المعلم
24-05-2006, 10:34 PM
في أي قطاع حكومي أو خاص فإن من حق الموظف المنتسب لهذه الجهة أو تلك أن يحصل أو يعطى بطاقة عمل وذلك لإثبات هوية هذا الشخص لكونه أحد العاملين في هذه المنشأة وعادة ما تحمل هذه البطاقة صورته وبها أرقام بطاقته الشخصية وتاريخ انتهاء هذه البطاقة وتحذير من الخلف على عدم إساءة استخدام هذه البطاقة أو رهنها وكذلك من يعثر عليها يسلمها للجهة المسؤولة عنها، وبعض البطاقات تكون مهمة جدا بحيث لا يستطيع هذا الشخص الدخول إلى هذه المنشأة إلا بعد إبراز هويته مهما كانت مكانته في هذا المكان، وكذلك فإن بعض تلك البطاقات قد تعطي من يحملها مميزات خاصة جميلة ورائعة مثل حصوله على التخفيضات في كثير من الأسواق والمحلات أو الصيدليات والمستشفيات الخاصة، ناهيك عن كونها تعلق على صدر الموظف بصورة قد يتفنن البعض في إبرازها ولاسيما مع البطاقات الجديدة الإلكترونية والممغنطة والتي لا يمكن تزويرها إلى غير ذلك من فوائد وميزات بطاقة العمل.
وإذ نحن بصدد الحديث عن بطاقة المعلم فإنها تفتقد لبعض ولا أكون مبالغا إذا قلت إنها تفتقد كل مميزات البطاقة حيث أوردنا بعاليه بعض مميزات بطاقة العمل، ولكوني معلما ولدي - ولله الحمد - ثلاث بطاقات معلم!
فواحدة استخرجتها من الوزارة أثناء مروري السريع لمراجعة بعض الأمور هناك، والثانية حصلت عليها من الإدارة التعليمية التي كنت أعمل فيها سابقا والثالثة من الإدارة الجديدة التي أعمل بها حاليا، وأنا والله وهذا القسم يخصني شخصيا ومنذ أربع أو خمس سنوات لم أستفد ولو مرة واحدة من هذه البطاقات الكثيرة القليلة البركة والفائدة، ولعل البعض يشاطرني فيما ذهبت إليه والبعض يقول: لا، أنا بالعكس قد استفدت منها ولو قلنا له في ماذا؟ لقال: في تأجير السيارات، وكأن بطاقة المعلم لم توضع إلا لهذا الشأن فقط، ثم ما هي الفائدة التي تجنيها مكاتب تأجير السيارات من الحصول على صورة بطاقة العمل فكثير من الشباب - وهذا واقع وأكيد - يستخدم بطاقة غيره وكثيرا ما يتورط هذا المعطي مع الشركة بعد حصول حادث أو شيء سيئ ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلو نظرنا مثلا لإعداد بطاقة المعلم من حيث التصميم والإخراج (فكل يغني على ليلاه) أقصد أن كل مرة نرى أشكالا جديدة، فمرة تكون صفراء اللون وتارة خضراء وتارة المعلومات طولية وأخرى عرضية وكل إدارة تعليم تظهر شكلا أو تنظيما مختلفا عن سابقة ولعل القائمين على ذلك يحاولون أن تأخذ هذه البطاقة دورها في المجتمع بتغيير أشكالها ولكن لا جدوى فهي مكانك راوح!
ولو نظرنا لها من حيث فائدتها كبطاقة فهي لا تفيد شيئا لحامليها فعند إبرازها للموظف أو صاحب المنشأة أو المحل التجاري أو مكاتب الطيران أو الصيدليات أو غيرها لا يأبه بها وقد يزدريك عندما تبرز تلك القطعة من البلاستيك لأنها في نظره لا تساوي شيئا وربما رد عليك برد غير لائق كما حصل معي أنا عندما قال لي أحدهم (تصور جنبها، هذه ما تسقيك مويه).
وكذلك فإني لم أر واحدا من موظفي وزارة التربية والتعليم أو المعلمين أو المشرفين أو غيرهم من العاملين كالإداريين مثلا يعلقون تلك البطاقة كما هو الحال في وزارة الصحة أو البنوك أو غيرها وبعض القطاعات العسكرية.
فما فائدة هذه البطاقة التي أعتقد جازما أن تكلفتها على الوزارة ليس بالأمر السهل فإما أن تصدر بطاقة ذات مواصفات رائعة وتكون ذات فائدة ملموسة ومشاهدة ومعترف بها في كل القطاعات، أو تلغى هذه البطاقة أصلا فوجودها حاليا كعدمه، ولتصرف ميزانيتها في أي مجال آخر فما أحوجنا إلى المزيد والمزيد لدفع عجلة التربية والتعليم للحاق بركب الدول المتقدمة علميا وكذلك تطوير العمل الحالي وكسر نظام الروتين بنقل الطالب والمعلم إلى الطرق الجديدة وتسخير الإمكانات والوسائل المعينة على أداء رسالة التعليم على الوجه المطلوب.
عبدالله علي آل مليح
وإذ نحن بصدد الحديث عن بطاقة المعلم فإنها تفتقد لبعض ولا أكون مبالغا إذا قلت إنها تفتقد كل مميزات البطاقة حيث أوردنا بعاليه بعض مميزات بطاقة العمل، ولكوني معلما ولدي - ولله الحمد - ثلاث بطاقات معلم!
فواحدة استخرجتها من الوزارة أثناء مروري السريع لمراجعة بعض الأمور هناك، والثانية حصلت عليها من الإدارة التعليمية التي كنت أعمل فيها سابقا والثالثة من الإدارة الجديدة التي أعمل بها حاليا، وأنا والله وهذا القسم يخصني شخصيا ومنذ أربع أو خمس سنوات لم أستفد ولو مرة واحدة من هذه البطاقات الكثيرة القليلة البركة والفائدة، ولعل البعض يشاطرني فيما ذهبت إليه والبعض يقول: لا، أنا بالعكس قد استفدت منها ولو قلنا له في ماذا؟ لقال: في تأجير السيارات، وكأن بطاقة المعلم لم توضع إلا لهذا الشأن فقط، ثم ما هي الفائدة التي تجنيها مكاتب تأجير السيارات من الحصول على صورة بطاقة العمل فكثير من الشباب - وهذا واقع وأكيد - يستخدم بطاقة غيره وكثيرا ما يتورط هذا المعطي مع الشركة بعد حصول حادث أو شيء سيئ ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلو نظرنا مثلا لإعداد بطاقة المعلم من حيث التصميم والإخراج (فكل يغني على ليلاه) أقصد أن كل مرة نرى أشكالا جديدة، فمرة تكون صفراء اللون وتارة خضراء وتارة المعلومات طولية وأخرى عرضية وكل إدارة تعليم تظهر شكلا أو تنظيما مختلفا عن سابقة ولعل القائمين على ذلك يحاولون أن تأخذ هذه البطاقة دورها في المجتمع بتغيير أشكالها ولكن لا جدوى فهي مكانك راوح!
ولو نظرنا لها من حيث فائدتها كبطاقة فهي لا تفيد شيئا لحامليها فعند إبرازها للموظف أو صاحب المنشأة أو المحل التجاري أو مكاتب الطيران أو الصيدليات أو غيرها لا يأبه بها وقد يزدريك عندما تبرز تلك القطعة من البلاستيك لأنها في نظره لا تساوي شيئا وربما رد عليك برد غير لائق كما حصل معي أنا عندما قال لي أحدهم (تصور جنبها، هذه ما تسقيك مويه).
وكذلك فإني لم أر واحدا من موظفي وزارة التربية والتعليم أو المعلمين أو المشرفين أو غيرهم من العاملين كالإداريين مثلا يعلقون تلك البطاقة كما هو الحال في وزارة الصحة أو البنوك أو غيرها وبعض القطاعات العسكرية.
فما فائدة هذه البطاقة التي أعتقد جازما أن تكلفتها على الوزارة ليس بالأمر السهل فإما أن تصدر بطاقة ذات مواصفات رائعة وتكون ذات فائدة ملموسة ومشاهدة ومعترف بها في كل القطاعات، أو تلغى هذه البطاقة أصلا فوجودها حاليا كعدمه، ولتصرف ميزانيتها في أي مجال آخر فما أحوجنا إلى المزيد والمزيد لدفع عجلة التربية والتعليم للحاق بركب الدول المتقدمة علميا وكذلك تطوير العمل الحالي وكسر نظام الروتين بنقل الطالب والمعلم إلى الطرق الجديدة وتسخير الإمكانات والوسائل المعينة على أداء رسالة التعليم على الوجه المطلوب.
عبدالله علي آل مليح