المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نمر بن عدوان وقصته مع محبوبته



أبو باسل
04-07-2006, 03:55 PM
هو الشيخ نمر بن عدوان الصخري من شيوخ " بني صخر " قبيلة عربية مشهورة مواطنها الآن شرقي الأردن – شاعر علم – كان الشاعر أميرا للبلقاء اشتهر بنبله وكرمه وسجاياه الحميدة , أما شاعريته : فهو شاعر عاطفي واقعي هزه الأسى وأضناه الوجد وعصره الألم .

نظم الشعر يشكو ما أصابه فتفاعلت الجماهير مع شعره في كل مكان فتعاطف الناس معه وأحبوه وتابعوا أخباره التي سارت بها الركبان ..

أما حكايته فهي حكاية محزنة غريبة فقد توفيت زوجته " وضحا " وهو في قمة السعادة معها فانفتق جرحه وأنشد شعره وكأنه قبل وفاتها لم يكن شاعرا !
ولكنه من فرط ما أصابه قد تفجرت بداخله ملكة الشعر وأظهر روائع الوجدانيات بالشعر النبطي ..

أما قصة وفاة وضحا فأغرب ما روي عنها أنها اعتادت حلب الناقة لنمر قبل عودته لبيته من مجلسه بدقائق قليلة وذلك ليشرب حليب الناقة ساخنا .. وذات ليلة عاد نمر قبل موعده الذي تعوّد أن يرجع فيه .. وفي طريقه إلى البيت لمح نمر خيالا بين أرجل الناقة فظنه حائفا يريد سرقتها فضربه برمحه وأرداه قتيلا وإذا بالخيال " وضحــا " .....

وهناك روايات كثيرة عن أسباب وفاة وضحا فمن الرواة من يقول أنها توفيت بمرض الطاعون حيث حل الوباء به وكانت من ضحاياه , وهناك من يقول أنها توفيت بالجدري وغير لك من الروايات إلا أنني أميل إلى الرواية الأولى , لأنني لا أتصور أن يصل به الحزن إلى درجة أن يموت من جراء حسرته ما لم يكن هو سببا مباشرا في وفاتها خصوصا وأنه أمير عرف عنه الشجاعة وقوة تحمله قبل مصابه ..

يقول الرواة أن نمر بن عدوان تزوج بعد وضحا بتسع وتسعين ( وضـحا ) لعله يجد من تحل محلها فلم يجد حتى أنهكه المرض وأعياه الوجد فلحق بوضحا في مطلع القرن الثالث الهجري وهو لم يتجاوز الأربعين من عمره ...
وفيها يقول :


الــبــارحـه يـوم الـخـلايـق نــيــــــامـــــا =بـيــّـحـت مــن كـثـر الــبـــكـى كـل مـكـنـون
قـمـت أتــوجـــّــد وأنـثـر الـمــا عــلى ما =مـن فــوق عــيــنـي دمـــــعـهــا كان مخزون
ولـي ونـــة ٍ مــن ســمــعـــَـهـا مـا يـناما =كــنـي صـويــب ٍ بــيـــــن الأضلاع مطعون
و إلا كــمــــا ونـة كـسـيـر الســــْـلامــــا =خــلـــّـــوه ربـعـه لـلــــمـعـــاديــن مـديـــون
فــي ســاعـــة ٍ قـــل الــرجــا والــمـحاما =فــيــمــا يــطــالــع يــــومـهــم عـنـه يـقـفون
و إلا فــ ونــة راعــبـيّ الـــحــــمــــامـــا =غــاد ٍ ذكــرهــا والــــقـوانـيـــص يــرمـون
تــســمــع لــهــا بـيـن الـجـرايـد حــطامـا =مــن نـوحــهـا تـــــدع ِ الـمـوالـيــف يـبكون
و إلا خــلــوج ٍ سـابــة ٍ لــلـــهــيــــامــــا =عـلى حـوار ٍ ضــايـــع ٍ فـي ضـحى الـكون
و إلا حـــوار ٍ مـشــْـيـــِــقــوا لـه شـمـاما =وهــي تـطـالــع يـــــوم جـــرّوه بـــعـــيـون
يــردون مــثــلـه والـضـوامـي صــيـــاما =تــرزّمــوا مـعـــهــــا وقـــامــوا يـحـنـــّـون
و إلا رضــيــع ٍ جــرّعــوه الــفـــطــامــا =أمــه غــدت قــبــــل أربـعــيــنــه يــتـمـّون
عـلـيـك يـالـلـي شـربـت كـاس الـمـحــاما =صـــرف ٍ بـــتـــــقــديــر ٍ مـن الله مـــاذون
جــاه الــقــضـا مـن بـعـد شـهـر الـصياما =صـــافـي الــجـبـيــن بـثـانـي الـعـيد مدفون
كـســـوه مـن عـرض الخـرق ثـوب خـاما =و قـامـوا عـلـيـه مـن الـتـرايـب يـهـلــّــون
راحــوا بـهــا حــروة صـــلاة الـيــِـمــامـا =عــنـــد الــدفـــن قــامــوا لــهـا الله يدعون
بــرضــاه والـجـنــه وحـسـن الـخـتـامـــــا =ودمــوع عــيــنــي فـوق خــدي يـهلــّــون
حــطــّــوه فـي قـبـر ٍ عـســاه الــهــيــامــا =فـي مــهــمـة ٍ مــن عــد الأموات مـسكون
يـــا حـفـرة ٍ يـسـقـي ثـراك الـغـمـامـــــــا =مــزن ٍ مــن الـرحـمـه عـلـيـهـا يـصبــّـون
جــعـل الـبـخــَـتـري والـنـفـل والـخـزامى =يــنـــبــت عــلى قـبـــر ٍ هـو فــيـه مـدفون
مــرحــوم يـالـلـي مـا مـشـى بـالـمـلامــــا =جـــيـــران بــيــتــه راح مــا مـنـه يشكون
وا وســع عـذري وان هــجــرت الـمـنـاما =ورافــقــت مـن عـقـب الـعـقـل كل مجنون
أخــذت انــا ويـــّــاه سـبـعـة عــــــوامـــا =مـــع مــثــلــهــن فـي كـيـفـة ٍ مـا لـها لون
والله كــنـهـا يـا عـرب صـرف عـــــامـــا =يـــا عــونـة الله صــرف الأيـــام وشـلون؟
و أكــبــر هـمـومـي مـن بـزور ٍ يــتـــامـا =و إن شــفــتــهــم قـدام وجـهـي يـبـكــّــون
و ان قــلــت لا تـبــكـون قـــالــوا عـلاما؟ =نــبــكـي ويــبــكـي مــثــلــنــا كل محزون
قــلـت الـسـبـب تـبـكـون؟ قـالـوا يــتــــاما =قــلــت الـيـتــيـم أيــاي وانـتـم تـســجــّـون
مــع الـبــزور وكـل جــرح ٍ يــــلامـــــــا =إلا جــروح بـخـاطــري مــا يــطــيــبــون
جــرحــي عـمـيــق ٍ مـثـل كـسـر الـسلاما =الــى مــكـَـن.. عـنـه الأطـبــــّـا يعجزون
قــمـت اتـشــكـــّـى عـنــد ربـع ٍ عــــذامـا =جـــونــي عـلــى فــرقـا خـلـيـلــي يـعزّون
قــالـوا تـجـوّز وانـس لامــه بـــــلامــــــا =بـعـض الـعـذارى عــن بعضهن يسلــّــون
قــلــت انـهـا لـي وفـــّـــقـت بـالــولامـــــا =ولــو جــمــعـتــوا نـصـفـهـن مـا يـسـدّون
مــا ظــنــــــّـتــي تـلــقـون مـثــلـه حـراما =أيـضـا ولا فـيـهـن عـلى الــســر مـامــون
و أخــاف انــا مـن غــاديــات الــذمــامــا =اللــي عـلـى ضـيـم الـدهــر مـا يـتـاقــــون
أو خــبــلــة ٍ مــا عـــقـلـهـا بــالــتــمــامـا =تــضــحــك وهـي تـلدغ على الكبد بالهون
تــوذي عــيــالـي بــالـنـهــر والـكــــلامـا =و أنـا تـجـرّعـنـي مـن الـمــر بـصـحــون
والله يــا لــولا هـالصــغــار الـــيــتــــامـا =و أخــشــى مـن الـسـكــّـه عليهم يضيعون
لا أقـــول كــل الــبــيــض عــقــبه حراما =و أصـبـر كما يصبر على الحبس مسجون
عــلـيـه مـنـي كــل يـوم ٍ ســـــــلامــــــــا =عــدّت حــجــيــج الـبـيـت واللي يـطوفون
وصــل عـلــى سـيــّـد جـمـيـع الأنـــــامـا =عـلـى الـنـبـي يـالـلـي حـضـرتـوا تـصلون

بحـــر
05-07-2006, 01:57 AM
كم تبدعنا ياكمبياسو بنقلاتك التاريخيه والرائعه لاحلى الازمان (اللي يشوفني يقول عمري 100 سنه)هههههه:D



مشكورين عالقصص الحلوه ولاتقطعنا منها دخيلك عشان نزين بها مجالسنا الشبابيه


بحــر.........

العنيني
06-07-2006, 12:36 AM
اخي الكريم

رواية القصة ليست هكذا

لنعلم ان للحديث ونقله امانة

أبو رامي
07-07-2006, 12:06 AM
شكرا أخي كمبياسو على نقل هذه القصص التراثية . والحق أنها قصة مؤثرة ساهمت في ولادة هذه القصيدة الحزينة والمرثية الصادقة التي تحس أنها صادرة من قلب يحترق .. ولكن بالرغم من هذا الحزن الذي يمتلك شغاف القلب فما زال الشاعر يتحكم بعواطفه ويستجيب لنداء العقل الذي يشير عليه بالزواج من أخرى ترعى له أولاده وتدير له شؤون بيته فهو يقول
والله يــا لــولا هـالصــغــار الـــيــتــــامـا ....... و أخــشــى مـن الـسـكــّـه عليهم يضيعون
لا أقـــول كــل الــبــيــض عــقــبه حراما ....... و أصـبـر كما يصبر على الحبس مسجون
أي أنه لم يقطع خط الرجعة و لم يجزم بعدم الإقدام على الزواج بعدها رغم ماصوره من حالة الحزن التي تعتريه بل سيتزوج من أجل خاطر الأطفال وهذا لعمري منتهى العقل من شيخ لا يستغرب منه ذلك
أكرر شكري لكمبياسو وبانتظار قصائد أخرى

أبو باسل
09-07-2006, 03:40 PM
الاخ ابو رامي كم اسعدني وشرفني مرورك وتعليقك الرائع
فلك مني فائق التقدير والاحترام

ناصر
09-07-2006, 06:49 PM
شكرا أخي كمبياسو...

قصة رائعة ومؤثرة تحمل الكثير من المعاني الجميلة, شكرا لك.

***

أبو باسل
10-07-2006, 11:37 AM
الاخ ناصر لقد شرفتني بمرورك

اين انت ايها الماضي الجميل ...

لا اظنك تعود فقد ماتت معك القلوب ... وبقى لنا زمن الكبرياء ..

زمن تهان فيه الكرامة ... وتجرح فيه المشاعر .. وتقتل فيه القلوب !!!

إبراهيم المحياوي
11-07-2006, 01:34 AM
أشكرك أخي كمبياسو على إيرادك لقصة الشيخ نمر بن عدوان
لكنك وقعت في خطأ وقع فيه أكثر الرواه وهو نسبة هذه القصيده لنمر بينما هذه القصيده للشاعر محمد بن مسلّم من شعراء الأحساء المشهورين كما ورد في كتاب خيار مايلتقط من الشعر النبط لعبدالله الحاتم
وقد نوّه الراويه المعروف محمد الشرهان عن هذه القصيده في إحدى الحلقات
هذا ما أحببت ذكره وأكرر شكري مرة أخرى