لا تقرأ هذه القصيدة

[الجهني]

هذه القصيدة لعنترة العبسي فقد كان خارجاً إلى اليمن مع نفر من قومه وعند رجوعه تذكر أهله وكان قد زاد شوقه إلى عبلة فقال :


إذا الريح هبت من ربى العلم السعدي = طفا بردها حر الصبابة والوجد
وذكروني قوماٌ حفظت عهودهم = فما عرفوا قدري ولا حفظوا عهدي
ولولا فتاة في الخيام مقيمة = لما اخترت قرب الدار يوماً على البعد
مهفهفة بالسحر من لحظاتها = إذا كلمت ميتاً يقوم من اللحد
أشارت إليها الشمس عند غروبها = تقول إذا أسود الدجى فاطلعي بعدي
وقال لها البدر المنير ألا اسفري = فإنك مثلي في الكمال وفي السعد
فولت حياءً ثم أرخت لثامها = وقد نثرت من خدها رطب الورد
وسلت حساماً من من سواجي جفونها = كسيف أبيها القاطع المرهف الحد
تقاتل عيناها به وهو مغمد = ومن عجب أن يقطع السيف في الغمد
مرنحة الأعطاف مهضومة الحشاء = منعمة الأعطاف مائسة القد
يبيت فتات المسك تحت لثامها = فيزداد من أنفاسها أرج الند
ويطلع ضوء الصبح تحت جبينها = فيغشاه ليل من دجى شعرها الجعد
وبين ثناياها إذا ماتبسمت = مدير مدام يمزج الراح بالشهد
شكا نحرها من عقدها متظلماً = فواحرباً من ذلك النحر والعقد
فهل تسمح الأيام ياابنة مالك = بوصل يداوي القلب من ألم الصد
سأحلم عن قومي ولو سفكوا دمي = وأجرع فيك الصبر دون الملا وحدي
وحقك أشجاني التباعد بعدكم = فهل أنتمو أشجاكمو البعد من بعدي
حذرت من البين المفرق بيننا = وقد كان ظني لأفارقكم جهدي
فإن عاينت عيني المطايا وركبها = فرشت لدى اخفاقها صفحة الخد
إذا رشقت قلبي سهام من الصد = وبدل قربي حادث الدهر بالبعد
لبست لها درعاً من الصبر مانعاً = ولا قيت جيش الشوق منفرداً وحدي
وبت بطيف منك ياعبل قانعاً = ولو بات يسري في الظلام على خدي
فبالله ياريح الحجاز تنفسي = على كبد حرى تذوب من الوجد
ويابرق إن عرضت من جانب الحمى = فحيي بني عبس على العلم السعدي
وإن خمدت نيران عبلة موهناً = فكن أنت في أعطافها نير الوقد
وخل الندى ينهل فوق خيامها = يذكرها أني مقيم على العهد
عدمت اللقا إن كنت بعد فراقها = رقدت وما مثلت صورتها عندي
وماشاق قلبي في الدجى غير طائر = ينوح على غصن رطيب من الرند
به مثل مابي فهو يخفي من الجوى = كمثل الذي أخفي ويبدي الذي أبدي
ألا قاتل الله الهوى كم بسيفه = قتيل غرام لا يوسد في اللحد


أتمنى أن تحوز على رضاكم

تقبلوا تحيات أخوكم
-----------------------
الجهنـــــــــــــــــي