المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخوانيات شاعر النيل وأمير الشعراء !



صالح محسن الجهني
08-03-2006, 10:30 PM
مع إطلالة القرن التاسع عشر وكما يعلم الجميع أشرقت شمس كوكبة من الشعراء العرب ليعيدوا للأدب العربي مكانته المرموقة التي عرف بها على مر الزمان وكانت البداية لرائد النهضة في الشعر العربي الحديث محمود سامي البارودي .
والذي ألتقاء به العديد من الشعراء وتشكلت بما يعرف ( مدرسة النهضة أو الإحياء ) واغلبهم من ارض الكنانة مصر ( محمود سامي البارودي ، اسماعيل صبري ، محمد حافظ ابراهيم ، احمد محرم ، احمد نسيم ، احمد شوقي ، احمد الكاشف ... وغيرهم من الشعراء العرب ) .
هؤلاء الأعلام من الشعراء ، نشأت بينهم صداقات حميمة ، وكان اول مغادر منهم إلى رحمة الله عام 1904 م استاذهم محمود سامي البارودي فرثاه من رثاه منهم ومن اجمل ما اطلعت عليه مرثية محمد حافظ ابراهيم وهو الذي قد غلب عليه اسم حافظ ابراهيم ( شاعر النيل ) حيث قال :

ردوا عليّ بيانيِ بعد محمودِ=إني عييت وأعيَا الشعرَ مجهودي
ما للبلاغةِ غضبى لا تُطاوعُني=وما لحبلِ القوافي غير ممدوي
ظنت سكوتيَ صفحا عن مودتهِ=فأسلمتني إلى همٍ و تسهيدِ
وفيها يقول :
لو حنطُوك بشعرٍ أنت قائلهُ=غَنِيتَ عن نفحاتِ المسك والعودِ
إن هدّ ركُنك منكوبا فقد رفعتْ=لك الفضيلةُ ركنا غير مهدودِ
إن المناصبَ في عزلٍ وتوليةٍ=غير المواهبِ في ذكرٍ وتخليدِ
كم وقفةٍ لك والأبطالُ طائرة=والحربُ تضربُ صنديدا بصنديدِ
نسخت ( يوم كريد) كل ما نقلوا=في يوم ذي قارَعن هاني بن مسعودِ
نظمت أعداك في سلكِ الفناء به=على رويٍّ ولكن غير معهودِ
كأنهم كلُمُ والموتُ قافيهُ=يرمى به عربي غير رعديدِ
أقول للملأ الغادي بموكبهِ=والناسُ ما بين مكبودٍ ومفئودِ
إلى ختمها بهذه الأبيات :
محمودُ إني لأستحييكَ في كلمِي=حيًّ وميتاً وإن ابدعتُ تقصيدي
فأعذر قريضي وأعذر فيك قائلهُ=كلاهما بين مصفوفٍ ومحدودِ

( يوم كريد) أي معركة جزيرة كريت التي شارك فيها البارودي رحمه الله .
وللحديث بقية ...

صالح محسن الجهني
09-03-2006, 12:23 AM
وبالإضافة إلى أشعارهم في مقابلاتهم ... استمر شعر المراسلات بين الشعراء حتى من اقصى جنبات الأرض وهاهو أمير الشعراء شوقي يرسل من منفاه بالأندلس إلى حافظ إبراهيم هذه الأبيات بعد أن تذكر مصرا واهلها وذكرياته الجميلة مع الأصدقاء ومنهم شاعر النيل الذي خاطبه قائلا :

يا ساكني مصر إنا لا نزال على=عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا
هلاّ بعثتم لنا من ماء نهركم=شيئا نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل آسنة=ما أبعد النيل إلا عن أمانينا

فبعث إليه شاعر النيل بهذا الرد قائلا :

عجبت للنيل يدري أن بلبله=صادٍ ويسقي ربىَ مصر ويسقينا
والله ما طاب للأصحاب مورده=ولا ارتضوا بعدكم من عيشهم لينا
لم تنأ عنه وإن فارقت شاطئه=وقد نأينا وإن كنا مقيمينا

ومما ذكر أن حافظ ابراهيم وهو كما عرف عنه ( صاحب نكتة وذو نفس ودودة ) كان هو على ضفاف النيل مع شوقي وسامي البارودي رحمهم الله ... في أيام الشباب فقال البارودي ( اتغلبني ذات الدلال على صبري ) لقد حاولت كثيرا لأكمل فمن منكم يستطيع أن يكمل معي فقال : شوقي :

اتغلبني ذات الدلال على صبري=إذا أنا أولى بالقناع وبالخدرِ
تتيه ولي حلم إذا ما ركبته=رددت به أمر الغرام إلى أمري

وللحديث بقية ...

صالح محسن الجهني
09-03-2006, 10:07 PM
ومن المؤكد والأمر المسلم به أن صفحات الإنترنت لا تكفي لتسجيد مواقف هؤلاء الشعراء وما دار بينهم من مساجلات وخصوصا حافظ وشوقي ولكنها ومضات من قلم متواضع ليس مؤهلا للكتابة الأدبية بل قارئ مجتهد ليضع رؤوس أقلام لحث نفسه وغيره ... على القراءة والإطلاع لما سطره الأدباء والكتاّب العرب في أمهات الكتب عن شعراء وأدباء في تلك الحقبة من الزمن وليس في مجال الشعر فحسب فلقد كان هنالك القصاصين العرب والكتّاب ومنهم المنفلوطي والعقاد في شتى أصناف العلوم النافعة والحال مستمر ولله الحمد... والأمر ليس إلا كما قال : ابو الطيب يستحث النفس (وخير جليس في الزمان كتاب) .
والمجال واسع عند التحدث عما دار بين حافظ وشوقي ولكنني سأذكر موقفين لهما بإختصار شديد ... ومن ثم أختم الموقف الأخير في الصفحة التي تلي هذه الصفحة ...وسأقوم بإذن الله ... بسرد لوصف تاريخي ولكنه بقصيدة لأحدهما ولن أتجاوز بيتا واحد حتى ولو كان الأمر مملا فالمعذرة مقدما ( فالقصيدة درة من الدرر النفيسة ) .
أما الموقف الأول لحافظ فعندما علم بعودة شوقي وأنه في طريقه إلى مصر والتي كانت يومها تعد لأستقبال بلبلها الغائب عنها في بلاد الأندلس إستقبالا شعبيا كبيرا ... نشرت جريدة الأهرام بتاريخ 14 اغسطس 1919 م رائعته في إستقبال شوقي حيث قال :

وردَ الكنانة عبقريُ زمانهِ=فتنظري يا مصرَ سحرُ بيانهِ
وأتى الحُسان فهنئوا مُلْكَ النهى=بقيام دولته وعود حُسانهِ
النيلُ قد ألقى إليه بسمعهِ=والماءُ أمسك فيه عن جريانهِ
والزهرُ مصغٍ والخمائلُ خُشعٌ=والطيرُ مُستمعٌ على أفنانهِ
إلى أن قال :
فأصدح وغنِّ التّل واهزز عِطفهِ=يكفيه ما عاناهُ من أحزانهِ
وأذكر لنا (الحمراء) كيف رأيتها=والقصرُ ماذا كان من بنيانهِ
ماذا تحطمَ من ذُراهُ وما الذي=أبقت صروف الدهرِ من أركانهِ
إلى أن قال :
أهلا بشمس المشرقين ومرحبا=بالأيلجِ المرجو من إخوانهِ
أشكو إليك من الزمان وزمرةٍ=جرحت فؤاد الشعرِ في أعيانهِ
إلى أن قال :
قُل للذي قد قام يشأو أحمدا=خلّ القريض فلست من فرسانهِ
الشعر في أوزانهِ لو قسته=لظلمته بالدر في ميزانهِ
هذا أمرُؤٌ قد جاء قبل أوانه=إن لم يكن قد جاء بعد أوانهِ
(هل للخيال وللحقيقةِ منهلٌ=لم يبغهِ الروادُ في ديوانهِ)
إلى ختمها بقوله :
فالحمد لله الذي قد ردّه=من بعدِ غُربتهِ إلى أوطانهِ
فتنظروا أبياته وتسمعوا=قد قام بلبلكم على أغصانهِ

والموقف الأخير قبل وفاة حافظ بخمس سنوات هو حين تكريم شوقي بلقب أمير الشعراء عام 1927 حيث قال :

بلابل وادي النيل بالشرق أسجعي=بشعر أمير الدولتين ورجعي
أعيدي على الأسماع ما غردت به=براعة شوقي في إبتداء ومقطعِ
أمير القوافي قد أتيت مبايعا=وهذي وفود الشرقِ قد بايعت معي
فغنِّ ربوع النيل وأعطف بنظرةٍ=على ساكني النهرين وأصدع وأبدعِ

ولقد رحل شاعر النيل وأمير الشعراء عن هذه الدنيا في عامٍ واحد وهو عام 1932م رحمها الله وسبق أحدهما الأخر للقاء وجه ربه .
وحافظ هو صاحب البيت الشهير ( الأم مدرسة إذا أعددتها=أعددت شعبا طيب الأعراق) وكذلك من رثاء الشيخ محمد عبده حيث يقول في قصيدة طويلة (سلام على الدنيا بعد محمد=سلام على أيامه النظرات=لقد كنت أخشى عادي الموت قبله=فأصبحت أخشى أن تطول حياتي ) ...
(الحمراء) مدينة أندلسية ويدور معظم القصيدة عن تسأول حافظ ...لشوقي ... وعن مشاهداته في بلاد الأندلس ... وكذلك ترحيبه به .
وللحديث ختام ... بإذن الله .

صالح محسن الجهني
09-03-2006, 10:55 PM
هي فعلا
!
!
قصيدة جميلة

!






!
كحبات المطر
!





بشهادة أهل
اللغة والأدب






فمن قالها منهم :







!



وهي التي بها المحسنات البديعية الجميلة




!


وكذلك ما يبحث عنه النقاد من بدائع الألفاظ وأجملها صياغة وأدبا



!
فمن قالها ولا شك أن من قالها هو أطول من الأخر عمرا ولكن ... بشهور عديدة فقط .


!
والذي قالها توفي في 14 اكتوبر 1932 رحمهم الله جميعا حيث قال :




















!






!

قد كنت أوثر أن تقول رثائي=يا منصف الموتى من الأحياءِ
لكن سبقت وكل طولِ سلامةٍ=قدرٌ وكل منيةٍ بقضاءِ
الحق نادى فأستجبت ولم تزل=بالحق تحفلُ عند كلِّ نداءِ
أمير الشعراء

والقصيدة تقع في 58 بيتا من الشعر وموجودة في أمهات الكتب وعلى صفحات الأنترنت لم رغب الأطلاع ( فالقصيدة طويلة ومن الصعب كتابتها أو تجاوز بعض ابياتها عند كتابتها ) .
المراجع دواوين الشعراء ... شاعر النيل ... وأمير الشعراء الذي بعد وفاته أنتقلت إمارة الشعر إلى الشاعر الأخطل فمن هو هذا الشاعر الذي حظي بما حظي به شوقي ليظل شوقي أول أمير للشعر في الأدب العربي ... ولكن للنيل شاعرا واحدا هو ... حافظ ... كما للمنتدى الكريم شاعر فاضل ... أسمه حافظ ... فمن هو شاعر المنتدى ... الرائع حافظ ... أيضا على الرغم أننا ... في صحراء مقفرة ليس بها نيل والحمد لله ... إلا أنه ليس من المحال ... فالمصطفى صلوات الله عليه وسلامه قال فيما معناه : تعود جزيرة العرب مروجا وأنهارا .
تقبلوا جميعا فائق النقدير والأحترام
وإلى اللقاء في موضوع أخر والسلام خير ختام
ابومحسن










!
أما إجابة من حافظ فعندي ... فهذا على سبيل المداعبة والمزح لختام أتمنى أن يكون جميل لسرد تاريخي وصفي ... فحافظ صديق عزيز على قلبي ... وشاعر أعتز به ... الشعر يجري على لسانه كالنيل ...

محب الموروث
10-03-2006, 02:45 AM
هذه مفاجأة وجاءت على غير المعتاد الذي يدور في نمطية ينبغي لها التجدد ..
أطليت هذه المرة ، وما تطل الا رائعا ، ملوحا بشيء رائع لتأخذنا الى رحلة مختلفة ، إلى حديقة ذكريات تستحث فينا الجمال والحب ..
هكذا هو الفنان أو الشاعر لابد له من التمرد على النمطية ، وكنت صاحب المفاجأة الجميلة ياشاعرنا الأديب ..
كنا نركض متعبين في زحمة الحياة ومستجداتها ، وجئت لتعلن هذا الفاصل ، قارعا الجرس أن ننظر خلفنا ، ونستذكر في جنبات الزمن العتيق أو كما يقولون الزمن الجميل لنقف أمام الجيل الرائد ، رحمهم الله فقد رسخوا الأساسات للإنطلاقة الأدبية المعاصرة ..
أخي العزيز وشاعرنا الأديب أبومحسن كل الشكر لك على هذه المادة القيمة والذوق الواعي في الاختيار .. لاعدمنا عطاءك المتواصل والجميل ..
وتقبل أطيب تحياتي .


.

أبو سفيان
10-03-2006, 05:26 PM
شكرا / أبو محسن على هذه النقلة الجميلة ( المؤقتة) من شعر الكسرة للشعر الفصيح وهي بالتأكيد استراحة محارب كي لا يطغى قسم على قسم ويحصل التوازن المطلوب ..وقد أحسنت صنعا بهذه الومضات الرائعة بقلمك الرشيق وحسك الأنيق
وقد نقلتنا لجيل العمالقة ( شوقي وحافظ) لنستمتع بروائعهما ؛؛ وإن كان لي من إضافة فأقول :

أما شوقي يرحمه الله فقد قالوا عنه أنه أبرز شعراء عصره وتفوق في شعره ونثره وطار صيته في الآفاق لم يبقِ فناً من فنون الشعر إلا خاضه وأبدع فيه ولعلنا نذكر من أروع ما قاله قصيدته «نهج البردة» التي مطلعها:

ريم على القاع بين البان والعلم =أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرم

ومعظم أو كـل أبياتها حكم تتردد على ألسنة الناس ونذكر منها البيت المشهور :


صلاح أمرك للأخلاق مرجعه =فقوّم النفس بالأخلاق تستقم


وإذا انتقلنا إلى صنوه ورفيق دربه الشاعر حافظ إبراهيم وبالمناسبة فاسمه محمد حافظ إبراهيم ولا أدري لماذا إخواننا المصريون أحيانا يقفزون اسم محمد ودائما ما يرددود في وسائل إعلامهم :
اسم الرئيس محمد حسني مبارك بدون / محمد وكذلك محمد أنور السادات وها نحن نرى أيضا حافظ إبراهيم ...!!
فهل لذلك سر أم أنه استسهال للنطق ؟؟

نعود للشاعر العملاق محمد حافظ إبراهيم فقالوا عنه بأنه شق طريقه إلى الشهرة رغم نشأته في أسرة متواضعة ورغم أنه فقد والده في مطلع صباه ولكن عبقريته وخفة روحه حسرت اللثام عن شخصه الذي أضفى عليه حسن خلقه وخلقه وروعة الإلقاء في المحافل المكتظة بالجماهير المحتشدة وناهيك بما تحلى به حافظ من وطنية عميقة في نفسه وعاطفة إسلامية ظهر أثرهما في روائع قصائده التي هزت المشاعر وأيقظت التراث من رقدته ومن تتبع شعره يجد أن أروعه ماكان في الإسلاميات مثل قصيدته في عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي مطلعها


حسب القوافي وحسبي حين ألقيها = أني إلى ساحة الفاروق أهديها

ومن منا لا يذكر الدالية المشهورة كدليل على غيرته الإسلامية التي تحدث فيها على لسان اللغة العربية حديثاً رائعاً عبر فيها عمّا تعانيه لغة القرآن من إعراض ابنائها عن الاهتمام بها والحرص علي إعلاء شأنها حيث قال في مطلعها:


رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي=وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني =عقمت فلم أجزع لقول عداتي
إلى أن يقول
وسعتُ كتاب الله لفظا وغاية =وماضقتُ عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة=وتنسيق أسماء لمخترعات


وأميز ما يميز هؤلاء الأفــذاذ وطنيتهم وحبهم اللامحدود لوطنهم الأم مصر ومن قصائد حافظ / المشهورة أيضا في شأن الوطن

كم ذا يكابد عاشق ويلاقي=في حب مصر كثيرة العشاق
إني لأحمل في هواك صبابة=يامصر قد خرجت عن الأطواق
لهفي عليك متى أراك طليقة=يحمي كريم حماك شعب راقي

ومن بين أبيات هذه القصيدة أبياتها المعروفة التي أشار إليها الأخ / أبو محسن في معرض كلامه :

من لي بتربية النساء فإنها=في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها=أعددت شعباً طيب الأعراق

صالح محسن الجهني
11-03-2006, 12:50 AM
أخي العزيز محب الموروث ... بل محب الأدب
أخي العزيز أبو سفيان ... أستاذنا وأديبنا الفاضل
تحية طيبة
إن مروركم العطر هذا والذي تصفحت كلماته حرفا حرفا لهو مدعاة للسرور لبحث متواضع في سطور بغية أن نشم عبير وشذى من تلك الزهور ... ولقد كنت على يقين تام بأنكم ستمرون على هذه الصفحة والتي شرفتم صاحبكم ... بعطر ما نثرتم من كلمات ستظل للذكرى ... وهي لا شك بذلك مقدمة وختام وتسجيد لهولاء النخبة من الشعراء الذين كما ذكرتم بتعليقاتكم الجميلة ... أعطوا للأدب العربي بريقا وجمالا منقطع النظير فسبحان الذي جمعهم في حقبة من الزمن وتولاهم برحمته مع أمثالهم من الأدباء السابقين .
وقد لفت إنتباهي ما لفت إنتباهك ... أستاذنا الفاضل أبو سفيان بخصوص تجاوز مسمى محمد ... وعلى محمد أفضل الصلاة والسلام ... وربما أن الأمر لا يعدوا كون الأغلبية تحمل أسم المصطفى ... ولو نظرنا كما أشرت إلى أسماء الشعراء في الصفحة الأولى تجدهم يحملون أسم ( محمود ... محمد ... أحمد ) فسبحان الله .
أخي محب الموروث وأخي أبو سفيان ... هذا الجهد المتواضع هو في أول المطاف ونهايته أقدمه أهداء لكم وللجميع ... محبة في التجديد كما ذكرتم ... وتنزه للنفس في رحاب المعرفة والأدب لذكريات خلدها التاريخ لا شك أننا نستفيد منها ... إنما لا زلت متذوق لشتى فنون الأدب ومنها شعر الكسرة وبالأمس إطلعت على خاطرة لكم ... وما أجملها لا أدري بأي صفحة كانت ولكنها علقت في ذهني لجمال جرسها وحسن وبديع نظمها وجميل معانيها ... والتي تقول فيها :

صوت الثواني يعاتبنا=ومع العتب رقة الأحساس
لابد يرجع مجالسنا=ولا نوسط عليه الناس
ابو سفيان

وإليك وإلى محب الموروث والجميع :

بأدب حديثك تخاطبنا=يا راعي الطيب يا القرناس
مجالسك دوم تعجبنا=نوماس لهل الوفا نوماس
وللحق والله يحاسبنا=اصحابنا يرفعون الرأس
قاموا وقمنا بواجبنا=والمقصد الحرف والقرطاس
والمعرفة مع قرايبنا=اللي لهم فالخفوق انفاس
مرّه نعاتب معاتبنا=ومرّه لذيذ الصفا بالكاس
كاسٍ تعدّه مشاربنا=ومشارب الطيب عزم وباس
ولا تغيّر مذاهبنا=تبقى المودة نبع واساس
ابو محسن

الا ترى معي استاذنا ابو سفيان أنت ومحب الموروث والجميع ... أننا في كل ليلة نتبادل الأخوانيات من خلال المراسلات والمحاورات الشعرية ... فنحن ولله الحمد مثلهم ... ولدينا خصوصية بهذا الموروث وغيره من سائر الأدب ... لكننا نختلف عن حالهم ... كانت المراسلة تأخذ بينهم أيام ربما أشهر ... وكانت مناظرة في مجالسهم ... أما اليوم ... فهي على الأثير ... ربما نحن محظوظين ... وربما العكس ... وبالنسبة لي يشهد الله أنني لسعيد بما كسبت فلا يوجد شاعر إلا ما ندر ... ودرت معه الحديث وهذا فضل من الله ثم بإقتدائي بكم وبنخبة عزيزة من الشعراء لا أستثني منهم أحدا وسيكونون عطرا ... في أوراق لا زلت أحملهما لهم حامدا الله على معرفتهم .
فتقبلوا جميعا فائق التقدير والإحترام
ابو محسن
قد تذكر يا ابو سفيان أنت وابوزارع أنني قلت سأتابع خواطرك ... لتأكد من أن علاج ابو زارع ... لم يأثر على قريحتكم الشعرية ... ولكن بعد هذه الخاطرة وبيوم بعد العلاج ... أصبح العلاج ناجعا ومفيدا بل زاد القريحة توهجا وجمالا ... وسأطلب نفس العلاج من عزيزي ابو زارع ... لحاجة في نفس يعقوب ...
فصح لسانك وبدنك بإذن الله على هذه الخاطرة الجميلة .

أبو عمرو
12-03-2006, 01:38 AM
أخي العزيز / أبو محسن

وكما تنبأت مسبقاً , فسينتشي هذا القسم بعون الله ثم بتواجدكم والمخلصين , لهذا الأدب الراقي الذي يحوي على كنوز ودرر ثمينة , وكما قال حافظ إبراهيم :


فلا تتركوني للزمان فإنني=أخاف عليكم أن تحين وفاتي


فأنتم تعدون مكسباً حقيقياً لكل قسم تشاركون فيه.

أما قصر الحمراء فسأخبرك عنه , فقد زرته قبل عامين وهالني ما رأيت , من إبداع في التصميم وجمال في التنسيق وترف في البناء فلم تزل البنيان قائمة به إلى يومنا هذا على أحسن حال , تزين جدرانها الآيات القرأنية والنقوش الأسلامية والزخارف العربية وشعار بنو الأحمر آخر ملوك غرناطة ( لا غالب إلا الله )

وأشهر باحاته باحة الأسود التي تتوسطها إثنا عشر أسداً تمج الماء من أفواهها مكونةً نوافير بديعة.

أخي الحبيب يطول الحديث عن بلاد الأندلس ولكن أعدك بإفراد مواضيع خاصة عن تلك البلاد من خلال مشاهداتي.

لك فائق شكري وتقديري.

أبو سفيان
12-03-2006, 10:48 AM
شكرا لك / أبو محسن
وكما علق الأخ / أبو عمرو فقد أنعشت قسم الشعر الفصيح بعد أن كان راكدا وارتفعت أسهمه بعد أن كان كاسدا

وشكرا جزيلا على الكسرة الرائعة المليئة بالمشاعر الأخوية :


مـرّه نعـاتـب معاتبـنـا=ومرّه لذيذ الصفا بالكـاس

ولا تـغـيّـر مذاهـبـنـا= تبقى المودة نبع واسـاس
وصح لسانك



والشكر موصول للأخ / أبو عمرو عن المعلومات التي لخصها عن قصر الحمراء وننتظر منه المزيد.

صالح محسن الجهني
13-03-2006, 01:39 AM
أخي العزيز أبو عمرو
شكرا جزيلا على هذا المرور العطر وما أخبرتني عن مدينة الحمراء ... مدينة الأدب والعلم ... وابن زيدون وغيره من الأدباء والشعراء والأمراء وتاريخهم الأسلامي الكبير سرني ... أسال الله أن يزيدكم علما نافعا وفي الحقيقة فيكم وبأمثالكم ينتعش قسم الشعر العربي الفصيح ... ونحن في الإنتظار لما ستقدمه لنا عن هذه المدينة .
أخي العزيز ابو سفيان ... استاذنا واديبنا الفاضل
لمروركم وتعقيبكم على الخاطرة الشكر والتقدير وسرني انها نالت استحسانكم ... والجميع يدرك ما اخوكم ... ابو محسن إلا عضو مشارك ... ومن حسن الحظ أنني ... وجدت وخصوصا في هذا العام الفرصة المناسبة للمزيد من العطاء معكم وامثالكم ... إنما بعد الله انتم والمشرفين الأفاضل .
اهل الجهود الكبيرة التي بها ينتعش ويرتقي المنتدى بأسره ... دمتم على هذا الصرح الكريم
تقبلوا جميعا فائق التقدير والإحترام
ابو محسن

الرأي الخاص
21-03-2006, 11:53 PM
شكرا للجميع على ذائقتهم الأدبية
وشكر خاص جدا لـ( صالح الجهني ) حيث أن توقيعك دليل على ذائقتك الأدبية
وأود طرح بعض الأببات لو سمحتوا والتي ارددها دائماً .

الصعلووووووووك ( تأبط شراً ) كما وصفة بعض الأدباء المعاصرين
درى الله أني للقريب لشـــــــــــــــارء ،،،،،،،،،،،، وتبغضهم لي مقلة وضميــر
ولا اسأل العبد الفقير بعيــــــــــــــــره .،،،،،،،،،،، وبعران ربي في البلاد كثير
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ،،،،،،،، ,,, وصوت إنسان فدت أطيـور
آسف اخي صالح استعنت بتوقيعك .


قال الشيرازي
قال لي المحبوب لما زرتـــــــه ،،،،،،،،،، من ببابي قلت بالباب أنا
قال لي أخطأت تعريف الهوى ،،،،،، ,,, حينما فرقت فيه بيننـــــا
ومضى عام فلما زرتــــــــــــه ،،،،،،،،،،، أطرق الباب عليه موهنـا
قال لي من أنت قلت أنظـــــر ،،،،،،،،،،، فما ثم إلاّ أن بالباب هنــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ


ابت لي عزتي وأبى حيــــائي ،،،،،،،،،،،،، وأخذ المجد بالثمن الربيحـــي
وإكراهي على المعروف نفسي ،،،،،،،،،،،، وضربي هامة البطل المشيحي
وقولي كلما جشئت وجــــاشت ،،،،،،،،،،،،، مكانك تحمدي أو تستـــريحي
آآآآآسف جدا نسيت اسم قائل الأبيات !!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
يقول ( نزار قباني) مع العلم باني لا احب هذا الشاعر ولكن قصيدته في ( جمال عبدالناصر ) رائعة جدا ومنها ::

زمانك بستان وروضك أخضــر ،،،،،،،،،،،، ودنياك عصفور من القلب ينقـر
نساء فلسطين تكحلن بالآسى ،،،،،،،،،،، وفي بيت لحم قاصرات وقصــر
وليمون يافا يابس في أصولـه ،،،،،،،،،،،،، وهل شجر في قبضة الظلم يثمر
إلى أن قال ........
ملأنا لك الأقداح يا من بحبــــه ،،،،،،،،، سكرنا كما الصوفي بالحب يسكر
احبك لا تفسير عندي لصبوتي ،،،،،،،،، افسر ماذا والهوى لا يفســـــــــــر


وشكرا للجميع

صالح محسن الجهني
23-03-2006, 10:15 PM
عناية الأخ الفاضل الرأي الخاص
بعد التحية ومزيد من الإحترام أشكركم الشكر الجزيل على هذا المرور الكريم وهذه الأبيات المختارة الجميلة والتي تمت إلى الموضوع بصلة ... وستحقق بإذن الله الهدف المنشود وهو التآخي في الله فهذه الدنيا زائلة ونحن مهما طال بنا الزمن لابد عن جنباتها راحلون ولن يبقى إلا وجه الذي فطر السماوات والأرض .
وثلاث لكلٍ منا ( علم نافع أو ولد صالح أو صدقة جارية ) كما جاء بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم .
فشكرا جزيلا على هذا المجهود ... وايضا على إبداء رائكم بخصوص التوقيع ومشاعركم حيال عدم ميولكم لبعضٍ من أشعار نزار ... وأنا كذلك ... ولكنني اتفق معك بالرأي ... فبعضا مما قاله : يستحق الاستشهاد به لجماله ... وهنا بيت القصيد نحب القول الجميل ... وما لا يتفق مع مبادينا وديننا نتجنبه ونسأل الله لهم ولنا جميعا المغفرة والرضوان والعمل والقول الصالح ... تقبلوا فائق التقدير والإحترام ودمتم بخير
أبو محسن