المنظار
12-05-2006, 04:40 PM
مالك بن الريب يرثي نفسه عند حضور وفاته
ألا ليت شعـري هـل أبـيتـن لـيلة = بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه = وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى = مزارٌ ولكن الغـضـى لـيس دانـيا
ألم ترني بعت الضـلالة بـالـهـدى = وأصبحت في جيش ابن عفان غـازيا
وأصبحت في أرض الأعادي بعيد مـا = أراني عن أرض الأعـادي قـاصـيا
دعاني الهوى من أهل أودٍ وصحبتـي = بذي الطبسـين فـالـتـفـت ورائيا
أجبت الهوى لما دعـانـي بـزفـرةٍ = تقنـعـت مـنـهـا، أن ألام، ردائيا
أقول وقد حالت قرى الكرد دونـنـا = جزى الله عمراً خير ما كـان جـازيا
إن الله يرجعني من الـغـزو لا أرى = وإن قل مالـي طـالـبـاً مـا ورائيا
تقول ابنتي، لما رأت طول رحلـتـي = سفارك هـذا تـاركـي لا أبـا لـيا
لعمري، لئن غالت خراسان هامـتـي = لقد كنت عن بابي خـراسـان نـائيا
فإن أنج من بابي خـراسـان لا أعـد = إليها، وإن منيتـمـونـي الأمـانـيا
فلـلـه دري، يوم أتـرك طـائعــاً = بني بأعلى الرقـمـتـين، ومـالـيا
ودر الظباء الـسـانـحـات عـشـيةً = يخبرن، أنـي هـالـكٌ، مـن ورائيا
ودر كبـيري الـلـذين كـلاهـمـا = علي شفيقٌ نـاصـحٌ لـو نـهـانـيا
ودر الرجال الشاهـدين تـفـتـكـي = بأمري ألا يقصـروا مـن وثـاقـيا
ودر الهوى من حيث يدعو صحـابـه = ودر لجـاجـاتـي ودر انـتـهـائيا
تذكرت من يبكي علـي فـلـم أجـد = سوى السيف والرمح الرديني بـاكـيا
وأشقر محـبـوكٍ يجـر لـجـامـه = إلى الماء لم يترك له الموت سـاقـيا
ولكن بأكنـاف الـسـمـينة نـسـوةٌ = عزيزٌ عليهـن الـعـشـية مـا بـيا
صريعٌ على أيدي الرجال بـقـفـرة = يسوون لحدي حـيث حـم قـضـائيا
ولما تراءت عنـد مـرو مـنـيتـي = وخل بها جسمي وحـانـت وفـاتـيا
أقول لأصحابي: ارفعـونـي فـإنـه = يقر بعـينـي أن سـهـيلٌ بـدا لـيا
فيا صاحبي رحلي، دنا الموت فانـزلا = برابـيةٍ، إنـي مـقـيمٌ لـيالـــيا
أقيما علـي الـيوم أو بـعـض لـيلةٍ = ولا تعجلانـي، قـد تـبـين مابيا
وقوما، إذا ما استل روحـي، فـهـيئا = لي السدر والأكفـان عـنـد فـنـائيا
وخطا بأطراف الأسنة مضـجـعـي = وردا على عـينـي فـضـل ردائيا
ولا تحسداني، بارك اللـه فـيكـمـا = من الأرض ذات العرض أن توسعاليا
خذاني فجراني بـبـردي إلـيكـمـا = فقد كنت قبل اليوم صـعـبـاً قـياديا
وقد كنت عطافاً إذا الـخـيل أدبـرت = سريعاً إلى الهيجا إلى مـن دعـانـيا
وقد كنت صباراً على القرن في الوغى= وعن شتمي ابن العم والجـار وانـيا
فطوراً تراني فـي ظـلالٍ ونـعـمةٍ = ويوماً تراني والـعـتـاق ركـابـيا
ويوماً تراني في رحـى مـسـتـديرة = تخرق أطـراف الـرمـاح ثـيابـيا
وقوماً على بئر السمـينة أسـمـعـا = بها الغر والبيض الحسان الـروانـيا
بأنكما خـلـفـتـمـانـي بـقـفـرةٍ = تهيل علي الريح فيهـا الـسـوافـيا
ولا تنسيا عهدي خلـيلـي بـعـدمـا = تقطع أوصالي وتبلـى عـظـامـيا
ولن يعدم الوالون بـثـاً يصـيبـهـم = ولن يعدم الميراث منـي الـمـوالـيا
يقولون: لا تبعد، وهم يدفـنـونـنـي = وأين مكان الـبـعـد إلا مـكـانـيا!
غداة غدٍ يا لهف نفسـي عـلـى غـدٍ = إذا أدلجوا عني وأصـبـحـت ثـاويا
وأصبح مالي مـن طـريفٍ وتـالـد = لغيري، وكان المال بالأمـس مـالـيا
فيا ليت شعري هل تغيرت الـرحـى = رحى المثل أو أمست بفلج كما هـيا
إذا الحي حلوها جمـيعـاً، وأنـزلـوا = بها بقـراً حـم الـعـيون سـواجـيا
وعين وقد كان الظـلام يجـنـهـا= يسفن الخزامى مـرة والأقـاحـيا
وهل أترك العيس العبالي بالضحـى = بركبانها تعلو الـمـتـان الـديافـيا
إذا عصب الركبـان بـين عـنـيزة = وبولان عاجوا المبقيات النـواجـيا
فيا ليت شعري، هل بكت أم مالـكٍ = كما كنت لو عالوا بنعـيك بـاكـيا!
إذا مت فاعتادي القبور فسـلـمـي = على الرمس أسقيت السحاب الغواديا
على جدث قد جرت الريح فـوقـه = تراباً كسحق المرنبـانـي هـابـيا
رهينة أحجارٍ وترب تـضـمـنـت = قراراتها مني العظـام الـبـوالـيا
فيا صاحبي، إما عرضت فبـلـغـن = بني مازنٍ والـريب أن لا تـلاقـيا
وعطل قلوصي في الركاب فإنـهـا = ستفلق أكباداً وتـبـكـي بـواكـيا
وأبصرت نار المازنيات مـوهـنـاً = بعلياء يثنى دونها الـطـرف وانـيا
بعيدٌ غريب الـدار ثـاوٍ بـقـفـرةٍ = يد الدهر، معروفاً بـأن لا تـدانـيا
أقلب طرفي حول رحلي فـلا أرى = به من عيون المؤنسـات مـراعـيا
وبالرمل منا نسوةٌ لو شـهـدنـنـي = بكين وفدين الطـبـيب الـمـداويا
وما كان عهد الرمل عندي وأهـلـه = ذميماً ولا ودعت بالرمـل قـالـيا
فمنهن أمي وابنتـاهـا وخـالـتـي = وباكيةٌ أخرى تـهـيج الـبـواكـيا
ألا ليت شعـري هـل أبـيتـن لـيلة = بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه = وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى = مزارٌ ولكن الغـضـى لـيس دانـيا
ألم ترني بعت الضـلالة بـالـهـدى = وأصبحت في جيش ابن عفان غـازيا
وأصبحت في أرض الأعادي بعيد مـا = أراني عن أرض الأعـادي قـاصـيا
دعاني الهوى من أهل أودٍ وصحبتـي = بذي الطبسـين فـالـتـفـت ورائيا
أجبت الهوى لما دعـانـي بـزفـرةٍ = تقنـعـت مـنـهـا، أن ألام، ردائيا
أقول وقد حالت قرى الكرد دونـنـا = جزى الله عمراً خير ما كـان جـازيا
إن الله يرجعني من الـغـزو لا أرى = وإن قل مالـي طـالـبـاً مـا ورائيا
تقول ابنتي، لما رأت طول رحلـتـي = سفارك هـذا تـاركـي لا أبـا لـيا
لعمري، لئن غالت خراسان هامـتـي = لقد كنت عن بابي خـراسـان نـائيا
فإن أنج من بابي خـراسـان لا أعـد = إليها، وإن منيتـمـونـي الأمـانـيا
فلـلـه دري، يوم أتـرك طـائعــاً = بني بأعلى الرقـمـتـين، ومـالـيا
ودر الظباء الـسـانـحـات عـشـيةً = يخبرن، أنـي هـالـكٌ، مـن ورائيا
ودر كبـيري الـلـذين كـلاهـمـا = علي شفيقٌ نـاصـحٌ لـو نـهـانـيا
ودر الرجال الشاهـدين تـفـتـكـي = بأمري ألا يقصـروا مـن وثـاقـيا
ودر الهوى من حيث يدعو صحـابـه = ودر لجـاجـاتـي ودر انـتـهـائيا
تذكرت من يبكي علـي فـلـم أجـد = سوى السيف والرمح الرديني بـاكـيا
وأشقر محـبـوكٍ يجـر لـجـامـه = إلى الماء لم يترك له الموت سـاقـيا
ولكن بأكنـاف الـسـمـينة نـسـوةٌ = عزيزٌ عليهـن الـعـشـية مـا بـيا
صريعٌ على أيدي الرجال بـقـفـرة = يسوون لحدي حـيث حـم قـضـائيا
ولما تراءت عنـد مـرو مـنـيتـي = وخل بها جسمي وحـانـت وفـاتـيا
أقول لأصحابي: ارفعـونـي فـإنـه = يقر بعـينـي أن سـهـيلٌ بـدا لـيا
فيا صاحبي رحلي، دنا الموت فانـزلا = برابـيةٍ، إنـي مـقـيمٌ لـيالـــيا
أقيما علـي الـيوم أو بـعـض لـيلةٍ = ولا تعجلانـي، قـد تـبـين مابيا
وقوما، إذا ما استل روحـي، فـهـيئا = لي السدر والأكفـان عـنـد فـنـائيا
وخطا بأطراف الأسنة مضـجـعـي = وردا على عـينـي فـضـل ردائيا
ولا تحسداني، بارك اللـه فـيكـمـا = من الأرض ذات العرض أن توسعاليا
خذاني فجراني بـبـردي إلـيكـمـا = فقد كنت قبل اليوم صـعـبـاً قـياديا
وقد كنت عطافاً إذا الـخـيل أدبـرت = سريعاً إلى الهيجا إلى مـن دعـانـيا
وقد كنت صباراً على القرن في الوغى= وعن شتمي ابن العم والجـار وانـيا
فطوراً تراني فـي ظـلالٍ ونـعـمةٍ = ويوماً تراني والـعـتـاق ركـابـيا
ويوماً تراني في رحـى مـسـتـديرة = تخرق أطـراف الـرمـاح ثـيابـيا
وقوماً على بئر السمـينة أسـمـعـا = بها الغر والبيض الحسان الـروانـيا
بأنكما خـلـفـتـمـانـي بـقـفـرةٍ = تهيل علي الريح فيهـا الـسـوافـيا
ولا تنسيا عهدي خلـيلـي بـعـدمـا = تقطع أوصالي وتبلـى عـظـامـيا
ولن يعدم الوالون بـثـاً يصـيبـهـم = ولن يعدم الميراث منـي الـمـوالـيا
يقولون: لا تبعد، وهم يدفـنـونـنـي = وأين مكان الـبـعـد إلا مـكـانـيا!
غداة غدٍ يا لهف نفسـي عـلـى غـدٍ = إذا أدلجوا عني وأصـبـحـت ثـاويا
وأصبح مالي مـن طـريفٍ وتـالـد = لغيري، وكان المال بالأمـس مـالـيا
فيا ليت شعري هل تغيرت الـرحـى = رحى المثل أو أمست بفلج كما هـيا
إذا الحي حلوها جمـيعـاً، وأنـزلـوا = بها بقـراً حـم الـعـيون سـواجـيا
وعين وقد كان الظـلام يجـنـهـا= يسفن الخزامى مـرة والأقـاحـيا
وهل أترك العيس العبالي بالضحـى = بركبانها تعلو الـمـتـان الـديافـيا
إذا عصب الركبـان بـين عـنـيزة = وبولان عاجوا المبقيات النـواجـيا
فيا ليت شعري، هل بكت أم مالـكٍ = كما كنت لو عالوا بنعـيك بـاكـيا!
إذا مت فاعتادي القبور فسـلـمـي = على الرمس أسقيت السحاب الغواديا
على جدث قد جرت الريح فـوقـه = تراباً كسحق المرنبـانـي هـابـيا
رهينة أحجارٍ وترب تـضـمـنـت = قراراتها مني العظـام الـبـوالـيا
فيا صاحبي، إما عرضت فبـلـغـن = بني مازنٍ والـريب أن لا تـلاقـيا
وعطل قلوصي في الركاب فإنـهـا = ستفلق أكباداً وتـبـكـي بـواكـيا
وأبصرت نار المازنيات مـوهـنـاً = بعلياء يثنى دونها الـطـرف وانـيا
بعيدٌ غريب الـدار ثـاوٍ بـقـفـرةٍ = يد الدهر، معروفاً بـأن لا تـدانـيا
أقلب طرفي حول رحلي فـلا أرى = به من عيون المؤنسـات مـراعـيا
وبالرمل منا نسوةٌ لو شـهـدنـنـي = بكين وفدين الطـبـيب الـمـداويا
وما كان عهد الرمل عندي وأهـلـه = ذميماً ولا ودعت بالرمـل قـالـيا
فمنهن أمي وابنتـاهـا وخـالـتـي = وباكيةٌ أخرى تـهـيج الـبـواكـيا