الرأي الخاص
21-02-2006, 11:57 PM
سعوديون يتعرون ويلبسون الحلـي النسائية ويعترفون : نعم نقلد كل ما نشاهد فضائياً
الدمام : خالد الجناحي
هل من نتحدث عنهم هنا سعوديون ؟.. نعم ولعلنا ونحن نتحدث عن البعض من الشباب السعودي نتذكر (عواد البندر) المتهم مع صدام حسين في قضية الدجيل العراقية عندما وصف نفسه بأنه بلا هوية!! وذلك عندما طلب منه القاضي الوقوف والإدلاء ببيانات هويته.. ليرد المتهم عواد البندر على القاضي أمام عدسات النقل الحي حيث رأى وسمع الملايين كلماته التي قالها "أنا لا أحمل هوية. هويتي سلبها مني حراس المحكمة.. أنا الآن بلا هوية" !! مفاجئاً الملايين بتلك الكلمات ما دفع القاضي لاستيضاح ما كان يقصده البندر.. حتى تبين أن الهوية التي سلبت منه إنما هي الهوية المعنوية، حيث قصد العقال والغترة التي أجبر على خلعها بأمر حراس المحكمة قبل دخوله، وأصر البندر على رفضه التعاطي مع القاضي ما لم تعاد له هويته الرمزية.
وعلى الرغم من أن العالم العربي يرى في دول الخليج شدة تمسكها بالزي العربي الذي أشهره (الثوب والعقال والغترة) مقارنة ببقية الدول العربية، إلا أن الشباب الخليجي قد يكون الأكثر تمردا من الشباب العربي في الدول الأخرى على الهوية .
(الوفاق) رصدت ظاهرة انتحال أعداد غفيرة من الشباب السعودي هويات ليست من
المتعارف عليه في مجتمعاتهم ورصدت شغفهم في تقليد الغربيين على مستويات متفرقة، بدءا من اللباس الغربي وحتى العادات والتقاليد التي حلت بدلاً من العادات الخليجية، وناقشت معهم لجوءهم للقلائد والأساور وصبغات الشعر ولبس الذكور منهم بعض الملابس النسائية وتخليهم عن الزي الذي طالما تباهوا به.
حيث يقول رمضان بيشي 21 عاما من سكان الرياض، وهو من الذين لم يكملوا المرحلة المتوسطة.. إن اختياره اللباس الغربي بحليه المثيرة والمنافية للعادات والتقاليد إنما هو ضمن إطار الحرية الشخصية، وإن الهدف الرئيس في ارتداء القلائد وربطات الشعر والأساور التي تحمل جماجم هو السعي في لفت أنظار الفتيات ، مبيناً أنه لم يلق اعتراضا على هذا المظهر من أفراد أسرته، كما أنه لن يستجيب لأي اعتراض لو حدث وعما إذا كان يقلد شخصيات شهيرة في طريقة لبسه قال "لا لم أقلد أحدا وأسعى لأن يقلدني من حولي في لبسي".
أما أمجد الصبري 20 عاما من سكان الرياض فقال السبب نفسه حول لبسه القلائد وهو السعي للفت أنظار الفتيات، وبسؤاله عن معرفته بالحكم الشرعي في الدين الإسلامي لمن يلبس القلائد، كونه مسلما فقال .. نعم فضلاً عن أني أحفظ 12 جزءا من القرآن أؤمن أيضا بتحريم الإسلام لبس الرجل القلائد، وأنا مؤمن بذلك، ولكني اختلف عن صديقي رمضان من حيث رضا أسرتي في لبس القلائد، فأنا لا أستطيع لبسها في المنزل وأمام والدي، بل احتفظ بها و ألبسها خارج المنزل.
(الوفاق) التقت نحو 50 شابا آخرين ممن يرتدون أزياء غريبة لم تكن تشكل ظاهرة في الأعوام السابقة ، أو لم تظهر بالشكل التي هي عليه الآن ، معظمهم دون الـ 23 عاما رفضوا التصوير بشدة واكتفوا بالتعليق، مبدين رغبتهم في عدم ذكر أسمائهم، أكثر من 90% منهم لم يكملوا المرحلة الثانوية، وكانت أبرز أزيائهم القلائد التي تحمل أشكالا وشعارات مختلفة، إلا أنه لم يستطع أي من أولئك الشباب معرفة رموز ومعاني القلائد التي يتحلون بها، واحتلت الأساور النسائية والأحزمة النسائية للبناطيل وصبغات الشعر المؤقتة وإيشاربات تغطية الرأس أبرز حلي الشباب الذين بدوا بملابس غير مألوفة.
أما على مستوى قصات الشعر فكانت أبرز المشاهدات تجرؤ عدد من الشباب في مدن الملاهي والمجمعات التجارية في مدينتي الدمام والخبر على إظهار شعورهم الطويلة وهي تتدلى في منتصف ظهورهم.
الفتيات في هذه التجمعات كانت لهن أيضا تقليعات مغايرة لصورة الفتاة النمطية حيث استحوذت (النعال الزبيرية) الرجالية على لفت الأنظار في أقدام الفتيات أسفل عباءاتهن، كما أن القبعة الرجالية كانت مميزة على بعض الفتيات في مدن الألعاب وهن يرتدينها فوق غطاء الوجه.
(الوفاق) تحدثت إلى مسؤول ميداني برتبة ملازم أول في شرطة الدمام حينما كان يتواجد أمام إحدى مدن الملاهي الشهيرة في الدمام، وسألته عن أبرز مشاهداته كرجل أمن يتعامل مع هذه الشريحة بشكل مباشر، فقال "إن بعض الشباب يتجه للأسوأ في سلوكياته وتصرفاته ومنطقه، ومن خلال ضبطنا لشباب في قضايا شجار أو تحرش جنسي أو غيرها في أيام الأعياد تحديدا حيث تعد أيام الذروة أستطيع القول بأن معظم الشباب الذين خرجوا عن إطار المألوف في اللباس والسلوكيات دون سن الـ 20 عاما، ومعظمهم من المتعثرين دراسياً ومن مستويات دراسية متدنية وتزداد جرأتهم يوما بعد يوم، والمثير أنهم يتحدثون بمنطق (ستار أكاديمي) و (بج برذر) وليس لديهم حجج أو مبررات في دفاعهم عن أنفسهم حينما نسألهم عن سبب تحليهم بالأساور أو القلائد أو قصات الشعر المثيرة أو صبغات الشعر، ولو سألت أحدهم عن مدى قناعته بما يدفعه تجاه الظهور بمثل هذه المظاهر سيكون رده.. ليس لدي قناعة!!
ولا أعلم هل هم فعلا غير مقتنعين بمظهرهم أم محرجون من مظهرهم أمامي كضابط شرطة، وفي الحالتين يتضح أنهم يعانون من خلل في التفكير والسلوك وفقدان الشخصية القدوة لديهم، ويضيف المسئول "ما أشاهده من تطور حال الشباب نحو الأسوأ في فترات متقاربة يكشف هشاشة الأساس التربوي لهؤلاء الشباب والتأثير الفاعل للقنوات التليفزيونية الهابطة، وهذا باعتراف الشباب أنفسهم، وأشفق على حال أولياء أمورهم، فمنهم الذي يعاني من تمرد ابنه، ومنهم من لا يرى في هذه السلوكيات أية سلبية، و كلا النوعين أمره يثير الشفقة".
حسين أبو العلا مسئول أمني في أشهر مدن الملاهي بالمنطقة الشرقية التي تقع على كورنيش الدمام قال لـ (الوفاق) "عند الحديث عن الظواهر المثيرة لدى الشباب فإننا لا نستطيع الفصل بين الشباب والشابات حيث من موقعي أرى بأن الجنسين على الدرجة نفسها من التغير".
مضيفا.. أن "الأعياد والعطل الاسبوعية التي تجمع آلاف الشباب بين فتيان وفتيات في مدن الملاهي تبين غياب الشاب السعودي المنضبط بنسبة تفوق الـ 70% داخل أروقة مدن الملاهي ليحل محله وبحضور طاغ شباب الـ (نيو لوك) ذو القلائد والأساور، ونلاحظ نحن الذين نعمل في مدن الألعاب تغير وتبدل سلوكيات الشباب، ولا أبالغ لو قلت بأن التغير في سلوكياتهم يتضح في كل عيد عن سابقه، بمعنى أن كل عيد نرى الشباب بسلوكيات ومظاهر أسوأ من العيد الذي قبله في شكل متسارع، ومن خلال خبرتي في هذا المجال ولكوني أرى كثيرا من آباء وأمهات الشباب أستطيع أن ألقي اللوم على أولياء الأمور في انحراف سلوكيات أبنائهم.. فلم يعد الشاب ولا الفتاة على يحترمون ذواتهم ولا من حولهم حيث بدت تصرفات الشباب أجرأ مما كانت عليه في السنوات القليلة الماضية".
أبو خالد أحد أولياء الأمور وهو في العقد الخامس من عمره ألقى باللوم على المؤسسة التربوية حين قال "للأسف المؤسسة التربوية لم تزرع في أبنائنا حب التعلم من أجل التعلم والاستفادة والتطور وتركت الأجيال تتعلم من أجل الشهادة فقط في سبيل الحصول على وظيفة، ولو كانت المؤسسة التربوية ذات أساليب تربوية عالية لما نشأ لدينا جيل يتأثر بالقنوات التليفزيونية الهابطة في سنوات قصيرة، حيث تأثر جيل من الشباب أشد تأثير بالقنوات المتخصصة في الغناء تبث برامج هدفها توجيه الشباب نحو إشباع غرائزه ونجحت في أقل من 2000 يوم وهو عمر القنوات الغنائية التي تظهر على شاشاتها رسائل الغزل والانحطاط بكلمات فاضحة وتقدم برامج تثقيفية. وسرعة تأثر الشباب بمثل هذه الوسائل يعري هشاشة الأساس التربوي الذي نشأ عليه هذا الجيل من الشباب.
إلا أن الشاب وليد فقيهي وهو ممن يحرصون على الظهور بأزياء غربية قال لـ(الوفاق) "لبس الشاب أزياء غربية صارخة ليس دليلا على انحراف في الوعي" وعزا سبب اتجاه الشباب إلى هذه الأزياء لما يتلقاه الشباب من القنوات التلفزيونية التي تساهم في انتشار مثل هذه الظواهر قائلا "أعترف أنه غزو فكري وإنما ذوقي استجاب لها".
(الوفاق) أجرت استطلاعا مبسطاً شمل 50 فتاة في مدن الألعاب فكانت نتيجته أن 88% من الفتيات لا تعجبهن مبالغة الشباب في أزيائهم وينظرن لها بسخرية..
وفي سؤال مفتوح ضمن الاستطلاع حول نظرة الفتاة للشاب المبالغ في تقليد الغرب كانت النتيجة إجماع من شملهن الاستطلاع بأن استبدال الزي الخليجي أو العربي ليس هو العيب في حد ذاته، ولكن المأخذ على المبالغة في الحلي والأزياء وتعري الشباب واستخدام الحلي النسائية.
(الوفاق) وخلال تجوالها داخل مدن الألعاب في الدمام شهدت حديثا دار بين رجل أمن وفتاة متبرجة في مظهرها الخارجي وهي دون الـ 18 من عمرها، أتت إليه بهدف الاستعلام عن ابن خالتها الذي ضبط في سرقة هاتف محمول داخل مدينة الألعاب، حين قالت للضابط بلهجتها العامية وهي تضع يدها في خصرها وتهتز قليلا.. "لو سمحت طلع لنا الولد.. نبي نروح البيت الساعة صارت ثلاث.. ترى الولد ما سوى شي.. يعني عشان سرق جوال بتمسكونه عندكم إلى آخر اليوم!!".
ليعلق رجل الأمن بقوله إن "وقفتها وعلو صوتها واستهانتها بسرقة الهاتف تنم عن مستوى تفكير وثقافة وتربية مختلفة تماما عما نشأت عليه الأجيال السابقة".
من جهته قال خالد الشيخ وهو إعلامي سعودي يعمل في وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية.. إن "أهم مسببات هذه الظواهر التي لا تتناسب وطبيعة المجتمع السعودي الثقافية والدينية هو الدعم الإعلامي الذي تقوم به الماكنة الإعلامية الغربية والتي تخدم قطاع المؤسسة الاقتصادية الغربية عامة والأمريكية خاصة، حيث يؤدي اندهاش الشباب بنجوم السينما والمطربين إلى تحريك بعض القوى الاقتصادية التي خططت للترويج عن منتجاتها بين الشباب عبر الوسائل الإعلامية التي تقدم برامج هابطة. وما القنوات الحديثة ببرامجها الهابطة الجريئة إلا نتاج سياسات واستراتجيات متداخلة تجمع بين الغزو الفكري والثقافي وأهدافه التي تخدم أهدافا اقتصادية صرفة أو أهدافا دينية صرفة أو أهدافا إعلامية وأهدافا أخرى متنوعة، لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن معظم الدول الغربية رفضت في وقت سابق نموذج الثقافة الأمريكية وقاومت قبل ذلك فرنسا هذا المد الثقافي الذي أسمته بغزو (الكوبوي) وحاولت أن تخرج ببدائل نابعة من البيئة الفرنسية من خلال الإرث الثقافي الفرنسي وهو ما عجزنا عنه في العالم العربي حيث لم نستطع حتى اللحظة أن نخلق رموزا ثقافية وفكرية لتكون مثالا يقتدى به يتوافق وطبيعة مجتمعنا الثقافية والدينية والاجتماعية".
و يضيف خالد الشيخ.. "دائما ما يوجه الساسة أو الاقتصاديون أهدافهم إلى شريحة الشباب في المجتمعات فهم الأكثر حماسا للظواهر الجديدة مهما كانت وهم القادرون على الترويج لها بشكل سريع بين جيلهم، كما أنهم يستهدفون مصر في ترويج ما يرغبون، باعتبارها المعبر الأهم في العالم العربي والموصل السريع لبقية شعوب المنطقة بحكم تأثيرها القوي إعلاميا وحضاريا على بقية العالم العربي".
الدمام : خالد الجناحي
هل من نتحدث عنهم هنا سعوديون ؟.. نعم ولعلنا ونحن نتحدث عن البعض من الشباب السعودي نتذكر (عواد البندر) المتهم مع صدام حسين في قضية الدجيل العراقية عندما وصف نفسه بأنه بلا هوية!! وذلك عندما طلب منه القاضي الوقوف والإدلاء ببيانات هويته.. ليرد المتهم عواد البندر على القاضي أمام عدسات النقل الحي حيث رأى وسمع الملايين كلماته التي قالها "أنا لا أحمل هوية. هويتي سلبها مني حراس المحكمة.. أنا الآن بلا هوية" !! مفاجئاً الملايين بتلك الكلمات ما دفع القاضي لاستيضاح ما كان يقصده البندر.. حتى تبين أن الهوية التي سلبت منه إنما هي الهوية المعنوية، حيث قصد العقال والغترة التي أجبر على خلعها بأمر حراس المحكمة قبل دخوله، وأصر البندر على رفضه التعاطي مع القاضي ما لم تعاد له هويته الرمزية.
وعلى الرغم من أن العالم العربي يرى في دول الخليج شدة تمسكها بالزي العربي الذي أشهره (الثوب والعقال والغترة) مقارنة ببقية الدول العربية، إلا أن الشباب الخليجي قد يكون الأكثر تمردا من الشباب العربي في الدول الأخرى على الهوية .
(الوفاق) رصدت ظاهرة انتحال أعداد غفيرة من الشباب السعودي هويات ليست من
المتعارف عليه في مجتمعاتهم ورصدت شغفهم في تقليد الغربيين على مستويات متفرقة، بدءا من اللباس الغربي وحتى العادات والتقاليد التي حلت بدلاً من العادات الخليجية، وناقشت معهم لجوءهم للقلائد والأساور وصبغات الشعر ولبس الذكور منهم بعض الملابس النسائية وتخليهم عن الزي الذي طالما تباهوا به.
حيث يقول رمضان بيشي 21 عاما من سكان الرياض، وهو من الذين لم يكملوا المرحلة المتوسطة.. إن اختياره اللباس الغربي بحليه المثيرة والمنافية للعادات والتقاليد إنما هو ضمن إطار الحرية الشخصية، وإن الهدف الرئيس في ارتداء القلائد وربطات الشعر والأساور التي تحمل جماجم هو السعي في لفت أنظار الفتيات ، مبيناً أنه لم يلق اعتراضا على هذا المظهر من أفراد أسرته، كما أنه لن يستجيب لأي اعتراض لو حدث وعما إذا كان يقلد شخصيات شهيرة في طريقة لبسه قال "لا لم أقلد أحدا وأسعى لأن يقلدني من حولي في لبسي".
أما أمجد الصبري 20 عاما من سكان الرياض فقال السبب نفسه حول لبسه القلائد وهو السعي للفت أنظار الفتيات، وبسؤاله عن معرفته بالحكم الشرعي في الدين الإسلامي لمن يلبس القلائد، كونه مسلما فقال .. نعم فضلاً عن أني أحفظ 12 جزءا من القرآن أؤمن أيضا بتحريم الإسلام لبس الرجل القلائد، وأنا مؤمن بذلك، ولكني اختلف عن صديقي رمضان من حيث رضا أسرتي في لبس القلائد، فأنا لا أستطيع لبسها في المنزل وأمام والدي، بل احتفظ بها و ألبسها خارج المنزل.
(الوفاق) التقت نحو 50 شابا آخرين ممن يرتدون أزياء غريبة لم تكن تشكل ظاهرة في الأعوام السابقة ، أو لم تظهر بالشكل التي هي عليه الآن ، معظمهم دون الـ 23 عاما رفضوا التصوير بشدة واكتفوا بالتعليق، مبدين رغبتهم في عدم ذكر أسمائهم، أكثر من 90% منهم لم يكملوا المرحلة الثانوية، وكانت أبرز أزيائهم القلائد التي تحمل أشكالا وشعارات مختلفة، إلا أنه لم يستطع أي من أولئك الشباب معرفة رموز ومعاني القلائد التي يتحلون بها، واحتلت الأساور النسائية والأحزمة النسائية للبناطيل وصبغات الشعر المؤقتة وإيشاربات تغطية الرأس أبرز حلي الشباب الذين بدوا بملابس غير مألوفة.
أما على مستوى قصات الشعر فكانت أبرز المشاهدات تجرؤ عدد من الشباب في مدن الملاهي والمجمعات التجارية في مدينتي الدمام والخبر على إظهار شعورهم الطويلة وهي تتدلى في منتصف ظهورهم.
الفتيات في هذه التجمعات كانت لهن أيضا تقليعات مغايرة لصورة الفتاة النمطية حيث استحوذت (النعال الزبيرية) الرجالية على لفت الأنظار في أقدام الفتيات أسفل عباءاتهن، كما أن القبعة الرجالية كانت مميزة على بعض الفتيات في مدن الألعاب وهن يرتدينها فوق غطاء الوجه.
(الوفاق) تحدثت إلى مسؤول ميداني برتبة ملازم أول في شرطة الدمام حينما كان يتواجد أمام إحدى مدن الملاهي الشهيرة في الدمام، وسألته عن أبرز مشاهداته كرجل أمن يتعامل مع هذه الشريحة بشكل مباشر، فقال "إن بعض الشباب يتجه للأسوأ في سلوكياته وتصرفاته ومنطقه، ومن خلال ضبطنا لشباب في قضايا شجار أو تحرش جنسي أو غيرها في أيام الأعياد تحديدا حيث تعد أيام الذروة أستطيع القول بأن معظم الشباب الذين خرجوا عن إطار المألوف في اللباس والسلوكيات دون سن الـ 20 عاما، ومعظمهم من المتعثرين دراسياً ومن مستويات دراسية متدنية وتزداد جرأتهم يوما بعد يوم، والمثير أنهم يتحدثون بمنطق (ستار أكاديمي) و (بج برذر) وليس لديهم حجج أو مبررات في دفاعهم عن أنفسهم حينما نسألهم عن سبب تحليهم بالأساور أو القلائد أو قصات الشعر المثيرة أو صبغات الشعر، ولو سألت أحدهم عن مدى قناعته بما يدفعه تجاه الظهور بمثل هذه المظاهر سيكون رده.. ليس لدي قناعة!!
ولا أعلم هل هم فعلا غير مقتنعين بمظهرهم أم محرجون من مظهرهم أمامي كضابط شرطة، وفي الحالتين يتضح أنهم يعانون من خلل في التفكير والسلوك وفقدان الشخصية القدوة لديهم، ويضيف المسئول "ما أشاهده من تطور حال الشباب نحو الأسوأ في فترات متقاربة يكشف هشاشة الأساس التربوي لهؤلاء الشباب والتأثير الفاعل للقنوات التليفزيونية الهابطة، وهذا باعتراف الشباب أنفسهم، وأشفق على حال أولياء أمورهم، فمنهم الذي يعاني من تمرد ابنه، ومنهم من لا يرى في هذه السلوكيات أية سلبية، و كلا النوعين أمره يثير الشفقة".
حسين أبو العلا مسئول أمني في أشهر مدن الملاهي بالمنطقة الشرقية التي تقع على كورنيش الدمام قال لـ (الوفاق) "عند الحديث عن الظواهر المثيرة لدى الشباب فإننا لا نستطيع الفصل بين الشباب والشابات حيث من موقعي أرى بأن الجنسين على الدرجة نفسها من التغير".
مضيفا.. أن "الأعياد والعطل الاسبوعية التي تجمع آلاف الشباب بين فتيان وفتيات في مدن الملاهي تبين غياب الشاب السعودي المنضبط بنسبة تفوق الـ 70% داخل أروقة مدن الملاهي ليحل محله وبحضور طاغ شباب الـ (نيو لوك) ذو القلائد والأساور، ونلاحظ نحن الذين نعمل في مدن الألعاب تغير وتبدل سلوكيات الشباب، ولا أبالغ لو قلت بأن التغير في سلوكياتهم يتضح في كل عيد عن سابقه، بمعنى أن كل عيد نرى الشباب بسلوكيات ومظاهر أسوأ من العيد الذي قبله في شكل متسارع، ومن خلال خبرتي في هذا المجال ولكوني أرى كثيرا من آباء وأمهات الشباب أستطيع أن ألقي اللوم على أولياء الأمور في انحراف سلوكيات أبنائهم.. فلم يعد الشاب ولا الفتاة على يحترمون ذواتهم ولا من حولهم حيث بدت تصرفات الشباب أجرأ مما كانت عليه في السنوات القليلة الماضية".
أبو خالد أحد أولياء الأمور وهو في العقد الخامس من عمره ألقى باللوم على المؤسسة التربوية حين قال "للأسف المؤسسة التربوية لم تزرع في أبنائنا حب التعلم من أجل التعلم والاستفادة والتطور وتركت الأجيال تتعلم من أجل الشهادة فقط في سبيل الحصول على وظيفة، ولو كانت المؤسسة التربوية ذات أساليب تربوية عالية لما نشأ لدينا جيل يتأثر بالقنوات التليفزيونية الهابطة في سنوات قصيرة، حيث تأثر جيل من الشباب أشد تأثير بالقنوات المتخصصة في الغناء تبث برامج هدفها توجيه الشباب نحو إشباع غرائزه ونجحت في أقل من 2000 يوم وهو عمر القنوات الغنائية التي تظهر على شاشاتها رسائل الغزل والانحطاط بكلمات فاضحة وتقدم برامج تثقيفية. وسرعة تأثر الشباب بمثل هذه الوسائل يعري هشاشة الأساس التربوي الذي نشأ عليه هذا الجيل من الشباب.
إلا أن الشاب وليد فقيهي وهو ممن يحرصون على الظهور بأزياء غربية قال لـ(الوفاق) "لبس الشاب أزياء غربية صارخة ليس دليلا على انحراف في الوعي" وعزا سبب اتجاه الشباب إلى هذه الأزياء لما يتلقاه الشباب من القنوات التلفزيونية التي تساهم في انتشار مثل هذه الظواهر قائلا "أعترف أنه غزو فكري وإنما ذوقي استجاب لها".
(الوفاق) أجرت استطلاعا مبسطاً شمل 50 فتاة في مدن الألعاب فكانت نتيجته أن 88% من الفتيات لا تعجبهن مبالغة الشباب في أزيائهم وينظرن لها بسخرية..
وفي سؤال مفتوح ضمن الاستطلاع حول نظرة الفتاة للشاب المبالغ في تقليد الغرب كانت النتيجة إجماع من شملهن الاستطلاع بأن استبدال الزي الخليجي أو العربي ليس هو العيب في حد ذاته، ولكن المأخذ على المبالغة في الحلي والأزياء وتعري الشباب واستخدام الحلي النسائية.
(الوفاق) وخلال تجوالها داخل مدن الألعاب في الدمام شهدت حديثا دار بين رجل أمن وفتاة متبرجة في مظهرها الخارجي وهي دون الـ 18 من عمرها، أتت إليه بهدف الاستعلام عن ابن خالتها الذي ضبط في سرقة هاتف محمول داخل مدينة الألعاب، حين قالت للضابط بلهجتها العامية وهي تضع يدها في خصرها وتهتز قليلا.. "لو سمحت طلع لنا الولد.. نبي نروح البيت الساعة صارت ثلاث.. ترى الولد ما سوى شي.. يعني عشان سرق جوال بتمسكونه عندكم إلى آخر اليوم!!".
ليعلق رجل الأمن بقوله إن "وقفتها وعلو صوتها واستهانتها بسرقة الهاتف تنم عن مستوى تفكير وثقافة وتربية مختلفة تماما عما نشأت عليه الأجيال السابقة".
من جهته قال خالد الشيخ وهو إعلامي سعودي يعمل في وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية.. إن "أهم مسببات هذه الظواهر التي لا تتناسب وطبيعة المجتمع السعودي الثقافية والدينية هو الدعم الإعلامي الذي تقوم به الماكنة الإعلامية الغربية والتي تخدم قطاع المؤسسة الاقتصادية الغربية عامة والأمريكية خاصة، حيث يؤدي اندهاش الشباب بنجوم السينما والمطربين إلى تحريك بعض القوى الاقتصادية التي خططت للترويج عن منتجاتها بين الشباب عبر الوسائل الإعلامية التي تقدم برامج هابطة. وما القنوات الحديثة ببرامجها الهابطة الجريئة إلا نتاج سياسات واستراتجيات متداخلة تجمع بين الغزو الفكري والثقافي وأهدافه التي تخدم أهدافا اقتصادية صرفة أو أهدافا دينية صرفة أو أهدافا إعلامية وأهدافا أخرى متنوعة، لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن معظم الدول الغربية رفضت في وقت سابق نموذج الثقافة الأمريكية وقاومت قبل ذلك فرنسا هذا المد الثقافي الذي أسمته بغزو (الكوبوي) وحاولت أن تخرج ببدائل نابعة من البيئة الفرنسية من خلال الإرث الثقافي الفرنسي وهو ما عجزنا عنه في العالم العربي حيث لم نستطع حتى اللحظة أن نخلق رموزا ثقافية وفكرية لتكون مثالا يقتدى به يتوافق وطبيعة مجتمعنا الثقافية والدينية والاجتماعية".
و يضيف خالد الشيخ.. "دائما ما يوجه الساسة أو الاقتصاديون أهدافهم إلى شريحة الشباب في المجتمعات فهم الأكثر حماسا للظواهر الجديدة مهما كانت وهم القادرون على الترويج لها بشكل سريع بين جيلهم، كما أنهم يستهدفون مصر في ترويج ما يرغبون، باعتبارها المعبر الأهم في العالم العربي والموصل السريع لبقية شعوب المنطقة بحكم تأثيرها القوي إعلاميا وحضاريا على بقية العالم العربي".