المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخ يعيش فوق التلال



النزاوي99
23-07-2006, 10:05 AM
القصة أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه ففر جواده وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر فأجابهم بلا حزن وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟

وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟

ولم تمضي أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيئ فأجابهم بلا هلع وما أدراكم أنه حظ سيء؟

وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجند شباب القرية وأعفت ابن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثر.

وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر إلى ما لا نهاية في القصة وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد.

فأهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالص أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر، ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب، ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون باعتدال ويحزنون على ما فاتهم بصبر وتجمل.

وهؤلاء هم السعداء فأن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم (الرضا بقضاء الله وقدره) ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء.

والعكس بالعكس

نوح الطيور
23-07-2006, 11:12 AM
تسلم يمينك مشكووووووووووووووووووووووووووورين

الصمت
23-07-2006, 12:01 PM
يعطيك العافية

أسير ينبع
24-07-2006, 02:10 AM
تسلم يمينك يا
النزاوي 99
على الموضوع الرائع

أبو سفيان
24-07-2006, 10:40 AM
شكرا لك أخي / النزاوي موضوع جميل جدا وفيه الكثير من الفائدة ومعرفة حقيقة الابتلاء بالخير والشر كما قال تعالى :

( و نبلوكم بالشر والخير فتنة )
وهذا يذكرني بقصة الملك مع وزيره التي سبق أن نشرها هنا أحد الأعضاء

حيث كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان.
وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير "لعله خيراً" فيهدأ الملك.

وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال الوزير "لعله خيراً" فغضب الملك غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك؟!

وأمر بحبس الوزير. فقال الوزير الحكيم عن أمر حبسه أيضا "لعله خيراً"

وبينما كان الوزير في سجنه لفترة طويلة ... خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته

فمر على قوم يعبدون الأصنام فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا
أن قربانهم إصبعه مقطوع..

فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن واعتذر له عما صنعه معه وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه
وحمد الله تعالى على ذلك.
ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت "لعله خيراً" فما الخير في ذلك؟
فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه لَصاحَبَهُ فى الصيد فكان سيُقدم قرباناً بدلاً من الملك فكان في صنع الله كل الخير

وصدق الله العظيم الكريم في قوله تعالى :

( لكي لا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم )

ناصر
26-07-2006, 01:32 AM
شكرا أخي النزاوي على هذه القصة الجميلة وما فيها من عبر..

دمت بخير