مشاهدة النسخة كاملة : حنين الشعراء إلى الديار وأهلها !
صالح محسن الجهني
01-03-2006, 10:34 PM
والتغني بشواهدها ومعالمها ... وعلى الأطلال وقف العديد من الشعراء في الشعر الجاهلي وفي صدر الإسلام ... مرورا بالحضارة الأسلامية والعربية .
فكم من شاعر تحدث عن مدينة من المدائن ... ولكنه حالما يعرج على التحدث عن ساكنيها ... ويصف طبيعة أرضها ... وجداولها ... وأنهار ... وبحارها .
الأمر الذي حفظ مسمايات العديد من المدن التي تغيرت أسمائها ... أو أنتهت حضارتها ولكن القصائد لم تنتهي أو تتوقف بفضل الله ... فالشعر ... مستمر عن الحنين للأوطان والشوق لساكنيها وطبيعة الأرض طالما أن هنالك شاعرا وأرضا وسماء .
!
وفي ظني أن هذا الشعر من أجمل انواع الشعر وحاله حال شعر الرثاء فما يجمع المشاعر ويتفق بهما هو شدة الحنين لفقد عزيز ومحبوب و وطن غالي والبعد والغربة ... ولقد أجاد شعراء المهجر والمغتربين في هذا النوع من الشعر وعلى رأسهم أمير الشعراء ... وهو من الشعراء الذين نفوا يوما من الأيام عن موطنهم .
!
ولنبحر جميعا في هذا الموضوع ... لا لكي نحصر ماذا قال : الشعراء بل لنأتي ونتذوق أشعارهم ويستحسن ... في هذه الحال ... أن يكتب العضو الكريم المشارك نبذة مختصرة عن الشاعر في سطور مع إدراج أبياته أو جزء يراه مهم ويتناسب مع الموضوع .
وبسم الله وعلى بركة الله نبداء ... وسيلاحظ المشاركون أنني لن أقوم بالتعليق على مشاركاتهم بل سأشارك مثلهم ... والتعليق كما ... ندرك فالقصد منه هو تقديم الشكر للعضو على تفاعله وجهوده ... لذلك سأقدم جزيل الشكر مقدما لمن يشاركنا هذه الرحلة الميمونة بإذن الله .
أبو محسن
صالح محسن الجهني
02-03-2006, 01:15 AM
أمير الشعراء أحمد شوقي
في سطور
*في ظل ظروف وعوامل سياسية واجتماعية ومرورا بالحملة الفرنسية على مصر عام 1798 م إلى الإحتلال الأنجليزي لمصر سنة 1881م ... وخمود النهضة الأدبية والحركة العلمية في سائر بلاد الدولة العثمانية ولد احمد شوقي (( بباب اسماعيل )) .
*درس في مصر ثم أتم دراسته بأوربا .
*وهو صاحب ديوان الشوقيات وبه يتضح للقارئ أن هذا الشاعر أبدع في مجال شعر الحكمة والمشاعر الأيمانية الكبيرة وفضائل الأخلاق ... بالأضافة إلى قصائده المعروفة ( بالقاصائد التركية ) والتي يبين فيها انتصارات الدولة العثمانية على اليونان في حروبها ... وايضا فشوقي هو الشاعر الذي تجد في قصائده الحديث عن الديار والحنين للوطن وكثيرا من قصائد ... تتحدث عن معالم الوطن العربي ومصر التي ينتمي إليها علما أن في دمه تسير العروق التركية ... وفي ظل ثقافته الكبيرة تجد في قصائده التحدث عن الدنيا ومتاعها وجمالها الآخاذ فهو القائل :
ولد الهدى والكائنات ضياء=وفم الزمان تبسم وثناء
وهو القائل :
حف كأسها الحبب=فهي فضة ذهب
وهو القائل :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت=فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وهو القائل :
أيامكم أم عهد أسماعيلا=أم أنت فرعون يسوس النيلا
وهو القائل :
بسيفك يعلو الحق والحق أغلب=وينصر دين الله أيان تضرب
وهو القائل :
الله أكبر كم في الفتح من عجب=يا خالد الترك جدد خالد العرب
وفي النهاية وإن كان شوقي شاعر مصر فهو شاعر العرب والمسلمين وهو شاعر الحكمة العامة وشاعر اللغة العربية السليمة والذي قد بعث العديد من الألفاظ العربية القديمة وقد بويع بامارة الشعر عام ... في اجتماع حضره شعراء العالم العربي والأسلامي .
وهذه قصيدته بعنوان ( بعد المنفى ) والتي ألقاها في دار الأوبرا الملكية عام 1920 م بعد عودته من منفاه في بلاد الأندلس .
أنادي الرسم لو ملك الجوابا=وأجزيه بدمعي لو أثابا
وقل لحقِّة العبرات تجري=وإن كانت سواد القلب ذابا
سبقن مقبلات الترب عني=وأدّين التحية والخطابا
فنثري الدمع في الدمن البوالي=كنظمي في كواعبها الشبابا
وقفت بها كما شاءت وشاءوا=وقوفا علّم الصبر الذهابا
لها حق وللأحباب حق=رشفت وصالهم فيها حبابا
ومن شكر المناجم محسنات=إذا التبر أنجلى شكر الترابا
وبين جوانحي وافٍ ألوفٌ=إذا لمح الديار مضى وثابا
رأى ميل الزمان بها فكانت=على الأيام صحبته عتابا
وداعا أرض أندلسٍ وهذا=ثنائي إن رضيت به ثوابا
وما أثنيت إلا بعد علمٍ=وكم من جاهل أثنى فعابا
تخِذتُكِ موئلا فحللت أندى=ذرا من وائلٍ وأعز غابا
مُغربُ آدمٍ من دار عدن=قضاها في حماك لي اغترابا
شكرت الفلك يوم حويت رحلي=فيا لمفارق شكر الغرابا
فانت أرحتني من كل أنف=كأنف الميت في النزع إنتصابا
ومنظر كل خوان يراني=بوجه كالبغي رمى النقابا
وليس بعامر بنيان قوم=إذا أخلاقهم كانت خرابا
إلى أن قال :
أحق كنت للزهراء ساحا=وكنت لساكن (الزاهي) رحابا
إلى أن قال :
ويا وطني لقيتك بعد يأسٍ=كأني قد لقيت بك الشبابا
وكل مسافر سيئوب يوما=إذا رزق السلامة والأيابا
والقصيدة لم تنتهي
....
ولكن ...
هذا وعن الديار ...
والحنين ... لها .
المرجع : ديوان الشوقيات ... بيروت ... دار الكتب العربية ... .
أبو عمرو
02-03-2006, 11:01 AM
(( صقر قريش ))
عبد الرحمن الداخل : هو أبو الُمطرِّف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان , ولد في إحدى قرى دمشق تدعى دير حسنة سنة 113 للهجره , نشاء يتيماً في كنف جده هشام.
استطاع عبد الرحمن الداخل أن يدخل الأندلس ويعيد فيها ملك بني أمية الذي سقط في المشرق , لقبه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بـ صقر قريش إعجاباً به , كانت وفاته في عام 172 للهجرة بعد حياة سياسية حافلة.
لما نزل الأمير عبد الرحمن منية الرصافة بقرطبة ـ التي أقامها تيمناً برصافة جده هشام في الشام ـ نظر إلى نخلة , فهاجت شجنه وتذكر وطنه
فقال :
تبدّت لنا وسط الرصافة نخلةٌ= تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت : شبيهي في التغريب والنوى=وطول التنائي عن بنيّ وعن أهلي
نشأت بأرضٍ أنت فيها غريبةٌ=فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزن في المنتأى الذي=يسُحُّ , ويستمري السماكين بالوبل
كان عبد الرحمن الداخل عمرانياً جليلاً ومهندساً بارعاً فهو مصمم جامع قرطبة الشهير , حيث رتب أعمدته الكثيرة على شكلٍ يُمكّن كل مصلِّ من أن يرى الإمام , وقد كان قلب الجامع يبدو وكأنه غابةٌ من النخيل.
وقال ايضاً :
أيها الراكب الميمم أرضي=أقر من بعضي السلام لبعضي
إن جسمي كما تراه بأرض=وفؤادي ومالكيه بأرض
قدر البين بيننا فافترقنا=وطوى البين عن جفوني غمضي
قد قضى الله بالبعاد علينا=فعسى باقترابنا سوف يقضي
المراجع: تاريخ الأدب العربي للدكتور عمر فروخ ـ الأدب الأندلسي من الفتح الى سقوط الخلافة للدكتور أحمد هيكل.
البيدر
03-03-2006, 12:52 AM
الحمد لله الذي أختار أن يكون خطابه لخلقه في الأرض خطابا عربيا قال تعالى ( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا ) طه 113.
البارودي
مختصر مقدمة الديوان
الشعر العربي زينة اللغة وفخرها وتاريخها وقد كان الشعر العربي قبل ظهور الشاعر ، محمود سامي البارودي يعاني من أزمة قلبية وكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فيها ولكن شاء الله عز وجل أن يبعث هذا الشعر وان يستمر بمجده وقوته وكان ذلك على يد البارودي شاعر النهضة .
لقد كان ضابطا ووزيرا ورئيس للوزراء وينتسب إلى أسرة جركسية تجري بعروقها دماء الأمراء من دولة المماليك الجراكسة .
توفي والده وهو في السابعة من عمره وتلقى دروسه في البيت حتى بلغ الثانية عشر من عمره ثم ألتحق في المدرسة الحربية كأمثاله من أبناء الطبقة الحاكمة لمصر من الجراكسة والأتراك وتخرج منها في سنة 1854 م .
سافر إلى الأستانة مقر الخلافة والتحق بوزارة الخارجية وهناك أتقن اللغة التركية والفارسية ودرس آدابها وعندما قدم الخديوي أسماعيل لزيارة الأستانة بعد توليه عرش مصر سنة 1863م التقى به وضمه لحاشيته وعاد بمعيته إلى مصر .
ظل البارودي يرتقي في مناصب الجيش والفرسان والحرس الخاص إلى حتى حصل على رتبة قائم مقام .
شارك في معارك جزيزة كريت حين ثارت على دولة الخلافة واسهم مع الخديوي اسماعيل في اخماد العصيان ، وعندما أعلنت روسيا الحرب على تركيا أرسل الخديوي اسماعيل جيشا لمناصرة الخليفة وكان البارودي فيه وأبلى بلاء حسنا وله في هذه المعارك قصائد عديدة تحكي عن النصر وظروف القتال ومشاعره الفياضة وتلقى بعد هذه الحروب رتبة لواء وبعد أن عاد من حرب البلقان عين مديرا للشرقية ثم محافظا للعاصمة القاهرة .
وبعد أن تولى عرش مصر الخديوي توفيق عينه على وزارة الأوقاف وبعد أن أبعد الوزير عثمان رفقي نولى وزارة الحربية .
رأى رياض باشا نزعاته الشعبية فدس عليه عند الخديوي توفيق فتم عزله إلا أنه بعد عزل رياض باشا وتولي شريف باشا عرضت عليه المشاركة في الوزارة الجديدة فرفض وبألحاح شديد من الخديوي توفيق عاد للمشاركة وتولى رئاسة الوزراء خلفا لشريف باشا بعد أستقالته .
نازعته نفسه إلى المجد فخاض الثورة مع الخايضين وتدخلت انجلترا وفرنسا وقبض عليه مع زملائه ونفي إلى جزيزة سرنديب وأقام بها سبعة عشر عاما وبعض العام وفي منفاه قال القصائد الخالدة عن الديار يبث بها شكواه ويحن للوطن ويرثي من مات من أهله وأصدقائه ويصف ما حوله ويتذكر شبابه ولكن في خضم هذه الغربة توالت عليه المراض والعلل والأسقام فكف بصره وضعف سمعه ووهن جسمه .
طالب العديد بعودته إلى حدث ذلك وعاد إلى مصر في يوم 12 سبتمر في سنة 1889 م وبعد عودته إلى القاهرة قال أشهر قصائده أنشودة العودة ترك العمل السياسي وفتح بيته للأدباء والشعراء يستمع إليهم ويستمعون منه وكان على رأسهم شوقي وحافظ إبراهيم واسماعيل صبري وتأثروا به ونهجوا على نهجه ونسجوا على منواله فخطوا بالشعر خطوات واسعة وأطلق عليهم مدرسة النهضة أو مدرسة الأحياء ولم تطل حياة البارودي بعد رجوعه فلقي ربه في 12 ديسمبر سنة 1904 م .
. . .
( أنشودة العودة )
أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ=فإني أرى فيها عيونا هي السحرُ
نواعسَ أيقظن الهوى بلواحظٍ=تدين لها بالفتكةِ البيضُ والسمرُ
فليس لعاقلٍ دون سلطانها حمىً=ولا لفؤادٍ دون غشيانها سترُ
فإن يكُ موسى أبطل السحر مرةً=فذلك عصرُ المعجزاتِ وذا عصرُ
فأي فؤادٍ لا يذبُ صبابةً=ومزنةِ عينٍ لا يصوبُ لها قطرُ
بنفسي وإن عزت عليّ ربيبةٌ=من العينِ في أجفانِ مقلتها فترُ
فتاةٌ يرقُ البدرُ تحت قناعها=ويخطرُ في أبرادها الغصنُ النضرُ
تريك جمان القطر في أقحوانةٍ=مفلجةِ الأطراف قيل لها ثغرُ
تدين لعينها سواحل (بابلٍ)=وتسكرُ من صهباءِ ريقتها الخمرُ
فيا ربة الخدرِ ِ الذي حال دونهُ=ضراغمُ حربٍ غابها الأسلُ السمرُ
أما من وصالٍ أستعيدُ بأنسهِ=نضارة عيشٍ كا أفسدهُ الهجرُ
رضيت من الدنيا بحبك عالما=بأن جنوني من هواك هو الفخرُ
فلا تحسبي شوقي فكاهة مازحٍ=فما هو إلا الجمرُ أو دونه الجمرُ
هو كضمير الزند لو أن مدمعي=تأخر عن سقياه لا حترق الصدرُ
إذا ما أتيت الحي فارت بغيظها=قلبوبُ رجال ٍ حشو آماقها الغدرُ
يظنون بي شرا ولست بأهلهِ=وظن الفتى من غير بينةٍ وزرُ
وماذا عليهم إن ترنم شاعرٌ=بقافيةٍ لا عيب فيها ولا نكرُ
أفي الحق أن تبكي الحمائم شجوها=ويُبلى فلا يبكي على نفسهِ حرُ
وأي نكيرٍ من هوى شب وقدهُ=بقلبِ أخي شوقٍ فباح به الشعرُ
فلا يبتدرني بالملامة عاذلٌ=فإن الهوى فيه لمقتدرٍ عذرُ
إذا لم يكن للحب فضلٌ على النهى=لما ذلّ حيٌ للهوى ولهُ قدرُ
وكيف أسومُ القلب صبرا على الهوى=ولم يبق لي في الحب قلبٌ ولا صبرُ
ليهن الهوى إني خضعت لحكمه=وإن كان لي في غيره النهيُ والأمرُ
وإني أمرؤٌ تأتي لي الضيم صولةً=مواقعها في كل معتركٍ حُمرُ
أبيٌّ على الحدثان لا يستفزني=عظيمٌ ولا يأوي إلى ساحتي ذعرُ
إذا صلتُ صال الموتُ من وكراتهِ=وإن قلت أرخى من أعنتهِ الشعرُ
ولقد عارض البارودي صاحب البردة البوصيري بقصيدته كشف الغمة وله كتاب قيد الأوابد وهوكتاب نثري مسجوع بالأضافة إلى ديوانه الشعري الكبير الذي نظم فيه بجميع ألوان وأغراض الشعر المعروفة .
المرجع : ديوان محمود سامي البارودي ، شرح على عبدالمقصود عبدالرحيم الطبعة الأولى 1995 دار الجيل بيروت .
صالح محسن الجهني
03-03-2006, 05:39 PM
ALIGN=CENTER]* شاعرنا هو شاعر النيل / حافظ إبراهيم .
* ولد في ديروط بالصعيد في عام 1871م وأبوه مصري أما أمه فهي تركية الأصل وقد توفي والده وعمره أربع سنوات وتربى في كنف خاله ... ولكنه كبر في نفسه وحس بشعور الألم عند ضاق خاله به وأمه فرحل إلى دمياط ... وعمل مع محامي لفترة قصيرة من الزمن ثم رحل إلى القاهرة وألتحق بالمدرسة الحربية وتخرج منها وبعدها تقلب في عدة مناصب من بينها العمل في السودان .
وهو القائل مخاطبا خاله :[/ALIGN]
ثقلت عليك مؤنتي=إني أراها واهيه
فأفرح فإني ذاهب=متوجه في داهيه
* وفي عام 1911م عين رئيسا للقسم الأدبي بدار الكتب وأحيل للتقاعد عام 1932م ... وكان حافظا طيلة حياته يعاني من البؤس وهذا قدرا من الله ... إلا أنه كان عفيفا فلم تخفف عنه هذه المعاناة على الرغم من أنه لديه أصدقاء عديدين وهم من الأثرياء ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي .
* لحافظ مواقف وطنية كبيرة وهو من الذين بايعوا شوقي بأمارة الشعر في الحفل الذي أقيم في دار الأوبرا في 19 إبريل سنة 1927م وحضره معظم شعراء الوطن العربي وأنشد قائلا :
رحل حافظ وهو الملقب بشاعر النيل عن عالمنا في عام 1932م ورثاه أمير الشعراء بقصيدة شهيرة .
ولشاعر النيل قصائد عديدة وعذبة ومنها قصيدته عن اللغة العربية وهو من رواد الشعر العربي ويقول :
أمير القوافي قد أتيت مبايعا=وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
فغن ربوع النيل وأعطف بنظرةٍ=على ساكني النهرين وأصدع وأبدعِ
رجعت لنفسي فأتهمت حصاتي=وناديت قومي ما حسبت حياتي
إلى أن قال :
أنا البحر في أحشائه الدر كامن=فهل سألوا الغواص عن صدافاتي
أما قصيدته المختارة فهي بعنوان ( من السودان ) وبها حنينه وشوقه إلى مصر ومتى يعود إليها .
رميت بها على هذا التبابِ=وما أوردتها غير السرابِ
وما حمّلتها إلا شقاء=تقاضيني به يوم الحسابِ
جنيت عليك يا نفسي وقبلي=عليك جنى أبي فدعي عتابي
فلولا أنهم وأدوا بياني=بلغت بك المنى وشفيت ما بي
سعيت وكم سعى قبلي أديب=فآب بخيبة بعد أغترابِ
وما أعذرت حتى كان نعلي=دما ووسادتي وجه الترابِ
وحتى صيرتني الشمس عبدا=صبيغا بعد ما دبغت إهابي
وحتى قلّم الإملاق ظفري=وحتى حطم المقدار نابي
متى أنا بالغ يا ( مصر ) أرضا=أشم بتربها ريح الملابِ
رأيت إبن البخار على رباها=أشم كأنه شرخ الشبابِ
كأن بجوفه أحشاء صبًّ=يؤجج نارها شوق الإياب
إذا ما لاح ساءلنا الدياجي=أبرقُ الأرض أم برق السحاب
* ريح الملاب ... لفظ فارسي ... وهوكل عطر سائل .
* أبن البخار ... هو القطار .
المرجع ... الأعمال الشعرية حافظ إبراهيم ... إعداد الدكتور سمير سرحان ... مكتبة الأسرة 2004 .
صالح محسن الجهني
08-03-2006, 11:45 PM
شفيق معلوف
شاعر لبناني
من شعراء المهجر
لا أمتلك القدر الوافي من المعلومات لكي أقدم نبذة مختصرة عنه .
إنما أعجبتني مقتطفات من أشعاره وجدتها على صفحات الإنترنت وتقول :
وطني ما زلت أدعوك أبي=وجراح اليتيم في قلب الولد
هل درى الدهر الذي فرقنا=أنه فرق روحا عن جسد
ويقول :
في قلوب المغربين جراح=حملوها على الجباه الجعادِ
وزعتهم كف الرياح فهلاّ=جمعتهم يد النسيم الهادي
آن أن يخنقوا الشراع ويطووا=علم الفتح بعد طول جهاد
ذهب الأرض يعلم الله ما=يعدله غير تربة الأجدادِ
ويقول :
مناديل من ودعت يخفقن فوقهم=فلا ترهقيهم يا سفينة أقلعي
بعدن فغشّاهن دمعي كأنني=أراهن من خلف الزجاج المصدع
آساي على قلب كثير حنينه=على كل أطراف البلاد موزع
( منقول منتديات مرمريتا )
بعنوان همسات شعراء المهجر
أبو عمرو
07-04-2006, 03:05 PM
ابن زيدون
هو : أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن غالب بن زيدون المخزومي , نسبه إلى بني مخزوم من قريش , ولد في قرطبة سنة 394 هـ في بيت علم وعز وجاه.
اتصل ابن زيدون بأبي الحزم جهور حاكم قرطبة في عهد دويلات الطوائف الثانية فوزر له إلا أن حدثا هائلاً وقع في حياته غيّر مجراها , وهو حبه لولادة بنت الخليفة المستكفي التي تتمتع بالجمال والذكاء فهام بها وهامت به وتبادلا الأشعار واللقاءات , حيث كانت قد جعلت من دارها مكاناً لاجتماع الشعراء والأدباء, حتى دخل ابن عبدوس منافساً له , وهو وزير آخر لأبن جهور ووجدت فيه ولادة ضالتها, فجن جنون ابن زيدون فكتب رسالته الهزلية الساخرة على لسانها يتهكم فيها بابن عبدوس موجهاً إياها إليه مما أثاره وجعله ينتقم لنفسه , فأثار عليه ولادة , واشترك في تأليب ابن جهور عليه حتى انتهى به ذلك إلى السجن.
ثم فر ابن زيدون من السجن وكتب نونيته الرائعة التي عارضها أحمد شوقي , وفيها يقول واصفاً ولادة :
ربيب ملكٍ كأن الله أنشأه = مسكاً, وقدر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورقاً محضاً , وتوجه = من ناصع التبر إبداعاً وتحسينا
ثم توجه إلى أشبيلية فاستقبله حاكمها المعتضد فوزر له , وأصبح نديمه وشاعره , ثم لابنه المعتمد من بعده .
توفي ابن زيدون في أشبيلية ونقل جثمانه إلى قرطبة سنة 463هـ.
نظم ابن زيدون هذه القصيدة بعد التجائه إلى بني عباد في أشبيلية سنة 1049م وهو يتشوق معاهد قرطبة ويتذكر أيام لهوه في منازلها التي كان يختلف إليها في الأعياد:
خليليّ, لافطرٌ يسرّ ولا أضحى = فما حال من أمسى مشوقاً كما أضحى؟
لئن شاقني شرق العقاب فلم أزل = أخصّ بممحوض الهوى ذلك السفحا
وما انفكّ جوفيُُّ الرُّصافة مُشعري = دواعي ذكرى تُعقب الأسف البرحا
ويهتاج قصر الفارسيّ صبابةًً = لقلبي, لاتألو زناد الأسى قدحا
وليس ذميماً عهد مجلس ناصحٍ =فأقبل في فرط الولوع به نُصحا
كأني لم أشهد لدى عين شهدةٍ = نزال عتابٍ كان آخره الفتحا
وقائع جانبيها التجنّي ،فإن مشى =سفير خضوعٍ بيننا أكد الصلحا
وأّيّام وصلٍ بالعقيق اقتضيته = فإلاّ يكن ميعاده العيد فالفصحا
وآصال لهوٍ في مسنّاة مالكٍ = معاطاة ندمانٍ إذا شئت أو سبحا
لدى راكدٍ يصبيك ،من صفحاته = قوارير خضر خلتها مرّدت صرحا
معاهد لذاتٍ ،وأوطان صبوةٍ = أجلت المعلّى في الأماني بها قدحا
ألا هل إلى الّّزّهراء أوبة نازحٍٍٍ = تقضّى تنائيها مدامعه نزحا
مقاصير ملكٍ أشرقت جنباتها = فخلنا العشاء الجون أثناءها صُبحا
يمثل قرطيها لي الوهم جهرةً = فقبّتها فالكوكب الرّحب فالّسطحا
محل ارتياحٍ يذكر الخلد طيبه = إذا عزّ أن يصدى الفتى فيه أو يضحى
هناك الجمام الزرق تندي حفافها = ظلال عهدت الدهر فيها فتًى سمحا
تعوّضت من شدو القيان خلالها = صدى فلواتٍ قد أطار الكرى ضبحا
ومن حملي الكأس المفدّى مديرها =تقُّحم أهوالٍ حملت لها الرُّمحا
أجل ! إنّ ليلى فوق شاطئ نيطةٍ = لأقصر من ليلي بآنة فالبطحا
المرجع : ديوان ابن زيدون
صالح محسن الجهني
24-09-2006, 02:26 AM
إبن الرومي
كما جاء بجواهر الأدب :
هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي مولى بني العباس .
ولد ببغداد سنة 221 هـ ونشاء بها ، وأقام كل حياته بها توفي سنة 283 هـ .
قال الشعر في كل غرض ولاسيما الوصف والهجاء ونبغ بالشعر نبوغا لم يقصر به كثيرا عن درجة البحتري وربما فاقه في إختراع المعاني النادرة .
وله مرثية رائعة في أوسط أبنائه .
قال ابن الرومي :
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعه=وألا أرى غيري له الدهر مالكا
عمرتُ به شرخ الشباب مُنعما=بصُحبة قوم أصبحوا في ظلالكا
وحبّبَ أوطان الرجال اليهمُ=مآرب قضاها الشباب هُنالكا
اذا ذكروا أوطانهم ذكرتهُمُ=عهود الصّبا فيها فحنوا لِذالكا
وقد ألِفَتْهُ النفس حتى كأنه=لها جسدٌ إن بان غودر هالكا
البندر
24-09-2006, 02:34 AM
شكرا لهذا الموضوع الاكثر من رائع اكملوا فنحن متابعين
Powered by Al-hejaz ® Version 4.2.2 Copyright © 2024 alhejaz , Inc. All rights reserved, by Ahmed Alhassanat