المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صياغة جديدة لمعلقة عنترة بن شداد



أبو رامي
25-05-2002, 01:47 PM
صياغة جديدة لمعلقة عنترة بن شداد



هل غادر الرؤساء من متردم = ‏أم هل عرفت حقيقة المتكلم
‏سنة على سنة تراكم فوقها =تعب ‏الطريق وسوء حال المسلم
‏سنة على سنة وأمتنا على= جمر ‏الغضى والحزن يشرب من دمي
‏قمم تُشَيَّدُ فوق أرض خضوعنا= ‏أرأيت قصراً يُبتنى في قمقم؟!
‏يا دار مأساة الشعوب تكلمي= ‏وعمي صباح الذل فينا واسلمي
‏إنا على المأساة نشرب ليلنا =سهراً ‏وفي حضن التوجس نرتمي
‏ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى= ‏شبحاً يعبر عن خيال مبهم
‏التوصيات تنام فوق رفوفها= ‏نوم الفقير أمام باب الأشأم
‏شجب وإنكار وتلك حكاية =ماتت ‏لتحيا صرخة المستسلم
‏أ أبا الفوارس وجه عبلة شاحب = ‏وأمام خيمتها حبائل مجرم
‏أ أبا الفوارس صوت عبلة لم يزل = ‏فينا ينادي : ‏ويك عنترة أقدم
‏ترنو إليك الخيل وهي حبيسة= ‏تشكو إليك بعبرة وتحمحم
‏هلاّ غسلت السيف من صدأ الثرى= ‏وعزفت في الميدان ركض الأدهم
‏هلاّ أثرت النقع حتى ينجلي = ‏عن قبح وجه الخائن المتلثم
‏وأرحتنا من كل صاحب زلة = ‏يوحي إليك بقصة ابني ضمضم
‏أ أبا الفوارس أمطرت من بعدكم= ‏سحب الهدى غيثاً هنيء الموسم
‏لو أبصرت عيناك وجه محمد = ‏ورأيت ما يجري بدار الأرقم
‏ورأيت مكة وهي تغسل وجهها= ‏بالنور من آثار ليل مظلم
‏وفتحت نافذة لتسمع ما تلا = ‏جبريل من آي الكتاب المحكم
‏ورأيت ميزان العدالة قائماً = ‏يُقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم
‏ورأيت كيف غدا بلال سيداً = ‏ومضى الطغاة إلى شفير جهنم
‏لو أن عينك أبصرت إسلامنا= ‏لخرجت من كهف الضلال المعتم
‏وحملت عبلة والحجاب يزيدها= شرفاً ‏وأطفأت اللظى في زمزم
‏لو عشت في الإسلام ما عانيت ‏من= لون السواد ولا نضحت بمنشم
‏أ أبا الفوارس قد عرفتك حافظاً= ‏حق الجوار تغض طرف الأكرم
‏ولقد رأيتك في خيالي والوغى= ‏تشتد حين كررت غير مذمم
‏فأَدَرْتُ دولاب الأماني أن أرى= ‏في عصرنا وجه الشجاع المقدم
‏لكنَّ دولاب الأماني لم يدر= ‏إلا بصورة خائف متوهم
‏كم فارس من قومنا لما رأى= ‏لهب الرصاص أدار مقلة غيلم
‏ترك الضحايا خلفه وسعى إلى= قبو ‏ليغمض مقلتيه ويحتمي!!
‏أ أبا الفوارس قف مكانك إننا= ‏لنعيش في زمن الخداع المبرم
‏لم يدرك العربي في أيامنا= ‏كرم الجدود ولا يقين المسلم
‏طُعِنَت كرامة أمتي في قلبها= ‏ليس الكريم على القنا بمحرّم
‏وصراخ أسئلتي يجسد ما حوى= قلبي ‏من الجرح العميق المؤلم
‏يا أمة الإسلام هل لك فارس= ‏يغشى الوغى ويعف عند المغنم
‏إني ذكرتكِ والجراح نواهل= مني ‏وحرفي قد تلجلج في فمي
‏فوددت تمزيق الحروف لأنها= ‏وجمت وجوم جبينكِ المتورم
‏يا أرض )‏داكار) ‏اسألي عن حالنا= ‏إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
‏يخبرك مَنْ شهد الهزيمة أننا= ‏بتنا على حال الأصم الأبكم
‏يا أرض داكار المشوقة ربما= ‏رَفَعَت إليك الريح صوت اليُتَّم
‏ولربما فتحت لكِ الباب الذي= يفضي‏إلى الأقصى الجريح فيممي
‏ولربما أفضى إليك البح‏في= زمن السكوت بسرّه فتفهمي
‏وتأملي كل الوجوه ورددي= ‏ما تسمعين من الهتاف، ونغّمي
‏وإذا رأيت بشائر الفرح التي= ‏ماتت لدينا فاصرخي وتكلمي
‏يا قادة الدول التي لم تتخذ = ‏لغة موحدة أمام المجرم
‏في الكون دائرتان واحدة لها= ألق ‏وأخرى ذات وجه أسحم
‏يا قادة الدول التي لولا الهوى= ‏وخضوعها لعدوها لم تهزم
‏القمة الكبرى، صفاء قلوبكم = ‏لله نصْرُ الخائف المتظلم
‏القمة الكبرى، خلاص نفوسكم = ‏من قبضة الدنيا وأسر الدرهم
‏القمة الكبرى، انتشال شعوبكم =من فقرها من جهلها المستحكم
‏القمة الكبرى، جهادٌ صادق =‏وبناء صرح إخائنا المتهدم
‏أما مطاردة السراب فإنها = ‏وهم يجرعنا كؤوس العلقم
‏مدوا إلى الرحمن أيديكم ‏فما= خابت يد تمتد نحو المنعم

‏الشاعر الدكتور / ‏عبدالرحمن العشماوي

ضمن السناني
26-05-2002, 12:07 PM
أستاذنا وأديبنا (المعاصر)

رائعه بالفعل وليس غريباُ الابداع من شاعر الأمة الاسلامية


الدكتور عبرالرحمن العشماوي

وسلمت على الاختيار الموفق والجميل


وتقبل تحياتي