المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكرياتي مع المرحوم عواد أبو رقيبة



السيد
10-06-2006, 07:57 AM
رحل عن هذه الدنيا الفانية ، وأحدث رحيله فراغا لا يملؤه سواه .. وأجزم أن كل من عرفه سيحس بألم فراقه وسيفتقده في كثير من المواقف فقد كان من الرجال القلائل الذين تغلب عليهم المروءة والشهامة وتتجسد في كل أعماله وتصرفاته يقدر كل صغيرة وكبيرة ويحفظ للأصحاب المواقف وينزل الناس منازلهم لا تفقده حين يجب أن تجده فإذا كان فرح كان أول المشاركين المهنئين وإذا كان ترح كان أول المعزين لا يمنعه من هذا بعد المسافات ولا توالي المناسبات .. كان يكره الشماتة ويحرص على التآلف والإخاء بين الأعزاء ويسعى للصلح بين الأصدقاء ويقارب بين القلوب ، وهو سلطان مجلس إذا تحدث لفت الأنظار وأسر القلوب وخرج جليسه بفائدة .. وكانت هذه الصفات وغيرها كثير هي التي زرعت حبه في قلوب عارفيه فشعروا بمرارة فقده وأحسوا بألم فراقه فرحمه الله رحمة واسعة وألهمنا من بعده الصبر والسلوان .. وقد كان لي معه الكثير من المواقف المشرفة والذكريات الجميلة ، حيث كان حريصا على التواصل معي كشأنه مع جميع أصدقائه ومحبيه ، سوف أروي لكم بعضا منها

1
وجدته رحمه الله ذات مرة في مكتب محمد أبو عوف عليه رحمة الله وقدمت له الدعوة التي يستحقها لزيارتي في منزلي ولكنه اعتذر بشدة رغم إصراري ، وعندما وصلت إلى مكتبي وإذا به يلحق بي ويعطيني هذه الكسرة


قدمت لي طيب يا سيد = محفوظ عندي ولا ننساه
في دفتر الطيب ومقيد = وكلا حسب ما فعل يلقاه

وقد صدق رحمه الله فهو يقيد في ذاكرته كل معروف ويجزيه بكل جميل فرددت عليه بما يلي :


نبعك ومنبعكم الجيد = أساسه الطيب من منشاه
على الوفاء بيتكم شيد = وإنت مكمل أساس بناه

2
كان المرحوم لا ينزل في مدينة ينبع إلا ويمر علي ، وفي مرة من هذه المرات جاءني وقابلته بما يستحقه من تقدير وعندما أراد أن يذهب قال لي


وفاك واضح ولا به شك = ونشكرك ياالسيد الوافي
طيبك مابين العرب يرفعك =ومن الصخاء تكرم اللافي
فرددت عليه في الحال


تبقى وطيب الوفاء منهجك = منك انتهج طيبك الضافي
يغلب عليكم أصل معدنك = وإنت المرجع ومعرافي

3
وكانت من السجايا المعروفة عن المرحوم حرصه على التواصل وتوجيه التهاني في الأعياد والمناسبات السارة ولا يسبقه في ذلك أحد .. وفي أحد الأعياد عندما اتصل مهنئا قلت له


سباق للخير من كملك = وافي مع الكل يا عواد
فعلك يطابق معه أصلك = ومعروف في قمة الأجواد
وفي السنة التي مرض فيها لم يتصل بي وفقدت ذلك منه فقلت


العين تسأل عن الأجواد = اللي الوفاء من طبايعهم
لما ذكرت الوفي عواد = كثير سالت مدامعهم

أما آخر كسرة قلتها عنه فقد جاءت بعد وفاته رحمه الله في رديح عماد آدم عطا قاضي حيث قلت :


تناظـر العيـن وأتعبـهـا=تلـد تبحـث عـن الغايـب
تأثرت مــن سبايبـهـا=عيون في مصابها الصايـب

أسأل الله تعالى أن يجعل كل جميل عمله وكل حب استقر في قلوب الناس وكل ذكر حسن تناقلوه في موازين حسناته وآمل من كل من قرأ هذه الذكريات أن يترحم عليه وأن يسأل الله له الدرجات العالية في الجنة رحمه الله رحمة واسعة

أبو سفيان
10-06-2006, 09:09 AM
شكرا / أبو عبد الله على هذا الوفاء منك لفقيد ينبع المرحوم/ عواد أبو رقيبة

زرناه آخر مرة في منزله بينبع النخل بعد أن شافاه الله فوجدته كما أعرفه

قمة في حسن استقباله لضيوفه ومحبيه وأصحابه ومريديه ؛؛ وعلى الرغم

من معاناته التي سبقت كان يرحمه الله مبديا رضاه بما قــدر الله عليه

ولم يتغير حديثه العذب ، ولا ترحيبه بالزائرين وسؤالهم عن الأحوال ، كان سلطان المجلس

بلا منازع ، وكان يعرف قدر الناس وينزلهم منازلهم ، وكان يتميز بحب بلده ينبع

ويسعى لخدمة مجتمعه وأهله ويحرص على ذلك أشد الحرص مهما كلفه ذلك

من جهد ومال ومشقة ..

فهو سيد المواقف ، وصاحب الوقفات المشرفة مع الجميع ..نسأل الله أن يغفر له

وأن يجعل مثواه إلى جنات النعيم ، وأن ويعوضنا خيرا في ابنائه وإخوانه النجباء

ولا أخالهم إلا على نهجه يسيرون ، وبصفاته وأخلاقه يتميزون .