المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لغتنا الحبيبة ..



د. أحمد سعدالدين ابورحاب
30-05-2006, 02:40 AM
قال الصولى ...

هو أبو بكر محمد بن يحي بن عبدالله بن العباس بن محمد بن صول تكين المعروف بالصولى ويرى البعض ان نسبته هذه الى مدينة صول .

للصولى كتاب شهير هو كتاب الأوراق . قال عنه ابن النديم : " انه لم يتم والذى خرج منه أخبار الخلفاء واشعار اولاد الخلفاء وأيامهم من السفاح الى ابن المعتز ثم اشعار من بقى من الناس"

اما ابن خلكان فقد ذكر الكتاب ولكنه يسميه كتاب الورقة ويذكر انه جمع اخبار جماعة من الشعراء ورتبه على حروف المعجم وكلهم من المحدثين . كأنه يعتبر قسم اخبار الشعراء كتابا آخر .

ومؤلفات الصولى كلها طريفة وتظهر فيها شخصيته الممتازة .. ومن كتبه "ادب الكتاب" بعطى فكرة واضحة عن مقدار معرفته وثقافته الواسعة . وكان الصولى يرى ان كتابه هذا افضل من كتاب ابن قتيبه ادب الكاتب الذى لايريد من الكاتب إلا أن يملأرأسه بجمل من الألفاظ وطائفة من أبواب اللغة !

والآن فلنتجول ...

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
30-05-2006, 02:43 AM
أبان بن عبد الحميد اللاحقي


أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عُفْر من أهل البصرة .. شاعر مطبوع .. مقدّم فى العلم بالشعر والحفظ له .. قدم بغداد فاتصل بالبرامكة وانقطع اليهم , وعمل لهم كتاب كليلة ودمنة شعرا فى اربعة عشر الف بيت .. وعمل أيضا قصيدة ذات الحُلل , ذكر فيها مبتدأ الخلق وأمر الدنيا وأشياء من المنطق , وهي قصيدة مشهورة يعتقد البعض انها لأبى العتاهية , والصيح انها لأبان

قال ابو بكر الصولى : حدثنا أبو الحسن البرزعي قال : حدثنى محمد بن الحسن مصقول عن العتّابي , قال :

كنا بباب الفضل بن يحى البرمكي أربعة آلاف مابين شاعر وزائر, وفينا فتى يحدثنا ونجتمع اليه , فبينا هو ذات يوم قاعد إذ أقبل اليه غلام له فقال له : يامولاى , أخرجتنى من بين أبوي , وزعمت ان لك وصلة بالملوك , فقد صرنا الى اسوأ مايكون من الحال . وقال : ان رأين أن تأذن لى فأنصرف الى أبوي فعلت . قال : فاغرورقت عينا الفتى , ثم قال : ائتنى بدواة وقرطاس , فأتاه , فقعد حجزة ( ناحية) فكتب رقعة ثم عاد الى مجلسه ثم قال للغلام انصرف الى وقت رجوعى اليك .

فخرج الحاجب , فقام اليه الفتى فقال : توصل رقعتى هذه الى الأمير ؟ قال وما فيها ؟ قال امدح نفسى , وأحث المير على قبولى .. فضحك الحاجب وقال ان رجلا يتصل بمثل الفضل يمدح نفسه لايمد الفضل عجيب . فأخذ منه الرقعة ثم دخل فلوّحها للفضل فقرأ منها سطرين وهو مستلق على فراشه , ثم استوى قاعدا وتناول الرقعة فقرأها . قال للحاجب : أين صاحب الرقعة؟ قال : أعز الله الأمير لا والله لا أعرفه لكثرة من بالباب . فقال الفضل : انا أنبذه لك الساعة , يا غلام , اصعد القصر فناد : أين مادح نفسه ؟ فقام الغلام فصاح فقام الفتى من بيننا بغير رداء ولا حذاء , فلما مَثَل بين يدي الفضل , قال له: انت القائل مافيها ؟ قال نعم قال : انشدنى .

فأنشد الفتى :


أنا من بغية الأمير وكنز=من كنوز الأمير ذو أرباحِ
كاتب حاسب خطيب بليغ=ناصح زائد على النصاحِ
شاعر مفلق أخف من ال=ريشة مما يكون تحت الجناحِ
ثم أروى عن ابن هرمة لل=ناس بشعر محبّر اٌلإيضاحِ
ثم أروى عن ابن سيرين لل=علم بقول منوّر الإفصاحِ
لى فى النحو فطنة ونفاذ=لى فيه قلادة بوشاحِ
ان رمى بى الأمير أصلحه ال=له رماحا صدمت حد الرماحِ
ما أنا واهن ولا مستكين=لسوى أمر سيدى ذى السماحِ
لحية سبطة ووجه جميل=واتقاد كشعلة المصباحِ
وظريف الحديث من كل لون=وبصير بحالياتٍ ملاحِ
كم وكم خبأت عندى حديثا= هو عند الملوك كالتفاحِ
فبمثلى تخلو الملوك وتلهو=وتناجى فى المشكل الفدّاحِ
أيمن الناس طائرا يوم صيد=فى غدوّ خرجت أم فى رواحِ
أبصر الناس بالجوارح والخي=ل وبالخرّد الحسان الملاحِ
كل هذا جمعت والحمل=لله على اننى ظريف المزاحِ
لست بالناسك المشمّر ثو=بيه ولا الماجن الخليع الوقاحِ
ان داعى الأمير عاين منى=شمّريا كالجلجل الصيّاحِ

قال الفضل :

كاتب حاسب خطيب بليغ***ناصح زائد على النصاح؟

قال : نعم , اصلح الله الأمير . فقال الفضل : يا غلام الكتب التى وردت من فارس فأتى بها , فقال للفتى خذها فاقرأها وأجب عنها . فجلس بين يدي الفضل يكتب . فقال له الحاجب اعتزل يكن أذهن لك . فقال ههنا الرأي اجمع بحيث الرغبة والرهبة .

فلما فرغ من الكتب عرضها على الفضل , فكأنما شق عن قلبه .

فقال الفضل : ياغلام , بدرة بدرة بدرة .. فقال الفتى أعز الله الأمير دنانير أم دراهم ؟ قال دنانير ياغلام . فلما وضعت بين يديه قال الفضل : احملها بارك الله لك فيها .قال : فإن رأى الأمير ان يأمر بعض غلمانه بحملها على ان الغلام لى , فلما صارت البدرة على منكب الغلام , بكى الفتى فاستفظع الفضل ذلك وقال : ويلك!استقلالا؟ قال : لا والله أيدك الله , ولقد اكثرتَ ولكن اسفا ان الأرض توارى مثلك . قال الفضل : هذا أجود من الأول ياغلام زده كسوة وحملانا .

للحب رحيق
06-06-2006, 08:32 AM
اشكرك اخوي ............ د احمد سعد الدين

فعلا كلام روعه

وهل هناك اجمل من لغتنا الجميله


تحياتي: للحب