادي باغلاقه.. ومع الاختلاف فإن المتفق عليه ان الجفاف الضارب للمزارع في يد الزراعة التي تقف تتفرج وكأن الامر لا يعنيها من بعيد او قريب..
الحديث عن نواقص ينبع النخل ذو شجون عند الاهالي ولكل مواطن قصة وحكاية يثبت بها ازمات «المياه، البطالة، سوء الطريق، والهجرة شبه الجماعية».
الطريق من النخل الى ينبع البحر ليس طويلا كما يتراءى للعابر الجديد ولكن الحال غير الخيال فالحفر والمطبات ولانحناءات والتعرجات جعلت الطريق القصير الرابط بين الينبعين بعيدا وطويلا وشاقا..
حقائق جديدة
ويرى اغلب السكان الذين كانوا يستعرضون مشاكل مدينتهم أنّ وسمها بـ«النخل» مجافيا للحقائق المستجدة بعد ان ماتت الاشجار ويبست الغصون وذبلت الحدائق والمزارع بسبب تعثرات المياه ونضبها وطول فترات الجفاف التي تعقبها مواسم هطول متفاوتة..

«50» ينبوعا
وطبقا لأناس تحدثوا لـ«عكاظ» فان ينبع النخل كانت في الماضي قرية صغيرة الحجم والمساحة والجغرافيا وطبيعة المكان.. الا ان واقعا جديدا نبت في ينبع الان ويأسى كثيرون على ينبع النخل الجافة التي اشتهرت في العقود الماضية بكثرة العيون والينابيع التي قدرت بأكثر من خمسين عينا وينبوعا جفت اغلبها وضربت العزلة والحصار على خضرتها.
وزاد الطين بلة -مثلما يقول المثل الشعبي- السد الذي اصبح حاجبا للمياه وادىالى موت بقية اشجار النخيل ولذلك فقد كانت هذه احدى الاسباب التي ادت الى الحالة التي نشاهدها من جفاف الزرع.
عبدالله الاحمدي يقول: قلة المياه ادت الى هجرة جماعية للناس من المنطقة ولا تستغرب ان عددا قليلا من الاهالي يسكنون في ينبع النخل وآخرون في القرى المجاوره وهذا الامر يعود الى ان المياه قلت كما ان الوظائف هناك لا يمكن ان تتوفر وابناء المنطقة يهاجرون باتجاه ينبع البحر لتوفر الخدمات هناك.
ينبع بين الينبعين
عضو المجلس البلدي عبدالحميد الاحمدي يرى ان هناك اشكالية تقف امام الاهالي تتمثل في عدم وجود مصادر قريبة للمياه بسبب جفاف الابار والحالة التي اصابت الناس بالقلق ولعل الاشكالية التي يجب ان نعترف بها هو ان كل الاهتمام ينصب حقيقة على ينبع البحر وينبع الصناعية وهناك في ينبع النخل لا تجد اي اهتمام وقد طرحنا في المجلس البلدي المشاكل الكثيرة التي تعترض طريق تطوير المنطقة.

الفرع متهم
فهد الصبحي يصف حال المنطقة بأنها وصلت لمرحلة تحتاج فيها الى اعادة النظر من حيث الخدمات المقدمة وتوفير احتياجاتها واضاف لابد ان نسأل انفسنا لماذا ماتت اشجار ينبع النخل؟ والاجابة معروفة: قِلة المياه ونحمل وزارة الزراعة مسؤوليتها وحتى الان لم يقم فرع ينبع بأي جهد للحفاظ على المزروعات التي كانت تزخر بها المنطقة بل على العكس تماما وجدنا تجاهلا كبيرا.
ويردف الصبحي بقوله: السد الذي انشئ في آخر وادي ينبع النخل اسهم بشكل فعلي في التسبب باعاقة وصول المياه.. صحيح انه يحتفظ بالمياه في اوقات السيول ولكن الواقع يقول ان السد اسهم بشكل فعلي في وصول المزروعات الى ما هي عليه الان من حال..
ولقد طالب عدد من الاهالي حسب قول الصبحي بفتح السد بحثا عن مصالحهم ولكن الفئة الاخرى طالبت بإغلاقه وهذا الامر تسبب في تعطيل العمل به ولكن الفئة الاولى ذهبت الى الجهات المعنية في المدينة المنورة وطالبوها .بفتح السد فقامت الجهات المعنية دون علم بالخلفيات بفتحه وهو الامر الذي تسبب في اتلاف المزارع القريبة بالمياه الفائضة.
طريق الشام
ولا يكفى القاء اللوم على وزارة الزراعة..فالاهالي يرون ان المنطقة عاشت فترات ازدهار ماضية فتاريخ ينبع النخل تاريخ ضارب في عمق تاريخ الجزيرة العربية وقد سميت بهذا الاسم نظرا لكثرة ينابيعها الجارية وكثرة نخيلها شهرة المنطقة تعود كذلك لوقوعها في جزء هام من اجزاء الطريق الذي يربط القوافل التجارية بين الشام ولهذه كانت ميدانا لاحداث عديدة بين قريش والرسول صلى الله عليه وسلم ودارت غزوات كثيرة.
في تاريخ العرب
وفي مرآة جزيرة العرب للمؤرخ ايوب باشا يقول عن ينبع النخل في ذلك الوقت انها عبارة عن مجموعة كبيرة من القرى تحيط من جهاتها الاربع المياه الجارية مما ساعد الاهالي على الزراعة واقامة الحدائق والبساتين التي تغلب عليها اشجار النخيل التي لاحصر لها ولا عدد من هنا سميت ينبع النخل. وينبع النخل بلاد جهينة حيث تسكن فيها قبائل جهينة واستقروا فيها منذ القدم مع الزراعة وخاصة النخيل حتى الفتح الاسلامي بعدها اصبحت بلاد ينبع محط انظار تجار العرب من قريش وثقيف والانصار وقد اشترى الخليفة الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه بها مساحة من الارض في جنوب ينبع النخل على طريق الذاهب تجاه البحر وظلت هذه الارض لابنائه من نسل الحسن وعرفوا فيما بعد بالحسنيين وجدير بالذكر ان منازل جهينة منذ القدم تمتد من شمال غرب المدينة على طول وادي الحمض حتى مصبا بالبحر وتشمل المناطق المحصورة بين ينبع غربا والمدينة شرقا وفي ينبغ النخل عدد كبير من القرى ابرزها قرى المبارك والبركة والاشراف والمزرعة والعلقمية وعين النوى وعين عجلان والسكوبية اضافة الى قرية الجابرية وعين سلمان والسويقة وقرى خيف فاضل وعين جديد وعين الحارثية والسويق وعين الفجا وخيف حسن.يقول المؤرخ عواد الجريس احد ابناء المنطقة ان تسميات القرى كانت بناء على العيون الموجودة فيها ولذلك فالقرية عندما يسميها اهلها يسمونها بالعين او الخيف وكلاهما مسميان لذات الامر.