عباس رحيم
02-03-2006, 01:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : قصة علقمة وأمه في الميزان
أعلم رحمك الله في الدنيا والآخرة أنه ينتشر في العديد من المنتديات وبين كثير من عامة الناس وبعض الخطباء - وللأسف الشديد - حديث شديد الضعف.
وقد جاء في ذلك الحديث: أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان عاقًا لوالديه يقال له " علقمة " فقيل له عند الموت: قل لا إله إلا الله فلم يقدر على ذلك حتى جاءته أمه فرضيت عنه .
- ونص هذا الحديث جاء في كتاب الكبائر للذهبي حيث قال رحمه الله تعالى:
حُكى أن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يُسمى علقمة وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة فمرض واشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن زوجي علقمة في النزاع فأردت أن أعلمك يا رسول اله بحاله فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عمارًا وصهيبًا وبلالاً رضي الله عنهم وقال: امضوا إليه ولقنوه الشهادة فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير فجعلوا يلقنونه ( لا إله إلا الله ) ولسانه لا ينطق بها فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل من أبويه أحد حي ؟ قيل: يا رسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للرسول قل: لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فقرى في المنزل حتى يأتيك قال فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه فتوكأت وقانت على عصى وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت فرد عليها السلام وقال: يا أم علقمة أصدقينى وإن كذبتني جاء الوحي من الله تعالى: كيف حال ولدك علقمة ؟ قالت: يا رسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك ؟ قالت: يا رسول الله أنا عليه ساخطة. قال: ولم ؟ قالت: يا رسول الله كان يؤثر علىّ زوجته ويعصينى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال: يا بلال انطلق واجمع لي حطباً كثيراً ، قالت: يا رسول الله وما تصنع ؟ قال: أحرقه بالنار بين يديك. قالت: يا رسول الله ولدى لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي. قال: يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة فقالت: يا رسول الله إني أشهد الله تعالى ملائكته ومن حضرني من المسلمين أنى رضيت عن ولدى علقمة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق يا بلال إليه وانظر هل يستطيع أن يقول ( لا إله إلا الله ) أم لا فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء منى. فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول ( لا إله إلا الله ) فدخل بلال فقال يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه ثم مات علقمة من يومه فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه وحضر دفنه ثم قام على شفير قبره. وقال: يا معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضي الله في رضاها وسخط الله في سخطها.
- ولها رواية أخرى مثل ما جاء في كتاب الترغيب والترهيب للمنذري وإليك نصها كما جاءت فيه: ورُوى عن عبد الله بن أبى أوفى رضي الله عنه قال: (( كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه آت فقال شاب يجود بنفسه فقيل له قل: ( لا إله إلا الله ) فلم يستطع فقال: كان يصلى ؟ فقال: نعم فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهضنا معه فدخل على الشاب فقال: له قل ( لا إله إلا الله ) فقال: لا أستطيع قال: لم ؟ قال: كان يعق والدته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحية والدته ؟ قالوا: نعم. قال: ادعوها فدعوها فجاءت فقال: هذا ابنك فقالت: نعم فقال: لها أرأيت لو أججت نارًا ضخمة فقيل لك إن شفعت له خلينا عنه وإلا حرقناه بهذه النار أمنت تشفعين له. قالت: يا رسول الله إذًا أشفع قال: فأشهدي الله وأشهديني أنك قد رضيت عنه قالت: اللهم أنى أشهدك وأشهد رسولك أنى رضيت عن ابني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام قل ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) فقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار )) رواه الطبراني وأحمد مختصرًا .
حكم العلماء على هذه القصة
1- ذكرها الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه الكبائر بلفظ "حُكى" وأوردها الحافظ المنذري رحمه الله في كتابه الترغيب والترهيب بلفظ "رُوى" وهى من صيغ التمريض والتضعيف لدى المحدثين والمشتغلين بعلم الحديث ولكن الكثير من العامة وبعض المثقفين لا يعرف هذه المعلومة .
2- ذكرها الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه الموضوعات ( وهو كتاب ألفه ابن الجوزي رحمه الله لبيان الأحاديث الموضوعة ) بدون تسمية الشاب ثم قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: لا يصح فائد بن عبد الرحمن متروك .
3- قال العلامة الألباني رحمه الله عن هذا الحديث: ضعيف جدا. أنظر كتابه ضعيف الترغيب والترهيب 2/143 .
4- نقل العلامة السيوطي رحمه الله عن العلامة العقيلي رحمه الله قوله عن الحديث: لا يصح وفائد متروك . ونقل الإمام البيهقي رحمه الله عنه: تفرد به فائد أبو الورقاء وليس بالقوي . أنظر: كتاب اللآلي المصنوعة في الموضوعة 1/251 .
5- أعلم رحمك الله تعالى أن كل الروايات التي تتناول هذه القصة المنكرة مدارها على رجل يسمى فائد بن عبد الرحمن العطار وهذا رأي أئمة الجرح والتعديل فيه:
أ- قال الحافظ الهيثمي رحمه الله عنه: فائد أبو الورقاء متروك . أنظر: كتاب مجمع الزوائد 8/148
ب- قال الإمام الحافظ الذهبي رحمه الله عنه في كتابه ميزان الاعتدال باب الفاء: فائدة بن عبد الرحمن أبو الورقاء: تركه الإمام أحمد والناس ، وقال يحيى بن معين: ضعيف ، وقال البخاري: فائد منكر الحديث .
- وبهذا يتضح لك أن هذا الحديث شديد الضعف فعليه لا يجوز ذكره ألا من باب بيان ضعفه الشديد والتحذير منه.
- وللاحاطه من أجاز من العلماء ذكر الحديث الضعيف في فضائل الأعمال أو الترغيب والترهيب اشترطوا شروط منها أن لا يكون الحديث شديد الضعف وهذا الحديث على خلاف هذا الشرط .
والله أعلم
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : قصة علقمة وأمه في الميزان
أعلم رحمك الله في الدنيا والآخرة أنه ينتشر في العديد من المنتديات وبين كثير من عامة الناس وبعض الخطباء - وللأسف الشديد - حديث شديد الضعف.
وقد جاء في ذلك الحديث: أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان عاقًا لوالديه يقال له " علقمة " فقيل له عند الموت: قل لا إله إلا الله فلم يقدر على ذلك حتى جاءته أمه فرضيت عنه .
- ونص هذا الحديث جاء في كتاب الكبائر للذهبي حيث قال رحمه الله تعالى:
حُكى أن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يُسمى علقمة وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة فمرض واشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن زوجي علقمة في النزاع فأردت أن أعلمك يا رسول اله بحاله فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عمارًا وصهيبًا وبلالاً رضي الله عنهم وقال: امضوا إليه ولقنوه الشهادة فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير فجعلوا يلقنونه ( لا إله إلا الله ) ولسانه لا ينطق بها فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل من أبويه أحد حي ؟ قيل: يا رسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للرسول قل: لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فقرى في المنزل حتى يأتيك قال فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه فتوكأت وقانت على عصى وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت فرد عليها السلام وقال: يا أم علقمة أصدقينى وإن كذبتني جاء الوحي من الله تعالى: كيف حال ولدك علقمة ؟ قالت: يا رسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك ؟ قالت: يا رسول الله أنا عليه ساخطة. قال: ولم ؟ قالت: يا رسول الله كان يؤثر علىّ زوجته ويعصينى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال: يا بلال انطلق واجمع لي حطباً كثيراً ، قالت: يا رسول الله وما تصنع ؟ قال: أحرقه بالنار بين يديك. قالت: يا رسول الله ولدى لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي. قال: يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة فقالت: يا رسول الله إني أشهد الله تعالى ملائكته ومن حضرني من المسلمين أنى رضيت عن ولدى علقمة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق يا بلال إليه وانظر هل يستطيع أن يقول ( لا إله إلا الله ) أم لا فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء منى. فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول ( لا إله إلا الله ) فدخل بلال فقال يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه ثم مات علقمة من يومه فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه وحضر دفنه ثم قام على شفير قبره. وقال: يا معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضي الله في رضاها وسخط الله في سخطها.
- ولها رواية أخرى مثل ما جاء في كتاب الترغيب والترهيب للمنذري وإليك نصها كما جاءت فيه: ورُوى عن عبد الله بن أبى أوفى رضي الله عنه قال: (( كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه آت فقال شاب يجود بنفسه فقيل له قل: ( لا إله إلا الله ) فلم يستطع فقال: كان يصلى ؟ فقال: نعم فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهضنا معه فدخل على الشاب فقال: له قل ( لا إله إلا الله ) فقال: لا أستطيع قال: لم ؟ قال: كان يعق والدته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحية والدته ؟ قالوا: نعم. قال: ادعوها فدعوها فجاءت فقال: هذا ابنك فقالت: نعم فقال: لها أرأيت لو أججت نارًا ضخمة فقيل لك إن شفعت له خلينا عنه وإلا حرقناه بهذه النار أمنت تشفعين له. قالت: يا رسول الله إذًا أشفع قال: فأشهدي الله وأشهديني أنك قد رضيت عنه قالت: اللهم أنى أشهدك وأشهد رسولك أنى رضيت عن ابني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام قل ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) فقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار )) رواه الطبراني وأحمد مختصرًا .
حكم العلماء على هذه القصة
1- ذكرها الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه الكبائر بلفظ "حُكى" وأوردها الحافظ المنذري رحمه الله في كتابه الترغيب والترهيب بلفظ "رُوى" وهى من صيغ التمريض والتضعيف لدى المحدثين والمشتغلين بعلم الحديث ولكن الكثير من العامة وبعض المثقفين لا يعرف هذه المعلومة .
2- ذكرها الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه الموضوعات ( وهو كتاب ألفه ابن الجوزي رحمه الله لبيان الأحاديث الموضوعة ) بدون تسمية الشاب ثم قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: لا يصح فائد بن عبد الرحمن متروك .
3- قال العلامة الألباني رحمه الله عن هذا الحديث: ضعيف جدا. أنظر كتابه ضعيف الترغيب والترهيب 2/143 .
4- نقل العلامة السيوطي رحمه الله عن العلامة العقيلي رحمه الله قوله عن الحديث: لا يصح وفائد متروك . ونقل الإمام البيهقي رحمه الله عنه: تفرد به فائد أبو الورقاء وليس بالقوي . أنظر: كتاب اللآلي المصنوعة في الموضوعة 1/251 .
5- أعلم رحمك الله تعالى أن كل الروايات التي تتناول هذه القصة المنكرة مدارها على رجل يسمى فائد بن عبد الرحمن العطار وهذا رأي أئمة الجرح والتعديل فيه:
أ- قال الحافظ الهيثمي رحمه الله عنه: فائد أبو الورقاء متروك . أنظر: كتاب مجمع الزوائد 8/148
ب- قال الإمام الحافظ الذهبي رحمه الله عنه في كتابه ميزان الاعتدال باب الفاء: فائدة بن عبد الرحمن أبو الورقاء: تركه الإمام أحمد والناس ، وقال يحيى بن معين: ضعيف ، وقال البخاري: فائد منكر الحديث .
- وبهذا يتضح لك أن هذا الحديث شديد الضعف فعليه لا يجوز ذكره ألا من باب بيان ضعفه الشديد والتحذير منه.
- وللاحاطه من أجاز من العلماء ذكر الحديث الضعيف في فضائل الأعمال أو الترغيب والترهيب اشترطوا شروط منها أن لا يكون الحديث شديد الضعف وهذا الحديث على خلاف هذا الشرط .
والله أعلم
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته