المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالمناسبة!!!!!!!!!!!!



المعلم
22-03-2006, 07:33 PM
الاستهانة بقواعد المرور تعد اعتداء على الحضارة
تنطلق فعاليات أسبوع المرور الخليجي الثاني والعشرين بعنوان "الالتزام فيه الأمان". ولا شك في أن السيارة وجميع وسائل النقل الحديثة أدوات حضارية تطورت مع تطور العلم والاختراعات حتى أصبحت اليوم، وخاصة السيارة، من الرفاهية والراحة على قدر كبير ويبقى أن ينسجم تصرفنا وطريقة قيادتنا وتعاملنا مع هذه الآليات المتطورة على مستوى حضاري ومتمدن لنستفيد منها حق الفائدة بعيداً عن التهور، والاستغلال السيئ لتلك الإمكانات التي تعتبر وسائل متكاملة الإعداد والإتقان.
ولنعلم جميعاً أن من يسيء استخدام السيارة أو يخفق في تطبيق قواعد النظام يعد عدواً لهذه الحضارة التي تعيشها بلادنا، بل يعد ناقصاً في تقبله للمعطيات الحضارية المتوفرة.
فالسيارة والإشارة والشارع بخطوطه وعلاماته كلها أدوات منظمة ومتناغمة الإيقاع، فلنكن جميعاً على مستوى هذه المعطيات المتطورة، ولنقبل على الحياة الحديثة بعقول متطلعة إلى المواكبة الحضارية بعيداً عن التخلف المتعمد واللا مسؤولية المقصودة التي تودي بنا إلى ما لا يحمد عقباه من حوادث مشينة وإعاقات مقعدة عن الفاعلية المأمولة في الحياة والسبب واضح للأسف الشديد، فنحن نرى ونشاهد ممارسات عقيمة بل اسمحوا لي أن أقول متخلفة لا داعي لها ولا لحدوثها تعكس لمن يلاحظها صورة باهتة لتقبلنا للمعطيات الحضارية وإفرازات مشينة لجماليات الحياة ومواكب الرقي ومتناسين أن عدم الاكتراث بأولويات النظام وبديهيات التحضر التي ينعم بها الجميع يعكس ضبابية النظرة وحسرة التطلع إلى الأمن المنشود لمن يسير في الطريق بأمان.
من هذا المنطلق أدعو الشباب إلى أن نكون مسلمين حقاً في مساجدنا ومنازلنا وشوارعنا وإداراتنا ومدارسنا وحتى في أسواقنا ولنتخذ من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة لنا وهو الذي يقنن أسلوب وطريق السير في مواكب السفر والحضر قبل 14 قرناً ونيف من الزمن ويرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى الدعاء الذي يقوله الراكب والمسافر ليضمن السلامة والأمان بإذن الله، في حين أن وسائل الانتقال حينذاك لا تعدو سرعتها أكثر من 10 كيلومترات في الساعة.
إذاً ديننا يدعونا إلى النظام والتحضر. والحاضر يعتبر مكملاً ورافداً له، عندنا أساسياته وثوابته الوطيدة من منظور من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
فما الذي جعل من لا يعلم بتلك القواعد الإسلامية الراسخة يطبق ويتقيد ويقبل على النظام بفاعلية ورضا نفس ومسؤولية مسلم بها دون أن يعطي لذاته فرصة في إمكانية مخالفة النظام، فمتى نصل إلى هذا المستوى ولم لا؟ هل لأن الأمر حضارة محضة أم إنه تربية أم انفلات عن ثوابتنا أم ماذا؟

عبدالرحمن علي سعد آل مفرح - أبها