المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يلتقيان في ذي الحجة ويفترقان في المحرم ويجتمعان في صفر ثم ؟؟؟



أبو سفيان
03-03-2006, 05:42 PM
نادرا ما يقع الالتقاء بين أيام شهرنا القمري والشهر الإفرنجي ولعلكم تذكرون أن هذا قد حدث في شهر ذي الحجة الماضي /1426هـ حيث صادف واحد يناير /2006 م غرة ذي الحجة ثم افترقا بنهاية الشهر وهاهما الآن يعاودان الالتقاء ثانية في شهر صفر /1427هـ إذ يوافق واحد صفر /1427هـ الحالي غرة شهر مارس من هذا العام / 2006 م .. ولكن لن يدوم هذا التلاقي طويلا فسينتهي يوم 29/ مارس الموافق 29 صفر ويبدأ بعد ذلك التباعد حيث تنتهي السنة الميلادية الحالية /2006 م وعندها يكون الفراق والفرق بين الشهرين القمري والإفرنجي عشرة أيام .
فهل يلتقيان ثانية ؟؟ لا ندري وهذا علمه عند الله وعند علماء الفلك فربما هذه نهاية لا لقاء بعدها .. فما أصعب الفراق الذي لا يُظن بعده التقاء

وتحضرني بهذ المناسبة أبيات من قصيدة للشاعر الفذ العلم المرحوم / طاهر زمخشري
عندما كان يستشعر نهاية لقائه بمن أحب فكانت له هذه الرؤى :


انتهينا فلم أعد أذكر الماضي =ولا يحتفي الفؤاد بآت
وارتوينا من التباعد أعواما =توارت وراءها ذكرياتي

وفي مقطع آخر
افترقنا والذكريات البواقي =تتغنى بأمسيات التلاقي
افترقنا ولم نزل بالتباريح =نعاني من لوعة الأشواق
كل صب بخطوه يسبق الدقا=ت من صوت قلبه الخفاق


والزمخشري بهذه المعاني يؤصل الشقاء في ديمومة الفراق.. ولكن شاعرا آخر ـ أعتقد أنه قيس بن الملوح صاحب ليلى يقول في تفاؤل بلقاء من يحب :


وقد يجمع الله الشتيتين بعدما = يظنان كل الظن ألاّ تلاقيا

المعلم
03-03-2006, 05:58 PM
شكرا ابا سفيان
اللهم الطف بنا وارحمنا
ولا إلى غيرك تكلنا

صالح محسن الجهني
03-03-2006, 11:22 PM
استاذنا ابو سفيان بخصوص ما جاء عن تلاقي سنة الهجرة بالسنة الميلادية وعلى من يعود ربط التاريخ الهجري بهجرته ومن ربط التاريخ بمولده عليهم وعلى سائر الرسل صلوات الله وسلامه .
ولشوقي رأي بأمة الهلال أمة الإسلام ... حيث تلاقت بدايات الشهور وكذلك ... أعيادهم في مرات عديدة وصادف أن اجتمعت في يوم واحد ... ويقول في قصيدته ( مرحبا بالهلال ) .

عيدُ المسيح وعيدُ أحمد أقبلا=يتباريان وضاءةً وجمالا
ميلادُ إحسانٍ وهجرةُ سُؤددٍ=قد غيرا وجه البسيطةِ حالا

واستمر بها مادحا المصطفى عليه الصلاة والسلام ... إلى أن ختمها بنصيحته لأمة الإسلام حيث يقول :

أممَ الهلالِ مقالةً من صادقٍ=والصدقُ أليقُ بالرجالِ مقالا
متلطفٍ بالنصحِ غير مجادل=والنصحُ أضيعُ أن يكون جدالا

إلى أخر القصيدة وبها نصائح وحكم جليلة .
أما رأي أساتذه الشاعر محمود البارودي ... وهو رأي لما ذاقه من عذاب كبير في منفاه على أيدي ساجنيه ... على الرغم من أنه شاعرا متفائلا ... ولم أجد له أبياتا فيه تشأوم سوى هذه حيث يقول :

فما بعد القطيعة من تلاقي=ولا بعد الخديعة من عتابِ
وكيف يصح بعد الغدر ودٌ=وتسلم نية بعد ارتيابِ
فإن رمت السلامة فأجتنبني=عدوا فالسلامة في اجتنابي
فقد عاديت أعظم منك قدرا=وما ضاقت على بدني ثيابي

نسأل الله ان يحفظك أيها الأديب الفاضل لتثري هذا المجلس الكريم بأدبياتك وأشعارك

أبو سفيان
04-03-2006, 12:23 PM
لك الشكر أخي / أبو محسن على مداخلتك الثرية
وأنا أكاد أجزم أنـّك من المبهورين بأمير الشعراء
وهذه لعمري تهمة لا تنفيها وشرف قد تدعيه
فدائما أراك تستشهد بقصائد هذا الشاعر الفحل
الذي يطربنا بأبياته فضلا عن قصائده
ومنوعاته ومسرحياته الشعرية وشوقياته المميزة
وأنت بهذا تذكرنا بهذا العملاق وتجبرنا على متابعة
ما لم نسمعه من أشعاره ..فشكرا لك يا أبا محسن
ومما أوردتـُه يتضح أن التفاؤل والتشاؤم يتفاوت بين الأشخاص
وكذلك بين الشعراء على وجه الخصوص وكل يعبر عن معاناته
بما يقتضيه واقع الحال .