المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من قصائد الدكتور العشماوي



الجهني
03-10-2002, 02:12 AM
زفراتكم من حولنا تتصعَّد = وصراخكم في صمتنا يتبدَّدُ

ذبتم على وَهَج الرَّصاص ولم نزلْ =لعدوِّنا وعدوِّكم نتودِّد

تتغيَّثون سحابَنا، وسحابنا = وَهْمٌ كبير في الفضاء مجَّمُد

تترقَّبون قرار مؤتمراتنا = بُشرى لكم، فقرارها سيندِّد

ولسوف ينطق ناطقٌ ، أنّا على = شَجْبِ العدوِّ المستبدِّ سنصمدُ

ولسوف يحلف حالفٌ من قومنا = أنَّ الأسى من أجلكم يتجدَّدُ

ولسوف تُقْرَأُ كلَّ يومٍ نشرة = عنكم مصوَّرةٌ ويُعرض مشهَدُ

ولسوف تُرسَمُ لوحةٌ زيتيَّةٌ = فيها صريع بالتراب موسَّدُ

بُشرى لكم سيُقام حفلٌ ساهرٌ = وتُصاغ أُغنيةٌ لكم وتُردَّد

هذا الذي سترون منا فافرحوا= واستبشروا،وعلى الكلام تعوَّدوا

أما الجهادُ لأجلكم ، بعتادنا = فمحرَّم، إنَّ الجهاد تمرُّدُ

ولِمَ الجهادُ ، وهيئةُ الأممِ انبرتْ = للظالمين ، ففضلُها لا يُجحَدُ

أحبابَنا عفواً فغايةُ قومنا = مالٌ وأولادٌ وعيشٌ أَرْغَدُ

أما مقاومة العدوِّ فعادةٌ = مذمومةٌ ، من مثلنا لا تُحَمُد

أنَّى تجاهد أمةٌ تحيا على = غَبَشٍ ، تُفرِّط في الكتاب وتُلحِدُ

سيفُ الجهاد بغمده متلفِّع = والبابُ في وجه المجاهد يُوصَدُ

أحبابنا إني أغالب حسرةً = مشبوبةً وعلى الأسى أتجلَّدُ

نظراتُ أعينكم تعذِّبني فلا = عيشي يطيب ، ولا جفوني ترقدُ

تجري دماء الأبرياء على الثرى = نهراً ، وعالَمُنَا المخدَّر يشهَدُ

إني لأبصر وجه طفلٍ تائهٍ = وسؤاله الحيرانُ ، أين المرشدُ ؟

يبكي ولا أمُّ تكفكف دمعَه = يشكو وليس له أبٌ يتودِّد

سرق النظام العالميُّ ثيابَه = وسهام أوروبا إليه تُسدَّد

ماذا جنى هذا الصغيرُ ، أما هُنا = رجلٌ إلى قول الحقيقةِ يرشد

إني لأسمع صوت مسلمةٍ لها = قلبٌ ، وليس لها على الباغي يدُ

ظلَّت تصيح وتستجير فلا ترى = من قومها مَنْ يستجيب ويُنْجدُ

نادتْ ونادت، فاستجاب لها الصَّدَى = إن الذي يحمي الحمى لا يُوْجَدُ

لا تصرخي ، فصلاحُ دينك غائبٌ = وحصانُ معتصم الإباءِ مقيَّد

والخيلُ، خيلُ الله، لم تُصنع لها = سُرُجٌ، ولم يقد الكتيبةَ أحمدُ

لا تصرخي. فسلاحُ أمتك التي = تستصرخين، من العدا مستوردُ

لا تصرخي فالحاكمون بأمرهم = حفظوا أناشيد الخضوع وأنشدوا

يا ويحهم لو أنهم جعلوا الهدى = درباً ، لما حكم القريب الأبعدُ

إنى لأبصر أمةَ الإسلام في = لَهْوٍ ، تقوم على الهوان وتقعَدُ

نار الصليب تُشَبُّ بين خيامها = ولواءُ إسرائيل فيها يُعقَدُ

ورصاص أوروبا مزِّق جسمَها = وغرور أمريكا فَمٌ يتوعَّدُ

فأكاد أحلف أنَّ أمتنا غدتْ = بالذُّل في دَيْر الهوانِ تُعمَّد

ماذا أقول لها، أألطم وجهها = بالشعر حتى ينهضَ المستعبَدُ؟!

ماذا أقول: إذا رسمنا لوحةً = للحزن، قالوا إنّ شعرك أسودُ ؟!

وإذا رفعنا الصوت نشكو ما جرى =قالوا تُثير الغافلين وتحشُدُ

وإذا تنهدنا أداروا نحونا = ظهراً، وقالوا: العارُ أنْ تتنهَّدوا

من أين نخرج، كلُّ زاويةً بها = ذئبٌ يراقبنا، وعينٌ ترصدُ ؟؟!

إني برغم الحزن لستُ بيائسٍ = فالفجر من رحم الظلام سيُولَدُ





( منقولة من أحد المنتديات )