المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وعندها سأكون انا كبيراً وسأصحبك ان شاء الله إلى هناك!!.



المعلم
02-04-2006, 07:50 PM
حكاية أم !

شهرزاد عبدالله - جدة

هو رجل نعم اصبح علي رجلا وهو في سن الحادية عشرة من عمره. رحيل والده مبكراً ووحدة امه الصغيرة بالسن واخته الاصغر منه دون معين جعله باكراً رجلا مسؤولاً. عمل بأجر زهيد في محل للبقالة إلى جانب اكمال تعليمه المتوسط حسب رغبة واصرار والدته كان الدخل المتوفر من عمل الام في الحياكة وعمل علي في البقالة يوفر عيشة مستورة للاسرة الصغيرة. رحلت الابنة بزيجة مقبولة خارج البلدة و بالحاح من الوالدة بدأ علي بالبحث عن الزوجة المناسبة التي يمكن ان تحبه وترضى بأمه في الوقت نفسه فهو ابنها الوحيد. اصبحت عائلته الخاصة إلى جانب والدته مؤلفة من ستة اشخاص قوي علي على مواجهة التحديات والازمات في حياته بتوكله على الله سبحانه وتعالى مستعيناً بخبرة مسؤوليته وانخراطه بالعمل منذ صغره لكنه فشل فشلاً ذريعاً في طلب رضا زوجته ومواجهة الازمات والتصدعات التي لا تنتهي لتبدأ بين امه وزوجته خاصة بعد ان اعتل جسد الام وضاقت طباعها وازداد توترها وحساسيتها بسبب ابتلائها (بداء السكري) وازداد العبء على الزوجة اربعة اطفال وضيق المكان فكان لابد من الخلاص من شخص في البيت وافضل الخيار ان تكون الوالدة وخاصة بعد موافقتها بالرحيل شعر علي ان العالم يلتف حوله ويعتصره. عندما قرر اصطحاب امه إلى غرفة في الرباط الموجود في الحي قرب المسجد. لتكون إلى جانب امثالها ممن غدر بهم الزمان وجحد بحقوقهم الابناء حمل علي بيده اليمنى شنطة وكيساً صغيراً اختصر به كل حاجيات امه خلال سنوات عمرها السابقة وبيده اليسرى يعين والدته وهي تحمل ثوباً من القماش الاسود خاطته بشكل كيس صغير تحفظ به القرآن الكريم. تقرأ وتلجأ اليه في كل الاوقات لتستعين به على الامها الجسدية والنفسية انزوت الام في زاوية الغرفة الكئيبة في الرباط واضعة رأسها بين كفيها تضغط صدغيها تسترجع ايامها وزمانها تلتقط بعض الحديث من المقيمات في الدار يشجعنها برواية قصصهن واسباب فراقهن لبيوتهن هموم وقصص مختلفة ولكنها متشابهة وتصب في خانة واحدة عقاب أو غدر من الزمان وجحود من الاهل والابناء. مرت صورة زوجها بمخيلتها كان رجلاً حنوناً عطوفاً ولكنه ضعيفاً فالعاطفة تتغلب على تفكيره دائماً ويستسلم حاله كحال ابنه علي في الطباع والشكل كان وحيد والديه عندما تزوجها احبها ودافع عنها في كل ازمات حياتها حتى انه فضلها على والدته كانت دائماً على صواب في عينيه وصادقة في اذنيه تشوشت الصورة في مخيلتها ارادت لها التشوش والغياب لتهرب من واقع مشابه لواقعها الآن..! ولكن ومضة نور اعادتها بوضوح وكانها تراها الآن امامها صورة زوجها يصحب والدته لغرفة في رباط الحي بعد وفاة زوجها وولادة زوجته الابنة الثانية ولم يكن هناك عذر سوى حاجتها للبحبحة في المنزل وكان رضاها من قبل زوجها مطلوباً لم تع وقتها حزن والم حماتها لفراق زوجها بل اسرعت بها لفراق ابنها أيضاً واليوم ها هي وحيدة تفتقد احفادها وبيتها وابنتها وابنها وحتى كنتها ولكن لن تتنازل حفاظاً على كرامتها يكفيها ان لديها الذكريات ذكرياتها الخاصة تخبرها بما مضى وبما يحصل الآن بعد صلاة العصر جلس علي يقرأ القرآن ليستعين به. جاء صوت ابنه الصغير ماذا تقرأ يا ابي..؟ اجابه علي بتنهيدة: القرآن الكريم عندما تلتحق بالمدرسة ستقرأه وتحفظه وتجده خير معين اجاب الصغير انه يشبه كتاب جدتي ألم تخط له ثوباً كالثوب الذي اخاطته جدتي لكتابها..؟ استغرب علي سؤال ابنه و سأله ولماذا اخيط ثوباً لقرآني؟ رد الصغير لكي تحفظه وعندما تصبح عجوزاً تأخذه معك إلى المكان الذي اخذت اليه جدتي

محب الموروث
02-04-2006, 08:00 PM
شكرا أخي المعلم ..
قصة واقعية جدا ..
فيها عبر كثيرة لمن لمن أراد تدبر أمور هذه الحياة ..
وتقبل أطيب تحياتي ..
.

العارف
02-04-2006, 08:08 PM
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»كالعادة مبدع دااااااااااااااااااائما عشت بود استاذي«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»